إسرائيل تدق ناقوس الخطر بعد فرار جندي متورط بجرائم حرب من البرازيل
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أثارت حادثة هروب جندي إسرائيلي من البرازيل بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه اهتمام الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، التي سارعت لتقديم نصائح قانونية وعملية لجنود الاحتلال لتفادي الاعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب أثناء سفرهم للخارج.
وأصدرت المحكمة الفدرالية في البرازيل أمرا بالتحقيق مع الجندي الإسرائيلي بناء على شكوى قدمتها منظمة "هند رجب" الحقوقية، التي تسعى لملاحقة الجنود الإسرائيليين قانونيا على مستوى العالم.
ووفقا للشكوى، يُتهم الجندي بالمشاركة في هدم أحياء سكنية كاملة في غزة خلال حملة ممنهجة، وهذا يُعتبر إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وفقا للقانون الدولي.
الرسالة المذعورة والهروب الكبيروفي تفاصيل الهروب كتب مراسل القناة 12 الإسرائيلية أور رافيد أن إجازة الجندي (الاحتياط) الذي تم إعطاؤه الرمز "ي" في البرازيل، تحولت من رحلة ماتعة إلى كابوس بعد أن تلقى رسالة من القنصلية "الإسرائيلية" تفيد بإصدار مذكرة اعتقال بحقه بسبب الجرائم التي ارتكبها بغزة".
وجاء في التقرير أن الجندي تمكن من الفرار سريعا مع أصدقائه إلى دولة مجاورة قبل أن تتمكن سلطات البرازيل من القبض عليه.
وقال والد أحد أصدقاء الجندي "ي" في حديث للقناة، "اتصل بي ابني وقال إن صديقه تلقى رسالة عاجلة من القنصلية مفادها أنه "تم إصدار مذكرة اعتقال بحقك'"، وأثارت هذه الرسالة حالة من الذعر بين العائلات الأربع التي يعيش أبناؤها في نفس المستوطنة في هشارون (قرب تل أبيب)، وبدؤوا على الفور في تنظيم عملية لإنقاذهم".
إعلانوأضاف: "طُلب منهم الهروب فورا وعدم البقاء هناك ولو للحظة واحدة، وبمجرد تلقي الرسالة، بدأ الأصدقاء في البحث عن طريقة للخروج. وفي الساعة الخامسة صباحا، تلقى الأهل رسالة تفيد بأنهم تمكنوا من عبور الحدود إلى دولة مجاورة. ومع ذلك، أصبحوا الآن من دون مأوى أو اتصال واضح".
وفي التفاصيل أيضا، فإن "المجموعة كانت تقضي وقتا ماتعا في منطقة "ماورو دي ساو باولو" في البرازيل. وقال الأب: كانوا يشعرون كأنهم في الجنة، لقد كان هناك صهاينة في كل مكان، والجميع يتحدثون العبرية، وشعروا كأنهم في وطنهم، قبل أن يتغير كل شيء مع وصول الرسالة، حيث تحولت الرحلة من استجمام إلى مطاردة.
أما عن خلفية الجندي "ي" فهو جندي يبلغ من العمر 21 عاما، وخدم في لواء "جفعاتي" خلال الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من 15 شهرا.
دول خطيرة على مجرمي الحربوناقش عدد من التقارير في الصحف والمواقع العبرية المخاطر التي قد تواجه السياح الإسرائيليين في بعض الدول، خاصة أولئك الذين لديهم خلفية عسكرية أو شاركوا في الحرب الحالية.
وأشار تقرير لموقع "والا" الإسرائيلي، إلى أن الدول الموقعة على اتفاقية روما هي 125 دولة، ومن بينها دول أميركا اللاتينية، مثل كولومبيا وبوليفيا، التي تعد ذات خطورة أكبر للسياح الإسرائيليين، بينما تُعتبر دول مثل الأرجنتين والمكسيك وتايلند والهند آمنة نسبيا.
وفي التقرير الذي أعده مراسل سياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إيتمار آيخنر، ذكر أنه في النقاش الذي عقده وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بمشاركة ممثلين عن جهاز المخابرات (الموساد) والأمن الداخلي (الشاباك) في أعقاب هروب الجندي؛ قد اتضح أن خطر الاعتقال مرتفع في 5 دول ذات خط معاد لإسرائيل.
ونقل التقرير عن مصادر أمنية أن "الخطر الرئيس على الجنود الإسرائيليين هو في البلدان التي لها خط معاد لإسرائيل، بما في ذلك أيرلندا والبرازيل وإسبانيا وبلجيكا وجنوب أفريقيا" والتي يمكن أن تنصب محاكمات لجنود وقادة الاحتلال على أساس قرار محكمة الجنايات الدولية أو قرارات تصدر عن محاكمها المحلية.
إعلانوحرص المحلل السياسي آيخنر على التأكيد أنه ليس كل العالم يشكل تهديدا للجنود الإسرائيليين، مشيرا إلى أن إسرائيل على تواصل مع دول صديقة مثل المجر وجمهورية التشيك وإيطاليا، التي تشكك في احتمال السماح للمنظمات الموالية للفلسطينيين بالتسبب في اعتقالهم. كما أوضح أن هولندا وفرنسا قد رفضتا الإجراءات القانونية ضد الجنود الإسرائيليين الذين يحملون جنسية مزدوجة.
وأضاف أيضا: "منذ بداية الحرب، تم فتح إجراءات قانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي في عدة دول، وهي: المغرب، النرويج، بلجيكا، قبرص، سريلانكا، هولندا، البرازيل، تايلند، أيرلندا، صربيا، فرنسا وجنوب أفريقيا".
وكشف آيخنر نقلا عن المصادر الأمنية الإسرائيلية، تفاصيل أخرى أكدت أنه "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تم تسجيل 12 حالة لجنود يحاكمون في مختلف أنحاء العالم. كما أفاد التقرير بزيادة بنسبة 63% في الحوادث المعادية للسامية عبر الإنترنت في النصف الثاني من عام 2024، وزيادة بنسبة 104% في الحوادث الجسدية المعادية للسامية". بحسب مزاعم التقرير.
كما أكد تقرير للكاتب يارون أبراهام في القناة 12 أنه في معظم الحالات لم تصل الإجراءات إلى مرحلة التحقيق، ولم تُسجل أي قضية ضد الجنود الإسرائيليين تصل إلى مرحلة الاعتقال. وأضاف أن جميع الجنود الإسرائيليين الذين تعرضوا لهذه الإجراءات تم إجلاؤهم من تلك البلدان.
ولكنه أشار إلى أن هذه التطورات قد تؤثر على الخيارات السياحية للإسرائيليين وتزيد من تعقيد الوضع الأمني لهم في السفر إلى بعض البلدان.
من ناحية أخرى، يعكس هذا الوضع حجم الهلع والخوف من الإجراءات القانونية الدولية ضد جنود الاحتلال وقادته، حيث تجند الإعلام الإسرائيلي لتقديم النصائح للجنود الذين تورطوا في ارتكاب جرائم حرب، مركّزا على أخطائهم في تحميل جرائمهم على الإنترنت، بدلا من مناقشة حقيقة ارتكابهم لتلك الجرائم.
إعلانواعتبر تقرير المحلل إيتمار آيخنر أن المشكلة الرئيسة تكمن في أن جنود الجيش الإسرائيلي يقومون بتحميل مقاطع فيديو تدينهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يوثقون أنفسهم أثناء قيامهم بأنشطة في غزة ولبنان. وتقوم مؤسسات مثل "هند رجب" وغيرها بجمع هذه المقاطع والتحقق منها، وإضافة بيانات إضافية للمحاكم المحلية في عدة دول.
وأضاف "يجب على كل شاب يسافر إلى الخارج أن يكون حذرا في كل مكان. ما الذي يمكن فعله؟ قبل كل شيء، يجب حذف جميع مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تدينه. بالإضافة إلى ذلك، قبل السفر، ينصح بمراجعة وحدة الجيش الإسرائيلي للتأكد مما إذا كنت في خطر الاعتقال".
كما ينصح آيخنر الجنود بعدم الإبلاغ عن الأماكن التي يتوجهون لها، وعدم تحميل مقاطع الفيديو لرحلاتهم إلا بعد العودة إلى إسرائيل.
أما الخبير القانوني والرئيس السابق للإدارة الدولية في مكتب المدعي العام الإسرائيلي المحامي يوفال كابلينسكي، فقد كتب في صحيفة معاريف مقالا بعنوان "إذا ارتكبت هذا الخطأ المرير، فلا تسافر".
وجاء في مقالته "نصيحتي للضباط والمقاتلين هي: إذا كنتم، مثل الغالبية العظمى من القادة والمقاتلين، مسؤولين ومنضبطين، فستمتنعون عن تصوير أنفسكم في ساحة قتالية وفقا للأوامر. إذا لم تكن قد تفاخرت أمام الكاميرا، ولم تتحدث بصوت عالٍ إلى ميكروفون يسجل أعمالا عنيفة ارتكبتها أو لم ترتكبها أو تنوي ارتكابها. وإذا لم تفكر في النشر على مواقع التواصل الاجتماعي أنك تتفاخر بالأعمال ضد سكان قطاع غزة، أو باختصار: إذا كنت قائدا وجنديا متفانيا ومنضبطا ومسؤولا، من دون "ضجيج ورنين"، فاذهب بسلام، واستمتع بإجازة في الخارج، فهذه الإجازة تستحق أكثر من ذلك، وتأكد من أنه لن يحدث لك شيء سيئ من سلطات إنفاذ القانون هناك!".
كما نصح كابلينسكي الذين تباهوا بجرائمهم على الإنترنت ضد سكان قطاع غزة من جنود الاحتلال وقادته، بعدم السفر للخارج.
إلا أن كبير المراسلين العسكريين ومحلل الاستخبارات يونا جيريمي بوب في صحيفة جيروزالم بوست، ركز على خطورة الوضع القانوني الذي تعيش فيه إسرائيل بسبب عدم إجرائها تحقيقات ذاتية في جرائم الحرب المرتكبة خلال حرب غزة، لأنه بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لا تستطيع هذه المحكمة التدخل في القضايا التي تحقق فيها الدولة المعنية.
إعلانوقال بوب "بموجب توصيات لجنة تشيخانوفر لعام 2015، يتعين على المحامي العام العسكري للجيش الإسرائيلي اتخاذ قرارات قانونية أولية على الأقل بشأن توجيه الاتهام، حتى في أكثر قضايا جرائم الحرب المزعومة تعقيدا، في غضون 21 شهرا بعد وقوع الحادث".
وأضاف "بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس منذ 15 شهرا، ولم يصدر تقرير واحد واسع النطاق يتناول حتى الحوادث المحددة التي وقعت في بداية الحرب، ولهذا السبب أصدرت المحكمة الجنائية الدولية حتى الآن "فقط" مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وحذرت إسرائيل من أنه إذا استمرت تحقيقاتها لفترة أطول مما ينبغي، فإنها قد تبدأ في ملاحقة الجنود أيضا".
ورغم أنه أشار إلى قيام المدعية العامة العسكرية اللواء يفعات تومر يروشالمي بالتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبها جنود الاحتلال في معتقل سديه تيمان سيئ الصيت في صحراء النقب، والذي خصص للمعتقلين من قطاع غزة، إلا أنه أكد أنه لم يتم توجيه اتهامات، ولم يتم إغلاق القضايا. كما لم يتم إصدار أي تقارير عن أي من التحقيقات الجنائية التي تجاوز عددها 85 تحقيقا.
وأشار المحلل العسكري إلى وجود ضغوط سياسية داخلية شديدة لمنع نشر نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات الإسرائيلية ضد الجنود. وأضاف: "هناك ضغوط شديدة أيضا ضد القسم القانوني في جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يحقق مع حراس سجن سديه تيمان، الذين تم توثيقهم في شريط فيديو أثناء قيامهم بأعمال تعذيب ضد معتقل فلسطيني.
وأشارت الصحيفة إلى أن آخر الأحكام الإسرائيلية ضد الجنود المدانين بقتل فلسطينيين بشكل غير قانوني صدرت في عامي 2019 و2020، بشأن جرائم قتل فلسطينيين اثنين خلال الاحتجاجات على حدود غزة عام 2018.
وأضافت الصحيفة أنه تم الحكم على الجنديين بالسجن لمدة 30 و45 يوما على التوالي في سجن عسكري، بناءً على تفسير مفاده أن القتل وقع لأن الفلسطينيين انتهكوا المنطقة الأمنية التي فرضها جيش الاحتلال، لكنهم لم يشكلوا تهديدا مباشرا. وبالتالي، تم اعتبار القتل بمثابة انتهاك لقواعد إطلاق النار، وليس جريمة قتل غير عمد أو عمد.
إعلانوخلص التقرير إلى أن قضية البرازيل ستفتح أخيرا الباب لكشف تفاصيل تحقيقات الجيش الإسرائيلي. وإذا لم يتم ذلك، فإن أوامر الاعتقال ضد الإسرائيليين ستتسع بشكل كبير، وستغرق قضية البرازيل في بحر من القضايا التي ستزيد من عزلة الإسرائيليين وتعيق قدرتهم على السفر إلى دول متعددة، وهذا يهدد علاقاتهم مع الغرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجنود الإسرائیلیین الجیش الإسرائیلی جنود الاحتلال ضد الجنود إلى أن لم یتم
إقرأ أيضاً:
خلافات علنية بين روسيا وأمريكا وسط تصاعد الحرب .. وموسكو تحشد 50 ألف جندي بالقرب من منطقة حدودبة
موسكو كييف "رويترز" "د ب أ": نشب خلاف علني بين الولايات المتحدة وروسيا اليوم حول تصاعد الحرب في أوكرانيا في وقت حشدت فيه موسكو 50 ألف جندي بالقرب من منطقة أوكرانية وبعد أن حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يلعب بالنار".
وبينما يتجادل قادة العالم حول مستقبل السلام، يحتدم الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بسرعة، إذ يتبادل الجانبان شن هجمات بأسراب من الطائرات المسيرة وتتقدم روسيا في مواقع رئيسية على الجبهة.
وقال الرئيس الأمريكي في منشور على منصة تروث سوشيال إن بوتين يلعب بالنار، محذرا من أن أشياء "سيئة حقا" كانت ستحدث لروسيا لولا ترامب.
وأضاف في منشوره الثلاثاء "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت أمور كثيرة سيئة حقا حدثت بالفعل في روسيا، وأعني سيئة حقا. إنه يلعب بالنار".
وقال يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، للتلفزيون الرسمي إن تعليق ترامب يوحي بأنه غير ملم بواقع الحرب.
وأضاف أوشاكوف "ترامب ليس على دراية كافية بما يحدث بالفعل في المواجهة الأوكرانية الروسية".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن من المؤكد أن إدارة ترامب تبذل "جهودا كبيرة نحو تسوية سلمية" وإن روسيا "ممتنة لجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس ترامب شخصيا".
وأضاف "روسيا، شأنها شأن الولايات المتحدة، لديها مصالحها الوطنية الخاصة والتي تأتي فوق كل اعتبار بالنسبة لنا ولرئيسنا".
وتابع بيسكوف قائلا إن روسيا تستعد للجولة المقبلة من المفاوضات مع أوكرانيا، ولمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة.
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس قالت إن ترامب بدأ يفقد صبره تجاه روسيا.
وقالت بروس في مقابلة مع فوكس نيوز "بدأ صبره ينفد"، مضيفة أن ترامب، الذي يعرف بوتين منذ فترة، يشعر "أن شيئا ما قد حدث له، وهو غير قادر على تفسيره، ومن الواضح أن أصيب بخيبة أمل دفعته للتعبير عن غضبه علنا".
أسقطت 71 مسيرة
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 71 من أصل 88 طائرة مسيرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.
وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام خمسة صواريخ باليستية من طراز إسكندر-إم/كيه إن23- وصاروخ موجه من طراز كيه إتش69/59- تم إطلاقها من كورسك وفورونيج وشبه جزيرة القرم المحتلة، و88 طائرة مسيرة من طراز شاهد، وطرازات أخرى خداعية تم إطلاقها من مناطق ميلروفو، وأوريل، وكورسك، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأضاف البيان أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.
وقال البيان إنه بحلول الساعة 00:9 صباح اليوم الأربعاء، أسقطت وحدات الدفاع الجوي 71 طائرة مسيرة في شرق وشمال وجنوب أوكرانيا.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم، أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 112 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي عدة مقاطعات خلال الليلة الماضية.
وقال البيان "من الساعة 00:21 بتوقيت موسكو الأثنين حتى الساعة 00:00 بتوقيت موسكو اليوم، دمرت منظومات الدفاع الجوي واعترضت 112 طائرة مسيرة أوكرانية"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف البيان أنه "تم تدمير 59 طائرة مسيرة فوق أراضي منطقة بريانسك، و19 فوق أراضي منطقة بيلجورود، و13 فوق أراضي منطقة تولا، و10 فوق أراضي منطقة كورسك، و8 فوق أراضي منطقة أوريول و3 فوق أراضي منطقة كالوجا".
ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.
شروط بوتين
قالت ثلاثة مصادر روسية مطلعة إن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو.
وتتهم كييف والحكومات الأوروبية موسكو بالمماطلة بينما تحقق قواتها تقدما في شرق أوكرانيا.
وقال مصدر روسي كبير مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته، "بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن".
وذكرت المصادر الروسية الثلاثة أن بوتين يريد تعهدا "كتابيا" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة شرقا، بما يعني رسميا استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وأضافت المصادر أن روسيا تريد أيضا أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل فيما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للمتحدثين بالروسية في أوكرانيا.
وقال المصدر الأول إنه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسوف يسعى إلى أن يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن "السلام غدا سيكون أكثر إيلاما".
ولم يرد الكرملين على طلب للتعليق على تقرير رويترز. وقال بوتين ومسؤولون روس مرارا إن أي اتفاق سلام يجب أن يعالج "الأسباب الجذرية" للصراع، وهو الاختصار الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى قضية توسع حلف شمال الأطلسي والدعم الغربي لأوكرانيا.
وقالت كييف مرارا إنه لا ينبغي منح روسيا الحق في رفض تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى أن يمنحها الغرب ضمانة أمنية قوية ذات صلاحيات لردع أي هجوم روسي في المستقبل.
وقال حلف شمال الأطلسي في الماضي إنه لن يغير سياسة "الباب المفتوح" لمجرد أن موسكو تطالب بذلك. ولم يرد متحدث باسم الحلف الذي يضم 32 عضوا على أسئلة من رويترز.
وأوردت الوكالة في يناير أن بوتين يشعر بقلق متزايد من التشوهات الاقتصادية في الاقتصاد الروسي في زمن الحرب في ظل نقص العمالة وارتفاع أسعار الفائدة المفروضة للحد من التضخم. وانخفض سعر النفط، وهو حجر الأساس للاقتصاد الروسي، على نحو مطرد هذا العام.
وحذر ترامب، الذي يفتخر بعلاقاته الودية مع بوتين ويعبر عن اعتقاده بأن الزعيم الروسي يريد السلام، من أن واشنطن قد تفرض مزيدا من العقوبات إذا تأخرت موسكو في جهود التوصل إلى تسوية. وألمح ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد إلى أن بوتين "أصابه الجنون" بعد أن شن هجوما جويا واسع النطاق على أوكرانيا الأسبوع الماضي.
وذكر المصدر الأول أنه إذا رأى بوتين فرصة تكتيكية سانحة في ساحة المعركة، فسيتوغل أكثر في أوكرانيا، وأن الكرملين يعتقد أن البلاد قادرة على مواصلة القتال لسنوات مهما فرض الغرب من عقوبات وضغوط اقتصادية.
وقال مصدر ثان إن بوتين صار أقل ميلا للتنازل عن الأراضي وإنه متمسك بموقفه العلني بأنه يريد المناطق الأربع بالكامل التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا.
وأضاف "بوتين شدد موقفه" إزاء تلك الأراضي.
قصف مصانع الأسلحة
قال الجيش الأوكراني اليوم إنه قصف عدة مواقع لإنتاج الأسلحة الروسية خلال هجوم كبير بطائرات مسيرة الليلة الماضية وقالت موسكو إن دفاعاتها الجوية تصدت له.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الهجوم الأحدث استهدف مصنع كرونشتات الروسي الذي ينتج طائرات مسيرة في بلدة دوبنا خارج موسكو، ومصنع رادوجا القريب الذي يصنع صواريخ كروز.
وأضاف البيان أن مصنع أنجستريم للرقاقات الدقيقة في منطقة موسكو تعرض للقصف أيضا، مضيفا أن المنشأة تنتج مكونات يستخدمها القطاع الصناعي العسكري الروسي على نطاق واسع.
ويقع المصنع في مجمع إلما التكنولوجي في زيلينوجراد. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت حريقا ودخانا في المجمع التكنولوجي. وتمكنت رويترز من التأكد بصورة مستقلة من موقع تصوير الفيديو، لكنها لم يتسن لها التأكد من تاريخه.
ولم يوضح بيان الجيش الأوكراني نوع الأسلحة التي استخدمتها قواته في الهجوم بعيد المدى، لكن مسؤولا من جهاز الأمن الأوكراني قال في بيان كتابي إن الجانب الأوكراني استخدم طائرات مسيرة. وتفتقر كييف إلى ترسانة من الصواريخ بعيدة المدى.