بين علما الشعب والضهيرة عدوان يطال الكنائس والمساجد
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
كتبت "الانباء الكويتية": آلة الحرب الإسرائيلية وعدوانها الوحشي لم تفرق بين بلدة وأخرى، مسيحية كانت أم إسلامية. فبراثن العدوان واضحة، حين طالت الكنائس والمساجد في آن معا.
وقال رئيس بلدية علما الشعب جان غفري "إن العدو الإسرائيلي لا يميز بين بلدة مسيحية وأخرى مسلمة، والدليل على ذلك أن استهدافه لم يوفر الكنائس والمساجد».
وأكد «أن البلدة تضررت بشكل كبير أثناء العدوان الإسرائيلي». وقال: «أبناء بلدتنا من الطائفة المسيحية، ولا يوجد فيها سلاح ولا مسلحون، لذا نستغرب هذا الاستهداف لبلدتنا والهجوم عليها وتدميرها بالطيران الإسرائيلي الذي تعرضت له».
ولفت إلى تعرض علما الشعب في حرب يوليو 2006 للقصف الإسرائيلي، «لكن ليس بهذا المستوى».
وقال: «جرفوا (جنود الجيش الإسرائيلي) كروم الزيتون المعمرة في البلدة، ودمروا المنازل في العديد من القرى الحدودية المجاورة لنا كالضهيرة والناقورة ويارين».
وشدد على «أهمية الوحدة الوطنية والتعايش الأخوي عبر التاريخ بين كل مكونات القرى الجنوبية، مسيحية وإسلامية»، مؤكدا «أن هذا هو وجه لبنان وقيمته ووجوده. فنحن نتشارك مع بعضنا البعض في الأفراح والأتراح وفي كل المناسبات، وسنبقى كذلك ونورثه لأجيالنا». وفي موضوع البلدة والعودة اليها، قال غقري: «نحن لانزال خارج البلدة، ويبدو ان قصتنا طويلة، فالعدو الإسرائيلي يحتل البلدة، ومع بداية الحرب ترك البلدة حوالي الـ90 في المئة من الأهالي وبقي نحو 10في المئة. وعندما اشتدت الحرب على مدى 66 يوما غادر معظم الأهالي البلدة وباتت خالية، ومنذ ذاك الحين لا نعرف شيئا عن وضع البلدة».
وأضاف: «أظهرت بعض الصور التي تصلنا أن الدمار كبير، إذ تم تدمير 90 منزلا من أصل 350 بشكل كلي نتيجة غارات الطيران الحربي الإسرائيلي، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي أصابت معظم البيوت».
وتابع: «للأسف لقد دمروا في الأسبوع الأول للحرب خزان المياه في البلدة، فأصبحت مقومات الحياة غير متوافرة، وبعدها توالت الاعتداءات. وتم تدمير مشروع الطاقة الشمسية الذي نعتمده لتوليد الكهرباء، كون مولدات الكهرباء في البلدة ملكا للبلدية، وهذا المشروع يخفف من أعباء كلفة المازوت في التشغيل، لكن للأسف دمر كله، بالإضافة إلى تدمير الطرقات والمرافق الأخرى».
وتوجه غفري بالسؤال إلى الحكومة اللبنانية حول «الخطة التي وضعتها لهذه البلدات الحدودية في حال عدنا اليها، خصوصا ان وضع البلديات منهار وصفر ولا تملك الإمكانات».
وأشار إلى «أننا في انتظار أن تسمح لنا الظروف وندخل إلى البلدة. نحن من البلدات التي يهددها الاحتلال ويمنع عودة أهلها. لذا ننتظر انتشار الجيش اللبناني وانسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي لندخل إلى قرانا. هناك مخاوف كبيرة لدى الأهالي من الانتهاكات الإسرائيلية، فكل شيء نتوقعه من العدو». وأعرب عن قلقه من مسار الأمور، آملا «ألا يكون هناك تمديد لفترة الستين يوما (المحددة في اتفاقية وقف إطلاق النار للانسحاب الإسرائيلي)».
وتمنى غفري أن يتم «الانسحاب الإسرائيلي من القرى الحدودية اليوم قبل الغد، فيكفينا مآس ومعاناة ونحن خارج بلدتنا، فقد تركنا أملاكنا وأرزاقنا وأراضينا. كل أحلامنا وذكرياتنا وجذورنا في البلدة لا يمكن أن تنسى. وسنعود إليها حتما ولو اضطررنا ان نسكن في الخيم، فنحن نتمسك بأرضنا وبجذورنا مهما كانت التضحيات والاحتلالات، وسنبقى شوكة في عين الإسرائيلي».
المشهد الحزين والمآسي يكمنان في بلدة الضهيرة، التي دمرت منازلها بالكامل، كما أشار رئيس بلديتها عبدالله الغريب.
ولفت الغريب لـ«الأنباء» إلى أن «العدو نسف كل منازل البلدة، والمدارس والمرافق العامة وحتى المساجد الأربعة والآبار الارتوازية. الضهيرة باتت مدمرة بنسبة 100%».
وأضاف: «دخل جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى البلدة في 10 أكتوبر الماضي، وقاموا بتفجير البلدة ولم يتركوا حجرا على حجر، وصبوا جام حقدهم وإجرامهم بحق البلدة».
وأكد الغريب «أن حوالي 95 % من أبناء الضهيرة يعتمدون على زراعة الزيتون»، لكنه أشار إلى «قيام جنود الاحتلال بجرف حقول الزيتون وحرق قسم كبير منها.. حتى انهم اقتلعوا أشجار الزيتون المعمرة وأخذوها إلى داخل الكيان الصهيوني».
واشار إلى «ان الضهيرة هي بلدة واحدة، وقسمها الاحتلال عام 1956، وبات جزء منها داخل فلسطين عبر تلة تعرف «بالجرداح» وهي تعرف اليوم بعرب العرامشة من الجانب الفلسطيني، والضهيرة من الجانب اللبناني».
وأبدى رئيس البلدية تخوفه وقلقه من مسار الأوضاع على الحدود بعد تدمير القرى، وقال: «لا يريد العدو عودة أهالي البلدات الحدودية إلى قراهم، ولديه مخطط أكبر من التهجير، ويريد قتل أي أمل للحياة في تلك القرى، بعد أن حولها أرضا محروقة، وباتت غير صالحة للسكن، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طرقات، لكننا نصر على العودة، على رغم من مخاوفنا من تجدد الحرب، اذ لا نأمن لإسرائيل».
وختم بالقول: «للأسف، تم تدمير قرى الشريط الحدودي بنسبة 90% بشكل كلي كبلدات أم التوت والظلوطية والبستان وطيرحرفا في القطاع الغربي، اضافة إلى قرى القطاع الأوسط والشرقي. ولايزال العدو يفجر المنازل في بلدات الناقورة وشيحين ويارين، لذا نحن نشكك بانسحاب إسرائيل حسب الاتفاق، ونتخوف من المستقبل في ظل الاعتداءات الإسرائيلية.. والدبابات الإسرائيلية تسرح وتمرح أكثر من أيام الحرب وما من أحد يردعها».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی البلدة
إقرأ أيضاً:
كيف يخطط الغرب-3 الشائعات
• مخطئٌ تماماً من يعتقد أن وسائلَ التواصلِ الاجتماعيِّ مصدرٌ للمعلومات والأخبار..!! إنها مكمن الشائعات، والبيئة الخصبة لنشرها، والوسيلة المُثلى للتأثير على الجمهور بسرعة قياسية، لا تقارن بكل وسائل التواصل التقليدية، نظراً لانتشارها السريع والواسع..
ففي دقائق، وحسب المتوالية الهندسية للانتشار، إذا نقل شخص واحدٌ خبراً واحداً – دون تحقق طبعاً من صحته ومصدره وترابطه المنطقي مع الأحداث – لشخصين، وقام كلاهما – وبدون تحقق أيضاً – بنقل الخبر إلى أربعة أشخاص، ففي خلال ساعات، أو يوم بأقصى تقدير، يكون الخبر قد وصل إلى ملايين، بعضهم سيصدقه، والبعض سيرفضه، لكنه سيكون قد صنع أثراً سيئاً، ربما يحتاج علاجه إلى أيام، من التصدي للشائعة التي هي لب محتواه، بتوضيح الحقائق التي تفند الشائعة، حتى يزول أثرها.
• البعض مازال ينظر إلى الحروب باعتبارها مواجهات بالجند والسلاح فقط، بينما يخطط الغرب لضرب العقول والنفسيات قبل تحرك القوات البرية والقواعد البحرية ربما بأعوام أو عقود..
إنها سلسلة من التراكمات، التي تؤدي إلى نتيجة واحدة، هي الفوز في الحرب، وبأقل الخسائر، وأبسط الإمكانيات، وتبدأ مرحلة إحداث التراكمات السلبية للدولة التي يستهدفها الغرب، بحرب العقول، وأول مدخل فيها هي الشائعات، بالتزامن مع إجراءات سياسية واقتصادية لخنق الدولة وتثوير الشعب ضد الحكومة، عبر قلب الحقائق وتزييفها، وتجاهل كافة الضغوط الاقتصادية التي جعلها الغرب وسيلته لتسيير الشائعات، وتحميل الحكومة المسؤولية كاملة عن كل تصدع في البنى الأساسية لاقتصاد البلد وتوفير متطلبات العيش، كالسلع الأساسية والمرتبات.
• صحيح أن الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن توفير السلع الأساسية للشعب الذي لولاه ما كانت قائمة على قدميها، لكن تجاهل أن المتسبب الرئيس والوحيد هو الغرب وعدوانه على البلد وفصل الشعب عن مصادره الاقتصادية الاستراتيجية كالنفط والغاز، يجعل من السهل تثوير الشعب على حكومته ما لم تقم بالتصدي للشائعات، والتذكير المستمر للجمهور بالأسباب الحقيقية لمعاناته، وأنه مازال تحت حصار وعدوان.
• والشائعات بمتداولها الحديث نشأت في الغرب، وبالتحديد في ألمانيا النازيّة، قبل الحرب العالمية الثانية، على يد (چوزيف چوبلز) وزير الـ (بروباغندا) (الدعاية) النازي..، وفيما بعد طورها الإعلام الإسرائيلي بالعقول الأمريكية لتصبح أقوى أسلحة الغرب في الحرب النفسية، وتدمير المجتمعات والدول والأنظمة من الداخل قبل استبدالها بأنظمة تكون ولاءاتها لأمريكا بالمطلق، أو غزوها بالقوة العسكرية.
والشائعات بطبيعتها تعتمد في البداية على ذرة من الحقيقة، تُبنى عليها جبال من الأكاذيب..
لقد تنبهت قوى الغرب، منذ الحرب العالمية الثانية، لخطر وأثر وأهمية الشائعات كسلاح في الحرب والسلم، فعمدت إلى تطويره وتجربته واستخدامه.
• إن معظمَ هزائمِنا كعربٍ ومسلمينَ وشعوبٍ نامية، ومعظمَ مشاكلِنا وحروبِنا الداخلية، وفقرِنا رغم غنى بلداننا بالثروات التي لا يمتلك الغربُ نفسُه مثلَها، إنما كان بسبب الحرب النفسية، التي أهم أسلحتها الشائعات، التي وظفها الغرب توظيفاً علمياً لسرقة خيرات بلداننا، ونهب ثرواتنا، وسرقة حتى مستقبل أجيالنا..
لقد نشأت أجيال من أمتنا على مَشَاهِدِ الحروبِ الداخليةِ وتَغَيُّرِ نُظمِ الحكم، ونشوءِ وانهيارِ أحزابٍ وأنظمةٍ وإدارات، ولم يتغير وضعها الاقتصادي والعلمي والاجتماعي، في الوقت الذي لم يتغير فيه وضع مصادر ثرواتنا تحت اليد الأمريكية والغربية، بل تدهورَ الحالُ من تطبيع تحت الطاولات، إلى خلع الإرادات وانكشاف العمالات، وانعكاس الولاءات، وتسليم الترليونات والثروات، والمشاركة في سفك الدماء العربية المسلمة بأموالٍ عربية مسلمة…، لنوقن أن الكيد خطير، ولولا انبعاث أمة تؤمن بكتاب الله وتتبعه، لكان اليوم ما يجري في غزة، واقع في نجد والحجاز والقاهرة وبغداد وغيرها من عواصم العالم العربي.