قال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، في حديثه عن الصبر وأثره في حياة المسلم: "إن الحياة مليئة بالابتلاءات والاختبارات، وقد جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى قوله: 'وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ'، ليدلنا على أن الصبر هو مفتاح النجاة والطمأنينة عند مواجهة المصائب.

فالابتلاء سنة من سنن الله في الأرض، ويوم لنا ويوم علينا، فإن شاء الله منَّا بفرحة، وإن شاء ابتلانا بمصائب، ولذا فإن الصبر هو السمة التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في كل الأوقات."

وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك ضمن سلسلته لشرح آيات القرآن الكريم ( آية ودلالة) أن الآية التي ذكرها، تُبيّن أن الله سبحانه وتعالى يختبر عباده بمختلف أنواع البلاء، كما قال تعالى في سورة البقرة: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"، مشيرًا إلى أن الصابرين هم أولئك الذين إذا تعرضوا للبلاء، قالوا بقلوب مؤمنة ووجوه راضية "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، وهذه هي أقوى الكلمات التي يمكن أن ينطق بها المؤمن عند مواجهة الشدائد.

وأوضح جمعة أن الله سبحانه وتعالى قد بيّن جزاء هؤلاء الصابرين في قوله: "أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"، مستعرضًا معاني هذه الكلمات العميقة، التي تُظهر فضل الله تعالى على الصابرين. وقال: "إن تكرار كلمة 'أُوْلَئِكَ' في الآية له دلالة عظيمة، إذ يشير إلى عظمة جزائهم. فإذا لم يكن جزاؤهم سوى ما ذكر أولًا، وهو 'صلوات من ربهم ورحمة'، لكفى به فضلاً. وإن لم يكن جزاؤهم سوى 'المهتدون'، لكان ذلك أكبر نعمة وفضل، حيث يتوجهم الله بهداية لا تأتي إلا من عنده سبحانه وتعالى، وهي أفضل هدية يمكن أن يحصل عليها المؤمن."

وتابع جمعة أن الصبر عند البلاء ليس مجرد تحمُّل للمحنة، بل هو بمثابة عبادة عظيمة تُكافَأ عليها الطاعات، حيث قال: "إن الله سبحانه وتعالى يعظم جزاء الصابرين، فيكافئهم جزاءين لا جزاء واحدًا. فمن صبر على البلاء، فقد أكرمه الله أولاً بالصلوات والرحمة، ثم أكرمه بالهداية إلى ما يرضي الله، فحصل على فضل عظيم في الدنيا والآخرة."

واستشهد الدكتور جمعة بحديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسعُ مِنَ الصَّبرِ"، ليؤكد على أن الصبر هو من أعظم العطايا التي يمكن أن يمنحها الله لعبده في الأوقات العصيبة. وأضاف قائلاً: "اللهم اجعلنا من الصابرين الذين يرضون بقضاء الله وقدره، ويشكرون الله في السراء والضراء، ويصبرون عند البلاء."

واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية التفويض لله عند المصيبة، وأن قول المؤمن "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" هو أفضل ما يمكن أن يُقال عند البلاء، وهو تعبير عن تسليم النفس لله وتوكّل المؤمن عليه في جميع أموره.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة مختار جمعة الدكتور مختار جمعة الصبر صلى الله عليه وسلم الله لله الله سبحانه وتعالى یمکن أن ی

إقرأ أيضاً:

السبر يوضح حكم من يتحدث في الناس بسوء داخل نفسه فقط .. فيديو

الرياض

أوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله السبر، أن من يتكلم في الناس بالسوء داخل نفسه فقط، دون أن يُظهر ذلك بقول أو فعل، فإنه لا إثم عليه.

وقال السبر خلال لقائه مع برنامج يستفتونك المذاع على قناة الرسالة:” حديث النفس لا يؤاخذ به الإنسان، لقول رسول الله ﷺ: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم.”

وأضاف:” الإنسان معذور ما دام ذلك مجرد حديث نفس، وعليه أن يكثر من الاستعاذة، وإن اشتد عليه الأمر فليتوجه إلى الله، وأيضًا لا بأس بأن يستعين بطبيب نفسي.”

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/QIxQ3Eep5C4YFNpd.mp4

مقالات مشابهة

  • أول احتفال لليمنيين في عيد جمعة رجب بجامع “الجند”
  • علي جمعة: الكذب عارض بشري والسكوت لا يعني دائما الرضا
  • ‎الأمير تركي الفيصل: قادة حماس لم يسمعوا توجيهات الله سبحانه وتعالى فهل سيسمعوا كلامي.. فيديو
  • علي جمعة: الرضا والتسليم والتوكل مفاتيح النجاة في عالم يملكه الله
  • السبر يوضح حكم من يتحدث في الناس بسوء داخل نفسه فقط .. فيديو
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
  • هل الابتلاء دليل محبة الله أم عقوبة؟.. أزهري يوضح
  • كيف نؤمن بالمهدى المنتظر؟.. علي جمعة يوضح
  • لقاء سيدة الجبل: الازدواجية التي يعيشها لبنان باتت تعيق حياة كل لبناني
  • علي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقي