بحضور أنوشكا.. ليلة تكريمية من طراز خاص لـ أحمد الحجار في الأوبرا
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
ليلة طربية اعتلى فيها اسم الفنان الكبير أحمد الحجار مسرح الأوبرا، في أمسية تكريمه بحضور شقيقه الفنان علي الحجار ونجله والفنانة أنوشكا.
أشهر أغاني أحمد الحجار بصوت شقيقه ونجله والفنانة أنوشكاامتلأ المسرح بمحبي أغاني أحمد الحجار لاستعادة أجمال ألحان وأغاني الحجار فى احتفالية ضخمة ضمن سلسلة عروض المشروع الفنى 100 سنة غنا وأخرجها عصام السيد .
عادت أغاني الثمانينات والتسعينيات التي تألق فيها أحمد الحجار بصوت شقيقه وسط انصات تام من الحضور، ومنها "أخويا الحبيب ، نادنى ، أعذرينى ، أنا بيكى يا سمرا ، كنت فاكر ، وحدى ، لملمت خيوط الشمس ، الأحلام ، لو يرجع الزمان ، بحبك وأنطلق عصفور ، لا تسالينى ، دورى ولفى ، عود ، لما الشتا يدق البيبان ، مشاعر ، يعنى أيه كلمة وطن .
وتغنت الفنانة أنوشكا بـ “ كنت بحلم وماليش غير قلب”، ومع الفنان الصاعد أحمد الحجار نجل علي بأغنيتي " في كل فنجان قهوة، اكرمنا يارب والتي قدمها مع والده.
وفى ختام الإحتفالية سلم الدكتور مدحت العدل رئيس جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين درع تكريم لإسم الموسيقار الراحل أحمد الحجار تقديراً وعرفاناً لما قدمه فى مجال الموسيقى والغناء وتسلمه شقيقه النجم على الحجار .
يذكر أن المشروع الفنى 100 سنة غنا يضم سلسلة من العروض التى ترصد تاريخ الموسيقى والغناء العربي وتطوره خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مع تناول أهم الموسيقيين خلال تلك الفترة في شكل يجمع الغناء بالدراما والاستعراض ويهدف إلى تأكيد ريادة مصر الفنية في مجال الموسيقى و الغناء وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث الموسيقي العربي والتعبير عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي مر بها المجتمع في مختلف الفترات الزمنية من خلال الموسيقى والغناء.
نشأ الحجار في بيت فني والده الموسيقار الكبير إبراهيم الحجار، وشقيقه الموسيقار والمطرب الراحل أحمد الحجار وابنه أحمد علي الحجار مطرب ومؤلف موسيقى وعازف بيانو.
احترف علي الحجار الغناء عام 1977 عندما قدمه الموسيقار بليغ حمدى فى حفل رأس السنة فى أغنية على قد ما حبينا كلمات عبد الرحيم منصور، والأغنية صدرت فى ألبوم نفس العام، ثم قدم ألبومًا للأطفال بعنوان كنت فين يا على عام 1978، ورباعيات جايين ومكاوى فى نفس العام، ثم ألبوم و لد وبنت فى العام.
الذي يليه وفى نفس العام قدم ألبوم الأيام تضمن أغانى مسلسل يحمل نفس الاسم وفى عام 1981 قدم أول ألبوم عاطفى بعنوان اعذريني. وتوالت الألبومات أبرزها أنا كنت عيدك ولم الشمل مكتوبالى تجيش نعيش.
نبذة عن علي الحجارتعاون الحجار مع كبار الملحنين منهم بليغ حمدى وأحمد الحجار وياسر عبد الرحمن وعمار الشريعى وعمر خيرت وفاروق الشرنوبى وسيد مكاوى ومحمد على سليمان وغيرهم.
ظهر الحجار فى السينما فى عدد من الأفلام إلى جانب دوره المؤثر فى سواء كمطرب للتترات أو كممثل أبرزها
بوابة الحلوانى أبو العلا البشرى والسائرون نياما والليل وآخره ورحلة أبو العلا البشرى وغيرها كما شارك فى 32 عرضًا مسرحيًا منها ليلة من ألف ليلة ومنين أجيب ناس وأولاد الشوارع ورصاصة فى القلب وأوبريت بردة البصيرى، وأطلق عليه صاحب الحنجرة الذهبية من قبل مغنى الأوبرا العالمى بلاسيدو دومينجو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد الحجار الأوبرا 100 سنة غنا ألحان أحمد الحجار علي الحجار أنوشكا
إقرأ أيضاً:
كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟
بدر بن خميس الظفري
@waladjameel
تعود تسمية «الموسيقى» إلى كلمة Muses، أي «الميوزات»، وهي آلهة الإلهام في الأساطير اليونانية القديمة نُسبت إلى مختلف الفنون والمعارف. وكان «فن الميوزات» يُعرف باليونانية بـ Mousikē، وهو اللفظ الذي انتقل إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الأوروبية، حتى بلغ العربية بصيغته الحالية وهي «موسيقى».
تُعدّ الموسيقى جزءًا أصيلًا من التجربة الإنسانية، فهي لغة عالمية تتجاوز الحواجز الثقافية والزمنية، تُستخدم للتعبير عن المشاعر، وللاحتفال، وللتواصل، ولأداء الطقوس الدينية. وهي من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، حتى إن أصلها لا يزال موضع جدل بين الباحثين، ولا يُعرف على وجه التحقيق متى بدأت.
وقد نُسب الفضل في إيصال هذا الفن إلى الآلهة أو الأنبياء في بعض الروايات القديمة. إذ تشير التوراة إلى «يوبال»، من نسل قايين (قابيل)، بوصفه أول من عزف على القيثارة والمزمار. وكانت القيثارة حينها مكوّنة من عشرة أوتار، وتتشابه في شكلها مع المثلث المتساوي الأضلاع، بينما كان المزمار أطول وأضخم من النسخة الحديثة. وتشير بعض الروايات إلى أن أبناء نوح عليهم السلام نقشوا شكل الآلتين على عمودين بعد الطوفان، تخليدًا لابتكارهما. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه القصة واردة في الكتاب المقدس، وليست جزءًا من التراث الإسلامي.
بدأت الموسيقى بصوت الإنسان الطبيعي، ثم ألهمته الطبيعة اختراع الآلات؛ فكان صفير الرياح عبر الثقوب باعثًا على التفكير في النفخ، كما لاحظ أن أوتار القوس تُصدر صوتًا عند ارتدادها، فاستلهم منها فكرة شدّ الأوتار والعزف عليها لإنتاج النغمات. ويُرجّح أن أولى آلات النفخ كانت الناي والبوق والمزمار، وربما كان الناي أولها، وهو الآلة التي نقلها الإغريق عن المصريين القدماء.
وقد ورد في كتاب «أصل الموسيقى» الصادر عن مؤسسة هنداوي، أن المصريين القدماء استخدموا الموسيقى في طقوسهم الدينية داخل الهياكل وخارجها، وفي حفلات الزواج والحداد والمعارك. كما اعتمد الكهنة على فن الغناء لعلاج بعض الأمراض العقلية.
وترى بعض الدراسات، كما في مقال «في نشأة الموسيقى وعلاقتها باللغة» بموقع «ديوان العرب»، أن الموسيقى واللغة نشأتا معًا، باعتبار أن الموسيقى شكل من أشكال التواصل غير اللفظي، تنقل العواطف والمعاني عبر الإيقاع والنغمة. وربما كانت الأصوات البدائية، مثل الغناء والدندنة، هي اللبنات الأولى لكلّ من اللغة والموسيقى.
وقد ذكر الباحث أنطون كيلين، من قسم الفلسفة بجامعة بيليفيلد الألمانية، في مقالته «أصول الموسيقى: الأدلة والنظرية والآفاق»، أن الموسيقى سمة متأصلة في جميع الثقافات البشرية المعروفة، تؤدي أدوارًا متعددة في تفاصيل الحياة اليومية. وبيّن أن أقدم الآلات الموسيقية المعروفة في السجل الأثري تعود إلى نحو ٤٠ ألف عام، مرجّحًا أن الموسيقى البدائية قد ترسخت في أواخر العصر البليستوسيني الأوسط، أي قبل حوالي ٤٠٠ ألف سنة.
وتُظهر الاكتشافات الأثرية أن الإنسان القديم صنع آلات موسيقية باستخدام أدوات للنحت والثقب. من أبرز هذه الآلات: «فلوت ديفيه بابِه»، المصنوعة من عظم فخذ دب الكهوف، ويُقدّر عمرها بما يزيد على ٤٠ ألف سنة. كما عُثر في الصين على مجموعة من الآلات الموسيقية يعود تاريخها إلى ما بين عامي ٦٦٠٠ و٧٠٠٠ قبل الميلاد.
وفي سياق آخر، قدّم البروفيسور ستيفن جان، أستاذ الاقتصاد الصحي بجامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، في كتابه «الموسيقى في سياق التطور والتطور في الموسيقى»، تحليلًا للعلاقة بين نظرية التطور البيولوجي والموسيقى. وتناول ما وصفه بـ«الخوارزمية التطورية» التي تنظّم تطوّر الموسيقى على المستويين الجيني والثقافي، مشيرًا إلى أن دراسة الموسيقى تفتح آفاقًا جديدة لفهم نظرية داروين، والعكس كذلك.
وفي بلاد الرافدين، ابتكر السومريون أول نظام موسيقي مدوّن، وصنعوا أول آلة موسيقية تُعرف باسم «قيثارة أور»، والتي تعود إلى نحو عام ٢٥٠٠ قبل الميلاد. وقد اكتُشفت في المقبرة الملكية بمدينة أور جنوب العراق، وتوجد نسخة منها اليوم في المتحف البريطاني بلندن، كما ورد في مقال بمجلة «الموسيقى العربية» عام ٢٠٢٠.
أما في مصر القديمة، فقد كانت الموسيقى جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية. استخدم المصريون القيثارة، والجنك، والناي، والمزمار، والأرغول، وآلات الإيقاع. وكانت هناك فرق موسيقية تشارك في الاحتفالات والطقوس. وكان السلم الموسيقي المصري يعتمد على خمس درجات، وهو ما يُعرف بالسلم البنتاتوني، كما ورد في مقال «تاريخ الموسيقى العربية من الأندلس إلى العصر الحديث» على موقع «نبض العرب».
وفي الحضارة اليونانية، أدّت الموسيقى دورًا جوهريًا في الحياة العامة والفكر الفلسفي. وقد أسهم فلاسفة كفيثاغورس في وضع الأسس النظرية للموسيقى الغربية، إذ رأى أن قوانين التناغم الموسيقي تعكس نظام الكون ذاته.
وفي العصور الوسطى، سيطرت الكنيسة على الموسيقى، وكان «الغناء الغريغوري» هو النمط الأبرز. وفي المقابل، كان شعراء التروبادور يجوبون جنوب فرنسا بأغانيهم التي تتناول الحب والفروسية.
ومع حلول عصر النهضة، ازدهرت الفنون، وتطورت الألحان، وتوسعت الطبوع الموسيقية، وساهم اختراع الطباعة في نشر التدوين الموسيقي. ومن الآلات المشهورة آنذاك: «الهاربسيكورد»، وهي الآلة التي تُعد سلفًا للبيانو الحديث.
وفي العصر الباروكي، برز التعقيد اللحني والعمق العاطفي، مع أعلام مثل باخ وهاندل. أما العصر الكلاسيكي فتميّز بالاتزان والوضوح، واشتهر فيه هايدن وموزارت وبيتهوفن. وفي العصر الرومانسي، ازدهر التعبير الفردي، وانتشرت الأوبرا وتوسعت الأوركسترا.
وفي القرن العشرين، ظهرت أنماط جديدة، مثل الجاز، والبلوز، والروك، والبوب، وصولًا إلى الموسيقى الإلكترونية والرقمية التي باتت اليوم جزءًا من كل هاتف ذكي.
وقد ورد في مقال بعنوان «التأثير التاريخي للموسيقى عبر الزمن: من اليونان القديمة حتى اليوم»، الصادر عن «معهد الموسيقيين» عام ٢٠٢٣، أن الموسيقى كان لها دور فاعل في مجالات التعليم، والطقوس الدينية، والتعبير عن القضايا الاجتماعية. وكانت أداة للتوعية والاحتجاج في كثير من الحركات الشعبية. كما أشار المقال إلى أن الموسيقى تطورت من أداء بسيط إلى شكل فني معقد.
وتُسهم الأبحاث الحديثة في علم الآلات الموسيقية، أو «الأرغانولوجيا» كما أسماه كورت زاكس عام ١٩١٣، في تصنيف الأدوات الموسيقية إلى آلاتٍ هوائية، ووترية، وإيقاعية، وفقًا لآلية إصدار الصوت. ويعتمد هذا العلم على الأدلة الأثرية، والرسوم والمنحوتات، والنصوص الأدبية القديمة.
وفي بيان صدر عن جامعة أكسفورد عام ٢٠١٢، أُعلِنَ عن اكتشاف مزامير مصنوعة من عظام الطيور وعاج الماموث في كهف «غايسنكلوسترله» بألمانيا، ويعود تاريخها إلى ما بين ٤٢ و٤٣ ألف سنة، مما يجعلها أقدم الآلات المعروفة المرتبطة بثقافة «أورينياسية» التي يُعتقد أنها تعود إلى أوائل البشر المعاصرين في أوروبا.
وهكذا، تتبدى الموسيقى كرافد خالد من روافد الحضارة، لا يكفّ عن التجدد والتنوع. بدأت همسًا بدائيًا، ثم أصبحت علمًا وفنًا، وشاهدًا على تطوّر الوعي الإنساني. من الكهوف إلى المسارح، ومن الطقوس إلى الهواتف، ومن أوتار القيثارة إلى الذكاء الاصطناعي، تظل الموسيقى حاضرة، تعبّر عن الإنسان في كل زمان ومكان.
رابط مختصر