في تايوان.. ما سبب بكاء الناس في ليلة رأس السنة الجديدة؟
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكن هاري لي يتخيّل أبدًا أن فعالية عبر الإنترنت أنشأها للاحتفال بليلة رأس السنة من باب المزاح، ستُصبح حديث المدينة.
فعوض الاحتفالات التقليدية التي تشمل الألعاب النارية، أو حضور الحفلات الموسيقية، أو السهرات، انضم البعض في تايوان إلى الطالب الجامعي البالغ من العمر 22 عامًا للاحتفال بقدوم عام 2025، بطريقة غير معتادة، أي من طريق البكاء.
وبدأت الفكرة في عام 2023، كمزحة على منصة "فيسبوك"، حيث دعا لي الناس ليلة رأس السنة، للتوجه بمنتزه غابة "Daan" وسط مدينة تايبيه، للبكاء لمدة نصف ساعة، كإشارة إلى مشهد من الفيلم التايواني الشهير "Vive L’Amour".
يصور الفيلم ثلاثة شبان يعيشون في المدينة ويختبرون الملل والوحدة وخيبة الأمل، وهي مشاعر اعتبرها الكثيرون سمة مميزة لحياة المدينة في تايبيه خلال تسعينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت فيها المدينة تحديثًا سريعًا وتغيرات كبيرة.
وفي المشهد الذي ألهم لي لابتكار الفعالية، تجلس البطلة على مقعد مسرح خارجي في منتزه غابة "Daan" وتنفجر بالبكاء لمدة سبع دقائق متواصلة، قبل أن تشعل سيجارة وتنظر إلى الفراغ.
لكن ما بدأ كمزحة سرعان ما اكتسب زخمًا، حيث أبدى نحو 16 ألف مستخدم اهتمامهم بحضور فعالية ليلة رأس السنة التي نظّمها لي. وحضر المئات إلى المنتزه للبكاء والضحك والغناء والرقص والتنفيس عن مشاعرهم، ما حوّل التجمّع العفوي إلى عرض مميز وملون لاستقبال عام 2024.
وقال لي لـCNN: "لم أكن أعتقد أن الناس سيحضرون فعلاً. لم أكن أتخيل أن الأمر سيصبح ظاهرة واسعة الانتشار".
وينظّم لي الفعالية مجددًا هذا العام، حيث أبدى أكثر من 33 ألف شخص اهتمامهم بالانضمام. وانضم معهد تايوان للأفلام والمرئيات إلى المبادرة، حيث يقدم عرضًا خارجيًا لفيلم "Vive L’Amour" في المنتزه، مع مشاركة طاقم العمل الأصلي لتوديع عام 2024، الذي يصادف الذكرى الثلاثين لعرض الفيلم لأول مرة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تايبيه تايوان صحة نفسية وسائل التواصل الاجتماعي رأس السنة
إقرأ أيضاً:
وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوان
كشفت وثيقة أميركية بالغة السرية، سُرِّبت تفاصيلها إلى وسائل الإعلام، عن رؤية قاتمة لمستقبل ميزان القوى في غرب المحيط الهادي، إذ تحذر من أن صواريخ بكين فرط الصوتية "قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية في غضون دقائق".
وفي حين تستعد واشنطن وبكين لسيناريوهات غير مسبوقة حول تايوان، تشير الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة قد تكون على عتبة فقدان ما تصفه بـ"التفوق الساحق".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اتهامات لبنك فرنسا المركزي بالتواطؤ في إبادة التوتسي في روانداlist 2 of 2صحف عالمية: غزة تتعرض لوصاية استعمارية غير قانونية بقيادة ترامبend of listونقلت صحيفة تلغراف البريطانية عن الوثيقة المعروفة باسم "موجز التفوق" تأكيدها بأن قدرات الصين الصاروخية والتكنولوجية، مقترنة بإنتاجها الضخم منخفض التكلفة، قد تجعل من أي مواجهة عسكرية حول الجزيرة نهاية موجعة للهيمنة العسكرية الأميركية في المنطقة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أشارت إلى أن مسؤولا في الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أُصيب بالذعر عندما أدرك مدى ما تملكه بكين من "طبقات فوق طبقات من البدائل" في مواجهة "كل حيلة تملكها الولايات المتحدة".
وأفاد بنديكت سميث مراسل تلغراف في واشنطن، بأن الوثيقة السرية تضمنت تحذيرا صادما مفاده أن الصين تتمتع الآن بميزة عسكرية حاسمة لدرجة أنها قد تهزم الجيش الأميركي في أي صراع محتمل حول تايوان.
ويُرجع موجز التفوق هذا الخطر إلى تباين جوهري في الإستراتيجيات العسكرية، فبينما تعتمد الولايات المتحدة على تطوير ونشر أسلحة متطورة وباهظة الثمن ويصعب إنتاجها بكميات كبيرة، تتفوق الصين في القدرة على الإنتاج الضخم لأنظمة أرخص وأكثر عددا بكثير، مما يمنحها تفوقا كميا ساحقا.
وتؤكد نتائج المناورات الحربية التي تجريها وزارة الحرب (البنتاغون) هذا السيناريو القاتم، حيث غالبا ما تتكبد الولايات المتحدة أثناءها خسائر فادحة تشمل عشرات السفن، وغواصات، وحاملات طائرات، إضافة إلى أكثر من مئة طائرة من الجيل الخامس، مثل (إف-35).
إعلانومن بين تلك الخسائر -بحسب تقرير تلغراف- أن حاملة الطائرات المتقدمة "يو إس إس جيرالد آر فورد" غالبا ما قد تتعرض خلال المناورات العسكرية المذكورة في الموجز.
وطبقا للصحيفة البريطانية، فإن هذه النتائج تأتي في وقت تشهد فيه الترسانة الصينية من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى توسعا غير مسبوق، مقابل فشل الولايات المتحدة في نشر أي صاروخ فرط صوتي حتى الآن رغم الإنفاق الهائل.
وتمتلك بكين ترسانة ضخمة تضم نحو 600 صاروخ فرط صوتي يمكنها السفر بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت، وقد تصل سرعة بعض صواريخها المدمرة للسفن من طراز "واي جي-17" إلى 8 أضعاف سرعة الصوت، مما يهدد بإغراق حاملات الطائرات في غضون دقائق، وفقا لبيت هيغسيث وزير الحرب (البنتاغون).
وتشير الوثيقة المسرّبة كذلك إلى إشكاليات بنيوية في الصناعات الدفاعية الأميركية، إذ تسيطر 5 شركات كبرى فقط على السوق، وتواصل بيع الأسلحة ذاتها بنسخ أحدث وأغلى، في حين ثبت خلال النزاعات الحديثة -مثل حرب أوكرانيا– أن الأسلحة الرخيصة مثل المسيّرات هي الأكثر فاعلية.
ولهذا خصص الكونغرس مليار دولار لإنتاج 340 ألف مسيّرة صغيرة، بينما كلّف الرئيس دونالد ترامب قائد القوات المسلحة دان دريسكول، بملف الطائرات المسيّرة بهدف تحديث التكنولوجيا القديمة ومواجهة القدرات المسيّرة لأعداء بلاده.
ومع ذلك، ما تزال الولايات المتحدة متأخرة عن خصومها، مثل الصين، من حيث الإنتاج والتكلفة.
كما تواجه أميركا تحديات لوجستية خطيرة، فقد حذر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، من نفاد الذخائر الأساسية بسرعة، في حين أن مجموعة القرصنة الصينية المدعومة من الدولة "فولت تايفون" زرعت برامج ضارة في شبكات البنية التحتية الحيوية للقواعد العسكرية الأميركية، مما قد يشل قدرة الجيش على الحركة والاتصال.
ورغم أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يؤمن بأن السيطرة على تايوان "حتمية تاريخية"، وطالب جيشه بأن يكون على أهبة الاستعداد بحلول عام 2027، فإنه لن يتحرك لغزوها -بحسب التقديرات- ما لم يضمن تفوقا عسكريا مطلقا.
وتخلص صحيفة تلغراف إلى أنه في حين يلتزم ترامب بسياسة "الغموض الإستراتيجي"، تبقى تايوان محور صراع متصاعد يُنذر بتحوّل جذري في ميزان القوى العالمي.