يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي عالق في رقصة بغزة لا تنتهي
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن إسرائيل تواصل في قطاع غزة بعدما يقارب 15 شهرا من الحرب رقصها العقيم ضد أضعف أعدائها.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لعميحاي أتالي أن العقم يتجلى في اتخاذ خطوة إلى الأمام تدفع إسرائيل مقابلها ثمنا باهظا من القتلى والجرحى، ثم تتراجع خطوتين إلى الوراء بشكل لا يمكن تفسيره، تاركة للمقاتلين فرصة للعودة من جديد، قبل أن تعيد الكرّة نفسها.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي استولى على مدينة جباليا في شمال غزة 3 مرات في العام الماضي، كانت الأولى منها وحدها ضرورية، وفي كل مرة يستولي على المدينة يُقتل العديد من الجنود، 40 في العملية الثالثة الجارية وحدها، مع أكثر من 110 قتلى في الحملات الثلاث.
جباليا وجوارها
ففي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023 صدرت الأوامر للجيش بالاستيلاء على جباليا والبلدات المجاورة لها لأول مرة، وقد بذل جنود المشاة والهندسة وسلاح المدرعات -سواء في الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية- الدماء والعرق والدموع للاستيلاء على هذه المدينة، ونجحوا بالنهاية في "تطهيرها" من المقاتلين والأسلحة.
وبعد الاستيلاء على جباليا انسحب الجنود بناء على أوامر من قادتهم أو صناع القرار أو كليهما، وقد حدث النمط نفسه في بيت حانون، حيث يشارك لواء كفير والوحدة متعددة الأبعاد حاليا في القتال بعد أن دخل وخرج مرات عدة، وقبل يومين فقط أطلقت صواريخ من بيت حانون باتجاه القدس ومحيطها ونحو سديروت أيضا.
إعلان الأكثر إثارة للحيرةلكن الجانب الأكثر حيرة -حسب التقرير- هو أن المواطنين في إسرائيل لا يستطيعون الحصول على إجابات واضحة، وهناك شعور ملموس بالغموض بشأن من يتخذ هذه القرارات من القيادة السياسية والعسكرية.
واستغرب الكاتب من أن الجيش دخل أجزاء معينة من غزة وخرج منها 8 مرات، وتساءل: ما الذي يحدث خلف الكواليس ويمنعنا من السعي لتحقيق النصر بعد 15 شهرا من الحرب أظهرت قوة البلد العسكرية ومرونة مجتمعه، كما أظهرت فشله مرارا وتكرارا في اتخاذ الخطوة الحاسمة لإنهاء المهمة؟
وتساءل الكاتب مستنكرا "هل إرسال أبنائنا مرارا وتكرارا لسفك دمائهم في المناطق نفسها وتغذية العدو وتشجيعه على الصمود جريمة؟!"، مؤكدا أن شعب إسرائيل يستحق قادة كبارا وزعماء سياسيين يعرفون كيف يتحملون المسؤولية ويضعون سياسة واضحة ويتصرفون بحزم دون أعذار أو مراوغة، لأن تحديد الأهداف وتنفيذها هما الطريق الوحيد إلى النصر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جمال عبد الجواد: الفلسطينيون أمام اختبار تاريخي.. وسلام مصر مع إسرائيل الأكثر شرفا وعدلا
قال الدكتور جمال عبد الجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الحركة الوطنية الفلسطينية مطالبة بحسم موقفها، والتفاعل مع التغيرات الدولية الجديدة، خاصة في ضوء ما أحدثته أحداث السابع من أكتوبر، والتي غيّرت الكثير في المزاج الدولي، مشيرًا إلى أن تكرار مثل هذا الحدث؛ قد يهدد حجم التأييد الدولي الذي حصل عليه الفلسطينيون مؤخرًا.
وأكد "عبد الجواد" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، أن طريقة تقديم الفلسطينيين لقضيتهم للعالم أصبحت مسألة رئيسية، قائلاً "السابع من أكتوبر خلق واقعًا جديدًا، وقد يُفقد الفلسطينيين ما كسبوه من تعاطف ودعما، إذا لم يعيدوا تقديم أنفسهم بما يتناسب مع هذا السياق الدولي".
وفي سياق الحديث عن المسارات السلمية في المنطقة، اعتبر أن السلام الذي عقدته مصر مع إسرائيل يُعد الأكثر شرفًا وعدلًا وكرامة، موضحًا أن القاهرة أبرمت هذا الاتفاق وهي في موقع المنتصر عسكريًا، بعد مبادرة عسكرية استعادت من خلالها كامل أراضيها الوطنية.
وأضاف: "ما جرى في سوريا وفلسطين ولبنان لاحقًا لا يرقى لمستوى هذا النموذج، ولا يتمتع بنفس القدر من الكرامة أو النتائج الملموسة، والحالة السورية تحديدًا شديدة السوء، في ظل تسليم شبه تام لإسرائيل".
وطرح تساؤلًا حول ما كان يمكن أن تكون عليه سوريا، لو أنها التحقت بالمسار السلمي الذي بدأت به مصر، مؤكدًا أن ما جرى كان نوعًا من "المكايدة السياسية" التي دفعت دمشق ثمنها غاليًا.
وشدد على أن السلام الحقيقي لا يُقاس بالشعارات، بل بنتائجه على الأرض وكرامة الشعوب.