رام الله- لا توفر الخيمة المتهالكة الكثير من الحماية من البرد في الشتاء أو الحر الشديد في الصيف، فهي تقع على قطعة أرض قاحلة قرب مدينة رام الله، لكنها المأوى الوحيد لعبد الرحمن "أبو بشار" كعابنة وعائلته.

توجد 3 أسرة بجوار الخيمة، وفي أشهر الصيف، اختارت الأسرة النوم في الخارج للاستمتاع بهواء الليل البارد.

وقد وفر ذلك بعض الراحة بعد أشهر من النزوح، بعد أن أجبرهم المستوطنون الإسرائيليون على مغادرة قريتهم التي تحولت إلى أنقاض في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أبو بشار، 48 عاما، هو رئيس أو مختار قرية وادي السيق، التي تقع على بعد 25.7 كيلومترا من رام الله على الطريق شرقا إلى أريحا.

كان أبو بشار، أحد أفراد قبيلة الكعابنة، إحدى أكبر القبائل البدوية الفلسطينية (من بني كعب من عدي)، يعتقد أنه سيقضي بقية أيامه في وادي السيق، حيث كانت عائلته تعيش في القرية منذ أكثر من 50 عاما، بعد تهجيرها قسرا من الجزء الجنوبي من الضفة الغربية المحتلة نتيجة انتصار إسرائيل في حرب عام 1967.

وبعد تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق إدارية نتيجة لاتفاقيات أوسلو في منتصف تسعينيات القرن الماضي، أصبحت منطقة وادي السيق ضمن المنطقة (ج) الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، وبدأت الحملة لإجبار الفلسطينيين على الخروج منها.

إعلان

وفي ذلك الوقت، بدأت السلطات الإسرائيلية منع سكان وادي السيق والقرى الفلسطينية المجاورة من بناء مبانٍ جديدة. وأدى انخفاض القدرة على الوصول إلى المياه للزراعة إلى تصحر جزئي لأراضيهم.

وبعد ذلك، في عام 2015، بدأت هجمات المستوطنين.

وقال أبو بشار "لقد سرقوا أكثر من 400 رأس من الماشية والأغنام، وهدموا المدرسة، وضايقونا وضربونا باستمرار. وزادت الهجمات بعد بناء بؤرة استيطانية بجوارنا في بداية عام 2023… وعندما اعترضنا أو اتصلنا بالشرطة، تم اعتقالنا وإطلاق سراحنا فقط بعد دفع كفالات كبيرة استنفدت مدخراتنا".

بلغت هجمات المستوطنين ذروتها في الأسبوع الذي أعقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصعد المستوطنون من هجماتهم على الفلسطينيين، بما في ذلك وادي السيق.

وبينما كان أبو بشار يشرح ما حدث، طلب من طفله أن يلعب بعيدا حتى لا يسمعه. وما زالت هذه القصة مؤلمة بالنسبة للمختار.

"في 12 أكتوبر/أكتوبر، هاجمنا نحو 80 جنديا مدججين بالسلاح وشرطيا ومستوطنا"، قال موضحا إن الإسرائيليين أغلقوا جميع الطرق المؤدية إلى القرية. "كان من بيننا مسؤولان من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (هيئة تابعة للسلطة الفلسطينية تدعم الفلسطينيين المتضررين من الاحتلال الإسرائيلي) و4 نشطاء سلام إسرائيليين جاؤوا لدعمنا. لقد تعرضوا وبعض القرويين للتعذيب على يد المستوطنين أمامنا، تم تقييدهم بالأصفاد وتجريدهم من ملابسهم الداخلية والتبول عليهم وضربهم بشدة، أخذ الجيش بطاقات الهوية والهواتف الخاصة بنا، وأعطانا ساعة واحدة للمغادرة أو القتل… أخذنا ما يمكننا حمله وغادرنا، ضائعين بلا مستقبل".

ولم يتمكن الأهالي من العودة، وباتت قرية وادي السيق مهجورة.

يعيش البدو الفلسطينيون في تلال الضفة الغربية منذ أجيال ويُعترف بهم باعتبارهم من بين السكان الأصليين في المنطقة (الجزيرة) لا نهاية للنزوح

لقد سكن البدو الفلسطينيون منذ زمن طويل المنطقة الجبلية في الضفة الغربية حيث يقع وادي السيق، معتمدين على البيئة لرعي أغنامهم وماشيتهم. وهم فخورون بأسلوب حياتهم البدوي، حيث ترتدي النساء ملابس ذات أنماط مميزة بينما يرتدي الرجال الكوفية. حتى أن البدو لديهم لهجة عربية فلسطينية خاصة بهم. إن أسلوب حياتهم المنعزل عن المدن والمجتمعات الكبرى جعل من قراهم مناطق جذب فريدة، ولكنه جعلهم أيضا أكثر عرضة لهجمات المستوطنين.

إعلان

ويعتبر البدو الفلسطينيون من بين الشعوب الأصلية في المنطقة، وقد سكنوا تاريخيا مساحات شاسعة من الضفة الغربية وما يعرف الآن بإسرائيل، بما في ذلك صحراء النقب.

ولكن منذ عام 1948، وإنشاء دولة إسرائيل التي شهدت النزوح القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين، أُجبر العديد من البدو أيضا على الرحيل، حتى أن بعضهم ذهب إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن.

كان أهل الكعابنة أنفسهم من سكان تل عراد في النقب، قبل أن تطردهم المليشيات الصهيونية في عام 1948. وفي جنوب الضفة الغربية، حيث وجدوا ملجأ، أجبروا على الرحيل مرة أخرى بعد عام 1967، عندما حول الجيش الإسرائيلي قراهم إلى منطقة تدريب عسكرية. لذلك اتجهوا شمالا، حيث وجدوا أنفسهم الآن مهجرين مرة أخرى.

ويأتي ذلك في إطار ممارسة وصفتها ساريت ميخائيلي، مسؤولة المناصرة الدولية في منظمة بتسيلم الإسرائيلية غير الحكومية، بأنها "سياسة منهجية للحكومة الإسرائيلية تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بشكل غير قانوني".

وأوضح ميخائيلي أن ما حدث في وادي السيق يشكل مثالا واضحا على هذه السياسة، رغم أنها تتعارض مع القانون الدولي.

وقال ميخائيلي "إن الحكومة الإسرائيلية تستغل أحداث السابع من أكتوبر وتركيز العالم على غزة للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية، ووفقا لإحصائياتنا يتم بناء موقعين استيطانيين كل شهر لمحاصرة الفلسطينيين وترهيبهم حتى يتم تهجيرهم".

وينفي الجيش الإسرائيلي هذه الرواية، ويصفها للجزيرة بأنها "ساخرة ومضللة".

وفي حين لم يعلق مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤولة عن الشؤون المدنية الفلسطينية، بشكل مباشر على تصرفات المستوطنين، قال: "عندما يتعرض سكان المنطقة للأذى بسبب العنف من أي طرف، يساعدهم ضباط الإدارة المدنية (الإسرائيلية) في تقديم شكوى إلى شرطة إسرائيل، التي تعالج الأمر بعد ذلك".

اضطر البدو الفلسطينيون إلى إعادة بناء منازلهم مرارا وتكرارا بعد أن هدمها المستوطنون أو الجنود الإسرائيليون (الجزيرة) عنف المستوطنين

وتتجلى سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الدعم المتكرر الذي يقدمه الجيش الإسرائيلي للمستوطنين، حتى أثناء هجماتهم على الفلسطينيين. وفي بعض الحالات، يتم سجن الفلسطينيين رغم كونهم ضحايا للهجمات.

كان مصعب عيد (35 عاما)، وشقيقه أحمد (31 عاما)، يخرجان أغنامهما للرعي بشكل منتظم على الجبال الخضراء القريبة من تجمعهم أبو فزع في قرية المعرجات شمال وادي السيق، كما تفعل عائلتهما منذ سنوات، رغم تزايد اعتداءات المستوطنين.

إعلان

في صباح أحد أيام الربيع من عام 2021، قال الأخوان إنهما واجها مستوطنا مسلحا يدعي ملكيته للأرض، على بعد أمتار قليلة من قريتهما. وبعد أن حاول المستوطن مهاجمتهما، قرر الأخوان العودة إلى المنزل لتجنب المزيد من الصراع.

ولكن في طريق العودة أوقفهم جيش الاحتلال والمستوطنون، وقالوا إنهم تعرضوا للضرب وقيدوا واحتُجزوا في معسكر قريب، كما صادر الجيش لقطات كان أحمد قد وثقها لاعتداء المستوطنين.

"ما زلت أعاني من آلام شديدة في الظهر بسبب الاعتداء"، يتذكر مصعب. "أطلق سراحنا بعد أسبوع بعد دفع كفالة كبيرة، لكنهم حكموا علينا بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ ومنعونا من السفر أو العمل داخل إسرائيل أو أي مناطق خاضعة لسيطرتها".

وبعد أيام قليلة من إطلاق سراحهم، هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي قريتهم دون سابق إنذار، لكن أحمد وعدد قليل من الآخرين ظلوا بين الأنقاض.

وأوضح مصعب أن المستوطنين اقتحموا منزل أحمد في إبريل/نيسان الماضي، وكانوا يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي، وأشعلوا النيران في ما تبقى من القرية.

وقال مصعب "لقد أخذوا أحمد إلى مكان مجهول، وعلمنا في النهاية من خلال أحد المحامين أنه حُكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة إشعال حريق، ولا يزال مسجونا حتى اليوم".

أعضاء من حركة شبيبة التلال ببؤرة ماعوز إستر الاستيطانية قرب مستوطنة تابواح وهي من أكثر الحركات الاستيطانية عنفا (الجزيرة) شباب هيلتوب

وينقسم المستوطنون إلى عدة مجموعات، ومن بين أكثر هذه المجموعات عنفا مجموعة "شباب التلال"، وهي المجموعة التي ارتكبت العديد من أعمال العنف ضد الفلسطينيين.

وتحظى حركة الاستيطان بدعم الحكومة الإسرائيلية، رغم أن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني بموجب القانون الدولي. والواقع أن بعض أكثر أعضاء الحكومة الإسرائيلية يمينية متطرفة هم أنفسهم من المستوطنين.

إعلان

ولكن في حين أن دعم حل الدولتين أصبح الآن موقفا يحظى بتأييد الأقلية داخل إسرائيل، هناك بعض الإسرائيليين الذين اختاروا توثيق هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين.

أنجيلا غودفري غولدشتاين هي واحدة من هؤلاء الناشطين، فهي تشارك في إدارة منظمة التضامن مع الجهالين، وهي منظمة مكرسة لحماية حقوق الفلسطينيين.

لقد كانت غولدشتاين ناشطة في دعم الحقوق الفلسطينية منذ تسعينيات القرن الماضي، ولكنها الآن تفقد الأمل في حدوث أي تغيير وشيك للوضع الراهن.

وقالت إن إسرائيل تستخدم "أساليب فاشية" ضد الفلسطينيين، وخاصة في الحرب الحالية على غزة، مشيرا إلى أن هدم المنازل وتشريد الفلسطينيين من قبل الحكومة الإسرائيلية يشكل جرائم حرب.

وأضافت "إسرائيل مكان بغيض الآن، ودولة منبوذة فاشلة في المستقبل… إن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ينبغي أن يجعل المجتمع الدولي حذرا للغاية من عدم المساعدة أو التحريض على أي شيء يتعلق بالاحتلال أو المستوطنات أو الهجمات العسكرية الإسرائيلية على المدنيين"، في إشارة إلى الحكم الأخير لمحكمة العدل الدولية بأن الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة غير قانوني.

وأوضحت غولدشتاين أن هناك نوعين من المستوطنين، في رأيها. النوع الأول هم المستوطنون الاقتصاديون في المقام الأول، الذين يعيشون في مستوطنات كبيرة مدعومة من أعضاء اليمين الإسرائيلي والمليارديرات المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة. وينجذب هؤلاء المستوطنون إلى المنطقة إلى حد كبير بسبب تكاليف المعيشة الأرخص. أما النوع الثاني -مثل شباب التلال- فلديه أجندة دينية، ويؤمن بالرؤية المسيحانية للضفة الغربية، المعروفة لديهم باسم يهودا والسامرة، التي يسكنها اليهود.

وأضافت "يتعين على الإسرائيليين أن يستيقظوا ويوقفوا سياستهم ضد كل الفلسطينيين. وإذا واجهنا المزيد من الكوارث، فقد يؤدي ذلك إلى إيقاظ الإسرائيليين".

إخلاص كعابنة تسقي نباتاتها في منزلها حيث توجد مستوطنة غير قانونية قريبا منها مما اضطر إخلاص إلى تدعيم منزلها بوسائل السلامة (الجزيرة) الصمود الفلسطيني

وليس لدى البدو الفلسطينيين في الضفة الغربية وقت لانتظار اليهود الإسرائيليين حتى يتحولوا ضد سياسة حكومتهم تجاههم.

إعلان

وبدلا من ذلك، يعتمد الفلسطينيون على قدرتهم على الصمود، ويعبر هذا المصطلح عن شعور الفلسطينيين بأنهم متجذرون في أرضهم وحقوقهم التاريخية.

وهي كلمة أصبحت بمثابة مبدأ توجيهي للفلسطينيين، مما دفع العديد من البدو إلى البقاء في أراضيهم رغم المضايقات المستمرة.

ويحاول كثيرون العودة إلى قراهم حتى بعد سرقة ممتلكاتهم وتدمير منازلهم، كما فعل أبو بشار وعدد من رجال وادي السيق مرارا وتكرارا. فقد حاولوا مرارا وتكرارا العودة إلى ما تبقى من منازلهم وحظائرهم الفارغة وألواح الطاقة الشمسية المسروقة، ولكن من دون جدوى.

إخلاص كعابنة، 25 عاما، من مجتمع الطيبة البدوي شرقي المعرجات، تُجسّد عائلة إخلاص الصمود الفلسطيني، فرغم وجود بؤرة استيطانية على بعد أمتار قليلة ونزوح بقية مجتمعها فإن العائلة عازمة على البقاء ومواصلة حياتها البدوية بمفردها.

تسقي إخلاص النباتات أمام منزلها المصنوع من صفائح الصفيح، وتبتسم لأزهارها. تقول "لقد تفتحت هذه الأزهار رغم الحر الشديد هذا العام. إنها تذكرني دائما بالصمود، هكذا يجب أن نكون".

هُجّر تجمع إخلاص جزئيا قبل عامين، وهُجّر بشكل كامل بعد السابع من أكتوبر، حيث تعيش العائلة بمفردها على سفح منطقة جبلية تحدها من الشمال والغرب أشجار الزيتون، ومن الشرق أراض زراعية شاسعة تمتد حتى أريحا، كانت تسكنها وتزرعها عائلات بدوية حتى عام 2017، عندما طردهم المستوطنون واستولوا على أراضيهم الزراعية وأقيمت المستوطنات مكانها.

"سرق المستوطنون هويتنا. إنهم يعيشون كبدو، يعملون في رعي الأغنام والماشية، رغم أنهم يستوطنون الأرض دون حيوان واحد معهم… سرقوا مواشينا، التي تعد من الأفضل في العالم، والتي ورثناها عن أجدادنا"، تقول إخلاص، وقد اختفت الابتسامة من وجهها.

وقال عدد من البدو والناشطين الإسرائيليين إن المستوطنين في البؤر الاستيطانية الجديدة منذ عام 2015 يتعمدون ارتداء ملابس البدو، ويبنون الخيام ويرعون الماشية، وكثيرا ما لا يتمكن المارة من التعرف عليهم إلا إذا دخلوا في محادثة، لأنهم لا يتحدثون العربية.

إعلان

وظلت إخلاص وعائلتها يواجهون الاعتداءات. ففي العام الماضي، في 29 مارس/آذار، خلال شهر رمضان المبارك، تعرضت للضرب أثناء نومها، فاستيقظت لتجد رذاذ الفلفل يرش عينيها، ولم تسمع سوى صراخ شقيقتيها وشقيقها الصغير عندما دمر المستوطنون منزلهم.

"بعد تلك الليلة الرهيبة، أصبحنا خائفين، أنام كل يوم وبجانبي عصا تحسبا لوقوع هجوم آخر. أعاني دائما من كوابيس حول تلك الليلة تجعلني أستيقظ خائفة"، قالت إخلاص.

وبعيدا عن المستوطنين، تواجه إخلاص تهديدا من إسرائيل نفسها. فقد أصدرت إسرائيل أمرا بهدم منزل أسرتها، بحجة أن منزلهم بني على أرض تقع في المنطقة (ج) دون تصريح، وهو أمر يصعب على الفلسطينيين الحصول عليه.

تشكل المنطقة (ج) ما يقرب من 60% من الضفة الغربية، وهي البؤرة الرئيسية للمشروع الاستيطاني غير القانوني. تخضع المنطقة (ب) للسيطرة الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة بينما تخضع المنطقة (أ) لحكم السلطة الفلسطينية. وفي المنطقة (ج)، حيث تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الكاملة بما في ذلك الأمن وتقسيم المناطق منذ احتلالها في عام 1967، يوجد ما لا يقل عن 325 ألف مستوطن في 125 مستوطنة وأكثر من 100 بؤرة استيطانية. ويقدر عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة (ج) بنحو 180 ألفا إلى 300 ألف، بما في ذلك 27 ألفا من البدو، وفقا للأمم المتحدة.

في العام 2002 أصدر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مرسوما يقضي بتأسيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لمواجهة المستوطنات غير الشرعية.

وقال رئيس وحدة العلاقات الدولية في الهيئة ومديرها في بيت لحم يونس عرار، إن "مهمتها الأساسية هي دعم الفلسطينيين في مناطق (ج) من خلال إعادة بناء منازلهم وحتى وجود موظفين بينهم لفترة للمساعدة في مقاومة وتوثيق انتهاكات المستوطنين".

وكان عرار قد تعرض للاعتقال من قبل السلطات الإسرائيلية عدة مرات أثناء دفاعه عن منازل الفلسطينيين، وأصيب في قدمه بعد أن هاجمه مستوطن بسيارة.

إعلان

وقال عرار: "منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تم تهجير ومصادرة 26 تجمعا وقرية فلسطينية بالكامل إلى الشرق من الضفة الغربية والقدس وجنوب الخليل، لكننا نبذل كل جهد ممكن لتثبيت السكان المتبقين في مكانهم".

"لا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك، فالعالم غير قادر على إرسال رشفة ماء إلى غزة في ظل الإبادة الجماعية، ونحن في الضفة الغربية نقاوم الاحتلال بمفردنا. ليس لدينا خيار سوى الصمود".

إنه خيار تعرفه إخلاص جيدا، وأضافت "إذا تراجعنا خطوة إلى الوراء، فسوف يتقدمون بخطوات إلى الأمام في استيطانهم. ليس لدينا أرض أخرى".

——————————————————————————————-

تم إنتاج هذه القصة بالتعاون مع شبكة إنترنيوز للصحافة الأرضية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحکومة الإسرائیلیة من الضفة الغربیة فی الضفة الغربیة وادی السیق فی المنطقة بما فی ذلک أبو بشار من البدو أکثر من من بین بعد أن

إقرأ أيضاً:

الكونتينر حاجز إسرائيلي يعزل جنوب الضفة الغربية

الكونتينر حاجز عسكري إسرائيلي يفصل مدن جنوب الضفة الغربية عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية، ويقع على أراضي بلدة السواحرة في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة.

وتتفنن إسرائيل في تعذيب الفلسطينيين المارين عبر هذا الحاجز، فضلا عن إغلاقه في أحيان كثيرة، مما يعزل -عن العالم- نحو مليون و100 ألف فلسطيني يقطنون في مدينتي الخليل وبيت لحم.

الموقع

يجثم حاجز الكونتينر على أراضي بلدة السواحرة التي تقع في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة، وتتبع محافظة القدس وتبعد عنها حوالي 3 كيلومترات، وتديره سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

ويقع الحاجز تحديدا في نهاية طريق وادي النار الذي يربط بيت لحم جنوبا والسواحرة شمالا، وهو طريق صعب وخطر يصل بين قمتي جبلين.

وكغيره من الحواجز الإسرائيلية، يساهم حاجز الكونتينر في تفتيت الضفة وتحويل قراها ومدنها إلى تجمعات معزولة عن بعضها البعض، مما يسهل على الاحتلال السيطرة عليها، والتنكيل بالفلسطينيين ومنعهم من التواصل فيما بينهم.

وقد بدأ تشغيل حاجز الكونتينر عام 2002 إبان عملية "السور الواقي" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على الضفة، وقد بات من ضمن منشآت عسكرية أقامها الجيش الإسرائيلي على أراض صادرها من بلدة السواحرة.

وبداية عمله كان "الكونتينر" عبارة عن حاجز تفتيش، لكن بعد فترة وجيزة حوله جيش الاحتلال إلى نقطة عسكرية ثابتة، ولم يكن يسمح للفلسطينيين باجتيازه إلا مشيا.

إعلان

وعام 2003، سمح جيش الاحتلال بمرور الشاحنات والسيارات العمومية عبر هذا الحاجز. وعام 2007، سمح بمرور السيارات الخاصة.

التسمية

يُعزى سبب تسمية الحاجز إلى وجود حاوية شحن (كونتينر) قربه تعود لأحد السكان الفلسطينيين، وكان يستخدمها مقصفا صغيرا لبيع المشروبات والوجبات الخفيفة للمسافرين الذين يتنقلون عبر طريق وادي النار في تلك المنطقة.

وبعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة أزالت الحاوية وأقامت حاجزا عسكريا في المكان، وأطلقت عليه اسم "معبر كدرون" لكن الفلسطينيين احتفظوا للحاجز باسم "الكونتينر".

إجراءات أمنية

يتمركز على هذا الحاجز يوميا نحو 6 جنود إسرائيليين يتحكمون في حركة آلاف الفلسطينيين وسياراتهم، وهو الطريق الوحيد أمام السكان الفلسطينيين المتجهين من مدن وبلدات جنوب الضفة إلى مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.

وهذا الحاجز محاط بأسلاك شائكة وحواجز إلكترونية، إضافة إلى بوابات حديدية يمكن إغلاقها في أي وقت، فضلا عن كاميرات دقيقة ترصد أي شخص يمر من الحاجز.

وتضع قوات الاحتلال متاريس للسيارات في حاجز الكونتينر إضافة إلى نقطة عسكرية ثابتة، وتحظر على الفلسطينيين المشاة المرور عبر الحاجز إلا بأمر منها، وأي فلسطيني يحاول اجتياز الحاجز راجلا قد يطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص الحي.

تنكيل واسع

يمزق حاجز الكونتينر أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يفصل قرى ومدن جنوب الضفة عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية.

ويتعين على كل فلسطيني يرغب في التوجه إلى مدينتي الخليل وبيت لحم -أو القدوم منهما- المرور بهذا الحاجز، ويخضع للتفتيش الدقيق، ويستغرق عبوره ساعات طويلة.

وتخضع طوابير السيارات -ومنها سيارات الإسعاف- التي تجتاز هذا الحاجز للتفتيش الدقيق حسب مزاج الجنود الذين يتفننون في تعذيب المرضى والشيوخ والأطفال والنساء من خلال إجبارهم على الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة، أو إعاقة مرور مركباتهم من خلال التدقيق الطويل والبطيء في الهويات.

إعلان

ولم يسلم الطلبة من هذه الانتهاكات، فجيش الاحتلال يعيق وصولهم إلى جامعاتهم في الوقت المناسب، من خلال توقيفهم وتسليمهم أوامر لمراجعة المخابرات.

وتغلق قوات الاحتلال هذا الحاجز في بعض الأحيان أياما طويلة، خاصة في حال وقوع عملية فدائية في إحدى المستوطنات أو القرى القريبة منه.

وتضطر هذه العراقيل الفلسطينيين لتسلق الجبال العالية والحادة إلى بلدة السواحرة من أسفل الوادي لتجاوز الحاجز، مما يعرضهم لمخاطر عدة أبرزها إطلاق النار من قبل دوريات جيش الاحتلال المتحركة.

أحداث شهدها الحاجز

يشهد حاجز الكونتينر اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية خطيرة بحق الفلسطينيين، كإطلاق النار عليهم، وفي بعض الأحيان اقتيادهم إلى معسكرات الاعتقال والتحقيق.

ففي يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توفيت الطفلة نور عفانة (14 عاما) من بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، وكانت من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما أعاق جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز تحرك المركبة التي تقلها لمستشفى بيت جالا الحكومي لتلقى العلاج.

كما أعدم جنود الاحتلال عددا من الفلسطينيين على حاجز الكونتينر، ففي يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 استشهد الشاب أنس الأطرش بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار بدم بارد، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في الحاجز.

ويوم 23 يونيو/حزيران 2020، استشهد الشاب أحمد عريقات بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار إثر انحراف سيارته عن مسارها بشكل بسيط، وزعموا أنه حاول تنفيذ عملية دهس.

تصاعد المعاناة

تصاعدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته على الفلسطينيين المارين عبر حاجز الكونتينر، بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ يتعمد الجنود إغلاقه بشكل يومي وساعات طويلة دون أي سبب.

ويضطر السكان إلى سلك طرق ترابية شديدة الوعورة، تستهلك من وقتهم ساعات طويلة ممزوجة بالتعب والخوف، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أعمالهم.

إعلان

كما زاد الاحتلال من اعتداءاته على الفلسطينيين أثناء مرورهم عبر هذا الحاجز واعتقالهم، واحتجاز هوياتهم وتفتيش أمتعتهم وإلقائها على الأرض.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يستولي على معدات حفر شمال الضفة الغربية
  • 1019 شهيداً و112144 انتهاكاً صهيونيا في الضفة الغربية منذ 7أكتوبر
  • «الصحفيين الفلسطينيين»: الحكومة الإسرائيلية تسعى لإنهاء اتفاقية أوسلو والقضاء على السلطة
  • الضفة الغربية : اعتقال 150 فلسطينيا خلال أسبوع
  • استشهاد 28 فلسطينيًا وسط قطاع غزة وشمال الضفة الغربية
  • وفاة سيدة وإصابة أخرى إثر تناول "حبة الغلال السامة" في الغربية
  • الكونتينر حاجز إسرائيلي يعزل جنوب الضفة الغربية
  • سفير أمريكا لدى إسرائيل: لم نعد ندعم قيام دولة فلسطينية ودولة إسلامية أخرى ستمنحهم أراضي
  • اعتقالات وحظر تجول.. تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا من الضفة الغربية