عربي21:
2025-08-12@09:09:14 GMT

وعدل المركزي الليبي عن قراره

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

منذ الأيام الأولى لتولي ناجي عيسى مهامه كمحافظ للمصرف المركزي في ليبيا اتجه إلى رفع أو تخفيف القيود على تداول العملات الأجنبية كوسيلة للتحكم في سعر صرف الدينار الليبي وجسر الهوة في سعر صرف العملات الأجنبية بين السوقين الرسمي والموازي، لذا قرر خفض الضريبة المفروضة على بيع العملات الأجنبية من 27% إلى 20% ثم لاحقا إلى 15%، ووعد بإلغائها كليا مع نهاية العام 2024م.



ومع انعقاد الاجتماع الأول لمجلس إدارة المصرف المركزي تم اعتماد استراتيجية قصيرة المدى من بين أهدافها ضبط سعر الصرف، غير أن الاتجاه كان مختلفا، إذ أعلن مدير إدارة الرقابة على النقد بالمصرف مؤخرا استمرار العمل بالضريبة عند نسبة 15% إلى حين إشعار آخر.

لم أكن أتوقع أن ينزل المحافظ عند وعده بإلغاء الضريبة على بيع العملات الأجنبية، ولم أستوعب الأسس التي على  أساسها وعد بإلغائها، ولم يقدم هو دفاعه عن سياسته وكيف يمكن أن يكافئ الإنفاق المتزايد في ظل إيرادات محدودة، إن لم تتراجع لأسباب معلومة لا تزيد إلا بنسبة متدنية جدا.

صافي الإيرادات السنوية في أحسن التوقعات والتقديرات لا تتجاوز 19 مليار دولار أمريكي، أي نحو 92 مليار دينار ليبي بسعر صرف الدولار بالمصرف المركزي، ودون احتساب الضريبة على بيع الدولار، وهذا بالكاد يغطي الإنفاق الأساسي من مرتبات وتسيير ودعم اجتماعي، وليس نفقات التنمية والإعمار ودعم المحروقات الذي قدر بنحو 8 مليار دولار العام الماضي، وخصص له 35 مليار دينار في الميزانية التي اعتمدها مجلس النواب خلال العام 2024م.

الاعتقاد بأن السيطرة على سعرف صرف الدينار واحتواء الأثار السلبية لتذبذبه، من تضخم وغيره، وتأثير ذلك على مستوى عيش الليبيين، هو مسؤولية أصيلة للمصرف المركزي هو اعتقاد خاطئ، ويجاريه في ذلك القول بأن الحل يكمن في رفع القيود على بيع العملات الأجنبية، ذلك أن العوامل السياسية تلقي بظلالها بشكل كبير على الوضع الاقتصاديوبالعودة إلى سلوك السلطة التنفيذية (حكومتي الغرب والشرق) واتجاه مجلس النواب، فإن توافقا غير معلن وقع عند الإعلان عن ميزانية بلغت 180 مليار دينار (نحو 37 مليار دولار وفقا للسعر الرسمي للدولار)، وهو نحو ضعف الإيرادات العامة، فإن المصرف المركزي لن يستطيع تغطية الإنفاق الذي بات خارج السيطرة حتى مع فرض الضريبة بنسبة 27%.

وفقا لهذه الأرقام ما كان للمحافظ أن يدافع عن توجهه بخفض الضريبة ثم إلغائها، وهذا ربما كان الدافع حول التراجع عن إلغاء الضريبة والعمل بها إلى حين إشعر آخر، والإشعار الآخر ربما سيكون موعدا لمراجعة سعر الصرف والنظر في تخفيضه من قبل مجلس إدارة المصرف المركزي.

من الواضح أن اندفاع المحافظ فيما يتعلق بالموقف من سياسة سعر الصرف وإدارة النقد الأجنبي خلال الأسابيع الأولى بعد تسلمه منصبه كان غير مدروس. صحيح أنه تواصل مع الجهات ذات الاختصاص من حكومة ومؤسسة نفط وغيرهما، إلا أن الارتباك كان واضحا، وكان له أثره السلبي من خلال فرض حالة من عدم اليقين لما سيكون عليه وضع الدينار والدولار في السوقين الرسمي والموازي، واستمرار الغموض حول السعر الذي سيكون عليه الدولار، ذلك أنه حتى أيام قليلة مضت كانت التوقعات أن تلغى الضريبة ويعود سعر بيع الدولار في المصارف إلى مستوى 4.85 دينار، وهو ما سيدفع الدولار  إلى التراجع في السوق الموازية إلى نحو دينار عما عليه السعر اليوم، فكان أن تم تثبيت سعر البيع على ما هو عليه عند مستوى 5.75 دينار للدولار في المصارف، 6.25 دينار للدولار في السوق الموازي.

الاعتقاد بأن السيطرة على سعرف صرف الدينار واحتواء الأثار السلبية لتذبذبه، من تضخم وغيره، وتأثير ذلك على مستوى عيش الليبيين، هو مسؤولية أصيلة للمصرف المركزي هو اعتقاد خاطئ، ويجاريه في ذلك القول بأن الحل يكمن في رفع القيود على بيع العملات الأجنبية، ذلك أن العوامل السياسية تلقي بظلالها بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، فليس المركزي من يحدد فاتورة الإنفاق، وليس المركزي من يتحكم في سقف إنتاج النفط وبالتالي مستوى الإيرادات العامة من الدولار، عليه فإن مساعي المصرف المركزي لتبني سياسة نقدية محكمة ستواجه تحديات وإخفاقات ما لم تعالج ملفات أخرى في مقدمتها ضبط النفقات وزيادة الإيرادات وهذا يتطلب معالجة جذرية للوضع السياسي المأزوم والانقسام المؤسسي المستفحل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الاقتصادي ليبيا اقتصاد عملة أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على بیع العملات الأجنبیة المصرف المرکزی

إقرأ أيضاً:

حكومة اليمن تحظر استخدام العملات الأجنبية في المعاملات التجارية والخدمية

أقرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الاثنين حظر استخدام العملات الأجنبية في المعاملات التجارية والخدمية والتعاقدية المالية في البلاد، في سياق إجراءاتها للحفاظ على استقرار العملة المحلية.

جاء ذلك في قرار صادر عن مجلس الوزراء اليمني، الاثنين.

وأقر المجلس على حظر استخدام العملات الأجنبية بديلا عن العملة الوطنية (الريال اليمني) في المعاملات التجارية الخدمية والتعاقدات المالية في البلاد.

ومن تلك التعاملات "الرسوم المدرسية والعلاجية والإيجارات وتذاكر السفر"، وفقا للقرار.



تحسن قيمة الريال
وشهد الريال اليمني تحسنا كبيرا في قيمته أمام العملات الأجنبية في الأيام الماضية بعدما اقترب الدولار الأمريكي الواحد من حاجز الـ 3000 ريالا.

ووصلت قيمة الريال اليمني مؤخرا أمام الدولار الأمريكي بـ 1600 ريالا لكل دولار.

قرارات عدة
وقد أصدر البنك المركزي اليمني في عدن المعترف به دوليا، عددا من القرارات لتعضيد تحسن قيمة العملة المحلية وتدعيم استقراره من بينها "إنشاء لجنة لتمويل وتنظيم الاستيراد".

كما أقر البنك المركزي إغلاق ما يزيد عن 50 شركة ومحل لبيع واستبدال العملات في المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية جنوب وشرق البلاد.

وفي السياق، قال رئيس الحكومة اليمنية، سالم بن بريك إن تحسن سعر الصرف ليس خبرا اقتصاديا فقط، بل فرصة لرد الاعتبار لجيوب المواطنين.

وأكد على أنه ناقش الأحد، مع وزير الزراعة والثروة السمكية آليات ضبط أسعار الأسماك والخضروات واللحوم والدواجن والبيض، وهي سلع مهمة في كل بيت يمني، ولن نقبل أن تظل أسعارها خارج السيطرة.

وأشار رئيس الحكومة اليمنية أن "الأمن الغذائي أولوية، و المضاربة والاحتكار خصمان سنواجههما بكل الوسائل القانونية".



إجراءات تثبيت سعر الصرف
وبشأن مدى قدرة الإجراءات الحكومية على تثبيت سعر صرف الريال اليمني، قال ياسر المقطري، الباحث في القطاع المصرفي إن احتياطيات النقد الأجنبي تمثل أحد الركائز الأساسية الداعمة والمؤثرة في السياسات النقدية، ويُعد نجاح أي إجراء مرتبط بها مرهونًا بمدى قدرته على تعزيز هذه الاحتياطيات أو تنظيم استخدامها بشكل مدروس.

وأضاف المقطري في حديث خاص لـ"عربي21" أن فعالية هذه الإجراءات تعتمد على وجود خطط مسبقة تراعي جميع العوامل المؤثرة والإمكانات المتاحة والتحديات القائمة، إذ إن اتخاذ قرارات غير مدروسة من شأنه أن يزيد من تفاقم المشكلة.

وأردف "يسعى البنك المركزي إلى ضبط مصادر الاحتياطيات من خلال فرض رقابة صارمة على السوق الموازية، التي تعد من أبرز الفاعلين، حيث يتم من خلالها تمرير أكثر من 50 بالمئة من تحويلات الجالية اليمنية الأكبر في الخارج، إضافة إلى استحواذها على نحو 40% من صافي الأصول الأجنبية، وفقاً لبعض التقارير".

وقال الباحث اليمني في القطاع المصرفي إن السوق الموازية تقوم بتوظيف هذه التحويلات في تمويل عمليات الاستيراد التي تقوم بها القطاعات التجارية الصغيرة والمتوسطة، من خلال قنوات غير رسمية وعبر بنوك في دول الجوار، وهو ما أدى إلى تراجع دور القطاع البنكي الرسمي، وبالتالي إضعاف فعالية السياسات النقدية.

وتابع بأنه ومع استكمال عملية نقل مقرات البنوك إلى العاصمة عدن، "تتوفر للبنك المركزي فرصة لإعادة تنظيم عمليات الاستيراد والتجارة الخارجية عبر القنوات الرسمية"، بالتعاون مع القطاع البنكي، "لرسم سياسات نقدية مرنة وفعالة تسهم في تعزيز الاستقرار المالي والنظام النقدي".



وبحسب الباحث اليمني المقطري فإن لجنة تنظيم وتمويل الاستيراد تعتبر "خطوة مهمة لضبط العرض والطلب على العملات الأجنبية في إطار حاجة القطاع التجاري بعيدا عن المضاربات وخلق طلب وهمي"، لافتا إلى أنه من مهام اللجنة أن تحد من الطلب المحلي للعملات الأجنبية بغرض التبادل التجاري مع مناطق سيطرة جماعة الحوثي حيث لا يقل هذا الطلب أهمية عن حجم الطلب الخارجي"، وذلك من خلال إلزام شركات وشبكات الصرافة التحويل بالعملة المحلية إلى تلك المناطق.

وفي إطار التحسن الأخير الذي شهدته العملة، أوضح الباحث المقطري أن تثبيت سعر الصرف يتطلب من الحكومة تبني حزمة من السياسات المالية المتكاملة مع الإجراءات النقدية التي اتخذها البنك المركزي، بحيث تسهم في" تحسين كفاءة تحصيل الإيرادات العامة ووقف التمويل بالعجز وترشيد الإنفاق العام من خلال الاعتماد على الأنظمة الإلكترونية والتطبيقات التي تحد من الفساد وإهدار المال العام".

وقال أيضا، كما ينبغي التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة ذات العلاقة بالملف اليمني، وكذلك مع المنظمات الدولية، لضمان الاستفادة القصوى من التدخلات والمساعدات المقدمة من هذه الجهات، وفق مصفوفة أولويات تركز على القطاعات الحيوية التي تساهم في تحسين الخدمات العامة وتخفيف أعباء الإنفاق الحكومي.

وأعتبر الباحث المصرفي اليمني أن الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص تعتبر "ضرورة في ظل محدودية الموارد العامة، لتمكينه من المساهمة في تقديم خدمات أساسية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة تمكنه من الاستثمار في المشاريع الإنتاجية المحلية"، بما يسهم في تقليص حجم الاستيراد وتعزيز فرص التصدير لرفد الاحتياطيات الخارجية.

وشدد على "ضرورة تفعيل كافة مؤسسات الدولة الرقابية والأمنية ضمن منظومة متكاملة، وضبط المنافذ البرية والبحرية، والحد من عمليات التهريب، بما ينسجم مع السياسات المالية والنقدية الهادفة إلى تنظيم وضبط عملية الاستيراد".

وإثر تحسن سعر صرف العملة الوطنية، بدأت الحكومة اليمنية عبر وزارة الصناعة والتجارة، بحملات ميدانية لإعادة تسعير المواد الغذائية والاستهلاكية ومراقبة مدى استجابة التجار لمتطلبات السوق المحلية وتخفيض أسعار المواد الأساسية. 

مقالات مشابهة

  • ضبط قضايا اتجار فى العملات الأجنبية بقيمة 17 مليون جنيه
  • أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم
  • اليمن.. قرار حكومي بحظر استخدام العملات الأجنبية في المعاملات التجارية والخدمية
  • حكومة اليمن تحظر استخدام العملات الأجنبية في المعاملات التجارية والخدمية
  • ضبط قضايا اتجار فى العملات الأجنبية بقيمة 4 ملايين جنيه
  • الدولار يواصل تراجعه.. أسعار العملات الأجنبية بمستهل تعاملات الإثنين
  • الدولار يشهد ارتفاعاً أمام الدينار الليبي مسجلاً 7.71 دينار بالسوق الموازية
  • أسعار صرف العملات الأجنبية السبت 9 أغسطس 2025 في اليمن
  • أسعار العملات الأجنبية اليوم السبت 9 أغسطس
  • أكثر من 66 مليار دينار غرامات المركزي العراقي على مصارف وشركات مالية