سودانايل:
2025-05-30@14:21:08 GMT

كتابات تتحدى الحرب: فلذات أكبادنا

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

فلذات أكبادنا

استأذنكم اليوم ان افسح المجال لإحدى حراير بلادي من من اضررن لكل الوان البهدلة
من نزوح ولجوء، السيدة اسراء ذات ملكات كتابية مبشرة وانا أستضيفها هنا تشجيعاً علها تواصل الكتابة وتحكي عن معاناتها مع اللجوء لدولة جنوب السودان..نسأل الله أن
يعم السلام في ربوع بلادنا ويعود الناس لديارهم..

فلذات أكبادنا

اجلس الان في مسكني بعد ان عدت من مركز تسجيل اللاجئين في جوبا لاسترجع اجمل الذكريات وكل ثقة بان اتماسك وان اتشبث بالامل.

.ويقيني ان القادم أحلي بإذن الله..
في تلك اللحظة لمحت بنتي جود امامي وسرحت استرجع الذكريات ….

تمر بنا الأيام والسنون ونحن نصارع لاجل العيش الكريم في هذه الحياة منذ بدء الخليقة ونحن نطفه في أرحام أمهاتنا , لتبدأ دوره الحياة البيلوجية , التي تدار بيد الخالق سبحانه وتعالى الى أن تختلط الكرمزومات لتنتج هي او هو مخلوق خلاب هو الانسان..
تستمر رحله الحياة بعد مرحلة المخاض وألام الامومة الى رحلة طفولة ممتعة وشيقة ، وتتلاشى كل المخاوف لنحمل بين ذراعينا إبداع الخالق عز وجل , ويشكل حب ورباط روحي مع هذا الكائن الصغير , ليبدا الرابط الروحي في التشبث بالقلب والفكر والوجدان بالرغم من انها تبدو معاناة في بدايتها، لكنها تصير فرحه العمر في نهايتها و هي احساس مختلط بين حب ودهشه وامتنان وشكرآ على عظمة الخالق الله .
الأطفال نعمة الله في الأرض لذلك دعونا نبدا رحلة ظهور جود، اذكر حينما ذهبت لطبيب الاسنان بغرض خلع ضرس العقل وهذا يعنى ان الان لاعقل لي طبعاً هذه بعض الخرافات..
وفي انتظار نتيجة الفحص للحمل ظهرت النتيجة ايجابيه, كانت لحظة الحقيقة والاندهاش والفرح والامتنان في آن واحد , وتحققت أمنيتي برغم أنف تقلبات الحمل وتغير الهرمونات , أحببت تكور بطني , شكاوى معدتي جهازي الهضمي, وأحببت كل الركلات الترجيحية داخل بطني وانتفض انا في كل ركلة في تساؤل ماذا يحدث؟..
أحببت بعض الاكلات مثل البطيخ , ام فتفت , القرع وكرهت البعض وكثرة النقة والخلافات والنقاشات والتعمد والتزمت على اتفه الاسباب, وكنت اعلق مشاكلي على شماعة الحمل والولادة والتي كانت اعظم رحله خضتها في حياتي واستمتعت بكل تفاصيلها الى ان وصلنا للشهر السادس من الحمل , وزادت المشكال الصحية ونتج عنها ضغط جنين الذي كاد ان يسرع في الولادة المبكرة لكن بفضل الله اكملنا الشهر التاسع بسلام..
حانت لحظه الحقيقة بين الموت والعوده الى الحياة، ثم الترقب بالرغم من عسر الولادة وتأخر الدكتور بغرض السفر الى ولاية اخرى وانتظار الولادة الطبيعية ام العملية القيصرية في حاله تدهور الوضع الصحي للجنين وفي غرفة الانتظار جلس بجواري طويل القامة حسن الوجه والطلة بهي المنظر صاحب الفلجة فاتح اللون يلبس الجلابية البيضاء ابي الحنين الذي كان متلهفا اكثر مني وهو في قلق علي بشدة لأول مره اراه هكذا ابي لايفلح في التعبير عن الكلمات ولا الاحاديث المنمقة ابي رجل افعال لا اقوال كان يجلس في سريري قرب رجلي قبل وبعد خروجي من الغرفة , هو الرجل الوحيد الذي كان في غرفة الانتظار ابي رجل صامد متماسك في الشدائد عطوف رؤوم، وفي راسي وقلبي ومقلتي أمي التي لاتعبر الكلمات عنها ويعجز الوصف في ذكر محاسنها هي التي ابتكرت بإبداعها وتضحياتها سبل البقاء والحياة الكريمة وهي شمعة تحترق لتضيء لنا الطريق وكل من كان في غرفة الانتظار زوجي الذي يبحث عن ادويه لإكمال العملية ,وقد حانت لحظه الحقيقة ويعتريني الخوف والقلق والترقب في آن واحد وتملك الخوف من كل حواسي واعضائي وكل وريد ينبض في , كانت غرفة العملية مجهزة مكتملة وحاول بعض الممرضين تخفيف الخوف على خوفآ من ارتفاع ضغط الجنين وإخراجي من التوتر الى الراحة , واذكر د/ سوسن اخصائية التخدير كانت تمسك بيدي منذ بداية العملية الى نهايتها وطلب فقط دعواتي لها بالذرية هي طبيبه لكن ملاك رحمه، ثم الطاقم الطبي وكان على راسهم د/ والبروفيسور عبدالرحمن خالد اخصائي النساء والتوليد بمستشفى بري الذي اجرى عملية الولادة والحمدلله استغرقت العملية اقل من ساعه واذكر حينها وزع البروف مبالغ مالية بعد انتهاء العملية لكل العاملين واكتملت الغرحه بطلوع أبنتي جود الي الحياة وهي تصرخ بشدة لم اعلم الى الان لما هذا الصراخ
والى جدتي المرأة الحكيمة صاحبة الراي والقرار وامتناني ومحبتي لكل من شارك وحضر للحظه وجود جود اخواتي وخالاتي وكل من شاركنا هذه الفرحة , والرحمة والمغفرة لاخي محمد وقد كان حاضرا في البال والوجدان..ومازال اذكر عند خروجي من المستشفى وصولا الى المنزل كان ممسكا بيدي الى ان وصلت غرفتي لك الرحمة والمغفرة اخي محمد..

 

إسراء ام جود
جوبا 17 ديسمبر 204
osmanyousif1@icloud.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

باقي كتلة

باقي كتلة
في يوم من أيام أواخر القرن الماضي
ونحن جلوس في المكتب وفي حالة استرخاء رمضانية دخل علينا عمنا بخاري أحمد وهو يعمل فراشا معنا وكان إنسانا محبوبا أزال الفوارق بين العمال والموظفين بروحه المرحة الطيبة وقال لنا أنه زهجان جدا من يده التي برئت (معوجة) ويريد من يدله على طبيب عظام شاطر لكي يستعدلها. .. الحاصل أن يده اليمنى تعرضت لكسر مركب في العظم الذي يقع بين المرفق والكوع ( اسمه شنو؟ والله نسيته ياربي المعصم؟ ) فعملت له جبيرة فشفيت ولكن بها بعض التقويس فهو يريد إعادة كسرها ثم تجبص من جديد لكي تعتدل.. فتصدي له أحد الزملاء قائلا ياعم بخاري انت الان عمرك فوق الستين وايدك بحالتها دي بتقضي الفضل ليك من العمر فما داعي للتكسير والتجبير والكلام دا… فثار العم بخاري وصاح بغضب ليه (تتفول) على يا استاذ العمر بيدك انت ولا بيد الله… حاول الحضور تتطيب خاطره بأن الاستاذ يمزح معه اما انا فقد غضبت لغضبه وعنفت الأستاذ ووصفت ما قاله أن فيه تجاوز ومؤلم…. تذكرت هذة الواقعة قبل أيام عندما جلست لطبيب العيون وبعد الكشف قال لي ان بالعيون شوية حاجات كده لاتحتاج لتدخل طبي فلم اقتنع بكلامه فبدأ يلف ويدور وشوية موية بيضا والتدخل الجراحي غير محمود والذي منه… فغجاة قفزت إلى ذهني عبارة ذلك الأستاذ التي قالها لعمنا بخاري (بتقضي الفضل ليك من العمر) فدخلت في نوبة ضحك فإندهش الطبيب فحكيت له القصة فضحك أكثر من ضحكي فقلت له يا زول انا موافق خلينا نتكل على الله ونقول ما فضل كتير فأخذ يحلف ما اقصدش والله ولكن خلقة ربنا ما تتعوضش َربنا يبارك في عمرك و…

وانا خارج من العيادة دخلت في حوار مع النفس… لماذا غضبت لما قيل للعم بخاري قبل عشرات السنين وانا الان اقابل نفس المعنى بالضحك… علما بأن الإنسان كلما تقدم في السن ازداد تمسكا بالحياة…وصلت إلى قناعة انها الحرب ولا شي غير الحرب هي التي قلبت دواخلنا وغيرت موازين الأشياء عندنا … كان لابد للاهوال والماسي والتي عشناها أن تغير نظرتنا للحياة أن الذين ذهبوا إلى ربهم أمام أعيننا جعلوا مننا (باقي كتلة) وفي دارجيتنا السودانية عندما يقول لك الشخص انه باقي كتلة فإنه يعني أنه نجا من الموت بأعجوبة وان الذين كانوا معه ومضوا إلى ربهم هو ليس بأحسن منهم ولايمانع في اللحاق بهم.. أي تطبع مع الموت.. وفي هذا المعنى لمحمد أحمد عوض اغنية تقول (من شدة الموت ما بريدوا… التقول بيناتم قرابة.. وطني يا وطن الصلابة) رقية بت أمام شقيقة عبد القادر ود حبوبة في (أسد الكداد الزام) قالت (في وش المكن رقدوا التقول نائمين)

كل الشعب السوداني ذاق ويلات هذة الحرب وبدون استثناء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهذا يعني أنه كله أصبح ( باقي كتلة) وكل سلوك بقية الكتلة سوف يظهر وفي يوم قادم قريب لا وبل قد بدأ يظهر منذ الآن وسوف يكتمل بعد أن تضع الحرب أوزارها وان شاء الله هذا سيحدث قريبا فالإنسان عندما يكون داخل الغابة فلن يراها.. فمن المحتوم أن هناك شعبا جديدا سوف يكون موجودا في هذة الأرض التي تسمى السودان حتى ولو أصبح عدة سودانات.. لاسمح الله.. الآن خلونا في السودان الواحد.. نقول للذين يمسكون بمقود الامور في السودان أن هناك بركانا يغلي في جوف هذا الشعب فإن كان غبار الحرب حجب عنكم رؤية هذا البركان فإن هذا الغبار سوف ينقشع وان ذلك البركان سينغجر فماذا اعددتم لتلك الساعة…كل حروب الدنيا كانت ميلادا لعوالم جديدة فلن تكون حرب السودان استثناء..
بعبارة أرق يا ناس يا هوي (وش البامية ما ياهو)
عبد اللطيف البوني

حاطب ليل/٢٨ مايو ٢٠٢٥

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صاروخ حوثي يشل الحياة في تل أبيب.. مطار مغلق وشوارع خالية وأنصار الله تتوعد بالمزيد
  • حكم الحاج الذي يحلق شعره ناسياً.. اعرف التصرف الشرعي
  • باقي كتلة
  • مصطفى: خطط استراتيجية وتحرك سريع لإعادة الحياة إلى غزة بعد وقف الحرب
  • المهندس البشير: قيمة الاستثمار 7 مليارات دولار سيسهم بتوليد 5 آلاف ميغا واط الأمر الذي يسهم في زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية وينعكس إيجاباً على جميع مناحي الحياة
  • السيد القائد عبدالملك: جيل الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الرُشد الذي مصدره الله سبحانه وتعالى
  • السيد القائد الحوثي: القرآن الكريم النعمة الكبرى بكتاب الهداية الذي فيه البركة الواسعة في كل مجالات الحياة
  • مدير تعليم القليوبية يتابع سير امتحانات الدبلومات الفنية العملية
  • الشيخ خالد الجندي: يوم عرفة الوحيد الذي له ليلتان
  • مدير تعليم كفر الشيخ يتابع امتحانات النقل والدبلومات الفنية العملية من غرفة العمليات