بتمويل أوروبي.. إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي للفتك بالفلسطينيين
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
الثورة / متابعة
قالت عضو مجلس إدارة التنسيق الأوروبي للِّجان والجمعيات الفلسطينية نوزومي تاكاهاشي إن الاتحاد الأوروبي يتجاهل استخدام إسرائيل مشاريع الذكاء الاصطناعي الممولة أوروبيا في الأغراض العسكرية.
ومؤخراً، برزت انتقادات لاستخدام المشاريع المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي طورتها المؤسسات الإسرائيلية بتمويل أوروبي مقدم في إطار برامج البحث والابتكار التابعة للاتحاد الأوروبي، في “مراقبة واستهداف” الفلسطينيين.
وقدم الاتحاد الأوروبي أكثر من 238 مليون يورو من إجمالي التمويل للمؤسسات الإسرائيلية منذ بدء الهجمات على غزة في 7 أكتوبر 2023م، في إطار برامج البحث والابتكار، بحسب بيانات حكومية أوروبية.
وتشير التقديرات، إلى أن هذه الأموال استخدمتها أيضا شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) وشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية في تطوير تقنيات “المراقبة والاستهداف” المدعومة بالذكاء الاصطناعي المستخدمة ضد الفلسطينيين في غزة.
الذكاء الاصطناعي للقتل
وقالت تاكاهاشي إنهم على علم بالاتهامات المتعلقة بدور تمويل الاتحاد الأوروبي في تطوير إسرائيل تكنولوجيا مدعومة بالذكاء الاصطناعي تستهدف المدنيين الفلسطينيين.
وذكرت أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المسماة “حبسورا”، و”لافندر”، و”وير إز دادي؟” استخدمت “لتحديد الأهداف ومواقعها وقتلها” في الإبادة الجماعية الحالية في غزة.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أنشأ وحدة جديدة عام 2019م، تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع تحديد الأهداف في عملياته.
وبسبب هذا البرنامج، يتم قصف منازل الأشخاص المستهدفين وتجاهل وجود المدنيين داخلها لا سيما الأطفال والنساء.
وأشارت تاكاهاشي إلى أن هذه الأنظمة تُستخدم ضد المدنيين دون تمييز بين الأهداف.
وأضافت: “حجم وتكرار قتل المدنيين في غزة باستخدام نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي مدمر، لأن القرارات الموجهة بالذكاء الاصطناعي تُتخذ بسرعة أكبر، والأفعال الناتجة عنها تتجاوز أي سيطرة بشرية”.
التقييم الأوروبي “غير كافٍ”
وفي معرض إشارتها إلى أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية خاصة لتطوير الذكاء الاصطناعي، ذكرت تاكاهاشي أن مؤسسات البحث الإسرائيلية تشارك أيضا في العديد من المشاريع التي يمولها الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.
وقالت: “بسبب الملكية الفكرية والأسرار الحكومية، من غير الممكن تحديد أي مشروع مدعوم من الاتحاد الأوروبي يشكل الأساس لما تستخدمه القوات الإسرائيلية تحديدا”.
وأردفت: “امتلاك حكومة ذات سجل حافل بانتهاكات حقوق الإنسان لهذا النوع من التكنولوجيا، يجب أن يُعد خطرا شديدا”.
وأشارت إلى أنه وفقا للقواعد، لا يُمنح التمويل إلا لمشاريع الأغراض المدنية ضمن نطاق مشروع الاتحاد الأوروبي للبحث والابتكار “هورايزون يوروب”.
وحصلت إسرائيل على منحة بقيمة 1.28 مليار يورو (1.37 مليار دولار) في الفترة من 2014م إلى 2020م ضمن برنامج “هورايزون 2020″، وأكثر من 747 مليون يورو (800 مليون دولار) في إطار برنامج “هورايزون يوروب” الذي بدأ عام 2021م.
وبرنامج “هورايزون 2020م” هو برنامج تمويل الأبحاث والابتكار التابع للاتحاد الأوروبي بميزانية تقارب 80 مليار يورو (86.8 مليار دولار) للفترة من 2014م إلى 2020م.
وأما “هورايزون يوروب” فهو البرنامج الرئيسي للاتحاد الأوروبي لتمويل الأبحاث والابتكار للفترة من 2021م إلى 2027م بميزانية تقارب 93.5 مليار يورو (100 مليار دولار).
ولفتت تاكاهاشي إلى أن “الحدود بين الأغراض المدنية والعسكرية يمكن أن تصبح غير واضحة” حين يتعلق الأمر بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وانتقدت الاتحاد الأوروبي لافتقاره إلى “رؤية شاملة” عند تقييم أهداف المشاريع التي يمولها.
وأشارت إلى عدم كفاءة الاتحاد الأوروبي في متابعة مسار المشاريع التي يمولها، وتجاهله لاحتمال استخدامها لأغراض عسكرية.
الاتحاد الأوروبي متهم
من جانبها قالت إيمان عبود المحاضرة في “كلية ترينيتي دبلن” الأيرلندية إنه “تم إثبات” أن الاتحاد الأوروبي من خلال برامج “هورايزون 2020م” و”هورايزون يوروب” قد مول شركات الأسلحة الإسرائيلية تحت رعاية أبحاث الأمن المدني والتكنولوجيا الأخرى.
وأشارت عبود، في حديث مع وكالة الأناضول، إلى أن الاتحاد الأوروبي “متهم” بدعم الصناعات العسكرية الإسرائيلية، التي تحاكم بتهمة “الإبادة الجماعية” في محكمة العدل الدولية.
وذكرت أن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) وشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية حصلتا على تمويل من برامج التمويل الأوروبية لأبحاث الأمن.
ولفتت إلى أن الشركتين حققتا أرباحا من القمع العنيف طويل الأمد وممارسات الفصل العنصريّ والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: بالذکاء الاصطناعی الاتحاد الأوروبی الذکاء الاصطناعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
«سبيس 42» و«مايكروسوفت» و «إزري» توقع اتفاقية لدعم مبادرة «خريطة أفريقيا» الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
وقَّعت «سبيس 42»، (المدرَجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية تحت الرمز: SPACE42)، مذكرة تفاهم مع «مايكروسوفت» و«إزري»، لتطوير خرائط رقمية عالية الدقة تغطي القارة الإفريقية بأكملها. وتأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة «خريطة أفريقيا» التي تهدف إلى إنشاء خريطة موحَّدة وشاملة للقارة، تُعَدُّ الأكبر من نوعها حتى اليوم، وتشمل 54 بلداً في القارة، وأكثر من 1.4 مليار نسمة. وتهدف المبادرة إلى دعم جهود التنمية والتخطيط في مجالات البنية التحتية والاستثمار واتخاذ القرار المؤسسي على مستوى القارة.
وُقِّعَت الاتفاقية خلال مؤتمر مستخدمي «إزري» لعام 2025، وتهدف إلى إرساء بنية معلوماتية ذكية تعزِّز قدرة الحكومات والمؤسسات والمجتمعات على اتخاذ قرارات دقيقة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أسس معرفية مدعومة بالبيانات. كما تهدف الشراكة الممتدة لخمس سنوات إلى تعزيز القدرات الجيومكانية في كلٍّ من إفريقيا ودولة الإمارات، وتوفير بيانات دقيقة وسهلة الوصول للجهات المعنية على المستويين الوطني والإقليمي.
وقال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي للحلول الذكية، في «سبيس 42»: «إنَّ ثقافة الشراكة هي جزء أصيل من الهُوية الاماراتية، ويجسِّد هذا التعاون مع (مايكروسوفت) و(إزري) امتداداً لنهج (سبيس 42) القائم على التحالفات الاستراتيجية. نحن نؤمن بأنَّ بناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة يبدأ من الوصول إلى بيانات موثوقة ورؤى دقيقة، وخاصة في الأسواق التي تعاني من فجوات معلوماتية. اليوم، تمثِّل الخرائط الجغرافية المتقدمة وحلول الذكاء الجغرافي أدوات أساسية لدعم متخذي القرار، وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة، وتمكين المجتمعات في إفريقيا وغيرها من المناطق. ومن خلال هذا التعاون، نرسِّخ دورنا كشريك موثوق للحكومات، ونُسهم في تشكيل حلول تواكب تحديات الواقع وتدفع بعجلة التقدُّم».
وقال جاك دانجرموند، رئيس شركة «إزري»: «نفخر بدعم مبادرة (خريطة إفريقيا) بالتعاون مع (سبيس 42). يتطلَّب تحويل صور الأقمار الاصطناعية إلى خرائط دقيقة على نطاق القارة تقنيات جيومكانية متقدمة ومنهجيات عمل احترافية دقيقة، وهي ذات الإمكانات التي دعمت مبادرات مماثلة في مناطق مختلفة من العالم، نضعها اليوم في خدمة إفريقيا. ونُسهم من خلال هذه المبادرة في إنشاء مورد أساسي يدعم تخطيط البنية التحتية، ويعزِّز التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة في عموم القارة».
في ظل واقع الخرائط المجزّأة والبيانات القديمة أو غير المتاحة في مناطق واسعة من القارة الإفريقية، تجد الحكومات والمؤسسات نفسها أمام تحدياتٍ جمّة في اتخاذ قرارات دقيقة تستند إلى بيانات موثوقة. ومن هذا المنطلق، تأتي مبادرة «خريطة إفريقيا» لتغيِّر هذا الواقع، عبر إنتاج بيانات جيومكانية دقيقة ومحدَّثة بانتظام وتُدار محلياً على مستوى القارة.
تقود «سبيس 42» هذا المشروع الرائد عبر تأمين التمويل والإشراف على التنفيذ، وتوفير بيانات الأقمار الاصطناعية عبر قدراتها السيادية وشبكة شراكاتها الاستراتيجية. ويتم تحليل هذه البيانات باستخدام نماذج التوأم الرقمي المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج خرائط ديناميكية مصمَّمة وفقاً للاستخدامات المختلفة. كما تقود الشركة خريطة طريق متكاملة للبحث والتطوير تهدف إلى ابتكار نماذج جديدة، وأتمتة عمليات إنتاج الخرائط بما يواكب متطلبات المستقبل.
وتتولى «إزري» قيادة منهجية تطوير الخرائط اعتماداً على تقنياتها المتقدمة في الذكاء الجغرافي والاستشعار عن بُعد، إلى جانب دعمها للمراكز الإقليمية لتدريب الكفاءات المحلية، وبناء القدرات بشكلٍ مستدام. وفي المقابل، توفِّر «مايكروسوفت» البنية التحتية السحابية الآمنة عبر منصة «أزور»، ما يُتيح معالجة البيانات وتكاملها ومشاركتها على نطاق واسع، ويضمن كفاءة العمليات وسرعة الوصول إلى النتائج القابلة للتنفيذ.
ويُتوقَّع أن تُحدِث المبادرة أثراً إيجابياً واسع النطاق في العديد من القطاعات، من ضمنها الموانئ والخدمات اللوجستية، حيث تسهم في تحسين تخطيط المسارات وتقليل الهدر، بما يدعم تحوُّل إفريقيا إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية، وقطاع الطاقة المتجددة من خلال دعم اختيار المواقع المُثلى لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يحسِّن الكفاءة والعائد على الاستثمار، وقطاع الأمن والاستجابة للكوارث، من خلال تمكين الحكومات من مراقبة الحدود، وإدارة الموارد الطبيعية، وتنسيق الاستجابات لحالات الطوارئ، وقطاع المدن الذكية والاقتصادات الرقمية، من خلال توفير الأساس الجغرافي اللازم لتخطيط المدن والخدمات العامة ونشر البنية التحتية الرقمية.
أخبار ذات صلةوسيتم ترخيص البيانات للجهات الحكومية الوطنية، بما يضمن سيادتها عليها، واستمرارية تحديثها من خلال الجهات المختصة بتطوير الخرائط. كما تهدف المبادرة على المدى الطويل إلى تمكين منظومة تجارية مبتكَرة تشمل شركات ناشئة إفريقية تسهم في توسيع نطاق الحلول الجغرافية. وستُحفَظ البيانات لاحقاً في مراكز بيانات تديرها «جي 42» و«مايكروسوفت» في القارة.
تجسِّد هذه المبادرة توجُّه «سبيس 42» الاستراتيجي نحو تطوير شراكتها مع «مايكروسوفت» و«إزري»، وتعزيز حضورها في القارة الإفريقية، ما يمكِّنها من فتح مجالات جديدة في التحليلات والتراخيص ودعم البنية التحتية. كما تؤكِّد هذه المبادرة مكانة «سبيس 42» الرائدة كشريكٍ عالميٍّ مفضَّل للحكومات التي تسعى إلى الحصول على حلول جيومكانية دقيقة وعلى نطاق واسع، ما يمثِّل نهجاً استراتيجياً وبوابةً تجاريةً لفتح أسواق جديدة.
وبصفتها جزءاً من منظومة «جي 42»، تمضي «سبيس 42» قُدماً في ترسيخ تعاونها مع «مايكروسوفت» لتطوير حلول ذكية تواكب احتياجات المجتمعات وتدعم منظومات الأعمال.
وقال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: «نؤمن في (جي 42) بأنَّ الذكاء هو الركيزة الأساسية للتنمية المجتمعية، إلا أن الوصول إليه لا يزال محدوداً في العديد من دول الجنوب العالمي. ومن هذا المنطلق، تمثِّل هذه الشراكة خطوة استراتيجية لردم فجوة البيانات والمعرفة، وتمكين الحكومات من اتخاذ قرارات مبنية على الرؤية والتحليل المتقدِّم. من خلال هذا التعاون، نعمل على تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة عملية تسهم في تخطيط حضري أكثر ذكاءً، وتطوير بنى تحتية مرنة، وتعزيز إدارة الموارد الطبيعية، وتسريع التمكين الاقتصادي. ولا نكتفي بتوفير البيانات، بل نسعى لتحويلها إلى قيمة حقيقية وأثر ملموس في حياة الأفراد والمجتمعات».
وأضاف: «تعكس شراكتنا مع (مايكروسوفت) التزاماً مشتركاً بتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي كقوة عالمية من أجل الخير. نحن لا نطوِّر تقنيات فحسب، بل نبني معاً بنية تحتية معرفية وتطبيقات متقدمة تُسهم في إيصال فوائد الذكاء الاصطناعي إلى المجتمعات الأكثر احتياجاً. من خلال هذا التعاون، نركِّز على إحداث تحوُّل إيجابي في حياة الأفراد، عبر تقنيات موثوقة ومسؤولة وشاملة تُعزِّز العدالة الرقمية والتنمية المستدامة».
تُعَدُّ دولة الإمارات أكبر مستثمر أجنبي في إفريقيا، باستثمارات تجاوزت 44 مليار دولار في عام 2024 فقط، أي ما يعادل تقريباً مجموع استثمارات المملكة المتحدة والصين مجتمعتين. وبصفتها الجهة الوطنية الرائدة في قطاع الفضاء، تدعم «سبيس 42» هذه الأجندة من خلال تصدير القدرات الإماراتية في مجالَي الذكاء الاصطناعي والبيانات الجيومكانية، بما يمكِّن من تحقيق التنمية القائمة على البيانات.
وتُسهم قدرات «سبيس 42» بدور محوري في توسعة منظومة الفضاء الوطنية وتعزيز نقل المعرفة عبر القطاعات، لبناء اقتصاد ابتكاري جاهز للمستقبل في دولة الإمارات إفريقيا على حدٍّ سواء. ففي القارة الإفريقية، تُتيح هذه القدرات استخداماً أكثرَ ذكاءً للأراضي، واستجابةً أكثرَ كفاءة للكوارث، وتخطيطاً حديثاً للبنية التحتية، وأُسساً متينة للمدن الذكية والاقتصادات الرقمية. أمّا بالنسبة لدولة الإمارات، فتمثِّل هذه الشراكة الاستراتيجية بوابة إلى أسواق عالية النمو، وتعزِّز من روابطها الدبلوماسية والتجارية، وتُرسِّخ مكانتها كقوة عالمية رائدة في حلول الفضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي