منذ الأيام الأولى لتولي ناجي عيسى مهامه كمحافظ للمصرف المركزي في ليبيا اتجه إلى رفع أو تخفيف القيود على تداول العملات الأجنبية كوسيلة للتحكم في سعر صرف الدينار الليبي وجسر الهوة في سعر صرف العملات الأجنبية بين السوقين الرسمي والموازي، لذا قرر خفض الضريبة المفروضة على بيع العملات الأجنبية من 27% إلى 20% ثم لاحقا إلى 15%، ووعد بإلغائها كليا مع نهاية العام 2024م.
ومع انعقاد الاجتماع الأول لمجلس إدارة المصرف المركزي تم اعتماد استراتيجية قصيرة المدى من بين أهدافها ضبط سعر الصرف، غير أن الاتجاه كان مختلفا، إذ أعلن مدير إدارة الرقابة على النقد بالمصرف مؤخرا استمرار العمل بالضريبة عند نسبة 15% إلى حين إشعار آخر.
لم أكن أتوقع أن ينزل المحافظ عند وعده بإلغاء الضريبة على بيع العملات الأجنبية، ولم أستوعب الأسس التي على أساسها وعد بإلغائها، ولم يقدم هو دفاعه عن سياسته وكيف يمكن أن يكافئ الإنفاق المتزايد في ظل إيرادات محدودة، إن لم تتراجع لأسباب معلومة لا تزيد إلا بنسبة متدنية جدا.
صافي الإيرادات السنوية في أحسن التوقعات والتقديرات لا تتجاوز 19 مليار دولار أمريكي، أي نحو 92 مليار دينار ليبي بسعر صرف الدولار بالمصرف المركزي، ودون احتساب الضريبة على بيع الدولار، وهذا بالكاد يغطي الإنفاق الأساسي من مرتبات وتسيير ودعم اجتماعي، وليس نفقات التنمية والإعمار ودعم المحروقات الذي قدر بنحو 8 مليار دولار العام الماضي، وخصص له 35 مليار دينار في الميزانية التي اعتمدها مجلس النواب خلال العام 2024م.
الاعتقاد بأن السيطرة على سعرف صرف الدينار واحتواء الأثار السلبية لتذبذبه، من تضخم وغيره، وتأثير ذلك على مستوى عيش الليبيين، هو مسؤولية أصيلة للمصرف المركزي هو اعتقاد خاطئ، ويجاريه في ذلك القول بأن الحل يكمن في رفع القيود على بيع العملات الأجنبية، ذلك أن العوامل السياسية تلقي بظلالها بشكل كبير على الوضع الاقتصاديوبالعودة إلى سلوك السلطة التنفيذية (حكومتي الغرب والشرق) واتجاه مجلس النواب، فإن توافقا غير معلن وقع عند الإعلان عن ميزانية بلغت 180 مليار دينار (نحو 37 مليار دولار وفقا للسعر الرسمي للدولار)، وهو نحو ضعف الإيرادات العامة، فإن المصرف المركزي لن يستطيع تغطية الإنفاق الذي بات خارج السيطرة حتى مع فرض الضريبة بنسبة 27%.
وفقا لهذه الأرقام ما كان للمحافظ أن يدافع عن توجهه بخفض الضريبة ثم إلغائها، وهذا ربما كان الدافع حول التراجع عن إلغاء الضريبة والعمل بها إلى حين إشعر آخر، والإشعار الآخر ربما سيكون موعدا لمراجعة سعر الصرف والنظر في تخفيضه من قبل مجلس إدارة المصرف المركزي.
من الواضح أن اندفاع المحافظ فيما يتعلق بالموقف من سياسة سعر الصرف وإدارة النقد الأجنبي خلال الأسابيع الأولى بعد تسلمه منصبه كان غير مدروس. صحيح أنه تواصل مع الجهات ذات الاختصاص من حكومة ومؤسسة نفط وغيرهما، إلا أن الارتباك كان واضحا، وكان له أثره السلبي من خلال فرض حالة من عدم اليقين لما سيكون عليه وضع الدينار والدولار في السوقين الرسمي والموازي، واستمرار الغموض حول السعر الذي سيكون عليه الدولار، ذلك أنه حتى أيام قليلة مضت كانت التوقعات أن تلغى الضريبة ويعود سعر بيع الدولار في المصارف إلى مستوى 4.85 دينار، وهو ما سيدفع الدولار إلى التراجع في السوق الموازية إلى نحو دينار عما عليه السعر اليوم، فكان أن تم تثبيت سعر البيع على ما هو عليه عند مستوى 5.75 دينار للدولار في المصارف، 6.25 دينار للدولار في السوق الموازي.
الاعتقاد بأن السيطرة على سعرف صرف الدينار واحتواء الأثار السلبية لتذبذبه، من تضخم وغيره، وتأثير ذلك على مستوى عيش الليبيين، هو مسؤولية أصيلة للمصرف المركزي هو اعتقاد خاطئ، ويجاريه في ذلك القول بأن الحل يكمن في رفع القيود على بيع العملات الأجنبية، ذلك أن العوامل السياسية تلقي بظلالها بشكل كبير على الوضع الاقتصادي، فليس المركزي من يحدد فاتورة الإنفاق، وليس المركزي من يتحكم في سقف إنتاج النفط وبالتالي مستوى الإيرادات العامة من الدولار، عليه فإن مساعي المصرف المركزي لتبني سياسة نقدية محكمة ستواجه تحديات وإخفاقات ما لم تعالج ملفات أخرى في مقدمتها ضبط النفقات وزيادة الإيرادات وهذا يتطلب معالجة جذرية للوضع السياسي المأزوم والانقسام المؤسسي المستفحل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا الاقتصادي ليبيا اقتصاد عملة أوضاع مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على بیع العملات الأجنبیة المصرف المرکزی
إقرأ أيضاً:
وفقا لآخر تحديث.. أسعار العملات الأجنبية في البنك الأهلي اليوم
تباينت أسعار العملات الأجنبية في مصر مطلع تعاملات الأسبوع الجاري، استقر الدولار، ارتفع طفيفا سعر اليورو الجنيه الاسترليني والفرنك السويسري، و تراجع الين الياباني.
ويرصد موقع “صدى البلد”،متوسط أسعار العملات الأجنبية في مصر مستهل تعاملات اليوم الأحد 30 نوفمبر 2025، وفقًا لآخر تحديثات الموقع الإلكتروني للبنك الأهلى المصري.
سعر صرف الدولار في مصر اليوم الأحد:
سجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد:
سعر الشراء: 47.60 جنيه.
سعر البيع: 48.70 جنيه.
وسجل سعر الدولار الأسترالي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد :
سعر الشراء: 31.04 جنيه.
سعر البيع: 31.28جنيه.
وسجل سعر الدولار الكندي أمام الجنيه المصري اليوم:
سعر الشراء: 33.87 جنيه
سعر البيع: 34.22 جنيه
أسعار العملات الأوروبية في مصر اليوم الأحد :
سجل سعر العملة الأوروبية (اليورو) أمام الجنيه المصري اليوم:
سعر الشراء: 55جنيه.
سعر البيع: 55.36جنيه.
سجل سعر الجنيه الإسترليني مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد:
سعر الشراء: 62.84 جنيه.
سعر البيع: 63.22 جنيه.
وبلغ سعر الفرنك السويسري أمام الجنيه المصري اليوم الأحد :
سعر الشراء: 58.97 جنيه.
سعر البيع: 59.42 جنيه.
سعر كرون دنماركي أمام الجنيه المصري يوم الأحد 30-11-2025:
سعر الشراء: 7.36 جنيه.
سعر البيع: 7.41 جنيه.
سعر كرونا سويدية مقابل الجنيه المصري يوم الأحد 30-11-2025:
سعر الشراء: 5 جنيه.
سعر البيع: 5.05جنيه.
سعر كرون نرويجي أمام الجنيه المصري يوم الأحد 30-11-2025:
سعر الشراء: 4.66 جنيه.
سعر البيع: 4.71 جنيه.
أسعار العملات الآسيوية في مصر اليوم الأحد :
سجل سعر اليوان الصيني أمام الجنيه المصري اليوم:
سعر الشراء: 6.72جنيه.
سعر البيع: 6.75 جنيه.
وسجل سعر 100 ين ياباني أمام الجنيه المصري اليوم الأحد:
سعر الشراء: 30.39 جنيه.
سعر البيع: 30.58 جنيه.