موقع 24:
2025-06-13@10:51:39 GMT

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

معظم المنطقة عاشت وعانت من متلازمة التطرف التي يرمز لها بـ1979، وهي السنة التي وصل فيها آية الله الخميني إلى الحكم وأقام نظاماً ثيولوجياً آيدولوجياً متطرفاً نشر عدواه في أنحاء المنطقة. أصيبت به المجتمعات العربية وتسلل إلى عمق بعض الأنظمة، في التسعينات وما بعدها.

فهل الدور على سوريا التي تحتفل بالخلاص من واحد من أكثر الأنظمة فظاعة وقسوة في العالم؟ هل يعقل أن معظم العالم العربي الذي لفظ حديثاً التطرف وقضى على معظم «القاعدة» و«داعش»، وحاصر «حزب الله»، وأبعد «الإخوان»، يمكن أن يولد من جديد وفي دمشق؟
ليس خفياً أن هناك قلقاً إقليمياً ودولياً، وبالطبع سوريّاً، من أن يعتلي المتطرفون الحكم ويحيلوا حياة سوريا والمنطقة إلى أزمات وحروب في وقت يحتاج 23 مليون سوري إلى الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والعيش حياة كريمة.


«هيئة تحرير الشام»، حتى اليوم، أظهرت تقبلاً للأنظمة الاجتماعية والدولية، وتعاملت بحساسية مع مكونات البلاد المتنوعة، وصدر عن رئيسها أحمد الشرع العديد من التصريحات المطمئنة للحكومات والمواطنين، بأنه مع دولة للجميع، وأنهم ليسوا جماعة تريد تغيير سوريا والعالم وفق رؤية متطرفة.
ستتضح الصورة عندما يستقر الوضع، ويفعّل النظام الجديد نشاطه، ويدير عجلة مؤسساته. أما الآن فليس لنا إلا أن نفترض أن المنخرطين في الثورة السورية تعلموا دروساً صعبة من تجاربهم الطويلة. قائدهم، أحمد الشرع نفسه مر بتحولات فكرية كبيرة، وسبق له أن تحدث عنها. عندما كان شاباً في مطلع العشرينات يختلف عنه اليوم، 42 عاماً، حيث يبدو أكثر هدوءاً وحكمة. ونفترض كذلك أن المتطرفين لم يصلوا إلى أسوار دمشق إلا بعد سنوات من تجاربهم ومعرفتهم بما حدث للأمم التي في محيطهم الجغرافي.
لم ينجح نظام ديني متطرف واحد، كل ما وصل منها أو كاد يصل سقط، باستثناء نظام الخميني في طهران، وتجربته نموذج وعبرة يستحقان التأمل. نجح في نقل إيران من مزدهرة إلى فقيرة. سخّر كل إمكاناتها لأحلامه الدينية المتشددة، وها هو اليوم يواجه مخاطر مع سقوط الدومينو خارجياً، ورفضاً شعبياً واسعاً داخلياً لثقافته. استوطن المتطرفون أيضاً السودان وتركوه خراباً. مروا سريعاً على القاهرة، حكموها لعام واحد، كانت تجربة أيقظت المصريين وأعادتهم إلى الميادين للتظاهر لإقصائهم. وهناك الدول التي ابتليت قهراً بجماعات مسلحة متطرفة مثل «حزب الله» في لبنان، وميليشيات ليبيا والصومال واليمن وغيرها تسببت في تدمير بلدانها. ومن ثمّ ليس أمام حكام دمشق الجدد نموذج واحد ناجح.
تاريخ 1979 رمز يعبر عن تاريخ التطرف والفشل. يعبر عن كارثة نصف قرن حلت بالمنطقة. الخمينية، والقطبية، والسرورية، والسلالية مثل الحوثية، جاءت امتداداً لقطار الآيديولوجيات الساعية إلى الحكم، من شيوعية واشتراكية وبعثية.
سوريا البعثية أخذت نصيبها تحت نظام عسكري لجيلين من بيت الأسد. إنْ ترث الحكم وتحتكره آيديولوجيا إسلاموية متطرفة فسيعني ذلك أن ليل سوريا طويل. ولهذا تحث الأمم المتحدة والقوى الدولية المختلفة القابضين على السلطة في دمشق على تبني المشاركة السياسية لاستيعاب الجميع. ليس لأن المشاركة فقط تعكس تنوع الوضع الاجتماعي السياسي في سوريا، بل والأهم، لأنها الوصفة الوحيدة التي يمكن أن تتجنب الفوضى والاقتتال والتدخلات الخارجية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

انطلاق محاكمة أخطر خلية يمينية متطرفة في فرنسا خططت لقتل مئات المسلمين

في مشهد يعيد فتح جراح الذاكرة الفرنسية حول تصاعد العنف اليميني، بدأت يوم الثلاثاء في باريس محاكمة 16 شخصًا يُشتبه بانتمائهم إلى منظمة يمينية متطرفة تُعرف باسم "حركة قوات العمليات" (Action des Forces Opérationnelles – AFO)، وذلك بعد اتهامهم بالتخطيط لتنفيذ سلسلة هجمات إرهابية ضد المسلمين في فرنسا. اعلان

ووفقًا لما ورد في ملف التحقيق، فإن هؤلاء المتهمين، الذين انضموا إلى المنظمة بين عامي 2017 و2018، جاؤوا من خلفيات اجتماعية ومهنية متباينة؛ من بينهم مهندسون، ممرضون، شرطي متقاعد، وحتى دبلوماسيون سابقون، إلا أن ما جمعهم كان عقيدة متطرفة قائمة على كراهية المسلمين، وادعاء مواجهة ما يصفونه بـ"الغزو الإسلامي" واستعادة ما يعتبرونه "إرث الأجداد الفرنسيين".

Relatedفرنسا: تقرير رسمي يحذّر من تأثير جماعة الإخوان المسلمين على "التماسك الوطني" في البلادفرنسا: مشروع قانون حظر الحجاب في الملاعب: تمسك بالعلمانية أو تمييز ضد المسلمين؟فرنسا... تقرير حكومي يثير جدلاً حول "الخطر الإخواني" ومخاوف من وصم المسلمينقلب التنظيم: "ريشيليو"

وتعد هذه المجموعة، بحسب النيابة، من بين الأخطر على الساحة اليمينية المتطرفة الفرنسية، ويُعتبر أبرز أعضائها رجل يُعرف بلقب "ريشيليو"، وهو ضابط شرطة سابق يُزعم أنه المؤسس الفعلي للتنظيم، وقد تشاركه في قيادة الحركة شريكته "ماري فيرونيك"، صاحبة مدونة "Réveil patriote" (استيقظ يا وطني)، التي استخدمت كمنصة لنشر الأفكار العنصرية والتحريضية.

رغم ذلك، نفت محاميته في تصريح لوكالة "فرانس برس" أي ضلوع لموكلها في التخطيط لأعمال عنف، مؤكدة أن التهم الموجهة إليه لا تستند إلى وقائع مثبتة.

التحقيقات كشفت عن نوايا مروعة، شملت خطة لاغتيال ما لا يقل عن 200 إمام تصفهم المجموعة بـ"المتطرفين"، إلى جانب محاولة تفجير أحد المساجد في ضاحية كليشي-لا-غارين الباريسية، بالإضافة إلى عملية أطلق عليها اسم "حلال"، تهدف إلى تسميم الأغذية الحلال في الأسواق الفرنسية باستخدام مواد قاتلة كسم الفئران والسيانيد.

وخلال عمليات التفتيش، عثرت السلطات على ترسانة تضم أسلحة نارية وآلاف الطلقات، بالإضافة إلى مكونات تدخل في تصنيع المتفجرات، ما يدعم، بحسب الادعاء، فرضية التحضير الجاد لتنفيذ الهجمات.

محاكمة تحت المجهر: 18 يومًا من الجدل والقلق

ورغم خطورة التهم، أُفرج عن المتهمين إلى حين انتهاء جلسات المحاكمة، المقررة حتى 27 يونيو/حزيران الجاري، وسط حالة من الترقب الشعبي والنقاش الحاد داخل الأوساط السياسية والإعلامية، حول تصاعد ظاهرة الإرهاب اليميني، وتزايد خطاب الكراهية ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا عمومًا.

وتأتي هذه المحاكمة في أعقاب جريمتي قتل عنصريتين هزّتا الرأي العام خلال الأسابيع الماضية؛ الأولى راح ضحيتها رجل من مالي قُتل داخل مسجد، والثانية قُتل فيها المواطن التونسي هشام الميراوي برصاصات خمس أطلقها عليه جاره الفرنسي بدافع واضح من الكراهية العرقية والدينية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • من لبنان إلى سوريا.. تفاصيل أكبر العصابات التي تطوّق الحدود
  • انطلاق محاكمة أخطر خلية يمينية متطرفة في فرنسا خططت لقتل مئات المسلمين
  • وزير الطوارئ يبحث مع الاتحاد الأوروبي التحديات التي تواجه عودة اللاجئين وإمكانية تقديم الدعم
  • سوريا: استشهاد مدنى واعتقال 7 آخرين خلال اقتحام إسرائيلى بلدة بريف دمشق
  • سوريا تدين التوغل الإسرائيلي في بيت جن بريف دمشق وتدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
  • سوريا.. هل يتبخّر حلم انتعاش السياحة أمام الفوضى الأمنية والقيود على الحريات؟
  • سوريا.. قتيل خلال اقتحامات إسرائيلية بريف دمشق وتل أبيب تزعم اختطاف عناصر فلسطينية
  • سوريا.. العثور على مقبرة جماعية في بلدة علوية من مخلفات نظام الأسد
  • اليونيسف: ما حدث من تغيرات إيجابية منذ سقوط نظام الأسد يسهم في تجدد الأمل لأطفال سوريا
  • لجنة السلم الأهلي: العدالة ليست انتقاماً وحديث عن دور ضباط نظام الأسد في تحرير سوريا