عربي21:
2025-05-12@16:22:33 GMT

وعدل المركزي الليبي عن قراره

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

منذ الأيام الأولى لتولي ناجي عيسى مهامه كمحافظ للمصرف المركزي في ليبيا اتجه إلى رفع أو تخفيف القيود على تداول العملات الأجنبية كوسيلة للتحكم في سعر صرف الدينار الليبي وجسر الهوة في سعر صرف العملات الأجنبية بين السوقين الرسمي والموازي، لذا قرر خفض الضريبة المفروضة على بيع العملات الأجنبية من 27% إلى 20% ثم لاحقا إلى 15%، ووعد بإلغائها كليا مع نهاية العام 2024م.



ومع انعقاد الاجتماع الأول لمجلس إدارة المصرف المركزي تم اعتماد استراتيجية قصيرة المدى من بين أهدافها ضبط سعر الصرف، غير أن الاتجاه كان مختلفا، إذ أعلن مدير إدارة الرقابة على النقد بالمصرف مؤخرا استمرار العمل بالضريبة عند نسبة 15% إلى حين إشعار آخر.

لم أكن أتوقع أن ينزل المحافظ عند وعده بإلغاء الضريبة على بيع العملات الأجنبية، ولم أستوعب الأسس التي على  أساسها وعد بإلغائها، ولم يقدم هو دفاعه عن سياسته وكيف يمكن أن يكافئ الإنفاق المتزايد في ظل إيرادات محدودة، إن لم تتراجع لأسباب معلومة لا تزيد إلا بنسبة متدنية جدا.

صافي الإيرادات السنوية في أحسن التوقعات والتقديرات لا تتجاوز 19 مليار دولار أمريكي، أي نحو 92 مليار دينار ليبي بسعر صرف الدولار بالمصرف المركزي، ودون احتساب الضريبة على بيع الدولار، وهذا بالكاد يغطي الإنفاق الأساسي من مرتبات وتسيير ودعم اجتماعي، وليس نفقات التنمية والإعمار ودعم المحروقات الذي قدر بنحو 8 مليار دولار العام الماضي، وخصص له 35 مليار دينار في الميزانية التي اعتمدها مجلس النواب خلال العام 2024م.

الاعتقاد بأن السيطرة على سعرف صرف الدينار واحتواء الأثار السلبية لتذبذبه، من تضخم وغيره، وتأثير ذلك على مستوى عيش الليبيين، هو مسؤولية أصيلة للمصرف المركزي هو اعتقاد خاطئ، ويجاريه في ذلك القول بأن الحل يكمن في رفع القيود على بيع العملات الأجنبية، ذلك أن العوامل السياسية تلقي بظلالها بشكل كبير على الوضع الاقتصاديوبالعودة إلى سلوك السلطة التنفيذية (حكومتي الغرب والشرق) واتجاه مجلس النواب، فإن توافقا غير معلن وقع عند الإعلان عن ميزانية بلغت 180 مليار دينار (نحو 37 مليار دولار وفقا للسعر الرسمي للدولار)، وهو نحو ضعف الإيرادات العامة، فإن المصرف المركزي لن يستطيع تغطية الإنفاق الذي بات خارج السيطرة حتى مع فرض الضريبة بنسبة 27%.

وفقا لهذه الأرقام ما كان للمحافظ أن يدافع عن توجهه بخفض الضريبة ثم إلغائها، وهذا ربما كان الدافع حول التراجع عن إلغاء الضريبة والعمل بها إلى حين إشعر آخر، والإشعار الآخر ربما سيكون موعدا لمراجعة سعر الصرف والنظر في تخفيضه من قبل مجلس إدارة المصرف المركزي.

من الواضح أن اندفاع المحافظ فيما يتعلق بالموقف من سياسة سعر الصرف وإدارة النقد الأجنبي خلال الأسابيع الأولى بعد تسلمه منصبه كان غير مدروس. صحيح أنه تواصل مع الجهات ذات الاختصاص من حكومة ومؤسسة نفط وغيرهما، إلا أن الارتباك كان واضحا، وكان له أثره السلبي من خلال فرض حالة من عدم اليقين لما سيكون عليه وضع الدينار والدولار في السوقين الرسمي والموازي، واستمرار الغموض حول السعر الذي سيكون عليه الدولار، ذلك أنه حتى أيام قليلة مضت كانت التوقعات أن تلغى الضريبة ويعود سعر بيع الدولار في المصارف إلى مستوى 4.85 دينار، وهو ما سيدفع الدولار  إلى التراجع في السوق الموازية إلى نحو دينار عما عليه السعر اليوم، فكان أن تم تثبيت سعر البيع على ما هو عليه عند مستوى 5.75 دينار للدولار في المصارف، 6.25 دينار للدولار في السوق الموازي.

الاعتقاد بأن السيطرة على سعرف صرف الدينار واحتواء الأثار السلبية لتذبذبه، من تضخم وغيره، وتأثير ذلك على مستوى عيش الليبيين، هو مسؤولية أصيلة للمصرف المركزي هو اعتقاد خاطئ، ويجاريه في ذلك القول بأن الحل يكمن في رفع القيود على بيع العملات الأجنبية، ذلك أن العوامل السياسية تلقي بظلالها بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، فليس المركزي من يحدد فاتورة الإنفاق، وليس المركزي من يتحكم في سقف إنتاج النفط وبالتالي مستوى الإيرادات العامة من الدولار، عليه فإن مساعي المصرف المركزي لتبني سياسة نقدية محكمة ستواجه تحديات وإخفاقات ما لم تعالج ملفات أخرى في مقدمتها ضبط النفقات وزيادة الإيرادات وهذا يتطلب معالجة جذرية للوضع السياسي المأزوم والانقسام المؤسسي المستفحل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الاقتصادي ليبيا اقتصاد عملة أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على بیع العملات الأجنبیة المصرف المرکزی

إقرأ أيضاً:

المركزي: جارٍ حصر الكمية المستلمة من أوراق فئة الـ50 دينار بعد سحبها

 ليبيا | المركزي يشكر المصارف على تنفيذ قرار سحب فئة الـ50 دينارًا.. ويؤكد استكمال الإجراءات الفنية

ليبيا – توجه مصرف ليبيا المركزي بالشكر والتقدير إلى المصارف التجارية وفروعها وموظفيها، وكذلك إدارات وأقسام المركزي في مختلف المناطق، على الجهود المبذولة خلال فترة تنفيذ قرار مجلس الإدارة رقم (5) لسنة 2024، الخاص بسحب الإصدار الأول من فئة الخمسين دينارًا، والذي انتهى في 30 أبريل 2025.

???? إشادة بالجهود والكفاءة

???? أعرب المركزي، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي تلقت “المرصد” نسخة منه، عن تقديره لما أظهرته فرق العمل في القطاع المصرفي من التزام وكفاءة، من خلال العمل المستمر ليلًا ونهارًا، بما في ذلك أيام العطل، لتيسير عمليات الإيداع واستلام النقد من المواطنين بسلاسة ومرونة.

???? إجراءات فنية قيد الاستكمال

???? أكد المصرف المركزي أنه بصدد استكمال الإجراءات الفنية والإدارية لحصر الكمية النهائية من النقد المسحوب، ضمن جهوده الرامية إلى تعزيز الانضباط النقدي، وتحقيق مزيد من الاستقرار المالي في البلاد.

مقالات مشابهة

  • المركزي: جارٍ حصر الكمية المستلمة من أوراق فئة الـ50 دينار بعد سحبها
  • سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية اليوم
  • سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم الإثنين 14-11-1446
  • عاجل.. متوسط أسعار صرف العملات الأجنبية في البنوك اليوم الاثنين
  • أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 12 مايو
  • وفقا لآخر التحديثات.. انخفاض أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه اليوم الأحد
  • آخر تحديث لسعر العملات الأجنبية والعربية اليوم 11-5-2025
  • الدينار الكويتي بكام؟.. أسعار العملات العربية و الأجنبية اليوم الأحد 11-5-2025
  • أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت
  • سعر الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية اليوم السبت 12-11-1446