الأمن بالتوازي مع العسكر.. صنعاء تتصدى لأجهزة الاستخبارات
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
تدرك صنعاء أن العدو الذي يحيك المؤامرات على البلاد، لا يمكن أن ينطوي على نفسه تحت وقع الخسائر الكبيرة التي تلقاها مشروع العدوان على اليمن والقائم منذ العام 2015، وهو إدراك يجعل الأعين مفتوحة، واليقظة في أعلى درجاتها، والتحسب لأي محاولات للنفاد من الخلال الأمنية عند أعلى مستويات الحذر.
انطلاقا من قول الإمام علي عليه السلام (إن أخا الحرب الأرق، ومن نام لم ينم عنه) تبدي الأجهزة الأمنية حسا عاليا تجاه أي تحركات للأعداء، ولهذا تتساقط الخلايا والبؤر التجسسية واحدة بعد الأخرى، وكل واحدة منها أخطر من التي سبقتها، وهذا الأمر ينطبق على الكشف الأمني الأخير عن تفكيك خلايا مرتبطة بالموساد والمخابرات الأمريكية، وكذلك الحال مع البريطانيين.
إن ما يردده إعلام العدو الصهيوني -في الأسابيع الأخيرة- من عدم وجود معلومات استخباراتية عن اليمن، وعدم القدرة على جمع معلومات من شأنها أن تساعد سلاح الجو في تحقيق إنجازات فعالة ضد الإسناد اليمني لغزة، تكشف تلك التصريحات عن مدى العمل الحثيث الذي تبذله استخبارات ثلاثي الشر المتربصة باليمن، وتدفع لعدم استبعاد أي خيارات يمكن للأجهزة الاستخباراتية التوغل من خلالها في اليمن ومؤسساته العسكرية والأمنية. خلية جديدة
الخلية الأخيرة المرتبطة ببريطانيا، وجهاز الاستخبارات MI6، والتي تم تجنيد عناصرها في السعودية، بالاشتراك بين جهازي استخبارت الرياض ولندن، تم إرسالها إلى اليمن لـ”تنفيذ أنشطة استخباراتية، تستهدف مقدرات البلاد الاستراتيجية أبرزها: الرصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسير، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى الرصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض قيادات الدولة”. حسب بيان جهاز المخابرات، الذي أضاف أن “ضباط الاستخبارات البريطانية قاموا بتزويد عناصر شبكة التجسس بوسائل الاتصال والتواصل والأجهزة والبرامج والتطبيقات الفنية والتقنية المتطورة والمتخصصة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع، والمساعدة في التأكيد ورفع المعلومات والإحداثيات، بعد تدريبهم على استخدامها”.
وهي نفس الطريقة التي تم بها تجنيد خلية التجسس من قبل المخابرات البريطانية، والتي تم تفكيكها عام 2020م.
لقد اكتسبت الأجهزة الأمنية في اليمن خبرات كبيرة على مدى سنوات من العدوان في الرصد والتعقب وتتبع الشبكات التي تعمل أجهزةٌ معادية على زرعها في الداخل، وباتت الأجهزة الأمنية على دراية بالتحركات المشبوهة لتلك الشبكات، مهما حاولت التخفي. ولهذا فقد أجهضت عددا منها ، بدءا بخلية التجسس 2018، التي كانت دربتهم وجندتهم الاستخبارات الإماراتية في نسق واحد وفترات متفاوتة للرصد وجمع معلومات ذات خطورة عالية عن أهداف مدنية وحكومية وأمنية، وكانت الخلية محاطة بتدابير فائقة التعقيد لتفادي كشف عملائها من قبل الأمن، وطورت أساليب عملها، حيث اعتمدت على تشغيل الأفراد بشكل أحادي ومنفصل عن بقية الخلية، واستخدمت وسائل اتصال بالغة السرية، وأساليب عمل مراوغة يتم تحديثها بشكل مستمر.
أنواع خلايا التجسستعمل مخابرات العدو على برامج قصيرة المدى وبعيدة المدى، وكانت الخلية المرتبطة بالـ سي آي إيه، من النوع بعيد المدى، ومتعدد المهام ذات الطبيعة الاستراتيجية، وقد أوكلت إليها أعمالاً خطيرة تمس الأمن القومي والثقافي والتعليمي والتربوي والزراعي وكل مناحي الحياة، التي استهدفتها بالتغيير والتدمير، وكانت تعمل بنفس طويل، وخطوات بعيدة المدى، تهدف إلى قلب البلاد اجتماعيا وثقافيا بشكل تدريجي وفق خطط مرسومة، تؤثر -في نهاية المطاف- في القرارات السياسية وحتى التفكير الفردي، بحيث تخلق مجتمعا مدجنا بالكامل، ينساق ضمن مشروع الهيمنة الغربية دون إبداء أي اعتراض أو مواجهة.
وهذه الشبكات المعقدة تعتمد على مخبرين ليسوا من لون واحد، فلا يهم أن يكون ذلك العميل موظفاً بسيطاً يعمل بصفته حارس أمن في السفارة، أو مترجماً، أو يعمل في أحد مراكز الأبحاث والدراسات، وقد يكون أيضاً، مدرباً في معهد لغات، أو مركز لبناء الديمقراطية، أو في البنك الدولي، أو منظمة أممية إنسانية، لا يهم، فالمخابرات الأميركية تعرف جيّدًا كيف توظف وأين.
النوع الثاني من الخلايا هي تلك التي تعمل من أجل جمع معلومات ذات فوائد آنية أو مرحلية، مثل حالة الخلية التابعة للقوة 400، والتي أوكلت إليها جمع معلومات عن التحركات العسكرية في الساحل الغربي للرصد ومتابعة أماكن الصواريخ والمسيرات وما يرتبط بها، وليس بعيدا عنه خلية الموساد الصهيوني التابعة للخائن حميد مجلي، الموكل إليها جمع معلومات عن شخصيات قيادية وعسكرية لصالح العدو الإسرائيلي.
إن أهم درس تستفيده صنعاء من كل هذه الخلايا والعمل الحثيث من قبل الأعداء لاختراق البلاد وإضعافها واستهدافها، هو إدراك حجم مؤامرة العدوان وعدد محاولاته التي تكشف قبحه وتعري حقيقته في استهداف الأمن والاستقرار، وبالتالي ما توجبه تلك العدوانية المفرطة من رفع مستوى اليقظة والحذر إلى أعلى المستويات، وإشراك المجتمع في الرصد والتبليغ عن أي تحركات مشبوهة. وهنا يجب الإشارة إلى إشادة الأجهزة الأمنية على الدوام بالحس الوطني اليقظ لدى أبناء المجتمع الذين كان لهم دور كبير في الكشف ومحاصرة هذه الخلايا وإسقاطها وإفشال مشاريع الأعداء من خلالها.
ومع كل هذا، فإن الحيطة والحذر لا يجوز أن يتراجعا بالركون إلى كشف خلية أو إسقاط أخرى هنا أو هناك، فالعدو لا يكل ولا يمل من مواصلة الاستهداف والبحث عن العملاء وتجنيد الخونة، وضعاف النفوس لا يخلو منهم المجتمع، لكن بالتعاون والتكاتف توضع الكثير من الصعاب والعراقيل امام العدو.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأجهزة الأمنیة جمع معلومات
إقرأ أيضاً:
صنعاء : مليونية نصرة غزة تؤكد الجاهزية للتصدي لمؤامرات الأعداء ومخططاتهم
وتوافدت الحشود الغفيرة إلى ميدان السبعين تحت الأمطار الغزيرة، رافعة شعار البراءة من أعداء الله وشعارات الحرية والعزة والكرامة والجهاد.. مؤكدة ثبات الموقف اليمني المساند والمناصر للشعب الفلسطيني المظلوم مهما كانت التضحيات.
وأعلنت الحشود رفضها القاطع لصفقات الخداع والخيانة، والتصدي لكل مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الإجرامية والوقوف بحزم وقوة تجاه كل من تسول له نفسه التعاون مع العدو الصهيوني الغاصب.
وتحت زخات المطر رددت الحشود هتافات (مع غزة من أجل الله.. وجهاداً بسبيل الله)، (كل الساحات اليمنية.. غزاوية فلسطينية)، (من يخذل غزة كي يسلم.. الدور سيأتيه ويندم)، (يا أمتنا الإسلامية.. للصمت عقوبة حتمية)، (يا أمة.. غزة تعنيكم.. عاقبة الصمت ستخزيكم)، (ما في غزة من تجويع.. وصمة عار على الجميع)، (أمريكا والصهيونية.. هم أعداء الإنسانية).
وهتفت بعبارات (في ذكرى إسماعيل هنية.. ماضون بعزة وحمية)، (لا إسلام بغير جهاد.. إما نصر أو استشهاد)، (يا عرب يا عرب.. أين الغيرة والغضب)، (يا عرب يا مسلمين.. أين النخوة أين الدين)، (في غزة لله رجال.. معجزة في الاستبسال)، (يا غزة يا جند الله.. معكم حتى نلقى الله)، (الجهاد الجهاد.. حي حي على الجهاد)، (يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم).
وباركت الحشود المليونية العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الأهداف الحساسة للعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتصعيد عملياتها ضمن المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الإسرائيلي.
وجددت التأكيد على مواصلة التعبئة ورفع الجاهزية لمواجهة مؤامرات الأعداء والعملاء والخونة الهادفة إلى ثني الشعب اليمني عن موقفه العظيم والمشرف في نصرة الأشقاء في غزة وفلسطين.
واستنكرت تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية إزاء ما تتعرض له غزة من جرائم إبادة جماعية وتجويع.. داعية شعوب الأمة إلى القيام بمسؤولياتها في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني المسلم ورفض صفقات الخداع والخيانة.
وأوضح بيان صادر عن المسيرة المليونية، القاه مفتي محافظة تعز العلامة علوي بن عقيل أن غزة تباد وتقتل جوعًا على مدى ۲۲ شهرًا على يد العدو الصهيوني المجرم وشريكه الأمريكي، بينما يقف العالم المتخاذل صامتا، يغض الطرف عن أبشع جرائم الإبادة الجماعية في هذا العصر، موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على عار الإنسانية.
وأكد أنه واستشعاراً للمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية، يستمر الشعب اليمني في خروجه الأسبوعي في مسيرات مليونية جهاداً في سبيل لله وابتغاءً لرضاه، نصرة لغزة وكل فلسطين في مواجهة الطغاة والمستكبرين، ورفضا لصفقات الخداع والخيانة.
وأوضح البيان أنه "أمام الإجرام الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً في غزة والذي بلغ مستويات لم يوثق التاريخ البشري لها مثيل بالصوت والصورة - وخاصة موت الناس جوعاً - تبقى البشرية بكلها شعوباً ومكونات وأنظمة ومنظمات أمام اختبار صعب وحاسم في سلامة إنسانيتها، والأمة الإسلامية في سلامة إنسانيتها وإسلامها، أما الأمة العربية فاختبارها أصعب في إنسانيتها وإسلامها وأخوتها العربية، ولا يُعفى من ذلك أحد لا شعوباً ولا أنظمة ولا أحزاب وحركات مهما طال الوقت، ونتائج هذا الاختبار سيسجلها الله في صحف الأعمال، وسيكتبها التاريخ في ذاكرة الأجيال، وسيجازي عليها الله في الدنيا والآخرة".
وتابع "وهنا نعلن نحن كشعب يمني عن تمسكنا بموقفنا المتقدم رسمياً وشعبياً، عسكرياً ومدنيا، وأننا بالتوكل على الله والاعتماد عليه والثقة به لن نتراجع عن هذا الموقف، ولن نقبل بأن يُسجلنا الله في قوائم المتخاذلين والعياذ بالله، ولا التاريخ في صفحات الخزي؛ نسجله موقفاً إيمانياً وإنسانيا وأخوياً عند الله وعند خلقه، ونلتمس به من الله النجاة من العذاب ومن الخزي في الدنيا والآخرة، وعظيم الجزاء والثواب كذلك في الدنيا والآخرة".
وبارك البيان "إعلان القوات المسلحة قرار تفعيل المرحلة الرابعة والذي نجده قراراً معبراً عن جزء مما يعتصر قلوبنا من ألم وقهر، ونشد على أيدي مجاهدي قواتنا بتنفيذه دون رحمة لأي شركة تابعة لأي دولة عديمة الإنسانية ما تزال تتعامل مع أبشع وأقبح مجرمي هذا العصر الصهاينة".
وحيا وبارك استمرار أبطال المقاومة في غزة بعملياتهم الفعالة والأسطورية والتي تستمر رغم ما بلغت بهم الظروف من صعوبة، واعتبر هذه العمليات المباركة بالإضافة إلى عمليات قواتنا المسلحة وأي جهد حقيقي وفعلي هو ما يمكن التعويل عليه بعد الله في تغيير واقع الحال في غزة؛ أما البيانات والمجاملة والمخادعة التي ليس خلفها جدية وجهد حقيقي وفعل ملموس فلم تنقذ عبر التاريخ مظلوماً، ولم تطعم جائعاً، ولم تسق عطشانا.
وأكد البيان أنه" مهما قل جهدنا العسكري أمام آلة العدو الإجرامية المدعومة من كل طغاة الأرض وأذرع الصهيونية في العالم؛ فإن الله وعدنا بالنصر وتوعدهم بالخسارة والخزي في الدنيا والآخرة والله لا يخلف الميعاد".
وحذر وأنذر كل من تسول له نفسه من أدوات الخيانة المدمنة على الذل والهوان لإثارة الفوضى والفتنة لإضعاف موقف شعبنا في مواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي والإسناد للشعب الفلسطيني وتحت أي عنوان لأن ذلك محاولة استهداف وضرب أعظم وأشرف وأطهر موقف للشعب اليمني تجاه غزة وفلسطين والأقصى دفعنا من أجله قوافل الشهداء، وصبرنا على كل مراحل الاستهداف وآلام وأوجاع الحصار، وواجهنا التحالفات والجيوش وما زلنا مستعدين لما هو أكبر من ذلك حتى نحقق الفلاح والعزة لشعبنا ولأمتنا في الدنيا والآخرة.
وأكد البيان أن "من يُفكر بأن بإمكانه استهداف هذا المجد والعز وأن يعيدنا إلى مربع الخنوع والذل والتخاذل والخيانة والخضوع للأعداء فإنه إنما ينحر نفسه ويهلكها على أيدينا في الدنيا ويرميها إلى الدرك الأسفل من النار في الآخرة".
وأضاف "نعلن أننا في أعلى درجات الجاهزية بالملايين من أبناء شعبنا المجاهدين المخلصين الصادقين الثابتين المتوكلين على الله والمعتمدين عليه لمواجهة أي مؤامرة أو عدوان أو خيانة".
ودعا البيان الجميع رسمياً وشعبياً إلى اليقظة العالية والاستنفار والتحرك والتعبئة والاستعانة بالله وهو ولي المؤمنين وعدو الكافرين والمنافقين.