مع تصاعد التوترات في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ عامين، بدأت تتبلور إشارات جديدة تشير إلى إمكانية بدء مفاوضات سلام لإنهاء هذا النزاع المدمر.

فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد سلوفاكيا لاستضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا، في خطوة قد تكون بمثابة نقطة تحول هامة في مسار الحرب.

وفي الوقت ذاته، تزايدت التكهنات حول عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض وما يمكن أن يحمله ذلك من تأثير على مستقبل المفاوضات الدولية.

ففي خطوة قد تفتح الباب أمام حل دبلوماسي للصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 27 ديسمبر 2024 أن سلوفاكيا عرضت استضافة مفاوضات سلام بين الطرفين، بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث تزداد الحاجة إلى إيجاد مخرج للأزمة التي تسببت في معاناة إنسانية هائلة وأثرت بشكل كبير على الأمن والاستقرار الدولي.

وأوضح بوتين خلال مؤتمر صحفي أن رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، أكد استعداد بلاده لاستضافة المفاوضات في حال الاتفاق عليها، مشيرًا إلى أن "سلوفاكيا لا تعارض هذه الفكرة" وأشاد بالموقف المحايد الذي تتبناه بلاده في هذا النزاع.

وكان فيكو قد أجرى زيارة نادرة إلى موسكو في 22 ديسمبر 2024، وهي الزيارة التي أثيرت حولها العديد من التساؤلات، نظرًا لأنها كانت من الزيارات القليلة التي قام بها زعيم أوروبي إلى روسيا منذ بداية الحرب.

وهذه الزيارة تعارض بشكل واضح السياسة الغربية التي تهدف إلى عزل الكرملين عن الساحة الدولية عبر فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على روسيا.

ومن الجدير بالذكر أن سلوفاكيا، التي تعد عضوًا في كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كانت من الدول المتأثرة بشكل مباشر بالحرب، خاصة فيما يتعلق بإمدادات الغاز الروسي، الذي يعتمد عليه الاقتصاد السلوفاكي بشكل كبير.

وفي هذا السياق، يبرز موقف فيكو الذي عاد إلى رئاسة الحكومة في خريف 2023، والذي أبدى دعمًا قويًا لموقف موسكو، حيث قرر وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا ودعا إلى التفاوض من أجل التوصل إلى حل سلمي.

ويعتقد فيكو أن أوكرانيا تمثل تهديدًا لسلامة إمدادات الغاز الروسي إلى سلوفاكيا، الأمر الذي يفسر جزئيًا موقفه المتحفظ تجاه تقديم الدعم العسكري لكييف.

في نفس الوقت، تزداد التكهنات حول تأثير الانتخابات الأمريكية المقبلة على مسار الحرب في أوكرانيا.

فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتوقع البعض أن يؤدي فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى تغييرات جذرية في سياسة واشنطن تجاه الصراع في أوكرانيا.

وقد تعهد ترامب، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة بين 2017 و2021، مرارًا بإعادة السلام إلى أوكرانيا "في غضون 24 ساعة" إذا تم انتخابه مجددًا، كما دعا ترامب إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء مفاوضات بين الأطراف المعنية.

غير أن تصريحات ترامب وحماسته لإيجاد حل سريع للنزاع تثير القلق في كييف، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والاقتصادي الغربي لمواجهة القوات الروسية، وتخشى الحكومة الأوكرانية من أن أي اتفاق قد يتوصل إليه ترامب مع الرئيس الروسي بوتين، قد لا يضمن مصلحة أوكرانيا بشكل كامل، خاصة في ظل استمرار القتال على الأرض وتزايد الخسائر البشرية.

من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزمه على تحقيق الأهداف التي وضعها لروسيا في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذه الأهداف تعتبر "المهمة رقم واحد" بالنسبة لبلاده.

وأضاف بوتين أن بلاده ستكون مستعدة لاستخدام صواريخ متوسطة المدى مثل "أوريشنيك"، إذا دعت الحاجة لذلك، مهددًا بشن ضربات جديدة ضد كييف والدول التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا.

وقد استُخدم هذا الصاروخ لأول مرة في 21 نوفمبر 2024 ضد أهداف أوكرانية، حيث أكد بوتين أنه جاء ردًّا على الهجمات الأوكرانية التي استهدفت الأراضي الروسية بواسطة صواريخ أمريكية وبريطانية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استضافة استقرار الدول استعداد استقرار استخدام اشارات استمرار الاستقرار الدولي الاستقرار الأمريكي السابق دونالد ترامب الانتخاب البيت الأبيض الهجوم الروسي التصريحات الحرب الدائرة الحكومة الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق الرئيس الروسي فلاديمير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الروسي فلاديمير بوتين المساعدات المفاوضات الدولية المستمر

إقرأ أيضاً:

ترامب ينقل تهديد بوتين: الرد الروسي قادم بعد ضربات كييف

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله تطورات الهجوم الأوكراني الأخير على الأراضي الروسية، وملف البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح ترامب، أن بوتين أبلغه خلال الاتصال أن روسيا سترد على الهجوم الذي استهدف مطارات داخل أراضيها، مؤكدًا أن موسكو تنظر إلى التصعيد الأوكراني بجدية وتعتبره تهديدًا مباشرًا.

وأضاف ترامب، أن المحادثة مع بوتين كانت «جيدة» لكنه أشار إلى أنها «لن تؤدي إلى سلام على الفور» في إشارة إلى تعقيد المشهد العسكري والسياسي في الحرب الأوكرانية.

وتطرق الاتصال إلى الملف الإيراني، حيث قال ترامب: «ناقشت مع بوتين حقيقة أن الوقت ينفد أمام إيران لاتخاذ قرار بشأن السلاح النووي، وأكدت له أن امتلاك إيران لسلاح نووي أمر غير مقبول»، مضيفًا: «أعتقد أننا متفقان في هذا الشأن».

ويأتي الاتصال بين الزعيمين في وقت تشهد فيه الساحتان الأوكرانية والشرق أوسطية تصعيدًا متزايدًا، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة لتفادي انفجار أوسع للأزمات.

اقرأ أيضاًترامب: إبرام اتفاق مع الرئيس الصيني أمر في غاية الصعوبة

رسوم ترامب الجمركية على واردات الحديد والصلب بنسبة 50% تدخل حيز التنفيذ اليوم

عاجل.. ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدًا

مقالات مشابهة

  • روسيا تشن هجوما ضخما على أوكرانيا وتعتبر النزاع قضية وجودية
  • روسيا: النزاع مع أوكرانيا «قضية وجودية»
  • روسيا تشنّ هجوما ضخما على أوكرانيا .. وتعتبر النزاع قضية وجودية
  • ترامب يستبعد التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا ويحذّر من رد قاسٍ
  • ترامب: سنتعامل بقسوة مع روسيا وأوكرانيا إذا لم يتم التوصل لاتفاق سلام
  • الكرملين: بوتين أطلع ترامب على نتائج محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا
  • مستشار بوتين: الرئيس الروسي أبدى استعداده للعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران
  • ترامب ينقل تهديد بوتين: الرد الروسي قادم بعد ضربات كييف
  • ترامب: انتهيت من محادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغرقت ساعة وربع تقريبا
  • فيدان: نتوقع عقد جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا