شهدت بمدينة مأرب،ندوة توعوية عن المبيدات وخطورتها وأضرارها وآثارها الكارثية على الصحة والبيئة ،وخطورة الاستخدام العشوائي للمبيدات على البيئة الزراعية وصحة الإنسان، نظمها مؤسسة"أيديا" التعليمية بالشراكة مع مكتب حماية البيئة بمحافظة مأرب.

 

وهدفت الندوة التي اقيمت تحت عنوان (أثر المبيدات على الصحة والبيئة بين الواقع والحلول المستدامة" إلى طرح المخاطر المحدقة بالبيئة والإنسان جراء المبيدات التي أغرقت البلاد، لتوعية المزارعين بأضرار الاستخدام العشوائي للمبيدات وآثارها السلبية على الإنسان والبيئة، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لاستخدامها بحكمة ومسؤولية بما يحقق الأمان الزراعي والصحي.

 

و في افتتاح الندوة أكد وكيلا محافظتي مأرب والجوف عبدالله الباكري،والمهندس عبدالله الحاشدي، على أهمية الشراكة الفاعلة بين منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في تنفيذ مثل هذه البرامج النوعية،وضرورة الوقوف الجاد من المجتمع بكله في مواجهة هذا الخطر الداهم،والكارثة التي ستترك آثارها على كل المستويات،نتيجة دخول كميات مهولة من الأسمدة والمبيدات المحظورة دوليا إلى اليمن بطرق غير قانونية.... لافتين إلى أهمية الندوة في خلق الوعي لدى المزارعين والمجتمع بالمخاطر التي يسببها الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات الزراعية ،ومنها انتشار كثير من الأمراض والسرطانات التي تحتم على الجميع التنبه للأسباب المؤدية لذلك.

 

وشددا على تضافر الجهود ليكون الجميع منظومة واحدة في نشر الوعي الهادف للتعريف بآثار المبيدات على البيئة والصحة وإضعافها، والإصابة بالعديد من السرطانات.

 

وشددا على الخروج بقرارات وتوصيات جادة،والعمل على تنفيذها في الواقع ،لإيقاظ صحوة الضمير،وتثوير الوعي ،لتلافي الكارثة التي احاقت باليمن أرضا وإنساناً في ظل حرب مليشيا الحوثي الإرهابية على اليمن واليمنيين،وهو ماجعل اليمن  بؤرة خصبة لدخول كل المنتجات المحظورة والمهربة. 

 

كما تطرقا ،إلى ضرورة السعي الحثيث لخلق رأي عام لآثار المبيدات والأثر المتبقي للمبيدات التي أصبحت اليمن سوقا مفتوحا أمام المبيدات المحظورة دوليا وأثرها على الصحة ،وخاصة شجرة القات التي تستهلك 70في المئة من المبيدات التي تدخل اليمن.

 

واستعرضت الندوة اربع أوراق عمل،تناولت الورقة الأولى التي قدمهااستاذ الكيمياء البيئية والتحليلية بجامعة "غوتة" بألمانيا،(أثر التلوث بالمبيدات على الصحة والبيئة بين الواقع والحلول المستدامة)،بيّن فيها أن 30 ألف إصابة بالسرطان كل سنة في اليمن بحسب ما اوردته منظمة الصحة العالمية،كما تصل إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء مابين30إلى40حالة سرطان يوميا،ناتجة عن المبيدات التي دخل منها 14مليونا وَ500 ألف لتر من خلال العام 2023م.

واوضحت الورقة الهامة الأضرار المترتبة على استخدام المبيدات من خلال ظهور سلالات والإصابة بالسرطان والكبد وتلوث المياه والتأثير على النوع البيولوجي،وكلها بسبب قلة الوعي الزراعي،وعدم وجود قوانين صارمة ورقابة؛والرغبة بتسريع المحصول.

 

وتطرقت الورقة الثانية للدكتور عبدالرحمن طارش،والمهندس قائد عسكر إلى( آثار التغيرات المناخية على البيئة) والتي تتأثر بها البلدان وما فيها،فهي مؤثرة على مستوى حياة الفرد والمجتمع، وتزعزع استقرار الاقتصاديات العالمية.

 

وتطرقت الورقة الثالثة للمهندس محمد العبادي إلى (نظرة عامة عن الوضع البيئي في محافظة مأرب وأثر المبيدات على الصحة والبيئة).. فيما استعرضت الورقة الرابعة لأستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة إقليم سبأ الدكتور علي أخواجة،(دور التعليم في النهوض بالعمل البيئي)من خلال دمج التعليم البيئي في النظام التعليمي الذي ينطلق من خلال فهم القضايا البيئية وتعزيز الوعي البيئي وتشجيع المشاركة المجتمعية ،وتطوير مهارات البحث والتحليل. 

 

وأثريت الأوراق بالنقاش والأطروحات لتعزيز الوعي تجاه قضايا البيئة والصحة،والأخطار التي تتعرض لها في اليمن، وكيفية مواجهتها، وايصال صوت الحقيقة إلى المجتمع والدولة، بما يحقق موقفا واعيا تجاه معالجة قضايا البيئة والصحة،والمردود السلبي الذي تتركه المبيدات على الأرض الزراعية وجميع الكائنات التي تعيش عليها. 

 

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات دعت فيها إلى ضرورة العمل على تبني برامج توعوية وإرشادية لرفع الوعي البيئي، وإيجاد فرص التعليم البيئي المتخصص لتعويض النقص في الكوادر والمختصين والمهنيين،وإنشاء مراكز اعتماد ورقابة على المنتجات الزراعية ومنتجات الغذاء والدواء، وتفعيل السياسات والآليات الوطنية ذات الصلة بحماية البيئة والمستهلكين ،وكذلك أكدت علىأهمية الاستمرار في عقد الندوات واللقاءات التشاورية لتبادل الخبرات والتجارب بما يعزز فاعلية وأثر العمل البيئي.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

عاشوراء في اليمن.. الإمام الحسين بين الوعي الثوري والامتداد المقاوم

يمانيون | تقرير
شهدت العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات خلال الأيام الماضية فعاليات ثقافية وخطابية واسعة في الجامع الكبير، ومحافظات صنعاء وريمة وحجة، وذلك إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، تحت شعارات عبّرت عن استمرار التمسك بالنهج الحسيني في مواجهة الظلم والطغيان.

هذه الفعاليات لم تكن مجرد فعاليات دينية، بل مثلت محطات تعبئة ثورية، وربطاً واعياً بين الماضي والحاضر، في معركة ما زالت مفتوحة بين قوى الحق والاستكبار، من كربلاء إلى فلسطين.

الجامع الكبير بصنعاء.. عاشوراء بين الثورة والجهاد
في قلب العاصمة صنعاء، وتحديداً في الجامع الكبير الذي يحمل رمزية تاريخية وروحية خاصة، نظّمت دائرة الثقافة القرآنية ندوة توعوية حملت عنوان: “عاشوراء ثورة وجهاد”، لتضع المناسبة في سياقها القرآني والتاريخي المتجدد.

الناشط الثقافي زياد الرفيق، افتتح الندوة بالتأكيد على أن التمسك بعترة آل البيت هو جوهر الدين الإسلامي ومصدر الهداية، معتبراً أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام ليست حدثاً عابراً في الزمن، بل منهاج دائم لمقارعة الطغاة ومواجهة الانحراف عن مبادئ الإسلام المحمدي الأصيل.

واستعرض الرفيق في محوره، أبرز المواقف البطولية للإمام الحسين، لافتاً إلى أن كلماته الخالدة كانت إشارات متقدمة في مقاومة الظلم والاستكبار، وأن الشعب اليمني اليوم، وهو يحيي هذه الذكرى، إنما يجدد ارتباطه بالقيم التي خرج من أجلها سبط رسول الله، وفي مقدمتها نصرة المظلومين ورفض الخضوع لقوى الطغيان، كما هو حال اليمن في موقفه المبدئي والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم.

أما العلامة طه الحاضري، فقد حذّر في محوره من عواقب التفريط في كل زمان ومكان، مؤكداً أن ما حدث في كربلاء كان نتيجة لصمت الأمة وتخاذلها أمام الانحراف السياسي والديني، في مشهد يتكرر اليوم بأدوات ووجوه جديدة.

وشدد الحاضري على أن المشروع الأمريكي الصهيوني ليس إلا امتداداً لطغيان يزيدي جديد، يستهدف الأمة في عقيدتها وهويتها واستقلالها، داعياً إلى التمسك بخيار المقاومة والقيادة القرآنية المتمثلة في السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أعاد البوصلة إلى مركزها الإسلامي المقاوم.

ريمة.. عاشوراء منصة لتجديد العهد ورفض الذل
وفي محافظة ريمة، نظّمت السلطة المحلية والتعبئة العامة فعالية خطابية كبرى تحت شعار: “هيهات منا الذلة”، شارك فيها عدد من القيادات المحلية والشخصيات الاجتماعية، تأكيداً على الموقف الثابت المستلهم من ملحمة كربلاء.

وخلال الفعالية، شدد مسؤول التعبئة العامة محمد النهاري على أن استشهاد الإمام الحسين عليه السلام كان نتيجة حتمية لتخاذل الأمة، وأن دروس كربلاء لا تزال حاضرة في كل مرحلة من مراحل الصراع بين الحق والباطل.

وأوضح النهاري أن استلهام الموقف الحسيني يعني الاستمرار في الصمود والثبات في مواجهة العدوان، ورفض أي محاولة للهيمنة أو التطبيع أو الانصياع لمشاريع الغزاة، مؤكداً أن الإمام الحسين كان ولا يزال الملهم والقائد لكل الأحرار الذين اختاروا العزة على الذل.

حجة.. الأمن والهوية الحسينية في مواجهة المشروع الاستكباري
أما في محافظة حجة، فقد نظّمت إدارة أمن المحافظة فعالية خطابية تحت الشعار ذاته، بحضور عدد من المسؤولين الأمنيين، لتؤكد أن الهوية الحسينية ليست مجرد إحياء مناسبات، بل إطار للثبات والعقيدة الجهادية في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية.

مدير الأمن العميد حسن القاسمي، أشار إلى أن فاجعة كربلاء تمثل مأساة كبرى في تاريخ الأمة، لكنها أيضًا منارة يهتدي بها الأحرار في مواجهة الظلم والطغيان.. وأكّد أن الأجهزة الأمنية اليمنية تستمد من روح كربلاء الصبر، والبصيرة، والصلابة في مواجهة المؤامرات التي تستهدف أمن البلاد واستقلالها.

عضو رابطة علماء اليمن، عبدالمجيد شرف الدين، اعتبر أن الاحتفاء بعاشوراء هو تجديد للولاء لخط الحسين، والتأكيد على أن دماء الشهداء ستظل حاضرة في معركة الأمة ضد المستكبرين، وفي مقدمتهم أمريكا و”إسرائيل”.

مديرية همدان.. النساء في قلب المعركة الحسينية
وفي مديرية همدان بمحافظة صنعاء، كانت المرأة اليمنية حاضرة بقوة في إحياء هذه الذكرى، من خلال فعاليتين خطابيتين نظّمتها الهيئة النسائية في قريتي شمال السودة والقنحة، حيث عبّرت الكلمات والأنشطة الإنشادية عن وعي نسائي متجذر بجوهر المعركة الحسينية.

الفعالية ربطت بين مظلومية الإمام الحسين ومظلومية الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن نصرة غزة امتداد طبيعي لثورة كربلاء، وأن المرأة اليمنية كانت ولا تزال شريكة في خيار المقاومة من خلال التوعية، والتحريض، والدعم المعنوي والمادي.

وقد تُوّجت الفعاليتان بوقفتين نسائيتين تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالجرائم الصهيونية بحق غزة، لتؤكد أن كربلاء ليست مجرد ذكرى، بل حالة وعي ثوري يتجدد في كل موقف مقاوم للعدوان.

عاشوراء في اليمن… حالة وعي
ما يميّز إحياء اليمنيين لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، هو أنهم جعلوا من عاشوراء حالة وعي، ومرتكزاً ثورياً، ودافعاً لتعزيز الصمود والمواجهة مع أعداء الأمة.

في هذا السياق، يصبح شعار “هيهات منا الذلة” ليس مجرد شعار تاريخي بل هوية مقاومة ومشروع حياة، يتجلى في المواقف السياسية، والتحركات الميدانية، والاصطفاف الشعبي مع قضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.

وعليه، فإن عاشوراء في اليمن لم تعد مناسبة دينية فحسب، بل تحولت إلى رافعة استراتيجية تعبوية، تكرّس ثقافة الرفض، وتجذّر روح التضحية، وتعيد صياغة العلاقة بين المعتقد والواقع، بين الذكرى والموقف، بين كربلاء وغزة، بين الإمام الحسين والشعب اليمني.

مقالات مشابهة

  • «تريندز» يشارك في ندوة حول سياسة كوريا الجنوبية تجاه الشرق الأوسط
  • «من غشنا فليس منا».. الأوقاف تعقد 1544 ندوة ضمن برنامج المنبر الثابت مع الأزهر
  • الأوقاف تعقد (1544) ندوة بعنوان: "من غشنا فليس منا
  • عاشوراء في اليمن.. الإمام الحسين بين الوعي الثوري والامتداد المقاوم
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تشارك في ندوة «العمل معاً لوقف تمويل الإخوان في أوروبا»
  • بلدية الحمرية تدشن فعاليات توعوية بمجال البيئة
  • “قوات الأمن البيئي” تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • ندوة توعوية وتثقيفية عن مخاطر الإدمان لأعضاء مركز شباب ناصر بالزقازيق
  • ندوة توعوية في رداع حول الأمن السيبراني وأمن المعلومات
  • « التسرب التعليمي وأثره المجتمعي».. ندوة توعوية في إيتاي البارود بالبحيرة