من وباء عالمى إلى مرض موسمى شائع.. «لو موند» الفرنسية: 5 سنوات على جائحة كورونا
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مرت خمس سنوات على ظهور جائحة كورونا (كوفيد 19)، التى غيرت مسار العالم بشكل جذري، فقد بدأت الجائحة فى ديسمبر 2019 بظهور حالات التهاب رئوى غامض فى مدينة ووهان الصينية، لتتحول سريعًا إلى وباء عالمى أودى بحياة الملايين وأثر على جميع مناحى الحياة.
فى المراحل الأولى، ساد الذعر والجهل بشأن الفيروس الجديد، فقد انتشر الفيروس بسرعة غير مسبوقة بفضل سهولة تنقله بين الأفراد، مما أدى إلى فرض إجراءات إغلاق صارمة فى جميع أنحاء العالم لتقليل انتشاره، وشهدت المستشفيات ضغطًا هائلًا، ونقصًا حادًا فى أجهزة التنفس الصناعى والأكسجين الطبي، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات.
نشرت صحيفة "لو موند" الفرنسية تستذكر خمس سنوات على تفشى فيروس كورونا (كوفيد - 19) فى العالم؛ مشيرًا إلى تحوله من جائحة مدمرة إلى مرض موسمى أكثر شيوعًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفيروس، الذى أودى رسميًا بحياة سبعة ملايين شخص فى العالم، أصبح أقل خطورة من سابقه، مع بقائه أكثر فتكًا من الإنفلونزا. ووصف تفشى كورونا بأنه "انتشار عالمى خاطف نادرًا ما نراه فى التاريخ البشرى الحديث، يمكن مقارنته فى الحجم بالإنفلونزا الإسبانية عام 1918".
لكن بعد خمس سنوات، أصبح الفيروس أمرًا طبيعيًا تقريبًا، وفقًا للصحيفة، ونقلت تصريحًا لأوليفييه شوارتز، رئيس وحدة الفيروسات والمناعة فى معهد باستور فى باريس، قال فيه إن الفيروس "استكشف جميع التركيبات الممكنة للتكيف ومواصلة انتشاره، على الرغم من حقيقة أن السكان أصبحوا محصنين ضده تدريجيًا من خلال التطعيم أو العدوى".
وتطرقت الصحيفة إلى المتحورات العديدة للفيروس (ألفا، بيتا، جاما، دلتا، أوميكرون)، والتى اكتسبت خصائص جديدة من حيث الضراوة والقدرة على العدوى، مُشيرًا إلى أن متحور أوميكرون ظل المسيطر منذ ظهوره فى نهاية عام ٢٠٢١ فى جنوب أفريقيا.
وأوضحت أن المتحورات المنتشرة قبل "أوميكرون" كانت تستهدف الجهاز التنفسى السفلي، مما تسبب فى التهابات أكثر خطورة، بينما يستهدف أوميكرون الجهاز التنفسى العلوي، مما أدى إلى أشكال أقل خطورة من المرض مع قابلية أكثر للالنتقال.
فى فرنسا، انضم فيروس كورونا إلى أمراض الجهاز التنفسى المُراقبة فى الشتاء مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوى التنفسي، لكن اختلافًا كبيرًا يكمن فى انتشار كورونا على مدار السنة.
ونقلت صحيفة "لو موند" عن كارين لاكوب، رئيسة قسم الأمراض المعدية فى مستشفى سانت أنطوان فى باريس، قولها: "لم تعد هناك أى رعاية خاصة، بخلاف ما نقدمه للعلاج الفيروس المخلوى التنفسى أو الإنفلونزا".
واستبعدت الصحيفة ظهور متحور جديد أكثر خطورة؛ مشيرة إلى أن التطور الذى قد يشكل مشكلة هو فيروس يتحور بسرعة كبيرة ويؤدى إلى فقدان الحماية المناعية الجماعية.
التطورات العلمية وسباق مع الزمن
قال الدكتور على حسن، أخصائى الأنف والأذن والحنجرة: "كان الوضع كارثيا فى بداية الجائحة، لم نكن نعرف كثيرًا عن الفيروس، وكانت معدلات الوفيات مرتفعة جدا، خاصة بين الأشخاص ذوى الأمراض المزمنة والكبار فى العمر".
شهدت الجائحة سباقًا عالميًا لتطوير لقاحات علاجية وعلاجات فعالة، وقد نجحت الجهود العلمية فى تطوير لقاحات فعالة فى وقت قياسي، مما ساهم فى تقليل حجم الوفيات والحد من خطورة المرض.
وأكدت الدكتورة سحر محمد، باحثة فى علم الأحياء الجزيئي، تشرح: "كان تطوير اللقاحات أحد أكبر النجاحات العلمية فى تاريخ البشرية. استخدام تقنيات الـmRNA ساعد فى اختصار وقت التطوير بشكل دراماتيكي".
على الرغم من تراجع حدة الجائحة، إلا أن آثارها الطويلة الأمد ما زالت واضحة، فقد أدت الجائحة إلى أزمة اقتصادية عالمية وشهدت زيادة فى معدلات الفقر والبطالة.
كما أدت إلى أزمة صحية نفسية عالمية، حيث يعانى العديد من الأفراد من الاكتئاب والقلق واضطرابات الصحة العقلية الأخرى.
الدكتور عمر عادل، أخصائى الصحة النفسية، يقول: "الجائحة أدت إلى زيادة كبيرة فى حالات الاكتئاب والقلق. فقد أثر الحجر الصحى والخوف من العدوى بشكل سلب على الصحة النفسية للعديد من الأفراد".
تعتبر جائحة كورونا درسا فى أهمية الاستعداد للأوبئة والأزمات الصحية العالمية، فقد كشفت الجائحة عن ثغرات كبيرة فى النظم الصحية العالمية وأهمية التعاون الدولى فى مكافحة الأوبئة.
يشدد الخبراء على ضرورة تعزيز البنية التحتية الصحية، وزيادة الاستثمار فى البحث العلمي، وتعزيز التعاون الدولى للتأهب للأوبئة المستقبلية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كورونا كوفيد 19 ووهان الإنفلونزا
إقرأ أيضاً:
مضاد حيوي شائع لحب الشباب يتسبب في فشل أعضاء شابة
أطلقت شابة أمريكية جرس إنذار للعالم بعد تعرضها لمضاعفات مروعة بسبب مضاد حيوي شائع يُوصف عادة لعلاج حب الشباب.
وفي التفاصيل، أدى تناول إيلي دان، البالغة من العمر 27 عاماً، لعقار “مينوسايكلين”، الذي يوصف لملايين المرضى سنوياً، إلى إصابتها بمتلازمة نادرة وخطيرة تُعرف باسم DReSS (متلازمة فرط التفاعل الدوائي مع الأعراض الجهازية)، مما كاد يودي بحياتها وهي في سن 15 عاماً، وفقاً لما ورد في صحيفة “دايلي ميل”.
بداية مأساويةفي البداية، بدا كل شيء طبيعياً. وصف لها طبيب الجلدية “مينوسايكلين” للتخلص من بعض الحبوب قبل زفاف شقيقتها، لكنها لم تكن تعلم أن هذا القرار البسيط سيقلب حياتها رأساً على عقب.
فبعد أيام قليلة، بدأ فكّها بالانغلاق وظهرت طفوح جلدية غريبة على جسدها، سرعان ما انتشرت إلى ذراعيها وساقيها، بينما ارتفعت حرارتها إلى 41 درجة مئوية. رغم محاولات العائلة للتهدئة، كانت حالتها تتدهور بسرعة مخيفة.
في المستشفى، تم تشخيص حالتها خطأً على أنها إصابة بفيروس بارفو، وهو مرض شائع بين الأطفال.
ومع استمرار تدهور حالتها، توقف قلبها عن النبض لمدة 30 دقيقة واضطرت لاستخدام جهاز تنفس اصطناعي للبقاء على قيد الحياة.
المفاجأة جاءت عندما تعرف أحد طلاب الطب على حالتها أثناء دراسته، ليكتشف أنها مصابة بمتلازمة DReSS، وهو تشخيص نادر جداً يحدث بمعدل حالة واحدة لكل 10.000 شخص يتناولون هذا النوع من الأدوية، وقد يؤدي للوفاة في 10% من الحالات.
ماذا تفعل DReSS بالجسم؟
متلازمة “DReSS” أو “متلازمة رد الفعل الدوائي مع فرط الحمضات والأعراض الجهازية” هي عبارة عن رد فعل مفرط الحساسية مستحث بالعقاقير والأدوية، وهو مرض نادر يمكن أن يهدد الحياة؛ ويصاحبه أعراض مثل طفح جلدي يشبه الحصبة، وحمى شديدة، وانتفاخ في الغدد اللمفاوية، وتلف محتمل في الكبد والرئتين أو الكلى.
إيلي تنجو وتوجه رسالة قويةعولجت إيلي بكورس طويل من الستيرويدات ومضادات الالتهاب للسيطرة على جهازها المناعي، وبعد رحلة شفاء طويلة، بدأت حملة توعية على وسائل التواصل الاجتماعي، محذّرة من خطورة حتى الأدوية التي تبدو شائعة وآمنة.
وتقول إيلي: “تحققوا دائماً… حتى من الأدوية التي يقال إنها آمنة. إذا أنقذت قصتي شخصاً واحداً من معاناة مماثلة، فسأعتبر أن كل ما مررت به لم يكن عبثاً”.