السيستاني يستقبل مواطنين من الجادرية ويؤكد على اهمية مكافحة الفساد
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أغسطس 19, 2023آخر تحديث: أغسطس 19, 2023
المستقلة /- استقبل السيد السيستاني في مقر اقامته في النجف اليوم، عددًا من المواطنين القادمين من منطقة الجادرية، الذين ظهروا في وسائل الإعلام وعبروا عن استيائهم من التهديدات والضغوط التي يتعرضون لها بهدف التخلي عن أراضيهم لصالح بعض الجهات.
وقد أبدى سماحته استيائه واستنكاره الشديدين تجاه هذه الممارسات غير المقبولة، التي تتعارض مع القيم والمبادئ الإنسانية والدينية، فضلاً عن انتهاكها للقانون.
وفي هذا السياق، دعا سماحته إلى ضرورة مكافحة الفساد بكل قوة وحزم، مشددًا على أهمية دور المؤسسات الحكومية في تحقيق العدالة والشفافية وتوفير فرص تنموية للجميع. وأشار إلى أن تقصير مؤسسات الدولة في تحقيق هذه الأهداف يؤثر سلبًا على الثقة بين المواطنين والحكومة، ويجعل البيئة المحيطة بالمجتمع غير مستقرة.
وفي ختام اللقاء، شدد سماحته على ضرورة تكاتف جميع القوى والجهود لمواجهة التحديات التي يواجهها العراق وتحقيق التقدم والاستقرار في جميع المجالات. وأكد على أهمية التعاون بين الشعب والحكومة للنهوض بالوطن وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
الطريق إلى محاربة الفساد في السودان: هل نملك الإرادة حقًا؟
في سبتمبر 2014، انضم السودان إلى اتفاقيّة الأمم المتّحدة لمكافحة الفساد، وبعد ذلك بعامين أجاز البرلمان قانون المفوضية القومية للشفافية والاستقامة ومكافحة الفساد لسنة 2016. ثم جاء أبريل 2021 ليشهد إلغاء قانون 2016 وإجازة قانون المفوضية القومية لمكافحة الفساد لسنة 2021، التي كانت من ضمن المؤسسات التي نصّت عليها الوثيقة الدستورية لسنة 2019. كل هذه المحطات تؤكد أن موضوع مكافحة الفساد لم يغب أبدًا عن المشهد السوداني، سواء قبل الثورة أو بعدها، وحتى في خضم ظروف الحرب التي نعيشها اليوم.
من حيث النصوص والقوانين، هناك بالفعل إرثٌ متراكم من التشريعات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان هناك فعلًا إرادة حقيقية لتطبيق هذه القوانين؟ وأين الأثر على الأرض؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن معظم هذه القوانين بقيت حبرًا على ورق. فلا ملاحقات واسعة النطاق، ولا قضايا كبيرة أفضت إلى استرداد أموال منهوبة، ولا حتى مؤشرات ملموسة على تقليص الفساد. وهذا يدفعنا إلى إعادة النظر بجدّية في كيفية التعامل مع المسألة.
أما ما أعلنه السيد الدكتور كامل إدريس – رئيس الوزراء مؤخرًا عن عزمه إنشاء «هيئة النزاهة والشفافية» بصلاحيات واسعة، فهو خبرٌ من شأنه أن يُفرِح البعض للوهلة الأولى. لكننا إذا تمعّنا قليلًا، نجد أن قانون المفوضية القومية لمكافحة الفساد لسنة 2021 قائم أصلًا. فلماذا نعيد تأسيس هيئة جديدة من الصفر ونطلق عليها اسمًا آخر بينما لدينا بالفعل الأساس القانوني؟ أليس من الأفضل أن نعيد تفعيل المفوضية القائمة، ونراجع القانون إن لزم الأمر، ثم نختار رئيسًا وأعضاء من ذوي الخبرة والكفاءة وعدم الانتماء السياسي، وندعمهم بميزانية تساعدهم على القيام بدورهم على الوجه الأمثل؟
مكافحة الفساد تحتاج إلى إرادة سياسية قوية، ومؤسسات مستقلة وفاعلة، وتمكين القائمين عليها من العمل من دون عراقيل أو تدخلات. ولن يحدث ذلك بتغيير المسميات، بل بجعل القوانين الموجودة أكثر قوة وفاعلية. في النهاية، المعركة ضد الفساد لن تُكسب بالمظاهر الإعلامية أو بالتصريحات الرنّانة، وإنما بالعمل الحقيقي والمتواصل على الأرض. وإذا أردنا أن نحدث فرقًا، فالحل ليس في تأسيس هيئات جديدة، بل في تفعيل الموجود وتوفير ما يلزم له من دعم وحماية وإرادة صادقة.
✍️ عمر محمد عثمان
20 يونيو 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب