لغز اتفاقية التحرش فى أماكن العمل
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
بعيدًا عن الضغط النفسى والبدنى الذى تتعرض له المرأة العاملة طوال ساعات العمل.. تواجه العديد من النساء والفتيات اشكالا مختلفة من العنف والتحرش داخل أماكن العمل، والغالبية العظمى منهن يلتزمن الصمت خشية الفضيحة واللوم وانقطاع الرزق.
وعام 2019 أصدرت منظمة العمل الدولية «اتفاقية 190» لمناهضة العنف والتحرش فى عالم العمل، وبموجب التصديق عليها تلزم الدول بوضع تشريعات تجرِّم العنف والتحرش وتعاقب مرتكبيه.
تهدف الاتفاقية 190 والتوصية 206 الملحقة بها إلى حق الجميع فى عمل خالٍ من العنف والتحرش، وأن الحماية من العنف هى جزء أصيل من الصحة والسلامة المهنية، وتوفير بيئة عمل لائقة ومناسبة سواء فى القطاع المنظم أو غير المنظم، وتحقيق المساواة بين الجنسين.
وعلى الرغم من أهمية تلك الاتفاقية الا ان عدد الدول التى صادقت عليها 44 دولة فقط، منها دولتان عربيتان هما الأردن والعراق وثمانى دول أفريقية: جمهورية أفريقيا الوسطى وليسوتو وموريشيوس وناميبيا ونيجيريا ورواندا وجنوب أفريقيا أوغندا.
وعلى مدار الخمس سنوات الماضية وحتى الآن تتعالى الأصوات النسائية ومنظمات حقوق المرأة وأصوات ممثلي النقابات، مطالبين بضرورة توقيع مصر على اتفاقية ١٩٠.. ولكن حتى الآن لم توقع مصر على الاتفاقية رغم ان 76٪ من النساء العاملات تعرضن لنوع من التحرش أو التمييز فى مكان العمل طبقا لدراسة اعدتها مبادرة المحاميات المصريات لحقوق المرأة وأن 60% من النساء أبلغن عن شعورهن بعدم الأمان فى بيئة العمل، و10% فقط من المؤسسات والشركات لديها سياسات واضحة لمكافحة التحرش والعنف ضد النساء.
وبما ان ثقافة الاحترام والأمان فى بيئة العمل ضرورة حتمية للنساء والرجال على السواء، وبما ان تلك الاتفاقية تجرم كافة أشكال العنف والتحرش داخل العمل، إذن لماذا لم توقع مصر على اتفاقية ١٩٠ حتى الآن؟!!!
طرحت السؤال على منى عزت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة النون لرعاية الاسرة فقالت:
اتفاقية ١٩٠ توفر الحماية للعمال والعاملات داخل أماكن العمل، كما أنها وسعت نطاق الحماية بإدخال مصطلح عالم العمل والمقصود به ليس المكان التقليدى داخل مصنع أو شركة أو مكتب، ولكن كل ما يتعلق بعلاقات العمل سواء فى مكان تدريب أو اجتماع خارج الشركة أو أى نشاط اجتماعى «حفلة، رحلة» تنظمه جهة العمل.
أيضا فترات الراحة الخاصة بساعات العمل كذلك أوقات الذهاب والعودة للعمل، كما تضمن الحماية رسائل العمل التى تتم عبر الموبايل أو الايميل.. وكل ما هو له علاقة بالعمل.
وأضافت منى: كما تنص الاتفاقية على إلزام النقابات والحكومة وأصحاب العمل بإعداد تشريعات واضافة مواد لقانون العمل تجرم العنف والتقدم بها للبرلمان من أجل اقرارها، كما تلزم الاتفاقية موافقه أصحاب العمل على وجود سياسات للحماية تتضمن آلية التقدم بشكوى مع حفظ سرية الشاكى أو الشاكية والشهود.
كما تضمن الاتفاقية تشكيل لجان من متخصصين فى قضايا العنف مع وجود آليات الرصد والمتابعة لمعدلات العنف والتحرش داخل أماكن العمل.
وأوضحت منى انه بالرغم من ان الحكومة المصرية لم تصدق على هذه الاتفاقية حتى الآن.. لكن هناك اهتماما من قبل الدولة بقضايا العنف داخل أماكن العمل وقالت: هناك عدد من الوزارات اهتموا بسياسات لمناهضة العنف مثل وزارة الشباب والنقل، كذلك وزارة العمل التى تعكف حاليا على إعداد مدونة سلوك بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ومن ضمن المراجع التى تستند إليها المدونة اتفاقية ١٩٠، اذن هو نهج تتبعه الدولة فى عدد من الاتفاقيات تمهيدا لفكرة التصديق عليها..
أما سبب تأخير مصر فى التصديق عليها فقالت منى يسأل عنها الحكومة!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أماكن العمل العنف والتحرش
إقرأ أيضاً:
تدهور الامن المدرسي في فرنسا 2025 تصاعد العنف وتهديد المدارس الاخوانية
شهد ملف الامن المدرسي في فرنسا عام 2025 واحدة من اعقد الازمات التربوية خلال السنوات الاخيرة بعدما تصاعدت حوادث العنف داخل المؤسسات التعليمية وتداخلت مع ملف المدارس الاخوانية غير الخاضعة بالكامل للرقابة الامر الذي اعاد النظام التعليمي كله الى دائرة الجدل حول قدرته على حماية المعلمين والطلاب
في ظل اتهامات بتراجع ادوات الردع وضعف الامكانيات المتاحة واستمرار احساس المعنيين بالعملية التربوية بان المدرسة فقدت جزءا من حصانتها التقليدية داخل المجتمع وهو ما دفع نحو قرارات امنية غير مسبوقة وفتح نقاشا سياسيا ساخنا حول مصير المدرسة وامنها وانتمائها الى قيم الجمهورية
تصاعد ازمة الامن المدرسي في فرنسا 2025حيث شهد عام 2025 تصاعد ملف الامن المدرسي في فرنسا بصورة لافتة اذ تتداخل الاعتداءات الجسدية واللفظية داخل المؤسسات مع الحديث عن مدارس توصف بانها مرتبطة بفكر الاخوان مما يفتح نقاشا واسعا حول مستقبل الحماية داخل النظام التربوي في البلاد
يرصد المسؤولون التربويون تنامي احساس بالعجز لدى الادارات والمعلمين في مواجهة ارتفاع وتيرة الاعتداءات داخل المؤسسات التعليمية بينما ترتفع المطالب بتعزيز الحماية وصولا الى طرح مقترحات استثنائية تمثلت في دراسة تسليح بعض عناصر الامن داخل المدارس او توسيع شبكة الكاميرات داخل الفضاء التعليمي
يتزامن ذلك مع جدل مجتمعي واسع بين اتجاه يدعو الى تشديد الاجراءات واتجاه اخر يتحفظ على توسيع الوجود الامني داخل المؤسسات غير ان اغلب التقارير الفرنسية تصف عاما مثقلا بالتوتر وتصاعد احساس بالانفلات داخل البيئة التربوية
يدفع تصاعد الاعتداءات بالملف الى الواجهة اذ تشير تقديرات فرنسية الى تسجيل اكثر من 4 الاف حادث عنف خلال 2025 في المراحل الدراسية المختلفة مع توسع الاعتداءات اللفظية والجسدية على المعلمين وارتفاع حوادث الشجارات الجماعية والاعتداء بالسلاح الابيض او اقتحام بعض المؤسسات من خارجها
يصف خبراء عام 2025 بانه الاكثر اضطرابا منذ عقد اذ باتت بعض المدارس تشهد حوادث شبه اسبوعية في ظل شعور متزايد لدى العديد من الادارات التعليمية بان المدرسة التي كانت تعد اخر مؤسسات الجمهورية المحمية اصبحت في عين العاصفة
يؤكد الخبير التربوي الفرنسي جان بيار اوبان ان ازمة 2025 ليست امنية فقط بل ازمة نموذج تربوي يتعرض لضغط اجتماعي وثقافي غير مسبوق ويوضح اوبان ان العنف والاختراق الايديولوجي هما وجهان لخلل واحد يتمثل في اهتزاز المدرسة كمؤسسة منحت سلطة داخل المجتمع
تفرض الاجراءات الحكومية مسارا جديدا اذ تعلن وزارة التعليم الفرنسية زيادة موظفي الحراسة في 300 مؤسسة وتعزيز التنسيق بين الشرطة والمدارس في مناطق مصنفة حساسة اضافة الى خطط لتوسيع كاميرات المراقبة داخل المؤسسات وفي محيطها
يتفجر الجدل السياسي حين يقترح بعض نواب الجمعية الوطنية دراسة تسليح عناصر الامن المدرسي في المناطق العالية الخطورة وهو طرح اثار صدمة تربوية لدى النقابات التي رأت فيه مؤشرا على فشل الدولة في حماية المؤسسات
يعود ملف المدارس الاخوانية الى الساحة اذ تشير تقارير فرنسية الى ان عام 2025 سجل اعلى نسبة اغلاق لمؤسسات تعليمية غير مرخصة يرتبط بعضها بجمعيات دينية تتبع فكر الاخوان بشكل مباشر او غير مباشر بينما نفذت وزارة الداخلية اكثر من 80 عملية تفتيش اسفرت عن اغلاق مدارس او فصول تغيب عنها المعايير ويدرس فيها محتوى غير متوافق مع المناهج الوطنية
يحذر جان بيار اوبان من الاكتفاء بالحلول الامنية مؤكدا حاجة فرنسا الى اصلاح تربوي عميق بجوار الاجراءات الامنية ويشدد على ان الاقتصار على التدابير البوليسية لن ينهي ازمة المدارس بل يؤجل انفجارها
تكشف واقعة منفصلة حجم الضغط الذي تعيشه المدرسة مع تداول ما يشبه الفضيحة المرتبطة بمسابقة ملكة جمال فرنسا 2026 وهي اشارة استخدمها مراقبون لاظهار امتداد الجدل التربوي الى فضاءات رمزية وثقافية اخرى
تنشر تقارير فرنسية شهادات لمعلمين يتحدثون عن خوف يومي وضغوط داخل المؤسسات وعن تلاميذ او مجموعات محلية تعتبر المدرسة فضاء صراع وليس فضاء تعليم بينما يعمل المعلم في 2025 في ظروف اقرب الى عمل الشرطي منه الى المدرس في ظل تحديات متصاعدة تخص الامن المدرسي وتداعياته المتعددة