اشتعال حرب الرقائق الإلكترونية بين أمريكا والصين | ما القصة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
في خضم الجهود الأمريكية للحد من قدرات الصين في تصنيع الرقائق الإلكترونية، أكدت وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، أن محاولة كبح جماح الصين تُعد "مهمة بلا جدوى".
وأشارت الوزيرة إلى أن قانون "الرقائق والعلوم" (CHIPS and Science Act) الذي أقرّته إدارة بايدن أكثر أهمية من فرض قيود التصدير.
يهدف قانون العقوبات الحالي إلى منع وصول الشرائح المتقدمة، مثل رقائق الجيل الخامس (5G)، إلى الجيش الصيني.
ميزانية ضخمة لتطوير البنية التحتية للرقائق في أميركا
بفضل قانون "الرقائق والعلوم"، تجاوزت استثمارات الولايات المتحدة في بنيتها التحتية للرقائق العام الماضي ما أنفقته خلال الـ 28 عامًا الماضية مجتمعة.
ورغم هذه الاستثمارات، واصلت إدارة بايدن جهودها لمنع الشركات الصينية من شراء الشرائح الأميركية أو المعدات اللازمة لتصنيعها، خاصة تلك التي تنتجها شركة ASML الهولندية.
تُعد ASML الشركة الوحيدة عالميًا التي تصنع أجهزة الطباعة الحجرية فوق البنفسجية المتطرفة (EUV Lithography)، والتي تُستخدم في تصنيع رقائق متقدمة ذات خطوط أدق من شعرة الإنسان.
بغياب هذه التقنية، تعتمد أكبر شركة صينية لصناعة الرقائق، SMIC، على أجهزة قديمة تستخدم الطباعة الحجرية فوق البنفسجية العميقة (DUV) لإنتاج رقائق بدقة 7 نانومتر، مما يضعها في موقف تنافسي ضعيف مقارنة بالرقائق المتقدمة التي تُنتج بتقنيات 3 نانومتر.
تعتبر ريموندو أن القيود والعقوبات الأميركية ما هي إلا "مطبات سرعة" لن تمنع الصين من تحقيق هدفها بالسيطرة على التكنولوجيا العالمية.
وخلال زيارتها إلى الصين العام الماضي، تزامن ذلك مع إعلان هواوي عن هاتف Mate 60 Pro، أول هاتف يدعم تقنية 5G باستخدام شريحة داخلية منذ عام 2020.
ورغم شعور المسؤولين الأميركيين بالقلق تجاه تقدم التكنولوجيا الصينية، قللت ريموندو من أهمية الهاتف، مشيرة إلى أن الشريحة المستخدمة تعتمد على تقنية 7 نانومتر القديمة مقارنة بتقنيات 3 نانومتر المستخدمة في أحدث هواتف آيفون. وقالت الوزيرة: "إنه ليس هاتفًا جيدًا للغاية".
مع قرب انتهاء ولاية ريموندو، يُتوقع أن تغيّر إدارة ترامب المقبلة سياسات وزارة التجارة.
وتداولت تقارير أن ترامب قد يستبدل الإعانات المخصصة لدعم إنتاج الرقائق في الولايات المتحدة بفرض تعريفات جمركية باهظة، بهدف جذب الشركات لبناء مصانعها داخل أميركا.
لكن سياسة التعريفات تثير تساؤلات بشأن تأثيرها الفعلي. فهذه الرسوم تُعتبر ضرائب على الواردات، يدفعها المستهلكون والشركات الأميركية فقط، ما قد يُحدث ضررًا اقتصاديًا كبيرًا ويُهدد بحدوث ركود اقتصادي.
رغم التحديات، تعمل SMIC وهواوي على تطوير تقنيات بديلة لجهاز الطباعة الحجرية EUV.
تُعد هذه الجهود جزءًا من مساعي الصين المستمرة للتنافس مع الهواتف الذكية التي تعتمد على رقائق أكثر كفاءة وسرعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصين الرقائق الإلكترونية امريكا المزيد التی ت
إقرأ أيضاً:
فصل جديد في الشرق الأوسط يكتب بالنار| إيران تستعد لرد حاسم على الهجوم الإسرائيلي.. وهذا موقف أمريكا والصين وروسيا
أثار الهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران فجر اليوم، ردود أفعال عالمية، وتساءل الكثير عن المتوقع خلال الساعات المقبلة ورد الفعل المتوقع من إيران بجانب الموقف الأمريكي من هذا الهجوم، وأخيرا مستقبل المنطقة في ظل اشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران.
وتعليقا على ذلك، أكد محمد ناصر فرغل الكاتب الصحفي، إنه يبدو أن المنطقة دخلت بالفعل نفقًا مظلمًا بلا عودة؛ فسيناريو الانفجار الكبير لم يعد فرضية على طاولة التقديرات، بل واقعًا يتشكل في هذه اللحظة، مع تنفيذ إسرائيل ضربات جوية مباشرة على مواقع نووية داخل إيران.
انتقال الصراع إلى مرحلة جديدة من المكاشفة العسكريةوأوضح محمد ناصر - في تصريحات صحفية - أن الضربة التي وقعت قبل قليل تمثل إعلانًا صريحًا عن انتقال الصراع بين تل أبيب وطهران إلى مرحلة جديدة من المكاشفة العسكرية، بعد سنوات من الحرب الباردة الخفية، والتصعيدات المتقطعة.. وللمرة الأولى منذ عقود، تُستهدف منشآت توصف بأنها جزء من "العمق السيادي النووي" الإيراني، ما ينذر بردّ لا يمكن أن يكون عاديًا، ولا حتى محسوبًا على طريقة الضربات الرمزية.
وأضاف الكاتب الصحفي وأستاذ الإعلام، أن إيران، التي لطالما لوّحت بأن أي مساس ببرنامجها النووي سيقابل بردّ شامل، تجد نفسها الآن أمام اختبار وجودي؛ فالرأي العام الإيراني لن يقبل بالتراجع، والحرس الثوري لن يرضى بأن تمرّ هذه الضربة دون ثمن. وكل المؤشرات تدفع نحو قناعة راسخة بأن طهران سترد، وبقوة، وأن ساعة الصفر للرد بدأت تدقّ بالفعل، سواء من خلال صواريخ مباشرة تطال الداخل الإسرائيلي، أو عبر وكلائها الإقليميين المنتشرين في الجنوب اللبناني، وغرب العراق، وشمال اليمن، وغرب سوريا.. إلا أن حجم الردّ، وتوقيته، وأدواته، هي فقط أسئلة ستشكل الإجابة عليها سلسلة من المفاجآت!.
معركة “طويلة النفس”وحول الوضع الداخلي في إسرائيل، فأن الأجواء ليست أقل توترًا؛ مسؤولون رفيعون بالجيش أعلنوا على لسان مصادر رفيعة أن "تل أبيب مستعدة لمواجهة تمتد أيامًا"، ما يعني أن القيادة الإسرائيلية لا تنظر إلى ما يجري بوصفه ضربة "وقائية"، بل كمعركة "طويلة النفس"، قد تتوسع تدريجيًا، وقد تشمل أكثر من جبهة.. فاستعداد المدنيين في مناطق الجنوب والمركز للنزول إلى الملاجئ، وحالة التأهب في سلاح الجو والدفاعات الأرضية، تشير بوضوح إلى أن إسرائيل تتوقع ردًا غير مسبوق، وأن حسابات هذه العملية تفترض مسبقًا دفع كلفة عالية.
أما من حيث التوقيت، فقال إنه يبدو أن تل أبيب اختارت اللحظة التي ترى فيها أن الولايات المتحدة منشغلة داخليًا، وأن المنطقة تعيش حالة من السيولة السياسية، تسمح بفرض أمر واقع قبل أن تعود التوازنات إلى الحسبان.. لكن الرهان هنا محفوف بالمخاطر، إذ أن الضربة قد تدفع الولايات المتحدة إلى الدخول على الخط، لا دفاعًا عن إسرائيل فقط، بل أيضًا لحماية مصالحها في العراق والخليج، وردع أي محاولة لتهديد الملاحة في مضيق هرمز.. وهذا التدخل، إن حدث، قد يشعل المشهد الإقليمي برمّته، ويحوّل ضربة سريعة إلى نزاع مفتوح لسنوات.
الرد عبر الوكلاءواستطرد: اللافت في المشهد أن إيران لا تبدو في موقع الضعف، رغم المفاجأة؛ فشبكتها العسكرية والإقليمية، المبنية على مبدأ "الرد عبر الوكلاء"، تمنحها هامشًا واسعًا للمناورة، والرد غير المباشر، والضغط على إسرائيل دون أن تُدخل نفسها في حرب شاملة فورًا. لكن هذه المرة، تختلف المعادلة، لأن الضربة استهدفت "الكرامة الاستراتيجية" لطهران، في مشروعها النووي، وبالتالي فإن ضبط النفس، ولو كان تكتيكيًا، سيُفهم داخليًا كضعف، وإقليميًا كفشل في فرض معادلة الردع!
أما عن احتمالات التهدئة، فهي حاليًا ضعيفة للغاية، إلا إذا تدخلت قوى كبرى – كروسيا أو الصين – للضغط في الكواليس، وهو ما يحتاج إلى ساعات حرجة، قد تكون الأحداث قد تجاوزتها بالفعل. حتى العواصم العربية التي تسعى دومًا إلى النأي بالنفس في أي جملة بها كلمة "إيران"، تجد نفسها الآن أمام لحظة فارقة: فهل تسكت على معركة قد تطال أمن الخليج واستقرار النفط؟ أم تتحرك دبلوماسيًا لمحاولة "تجميد" المشهد ولو مؤقتًا؟.
واختتم: الشرق الأوسط، مرة أخرى، يكتب فصله الجديد بالدم والنار؛ ضربة الليلة قد تعيد رسم خرائط القوة، أو تفتح بوابة جحيم لن تُغلق!.