"الخرف الرقمي".. نتائج تقلب الموازين حول قدرات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
في الوقت الذي يتحدث فيه خبراء التكنولوجيا وصناعها عن القدرات الهائلة لنماذج الذكاء الاصطناعي، لا سيما برامج الدردشة الآلية وإمكانية إحلالها محل الأطباء البشريين في القريب العاجل، أظهرت دراسة حديثة اتجاهاً مُخالفاً كلياً حولها، وضعفاً إدراكياً مشابهاً لأعراض "الخرف المُبكر/ الشيخوخة" لدى البشر.
في هذا الشأن، يشير اختبار "MoCA" المُستخدم على نماذج الذكاء الاصطناعي، وتحديداً المتعلقة باللغة الكبيرة "LLMs" إلى كفاءة ملحوظة لديها في مجالات معرفية عدة، في المقابل توضح عجزاً ملحوظاً في المهام التي تتطلب مهارات ووظائف بصرية وتنفيذية.
وعن اختبار "MoCA" فهو يُستخدم على نطاق واسع للكشف عن ضعف الإدراك والعلامات المبكرة للخرف، عادةً لدى كبار السن.
أهم ابتكارات الذكاء الاصطناعي في الصحة عام 2024 - موقع 24في عام 2024، أثبت الذكاء الاصطناعي أنه قادر على إحداث تغيير جذري في المجال الطبي، حيث يعمل على إعادة تشكيل كيفية تشخيص المرضى، وعلاجهم، ومراقبة حالتهم الصحية.ومن خلال عدد من المهام والأسئلة القصيرة، يُقيم الاختبار القدرات بما في ذلك الانتباه، والذاكرة، واللغة، والمهارات البصرية المكانية، والوظائف التنفيذية، بحيث يكون الحد الأقصى للدرجة هو 30 نقطة، مع اعتبار الدرجة 26 أو أعلى طبيعية بشكل عام.
إعاقات إدراكيةفي هذا السياق، أظهرت جميع نماذج اللغة الكبيرة الرائدة، أو "روبوتات الدردشة"، علامات ضعف إدراكي خفيف عند اختبارها باستخدام التقييمات المستخدمة عادة للكشف عن الخرف المبكر، وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ).
ووجدت نتائج هذه الأبحاث أن الإصدارات الأقدم من "روبوتات الدردشة" كان أداؤها أسوأ في الاختبارات مما يشبه تماماً المرضى البشر المسنين.
سعى الباحثون لتقييم القدرات المعرفية لنماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية، عبر إجراء دراستهم على نماذج "ChatGPT" الإصدارات 4 و4o، التي طورتها "OpenAI"، وClaude 3.5 Sonnet "التي طورتها Anthropic"، وGemini الإصدارات 1 و1.5، التي طورتها "Alphabet" - باستخدام اختبار التقييم المعرفي "MoCA".
الليزر والذكاء الاصطناعي يكشفان سرطان الثدي في مراحل أولية - موقع 24أشارت دراسة إلى أن طريقة الفحص الجديدة التي تجمع بين التحليل بالليزر ونوع من الذكاء الاصطناعي هي الأولى من نوعها لتحديد المرضى في المرحلة المبكرة من سرطان الثدي.وباعتماد نفس التعليمات التي يقدمها الأطباء على المرضى البشريين، حصل برنامج ChatGPT 4o على أعلى الدرجات في اختبار MoCA (26 من 30)، يليه برنامج ChatGPT 4 وClaude (25 من 30)، بينما حصل برنامج Gemini 1.0 على أدنى الدرجات (16 من 30).
وأظهرت جميع برامج المحادثة أداءً ضعيفاً في المهارات البصرية المكانية والمهام التنفيذية، مثل مهمة رسم المسار "ربط الأرقام والحروف المحيطة بدائرة بترتيب تصاعدي"، واختبار رسم الساعة "رسم وجه ساعة يظهر وقتاً محدداً"، وفشلت نماذج جيمياني في مهمة التذكر المتأخر "تذكر تسلسل من خمس كلمات".
اعترافوعلى الرغم من اعتراف مؤلفي الدراسة بالاختلافات الأساسية بين الدماغ البشري ونماذج اللغة الكبيرة، إلا أنهم يشيرون إلى وجود فشل موحد لجميع نماذج اللغة الكبيرة في المهام التي تتطلب التجريد البصري والوظيفة التنفيذية، ما يسلط الضوء على ضعفها.
وبناءً على ذلك، استنتج الباحثون، بأنه ليس من المرجح أن يتم استبدال علماء الأعصاب بنماذج لغوية كبيرة في أي وقت قريب، بعكس الحديث المُثار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.
تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.
ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته.
تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية».
دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.