قوة البيت تظهر من خلال الدعم العاطفي، والشعور بالأمان، والانتماء الذي يحصل عليه الفرد من أسرته .... ترابط العائلة وتماسك أفراد الأسرة يُسهم في تكوين شخصية الإنسان .... الإنسان العاطفي الحساس يُعطي دائمًا الأولوية لبيته وأفراد عائلته على أصدقائه ونشاطاته الخارجية. عندما يكون البيت مليئًا بالحب والتفاهم، فإنه يُسهم في بناء شخصية عاطفية محبة للحياة، شخصية سوية متزنة وقوية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية بثقة .

... أما إذا كان هناك ضعف أو تفكك في العلاقات الأسرية فهذا يصنع شخصية مضطربة ومهزوزة، وقد يُؤدي ذلك إلى شعور الفرد بعدم الاستقرار العاطفي، مما ينعكس على سلوكه وتعامله مع الآخرين، وقد يضطر للبحث عن الدعم العاطفي خارج البيت، مما قد يعرضه للاستغلال أو الخداع من قِبل كثيرين غير موثوق بهم. 

كريم خالد عبد العزيز يكتب: فن إدارة ردود الأفعال.. بين الحق والسمو الإنسانيكريم خالد عبد العزيز يكتب: البيت والوطن.. هوية عميقة تتجاوز الجدران والحدود

البيت يجب أن يكون مكانًا للراحة النفسية قبل الجسدية .... مكانًا آمنًا وصالحًا للحياة، وبيئة خصبة لإنتاج أفكار إبداعية ناجحة .... البيت هو العالم الداخلي الموازي للعالم الخارجي الحقيقي، فيه يتربى الإنسان ويتأسس ليستطيع التفاعل والتعامل مع العالم الخارجي أو مع الواقع .... البيت ليس جدرانًا تحتوي أجسادنا بقدر ما هو مكان يشهد على كثير من المشاعر والذكريات والتاريخ ومراحل عمرنا ونمونا .... وكذلك، فإن ترابط أفراد العائلة أو الأسرة وتفاعلهم الإيجابي يُضفي للبيت روح القوة والتماسك والفرح. الترابط الأسري قد لا يشترط العيش في بيت واحد، بل يعتمد على قوة العلاقة والمودة بين أفراد الأسرة، بغض النظر عن المسافات أو الظروف .... الطلاق، السفر، أو ظروف العمل قد تُفرق أفراد الأسرة مكانيًا، ولكن يمكن للتواصل المستمر، والاهتمام المتبادل، والدعم العاطفي أن يحافظ على هذا الترابط .... التكنولوجيا اليوم، رغم سلبياتها في تقليل التواصل بالكلام بين أفراد الأسرة وانشغال كل فرد بهاتفه المحمول، إلا أنها تُساعد بشكل كبير في تقوية الروابط من خلال المكالمات الهاتفية، الفيديو، والرسائل التي تُبقي الجميع متصلين رغم المسافات بين الدول والقارات. يجب أن نسعى دائمًا لتقوية الروابط الأسرية والعائلية، للمحافظة على الأمان والاستقرار النفسي داخل بيوتنا، ولمعالجة مشكلات التواصل بالمشاركة والتفاعل .... بيتنا يمثل هويتنا وقوتنا ووحدتنا وانتماءنا، فهو ليس مكانًا نسكن فيه فقط، بل هو مساحة تجمعنا بالمحبة والتفاهم، حيث نتشارك الأفراح ونتخطى الأحزان معًا .... عندما نحافظ على دفء العلاقة الأسرية، فإننا نبني أساسًا قويًا يمدنا بالقوة لمواجهة تحديات الحياة بثقة وثبات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مواجهة التحديات ترابط العائلة شخصية الإنسان المزيد أفراد الأسرة

إقرأ أيضاً:

الشيخ خالد الجندي يوضح شروط التوبة الصادقة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن التوبة ليست مجرد إحساس داخلي، بل تحتاج إلى حركة لسان يظهر فيها صدق الرجوع إلى الله عز وجل.

الشيخ خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلاً على محبة الله للعبد وقد يعطيه للكافر خالد الجندي: عطاء الدنيا ليس دليلاً على محبة الله للعبد الإنسان قبل التوبة قد يطلق لسانه بالنكات البذيئة

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "DMC"، اليوم الأربعاء، أن العجيب أن الإنسان قبل التوبة قد يطلق لسانه بالنكات البذيئة، والغيبة، والكلام السيئ، والتعليقات المستمرة، ثم إذا أراد التوبة التزم الصمت فجأة وكأن “أبو السكيت” نزل عليه، بينما المطلوب هو أن يتحرك اللسان بالاستغفار والذكر وتلاوة القرآن، ليطهّر الإنسان لسانه مما كان عليه سابقاً.

الكلام الفاسد

وأكد الشيخ خالد الجندي أن اللسان هو شاهد العبد في الدنيا، وأن من كان يملأ وقته بالكلام الفاسد ثم تاب دون أن ينطق بذكر الله، فقد تخلّى عن أهم مظاهر التوبة العملية، مشيراً إلى أن تطهير اللسان هو أول خطوة لتطهير القلب، وأن الذكر والنطق الصادق هما العلامة الأولى على صدق العبودية وتمام الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.

مقالات مشابهة

  • بدء الحملة التنشيطية لتنظيم الأسرة بـ 5 مراكز في قنا
  • مستشار اجتماعي: الحوار والمشاركة داخل الأسرة مهم جدا
  • صداقة ولا حب؟.. ياسمين عبد العزيز: في بيني وبين كريم فهمي كيميا
  • ياسمين عبد العزيز: عايزة أبسط نفسي.. ولا أثق في أي مخلوق غير ربنا
  • البابا تواضروس يشهد احتفالية «يوم الصحافة والإعلام القبطي»
  • الأمم المتحدة.. حقوق الإنسان أساس خارطة الطريق السياسية في ليبيا
  • «بناء» تحصد المركز الأول بجائزة الملك خالد
  • الشيخ خالد الجندي يوضح شروط التوبة الصادقة
  • أول تعليق لأسرة عبد الحليم حافظ على «ليلة حليم» في الكويت
  • المفوّض الأممي فولكر تورك: لا تظنّوا أن حقوق الإنسان من المسلّمات في أي مكان من العالم