النهايات المُتجدِّدة
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
مدرين المكتومية
في نهاية كل عام، وخاصة في هذه الأيام الشتوية الباردة المُنعشة، نستيقظُ صباحًا بكل ابتهاج، ننتظر أن يمنحنا القدر أجمل الأحداث والمواقف، وأروع المصادفات، ومن عطاياه أحنها وأعظمها؛ حيث ننتظر أشياء لا ندري هل كنَّا حقًا بانتظارها يومًا، أم أننا من فرط ما انتظرناه لم نشعر بحماس قدومها.
نستيقظُ ونحن مُحمَّلين بقَدْرٍ هائلٍ من الأمنيات والغايات والطموحات التي تحقق البعض منها، أما البعض الآخر فسيرافقنا لعامنا الجديد، العام الذي أتمنى أن لا يكون كئيبًا أو مثخنًا بالأحزان والخذلان.
وبينما كنت أتوجه إلى مقر عملي، أمعنت التفكير فيما سأكتبه والموضوع الذي يُمكنني مناقشته في مقالي الأسبوعي، سألت زملائي، أشار عليّ أحدهم أن أكتب عن كأس الخليج كونه شغل الناس الشاغل، واقترح آخر أن أكتب عن جوانب حياتية، فيما أوعز إليّ ثالث أن يكون حديثي عن الليالي الشتوية! بينما كنت في خضم هذه الاقتراحات ينتابُني شعور مختلف، شعور يقودني نحو شيء آخر، إنها الكتابة عنهم جميعًا، الكتابة عن زملاء العمل.
آمنت كثيرًا بأنَّ الأشخاص الذين نتقاسم معهم جزءًا كبيراً من حياتنا اليومية يمثلون جزءًا أصيلًا من ذاكرتنا الشخصية، وأنهم طرف أصيل في كل ما نلاقيه من أحداث يومية في بيئة العمل، سلبًا وإيجابًا، لكن والحق يُقال، إنني لا أجد منهم إلّا كل ما هو إيجابي. والعاملون في الصحافة ليسوا كغيرهم من العاملين في أي قطاع آخر، لذلك أجد شعورنا ببعضنا البعض أقوى وأكبر؛ حيث نتعاطى مع مشاكلنا وتحدياتنا الحياتية بصورة أخوية كبيرة وعميقة الأثر.
في العام الجديد أودُ أن يكون هذا المقال مُخصَّصاً لزملائي الذين أتشارك معهم قهوة الصباح، وأتقاسم معهم لحظات الفرح والحزن وربما الإحباط أحيانًا، وأُقاسِمهم أحلامهم وطموحاتهم ورؤيتهم لأنفسهم في السنوات المقبلة. إنني اليوم أعتقد أنَّ من حق هؤلاء الزملاء والأصدقاء أن يكون لهم نصيب الأسد من الأمنيات الصادقة بالسعادة والحب، أقول لريم وسارة وفيصل وأحمد، إنِّكم لستم فقط زملاء عمل، ولستم فقط رفاق البحث عن المعلومة والخبر لكي ننقله للمواطن، بل إنكم إخوة وعَوْن لبعضنا البعض في مناحي الحياة كافةً.
حين استيقظت صباحاً وقعت عيناي على "حالة" ريم على الانستجرام بمنشور تكتب فيه "أتمنى في العام الجديد بمثل هذا الوقت أن تكون الدنيا قد حملتنا للمكان الذي نتمناه.. لأيام تليق بنا ولنهايات سعيدة نستحقها..."، وأنا أتمنى ذلك لك يا ريم.
وعند وصولي إلى مقر العمل، سألتُ سارة كم عدد الكتب التي قرأتها هذا العام؟ فأجابت "قرأت 7 كتب، ما بين كتاب أكملته وآخر توقفت عند منتصفه، ومن بين هذه الكتب التي قرأتها، كتاب "مختصر تاريخ العالم"، و"فن السعادة"، و"سايكولوجية الجماهير"..". صحيحٌ أن القراءة قد يراها البعض إنجازًا صغيرًا، لكنها على مستوى الكاتب والصحفي إنجاز كبير يُحسب له، وقد يكون الكتاب أفضل صديق على الإطلاق تبدأ به العام وتنتهي عنده.
أما ما أود قوله لزميلي فيصل، أعلم أنَّ نهاية العام بالنسبة لك لم تكن كما تعتقد وتتمنى، ولربما من الأعوام التي ستظل محفورة بذاكرتك للأبد، فكل ما يمكنني قوله، هون عليك فالحياة هكذا هناك من يبقى معنا في رحلتنا وهناك من يُغادرنا عند منتصفها، فنحن الحياة لكل الغائبين بالدعاء لهم دائمًا.
وأحمد- أخيرًا- قد يكون زميلي الذي أتشاكس معه وربما نختلف، وفي كثير من الأحيان نتصادم بوجهات النظر، لكننا دائمًا نلتقي عند نقطة معينة، فإن كان الاختلاف في مصلحة العمل فهو في حدوده دائمًا.
وفي نهاية المطاف.. أود أن أقول للجميع إنَّ الأعوام ما هي إلّا رصيد التجارب والمواقف والأحداث، وهي الفرص والنجاحات والإنجازات، وهي الشريط الذي نحتفظ فيه بذاكرتنا ونقوم بإعادة رؤيته وسماعه متى ما شعرنا بالحنين إليه.
لذلك.. دعونا دائمًا نتمنى عاماً أجمل مما سبقه وأياماً رائعة وجميلة أفضل من تلك التي رحلت، وأن تجمعنا الأيام بأناس يحبوننا لأنفسنا، ويغمروننا دائمًا بعطفهم ومحبتهم الصادقة.. أما أنتم أعزائي القراء، فأقول لكم "أحيطوا أنفسكم بهؤلاء البشر الذين يبادلونكم المشاعر الصادقة، وابتعدوا عن أولئك الذين ينشرون الطاقة السلبية بالمجان؛ فالحياة تستحق أن نعيشها بحب وسعادة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السفير الأمريكي: أزمة F-35 مع تركيا ستحل قبل نهاية العام
أنقرة (زمان التركية) – قال توم باراك، السفير الأمريكي لدى أنقرة والممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا، إنه يعتقد أن أزمة مقاتلات F-35 مع تركيا ستحل قريبًا.
لطالما سعت أنقرة باستمرار إلى إعادة الانضمام إلى برنامج تطوير مقاتلات F-35 أو استرداد حوالي 1.3 مليار دولار دفعتها قبل إخراجها من البرنامج في عام 2019 بسبب شرائها أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية S-400. كما ضغط المسؤولون الأتراك من أجل رفع عقوبات قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) المفروضة على وكالة المشتريات الدفاعية، ودعوا إلى تعاون أعمق في الصناعات الدفاعية مع الولايات المتحدة.
وذكر باراك أنه عندما نقل انطباعه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعادة تركيا إلى برنامج F-35، كان رد فعله إيجابيًا، وسُئل: “هل سيكون -لرفع عقوبات- قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) ومسألة F-35؟، مساهمات بناءة في العلاقات الثنائية”، أجاب: “نعم، بالتأكيد نعم”.
وأشار السفير الأمريكي لدى تركيا إلى إمكانية حل النزاع الطويل الأمد حول مقاتلات F-35 بين حلفاء الناتو بحلول نهاية العام، مما ينبئ بحدوث تقدم محتمل في التوتر المستمر منذ سنوات والذي أثر على العلاقات الدفاعية.
وقال السفير توم باراك إن كلا الجانبين يسعيان الآن إلى “بداية جديدة” وأن الكونجرس مستعد لإعادة النظر في القضية. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال باراك: “أعتقد أن لدينا فرصة للتوصل إلى حل قبل نهاية العام”.
وأوضح باراك أن طائرات F-16 وF-35 هي عناصر لا غنى عنها لتركيا، الحليف في الناتو، وذكّر بأن معظم أجزاء F-35 تُصنع في تركيا. وأشار باراك إلى أن تركيا دفعت مقابل طائرات F-16 وتحديثها.
وذكر السفير أن مسألة F-35 نوقشت منذ فترة طويلة، قائلاً إن الأطراف تريد “تجاوز” هذه القضية الآن، مضيفاً: “في الأشهر القليلة المقبلة، سترون لقاءً جديدًا بين قائدينا ووزيري خارجيتنا، وتجديدًا للأجندة الثنائية، وكل القضايا التي نوقشت على مدار خمس سنوات، مثل F-35، F-16، S-400، العقوبات، الرسوم الجمركية هي عناصر ثانوية لمهمتنا. أعتقد أنه للمرة الأولى، يوجد التزام من الولايات المتحدة وتركيا وأنهما يقولان: ‘دعونا نكون شركاء هجوميين، بدلاً من مجرد شركاء دفاعيين”.
وفيما يتعلق بمسألة F-35، قال السفير: “لذلك، أعتقد أن التوصل إلى حل بحلول نهاية العام أمر ممكن”.
Tags: أمريكاتركياطائرات إف35مقاتلاتواشنطن