ذهب إمبراطورية البلقان القديمة في معرض جديد
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
يُعرض "تراقيا القديمة والعالم الكلاسيكي: كنوز من بلغاريا ورومانيا واليونان" في متحف جيتي فيلا، في كاليفورنيا، حتى 3 مارس (آذار) 2025، حيث الجمهور على موعد مع تألق ذهب وكنوز امبراطورية البلقان القديمة.
وتظهر إحدى أقدم الإشارات إلى تراقيا في الإلياذة مع وصول الملك ريسوس للقتال من أجل طروادة، فقيل" كان درعه مدهشاً، وكانت خيوله بيضاء مبهرة، وكانت العربة المرافقة مصنوعة من الفضة والذهب"، وعلى الرغم من أن تمثال ريسوس لم يدم طويلاً - فقد هزمه أوديسيوس وديوميديس على الفور مع رجاله - إلا أن سطور هوميروس تحتوي على خصائص ستحدد التراقيين في البلقان للألفيتين القادمتين، وفق ما ذكر موقع "آرت نت".
وتأتي أولاً، ثروة تراقيا.
كان هوميروس يكتب في القرن الثامن قبل الميلاد وكانت معادنها الوفيرة ومهارتها في تربية الخيول معروفة جيداً.
وتأتي ثانياً شجاعة جنودها، وثالثاً، الموقع الدقيق للمنطقة بين إمبراطوريتي الغرب والشرق (طروادة، كونها تابعة للإمبراطورية الحثية)، إن كيفية تنقل تراقيا عبر هذه الجغرافيا الصعبة وتغيرها بسببها، هي محور المعرض في متحف جيتي فيلا في لوس أنجلوس.
وهذا المعرض الثالث في سلسلة من المتحف تهدف إلى وضع العالم الكلاسيكي في سياقه، حيث جاءت مصر وبلاد فارس أولاً.
وكما أشار مدير المتحف تيموثي بوتس، فإن العديد من الزوار سيلتقون بالتراقيين لأول مرة.
من هم هؤلاء؟
باختصار كانت القبائل تتألف من فرسان مهرة، وعمال معادن، ومحاربين هاجروا من السهوب الأوراسية واستقروا في منطقة البلقان من عام 1700 قبل الميلاد تقريباً إلى عام 300 بعد الميلاد.
وقال القيمان ينس داينر، وسارة إي كول، إن المفتاح هو التفكير في تراقيا كمنطقة يسكنها مجموعة من التكتلات أو القبائل، والتي تم تصنيفهم بشكل موحد على أنهم "تراقيون" من قبل اليونانيين.
وبدأ الاتصال المستمر مع المستوطنين اليونانيين في القرن السابع قبل الميلاد من خلال مراكز تجارية أقيمت للتعامل مع معادن المنطقة، وبينما طور التراقيون لغة مكتوبة، إلا أنه لم يتم فك شفرتها، مما يعني أن الكثير مما نعرفه عن تراقيا مستمد من مصادر يونانية، فنعلم ما كان يفكر فيه الإغريق بشأن التراقيين، كما لاحظ كول، لكن تجميع التاريخ التراقي يشكل تحدياً: "كيف كان التراقيون ليعرفوا أنفسهم وثقافتهم؟".
كنوز
لحسن الحظ، السجل الأثري غني والمعرض، الذي استقى من 14 مؤسسة بلغارية بالإضافة إلى القروض اليونانية والرومانية، يضم كنوزاً من بعض أعظم الاكتشافات في المنطقة في القرن العشرين، فهناك جرار من الطين عليها تراقيون يركضون، ونقوش رخامية منحوتة، وحاويات من الصدف المذهبة، وأواني شرب ذهبية براقة على شكل رأس أثينا، وأكثر من ذلك.
و لقد حدث تغير كبير في المنطقة عندما انتقلت الإمبراطورية الفارسية إلى تراقيا في عام 513 قبل الميلاد، واستخدمتها في النهاية كنقطة انطلاق لشن غزوها لليونان، بالإضافة إلى إخضاع بعض القبائل وتجنيد العمال لبناء العاصمة "برسيبوليس"، وقاتلت الشعوب التراقية من أجل الفرس في الحرب البيلوبونيسية، وملأ الأودريسيون الفراغ السياسي الذي نشأ عن هزيمة زركسيس وتراجعه، مما بشر بقرنين من الوحدة النسبية.
وربما رحل الفرس لكن شغفهم بصناعة الأشياء الذهبية والفضية ظل باقياً، و يتضح هذا من خلال السلع الباذخة التي عُثر عليها في تلال الدفن من القرن الخامس إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
ولعل أبرزها غرفة دفن سيوثيس الثالث، وهي مقبرة مترامية الأطراف تم التنقيب فيها في عام 2004 وأخرجت دروعاً برونزية وفضية ومجموعة غنية من الأشياء الفاخرة، و السلع مثل هذه هي ما تبقى بشكل أكثر بروزاً من المنطقة الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط .
ويول داينر: "هي تقدم "شعوراً بالرهبة من الجمال المطلق للأعمال المعدنية الفاخرة القادمة من تراقيا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات البلقان قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
تكريم مؤسسة «مشوار» في ورشة عمل لزيادة الوعي الأثري بالحضارة المصرية القديمة
شاركت مؤسسة مشوار التنموية، بقيادة الدكتور صلاح الدين الجعفراوي رئيس مجلس أمناء المؤسسة، في ورشة عمل علمية وعملية بعنوان “تكنولوجيا المصريين القدماء في تصنيع الألوان/كيمياء الألوان عند المصري القديم” والتي نفذتها مؤسسة ايچبتوس، بمركز الربع الثقافي بمنطقة المعز في القاهرة، والتي أقيمت في إطار زيادة الوعي الأثري والثقافي بالحضارة المصرية القديمة بما يعزز روح الانتماء للوطن.
وتضمنت الفعالية، ورشة عمل قدمها الدكتور خالد سعد، مدير عام إدارة آثار ما قبل التاريخ بوزارة السياحة والآثار، والتي تضمنت شرحاً تفصيلياً للألوان وكيفية تصنيعها واستخدامها في الحضارة المصرية القديمة، حيث لم يقتصر الشرح على الجانب النظري وحسب بل كان هناك جانب عملي تفاعلي مع الحضور، حيث قاموا بتنفيذ رسومات على الأحجار واللوحات الورقية بصورة تتماهى مع استخدام المصري القديم للأدوات والألوان ما زاد من تفاعل الحضور من الطلبة وأسرهم ممن حرصوا على التواجد مع أبنائهم، كما شهدت الورشة عدد من المداخلات والأسئلة حول التاريخ المصري القديم.
ومن جانبه، أكد الدكتور صلاح الدين الجعفراوي، على حرص المؤسسة للمشاركة في زيادة الوعي الأثري، موضحاً أن تلك الفعاليات تساهم في تنمية السياحة والحفاظ على الآثار، مشيراً إلى أن مشاركة المؤسسات في زيادة الوعي الأثري من الأمور الهامة لعدة أسباب تنمية السياحة من خلال برامج التوعية السياحية والأثرية تساهم بشكل كبير في زيادة عدد السياح، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى الحفاظ على الآثار من خلال زيادة الوعي الأثري تساعد في حماية المواقع الأثرية من التخريب والسلوكيات السلبية، وتعزيز الهوية الثقافية والانتماء والشعور بالهوية الثقافية لدى المواطنين، من خلال تعريفهم بتاريخ وحضارة بلادهم، بالإضافة إلى نشر المعرفة حول تاريخ وحضارة المنطقة، مما يثري الوعي العام بأهمية التراث، مشيراً إلى أن زيادة الوعي الأثري تعتبر استثماراً في المستقبل، حيث تساهم في الحفاظ على التراث وتعزيز التنمية المستدامة.
وخلال الفعالية، تم تبادل دروع التكريم بين الدكتور صلاح الدين الجعفراوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة مشوار التنموية، والدكتورة ياسمين حسين مديرة مؤسسة ايچبتوس، بحضور عدد من المتدربين والمهتمين بمجال الآثار، وعدد من الشخصيات المتخصصة في مجال الاثار والفن والترميم والشخصيات الإعلامية والصحفية، وذلك تقديراً لجهود المؤسستين في زيادة الوعي الأثري والثقافي.