د. محمود المساد يكتب … بين فلسفتين: التلقين والحوار
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
بين #فلسفتين: #التلقين_والحوار
د. #محمود_المساد
لا شك أن هاتين الفلسفتين في الأصل ليستا متضادتين، بل هما متداخلتان ومتكاملتان، ويختلف بعضهما عن بعض في مساحة تركيز أنظمة التعليم في الدول على أي منهما. فنجد بعض الأنظمة التعليمية تغرق في التلقين، ولا تنتقل منه لفضاءات الحوار، وممارسة مهارات التفكير الناقد، والإبداعي وربما الابتكاري؛ بسبب رغبة هذه الأنظمة في التلقين، وسهولة أدائها له، وتعوّدها على ممارسته، وضعف قدراتها على الخروج منه، والخوف من مآلات الحوار الذي يحتاج لتعلم جديد، أكثر جهدا، وأصعب أداءً.
وهنا، تحتدم المواجهة بين فلسفة عمياء تقف وراء التمسك بالتلقين، وما ينتج عنه من تفكير عقيم في صهر المجتمع في بوتقة واحدة، عنوانها: الطاعة العمياء، والبحث عن لقمة العيش فقط، أو فلسفة تقف وراء تعليم يهدف إلى التحرّر، والتفكير الناقد المبدع الذي يكشف لكل فرد حقيقة الناس، والأشياء من حوله، ويختار وضعه الجديد بمطلق الحرية، في إطار فكره، ورؤيته المبصرة. وفي هذا السياق، لا بدّ من الوقوف والتأمل اللذين يوصلان من يرغب في الوصول إلى أن الوعي الناقد هو وحده الذي يزلزل الثوابت مهما كانت عصِيّة، ويقود إلى إنتاج الأفكار وتسييل المعرفة ونشرها، بما فيها من أفكار يخافها الآخرون وتحرجهم، الأمر الذي يسبب المتاعب للمتعلم والسلطة، مدرسية كانت أوغيرها. وهنا قد ندرك لماذا لا تقف السياسات الموجهة للتعليم في أي دولة مع تعليم التفكير، في حين تقف بقوة وجدّية مع تعليم التلقين، ومع التوجيهي قلعة التلقين وحاميته.
مقالات ذات صلة 81680 طالباً تقدموا للاستفادة من المنح والقروض الداخلية 2024/12/30وللحقيقة أقول: إن النظرة للتلقين في التعليم لا تُعدّ منهجًا، أو سلوكًا شائعا فحسب، بل هي ثقافة راسخة تاريخيّا شكلت الإطار الفكري المقبول، والمطلوب لأفراد مجتمعها، حيث باتت مقدّرة تحظى بحرص المجتمع الذي يقاوم أي تغيير قد يطرأ عليها، أو على بعضها. كانت البدايات في حفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والمسائل الفقهية، والشعر، خاصة شعر الفحول والمعلقات…. كل ذلك عزّزته المدرسة الأوروبية بتقديرها العالي للتلقين، والمحتوى التعلمي الكبير، والاختبارات، والدرجات التي تمايز فيها بين المتعلمين…. وغيرها، مما يضطر المتعلم للحفظ، والتذكر، والتكرار من دون توظيفه المعلومات، واستنباط الأفكار منها وإنتاجها.
بالمقابل، هناك التوجه نحو الحوار الذي يستهدف شخصية المتعلم، وبالذات الجانب الاجتماعي، والنفسي الوجداني، والأكاديمي، واكتساب المهارات الحياتية، وخاصة مهارات التفكير، والتفكير الإبداعي ، وتشرّب منظومات القيم المحلية والعالمية، ومتابعة الحديث في العلم، وتوظيف التكنولوجيا، ووسائل الاتصال الحديثة، التي بمجموعها تعزّز التفوق الفردي، والابتكار الجمعي، والانفتاح والمرونة، على رأي المدرسة الأمريكية.
وختامًا، علينا أن نختار قيادات نظامنا التعليمي ممن يتصفون بالرؤية الواعية العميقة، والقدرة على الإنجاز، والرغبة في العمل الجاد بمسؤولية فائقة؛ من أجل أن تنحاز هذه القيادات لمستقبل الأردن، وتحقيق طموحاته في القوة والازدهار، متّخذة من الحوار نهجَ عملٍ دؤوب من دون خوف، أو وجل، أو تردّد، ومتسلّحة بشعار الدولة القوية: قائدها كبير، وشعبها كبير.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: فلسفتين
إقرأ أيضاً:
الجاسر: قلناها من زمان لا تجري وراء السراب فتضيع
ماجد محمد
علق الناقد الرياضي عبد الكريم الجاسر بتغريدة على فشل مفاوضات الهلال مع النيجيري فيكتور أوسيمين.
وقال الجاسر عبر صفحته الرسمية على منصة إكس: “قلناها من زمان، لا تجري وراء السراب فتضيع وتضيع من معك. حسبنا الله ونعم الوكيل. أخطاء بدائية لا يرتكبها إلا من ليس لديه سوى ألف باء رياضة. لك الله يا زعيم، مكتوب عليك أن تشارك عالمياً دون أبسط حقوقك ” .
وتابع الناقد الرياضي: “تعلمنا أن من ليس لديه الرغبة الحقيقية في الانضمام لنادٍ قدم له عرضاً مناسباً، فإنه لا فائدة من ملاحقته والسعي خلفه وكأنه الوحيد في العالم وحتى لو وافق فلن يقدم كل ما لديه وسيلعب بدون حماس، ولذلك المنطق يقول: ابحث عن من يريدك أكثر ممن تريده. فمن يريدك سيخلص لك ويقدم أقصى ما لديه، أما من تريده فسيخذلك مهما دفعت له من أموال ” .
وكان اللاعب النيجيري فيكتور أوسيمين، لاعب نابولي، قد رفض عرض نادي الهلال المقدم له بقيمة 45 مليون يورو.