يتواصل الإقبال لليوم الرابع على التوالي لمبادرة قصور الثقافة «أنت الحياة» وسط حشد جماهيري كثيف بقرية برنشت مركز العياط، التي تقام بالتعاون مع مؤسسة «حياة كريمة».

قافلة أنت الحياة في العياط

تضمنت الفعاليات محاضرة ثقافية بعنوان «الفن والمجتمع»، قدمها الدكتور ربيع شكري رئيس نادي أدب الجيزة، متناولا الآثار الإيجابية للفن على المجتمع، ودور الفنون في الارتقاء بالذوق العام للمجتمعات.

وأكد «ربيع» على أن وظيفة الفن لا تتوقف على مجرد المتعة والتسلية والترفيه، إنما للفن دور كبير في تنمية المجتمع وتطوير وتغيير مفاهيمه وعاداته السيئة ونشر المبادئ السوية، كما نفذ الفنان عبد الفتاح أحمد بمشاركة صلاح صادق، ورشة فنية لرسم البهجة بالألوان على وجوه أطفال قرية برنشت.

من جانب آخر، عقدت مكتبة البحر الأعظم يوما ثقافيا فنيا بعنوان «هنا مصر»، بحضور الدكتورة نهى نبيل مدير عام فرع ثقافة الجيزة، وشمل محاضرة ثقافية حول ثراء وتنوع التراث المصري، أوضحت خلالها الدكتورة حنان مصطفى، أن قديم الإنسان هو تراثه وتاريخه، وأن الشخصية المصرية هي حصيلة التقاء ثقافي فريد، وتاريخ ممتد، تواصلت فيه مصر مع غيرها وأنتجت شخصية مصر التراثية التي ظهرت من خلال كافة أشكال الفنون التراثية التي تزخر بها مصر، كما تضمنت الفعاليات ورشة فنون تشكيلية لتعليم الرسم الزخرفي للفنانة نانسي محمد، مع ورشة حكي عن أهمية الحفاظ على البيئة من التلوث، ودور الهواء النقي في بقاء واستمرار الحياة، قدمتها زينب مصطفى، بالإضافة إلى ورشة فنية لإعادة تدوير الـ CD القديم والورق الملون والفوم، لعمل حوض سمك كوحدة ديكور منزلية بسيطة، من تنفيذ أماني محمد، بجانب مسابقة مع الرواد عن تاريخ مصر العريق، بمشاركة عبير السيد.

في سياق متصل، ناقشت مكتبة أطفيح الثقافية أهمية التراث الشعبي من خلال محاضرة ثقافية، قدمها محمد ترجم قائلا "إن أهمية التراث تمنحنا صورة عن ما كان عليه الماضي، ولاشك أن التراث هو أكثر الأشياء التي تعطي ملامح مميزة لكل أمة" كما ناقش "ترجم" أهمية التراث والتي تتمثل في زيادة الموارد الاقتصادية، وحماية الحضارات والتمسك بالهوية والجذور.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أنت الحياة حياة كريمة قافلة قصور الثقافة مؤسسة حياة كريمة

إقرأ أيضاً:

أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي

قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري، ومشاهدتها أمر مشروع ولا يحرِّمه الدين، بل أمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم؛ فالآثار من القيم التاريخية والإنسانية التي ينبغي عدم مسها بسوء، وهي إرث إنساني يجب الحفاظ عليه.

الحفاظ على الآثار

وأوضحت الإفتاء أن الحفاظ على الآثار يعكس المستوى الحضاري للشعوب، وهي تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع؛ لأنها تعبر عن تراثها وتاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هدم آطام المدينة؛ أي حصونها.

الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة التي ملأت جنبات الأرض علمًا وصناعة وعمرانًا، وقد لجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحربيًّا نقوشًا ورسومًا ونحتًا على الحجارة، وكانت دراسة تاريخ أولئك السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علوم وفنون أمرًا يدفع الإنسانية إلى المزيد من التقدم العلمي والحضاري النافع.

القرآن الكريم حث على دراسة تاريخ الأمم

وأوضحت أن القرآن الكريم حثَّ على دراسة تاريخ الأمم، السالفة، والنظر في آثارهم، ولذلك كان حتمًا الحفاظ على تلك الآثار والاحتفاظ بها سجلًّا وتاريخًا دراسيًّا؛ لأن دراسة التاريخ والاعتبار بالسابقين وحوادثهم للأخذ منها بما يوافق قواعد الإسلام والابتعاد عما ينهى عنه من مأمورات الإسلام الصريحة الواردة في القرآن الكريم في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]

وقال الله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [العنكبوت: 20].

دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

قال الإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (3/ 93، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب) في معرض تفسير هذه الآية مستدلًّا على تكرير الأحوال: [كلُّ نهرٍ فيه ماءٌ قد جرى... فإليه الماءُ يومًا سيعود] اهـ.

وقال الإمام ابن عجيبة في "البحر المديد" (4/ 294، ط. الدكتور حسن عباس زكي): [فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ على كثرتهم، واختلاف أحوالهم وألسنتهم وألوانهم وطبائعهم، وتفاوت هيئاتهم، لتعرفوا عجائب قدرة الله بالمشاهدة، ويقوى إيمانُكم بالبعث] اهـ.

تاريخ الأمم السابقة

كما جعل الله التعارف سمةً إنسانية، والاختلاف سنةً كونية، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].

قال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (26/ 259-260، ط. الدار التونسية): [جعلت علة جعل الله إياه شعوبًا وقبائل، وحكمته من هذا الجعل: أن يتعارف الناس، أي يعرف بعضهم بعضًا. والتعارف يحصل طبقةً بعد طبقةٍ متدرجًا إلى الأعلى... وهكذا حتى يعمَّ أمَّة أو يعم النَّاس كلهم، وما انتشرت الحضارات المماثلة بين البشر إلا بهذا الناموس الحكيم] اهـ.

حكم دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

الآثار: جمع أثرٍ وهو بقيَّة الشيءِ، والآثار: الأعلام، كما قال ابن منظور في "لسان العرب" (4/ 5، ط. دار صادر).

والواقع يشهد أن ما تركته الأمم السابقة يمثِّل للبشرية الحاضرة سجلاتٍ تاريخيَّة هائلةً شاهدةً على تاريخ الإنسان، وإعماره الأرضَ، وما توصلت إليه تلك الأمم من علومٍ ومعارفَ ورقيٍّ إنسانيٍّ، كالمصريين القدماء، والفرس، والرومان وغير أولئك، وهؤلاء ممن ملؤوا جنبات الأرض صناعةً وعمرانًا؛ فإنهم جعلوا تلك الآثار وسائل تسجيل أيامهم، وأهم أحداثهم الاجتماعية والسياسية، وأهم المعارف والمعتقدات عندهم، وهو ما لا يخلو مِن فائدةٍ تعود على الإنسان المعاصر، فبذلك يحسن تصوُّرُه وعلمه بما وقع في سالف الأزمان، بما يزيد إيمانه ويشرح صدره، ويرسخ قدمه في العلم والحكمة والإعمار.
تاربخ الأمم

كما إن القرآن الكريم والسُّنة النبوية المشرَّفة قد لَفَتَا الأنظارَ في كثير من نصوصهما إلى ضرورة السير في الأرض وتتبع آثار الأمم السابقة للتعلم منها وأخذ العظة والاعتبار، ومن ثمَّ فإنه لا مانع شرعًا من دراسة الشاب المذكور تاريخَ الأمم السابقة وآثارَهم، ويكون مثابًا على دراسته تلك؛ فإن هذا النوع من الدراسة يُعد الوسيلةَ العلميةَ الصحيحةَ لحفظِ تاريخ الحضارات البشرية، والنظرِ في مصائرها لأخذ العبرة والاتعاظ، والاستفادةِ من تجاربها، ومعرفةِ السنن الإلهية في الكون، مما يدفع بالإنسانية إلى مزيد من الوعي، ويضمن لها التقدم العلمي والحضاري المستنير.

وقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولُه: «الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» أخرجه الإمامان: ابن ماجه، والترمذي. ومن الحكمة: الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، حتى ولو كانوا من الأمم السابقة، فالمؤمن قاصدٌ للعلم والحكمة "يلتقطها حيث وجدها ويغتنمها حيث ظفر بها"، كما قال الإمام المُناوي في "فيض القدير" (2/ 545، ط. المكتبة التجارية الكبرى).

 

مقالات مشابهة

  • قصور الثقافة تنظم أنشطة متنوعة بكفر تصفا ضمن برنامج "مدارسنا بالألوان"
  • الثلاثاء .. انطلاق قافلة ثقافية وفنية عبر المسرح المتنقل بقرى المحمودية
  • الثلاثاء.. انطلاق قافلة ثقافية عبر المسرح المتنقل بقرى المحمودية
  • محاضرات ثقافية وورش فنية بثقافة البحر الأحمر
  • الأنبا إشعياء يلتقي مجمع كهنة الإيبارشية ويؤكد على أهمية الحياة الأبدية
  • «ثقافية الشارقة» تكرّم الفائزين بجائزة البحث النقدي التشكيلي
  • الخبر أولًا والدمام رابعًا.. مدن الشرقية تتصدر مؤشر جودة الحياة 2025
  • سيمياء الخطاب الشعري.. كتاب جديد لأحمد الصغير عن هيئة قصور الثقافة
  • هيئة قصور الثقافة تصدر سيمياء الخطاب الشعري لأحمد الصغير ضمن سلسلة كتابات نقدية
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي