مرصد الأزهر: حادث دهس ماجدبورج الألمانية يعكس تصاعد خطر الإرهاب في الأعياد
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
أعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن إدانته الشديدة لحادث الدهس المأساوي الذي وقع مساء الجمعة في سوق عيد الميلاد بمدينة ماجدبورج الألمانية، وأسفر عن وفاة 11 شخصًا وإصابة نحو 80 آخرين بجروح متفاوتة، وفقًا لتقارير صحفية ألمانية.
وأشار المرصد في بيان رسمي إلى أن هذا الهجوم يؤكد تصاعد التهديدات الإرهابية خلال مواسم الاحتفالات، والتي غالبًا ما تشهد استهدافًا متعمدًا للتجمعات البشرية.
كما أوضح المرصد أنه سبق أن حذر، قبل أسبوعين، من احتمال وقوع مثل هذه العمليات، في ظل التحريضات المستمرة التي يطلقها تنظيم داعش الإرهابي، خاصة ما يتعلق بدعوة عناصره لاستغلال السيارات كسلاح لتنفيذ الهجمات.
مواجهة التطرف بفكر شامل
وألقى البيان الضوء على التطورات الأخيرة في استراتيجيات التنظيمات الإرهابية، التي باتت تلجأ لوسائل بديلة مثل السيارات بعد تشديد السلطات الألمانية إجراءاتها الأمنية للحد من استخدام الأسلحة البيضاء.
وشدد المرصد على أهمية الجمع بين التدابير الأمنية والسياسات الفكرية والثقافية لمعالجة جذور التطرف ومنع انتشاره بين الفئات الشبابية.
دعوة للتكاتف الدولي
أكد المرصد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للتصدي للإرهاب بكافة أشكاله، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا عالميًا يتطلب استجابة موحدة وحاسمة من جميع الدول.
كما جدد دعمه لأسر الضحايا وتضامنه معهم، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكدًا على أهمية تكثيف الجهود العالمية لتحقيق السلام والاستقرار.
رسالة المرصد
اختتم مرصد الأزهر بيانه بدعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتجفيف منابع الإرهاب ومواجهة الأفكار المتطرفة، مشددًا على أن الأمن الحقيقي يتحقق من خلال نشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ العنف بجميع أشكاله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مرصد الأزهر مكافحة التطرف حادث ألمانيا المزيد
إقرأ أيضاً:
العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
بقلم: سمير السعد ..
منذ تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، وضعت نصب أعينها هدفاً سامياً يتمثل في حماية المجتمع العراقي من الأفكار المنحرفة التي تحاول النيل من أمنه ووحدته. وقد كان للعشائر العراقية الأصيلة، بما تمثله من عمق وطني وتاريخ مشرف، الدور الأبرز في دعم هذه الجهود والوقوف سداً منيعاً بوجه الفكر المتطرف، إذ ظلت على الدوام خط الدفاع الأول عن قيم العراق وثوابته.
اللجنة الوطنية، وبدعم مباشر ومتابعة حثيثة من مستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، استطاعت أن ترسخ مفهوم الشراكة المجتمعية في مواجهة التطرف ، وانفتاحها على جميع شرائح المجتمع، أرست قاعدة متينة لعمل وطني منظم، هدفه تعزيز الوعي وبناء حصانة فكرية تحمي شبابنا من الانجرار خلف مسارات الانحراف.
وقد برز في هذا الإطار الجهد الكبير لرئيس اللجنة الوطنية، السيد علي عبد الله البديري، الذي قاد مع فريقه المتكامل عملاً ميدانياً مثابراً، بالتعاون مع اللجان الفرعية في المحافظات ولجنة القوة الناعمة المركزية، لتشخيص مكامن الخلل ومعالجتها بوعي فكري رصين وأدوات حضارية مدروسة. هذه الجهود أثمرت، وخلال فترة قصيرة، عن نتائج ملموسة في رفع مستوى الوعي المجتمعي والتصدي لخطابات الكراهية والانغلاق التي يتغذى عليها الفكر المنحرف.
ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا الانسجام الكبير والتعاون الوثيق مع مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية وتشكيلاتها في المحافظات، التي قامت بدور فاعل في مد جسور التواصل مع شيوخ ووجهاء العشائر، وتنسيق المواقف الوطنية، وتحويل المجلس العشائري إلى منصة دعم للاستقرار ونبذ التطرف، عبر اللقاءات المستمرة والبرامج التوعوية المشتركة.
إن هذا التعاون الوثيق بين اللجنة الوطنية والعشائر العراقية يجسد حقيقة أن الأمن الفكري مسؤولية جماعية، وأن الوطن لن يقف صامداً إلا بوحدة أهله. من هنا، فإن الواجب اليوم يحتم استمرار هذه الجهود، وتجفيف منابع التطرف، وتحصين المجتمع بنشر ثقافة التسامح والانفتاح، ليبقى العراق أرضاً عصية على الفكر المتطرف، عصية على كل ما يشوه قيمه النبيلة.
إن محاربة الفكر المنحرف ليست معركة سلاح فحسب، بل هي معركة وعي وقيم، ولن ننتصر فيها إلا بوعي العقول وتكاتف القلوب. فليكن صوت العراق واحداً في رفض التطرف ونبذ العنف، ولتظل العشائر العراقية واللجنة الوطنية ووزارة الداخلية ممثلة بمديرية شؤون العشائر يداً بيد حتى يشرق فجر العراق المتسامح الآمن