مصر.. زاهي حواس يعلن اكتشافات أثرية في الأقصر
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
كشف عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، رئيس البعثة الأثرية المشتركة، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة، عن العديد من الاكتشافات الأثرية.
وقال حواس، اليوم الأربعاء، إنه أثناء عمليات البحث والحفائر العلمية، التي بدأت في سبتمبر (أيلول) 2022، تمكنت البعثة من تحقيق عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة، في المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري في الأقصر.وأعلنت البعثة عن مكتشفات عند معبد الوادي، الذي كان يقع عند مشارف الوادي، وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى "جسر جسرو"، والذي يعد من أجمل المعابد الفرعونية.
وأكد حواس أن البعثة توصلت إلى عدد كبير من نقوش معبد الوادي، والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتي لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان، وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثًا هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي، الذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن البعثة عثرت على أكثر من 100 لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي، مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (اسم الميلاد واسم التتويج على العرش)، وتعد هذه اللوحات جزءًا من ودائع الأساسات التي تؤكد ملكية صاحبة المعبد.
ومن بين تلك اللوحات الحجرية، لوحة فريدة من الحجر الجيري تحمل نقشًا بارزًا لاسم ولقب المهندس المعماري للملكة حتشبسوت، المهندس سنموت، ولقبه "المشرف على القصر".
وتعتبر ودائع الأساسات الكاملة للملكة حتشبسوت من أهم مكتشفات البعثة، التي تأتي بعد مرور ما يقارب القرن، منذ أن كشف العالم الأمريكي هيربرت وينلوك عن آخر مجموعة كاملة من ودائع الأساسات للملكة حتشبسوت في موقع المعبد الجنائزي (1923-1931).
وأوضح حواس أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد). وكشفت البعثة، في موقع معبد الوادي، عن التسلسل التاريخي للموقع، الذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى، واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة، عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة، واختارها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من امتداد الطريق الصاعد.
وذكر أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الدولة الوسطى. وعُثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة، ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار، وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور. وتعد هذه الموائد من الآثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.
وأوضح حواس أنه تم الكشف عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (1580 – 1550 قبل الميلاد)، المنحوتة في الصخر. اكتشاف توابيت وأدوات جنائزية وأوضح حواس أنه تم العثور على عدد من التوابيت الخشبية المصنوعة بالهيئة الإنسانية، والتي تعرف بالتوابيت الريشية المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة. ومن بين تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال، لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل 3600 سنة.
وبجانب تلك التوابيت، تم العثور على حصير ملفوف لا يزال بحالته المكتشفة عليه. وتعمل البعثة حاليًا على إعداد برنامج خاص لترميمه ونقله للعرض بمتحف الحضارة. وقد قامت البعثة المصرية، في موسم الحفائر الماضي (2023–2024)، بنقل سرير مصنوع من الخشب والحصير المجدول إلى متحف الحضارة. ويعود السرير إلى تلك الفترة، وكان يخص أحد حراس الجبانة، حيث عُثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.
وأشار حواس إلى العثور على أقواس الرماية الحربية، وهي واحدة من المكتشفات المهمة للبعثة المصرية. وتشير هذه الأقواس إلى وظيفة أصحاب هذه القبور وخلفيتهم العسكرية، مما يدل على دورهم في كفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس.
كما تم العثور على مقبرة المدعو "جحوتي مس"، المشرف على قصر الملكة تتي شيري، الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة. وتعد هذه المقبرة واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية التي تلقي الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر، التي لم يُعثر لها على كثير من الآثار.
تؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (1550–1525 قبل الميلاد)، كما أكد التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عُثر عليها بالمقبرة.
المقبرة ذات تخطيط بسيط، عبارة عن حجرة مربعة منحوتة في الصخر تتقدمها مقصورة من الطوب اللبن المكسو بطبقة من الملاط الأبيض، ولها سقف مقبي.
وداخل حجرة المقبرة، عُثر على بقايا رسوم ملونة باللون الأحمر على طبقة من الملاط الأبيض. وفي أرضية الحجرة، وُجد بئر مستطيل يؤدي إلى حجرتي دفن.
وفي البئر، عُثر على مائدة قرابين من الحجر الجيري، وكذلك اللوحة الجنائزية لصاحب المقبرة جحوتي مس.
وأكد حواس أنه تم الكشف عن جزء من جبانة بطلمية ممتدة شغلت موقع الطريق الصاعد ومعبد الوادي، وقد شُيدت مقابر هذه الجبانة من الطوب اللبن، وأُعيد استخدام أجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر عصر الدولة الوسطى الملکة حتشبسوت معبد الوادی العثور على على عدد من أن البعثة حواس أن
إقرأ أيضاً:
مصر تستعيد 21 قطعة أثرية من أستراليا وتودعها المتحف المصري بالتحرير
تسلمت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، اليوم 21 قطعة أثرية أعيدت من أستراليا، بعد وصولها إلى القاهرة قادمة من العاصمة كانبرا، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وبالتعاون مع الجهات المصرية والأسترالية المعنية.
وأكدوزير السياحة والآثار شريف فتحي، أن استعادة هذه القطع تمثل امتدادًا لجهود الدولة الدؤوبة في صون تراثها الثقافي الفريد، مشيدًا بالتعاون المثمر مع وزارة الخارجية والهجرة، والذي أسهم بشكل رئيسي في تحقيق هذا الإنجاز.
وأوضح أن استرداد الآثار يتزامن مع احتفالات مرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأستراليا، ما يعكس عمق الشراكة بين البلدين، خاصة في مجال حماية الممتلكات الثقافية ومكافحة تهريب الآثار، وفقًا للاتفاقيات الدولية.
من جانبه، أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثارالدكتور محمد إسماعيل خالد، إلى أن وفدًا من المجلس، برئاسةشعبان عبد الجواد، مدير عام الإدارة العامة لاسترداد الآثار، تسلم القطع رسميًا من مقر وزارة الخارجية المصرية.
وأضاف أن الآثار كانت معروضة في إحدى صالات المزادات الشهيرة بأستراليا، وعند التأكد من عدم وجود مستندات ملكية قانونية لها، سارعت إدارة الصالة بالتعاون مع السفارة المصرية في كانبرا بإجراءات إعادتها إلى مصر.
وتعود القطع المستردة إلى عصور مصرية قديمة متنوعة، وتضم مجموعة من التماثيل الصغيرة بينها تمثال «أوشابتي، وجزءًا خشبيًا من تابوت على شكل يد بشرية، ورأس أفعى خشبي، ومسرجة من الفخار، ومغازل مصنوعة من العاج»، وتميمة على هيئة «عين الوجات»، إلى جانب قطعة من النسيج القبطي، تعكس جميعها تنوعًا غنيًا في التراث المصري.
وأوضح شعبان عبد الجواد أن من بين القطع المستردة جزءًا من لوحة أثرية تخص المدعو «سشن نفر تم»، كانت قد اكتشفتها البعثة الإيطالية في وقت سابق، وتعرضت للتلف والانقسام إلى أربعة أجزاء خلال جرد عام 1995، ليُعاد منها ثلاثة أجزاء من سويسرا عام 2017، فيما استعاد متحف ماكوري الأسترالي الجزء الرابع وسلّمه للسلطات المصرية بعد التأكد من تطابقه مع باقي الأجزاء.
وقد أودعت القطع المستردة في المتحف المصري بالتحرير، حيث يجرى العمل على ترميمها تمهيدًا لعرضها ضمن معرض مؤقت يسلط الضوء على مسيرة مصر في استرداد تراثها الثقافي من الخارج.
اقرأ أيضاًوزير السياحة والآثار يلتقي بمجموعة من المُرَمِّمين والمُرَمِّمات بمعابد الكرنك بالأقصر
زيادة في حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال الأيام الأولى من 2024 بنسبة 9%
محافظ الإسكندرية يستقبل وفد لجنة الثقافة والسياحة بمجلس الشيوخ