الثورة نت:
2025-06-02@11:25:18 GMT

أمريكا ولبنان.. من ميشال عون إلى جوزيف عون..

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

أمريكا ولبنان.. من ميشال عون إلى جوزيف عون..

عامان وأكثر أخفقت خلالهما القوى اللبنانية التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية ليظل هذا المنصب السيادي شاغرا ولبنان أيضا حيث حكومة (ميقاتي) لم تكن سوى حكومة تصريف أعمال، لكن وبطريقة درامية تم انتخاب رئيس للبنان هو العماد جوزيف عون خلفا للعماد ميشال عون، وخلال ( ساعتين فقط) تم إنجاز ما لم تتمكن الفرق اللبنانية من إنجازه خلال عامين ونصف.

.!

بين عهد ميشال عون وجوزيف عون، ليس فقط سنوات الفراغ السيادي في كرسي رئيس الجمهورية في _ قصر بعبدا _بل هناك أحداث وتداعيات درامية مؤلمة تعرض لها وعاشها لبنان الأرض والإنسان والمقدرات، لكن ثمة أحداثاً أدت لتحقيق هذا الإنجاز المثير، إنجاز حضر بطعم أمريكي وبرعاية أمريكية وتمويل خليجي كالعادة، إنجاز عنوانه المستقبلي ( لبنان المحايد) – حسب خطاب عون الجديد – الذي لم يكن خطابه إلا اقتباسا لخطاب عون القديم، لكن الأول – أي عون القديم – وجد نفسه في كنف قدرات المقاومة ممثلة بسيدها وشهيدها الراحل حسن نصر الله الذي حفظ لبنان وذاد عن سيادته ورفع سقف الكرامة اللبنانية عاليا، تجاوزت ارتفاع جبل لبنان، غير أن لبنان اليوم في كنف عونها الجديد لم تعد تعيش في كنف حسن نصر الله رجل الحكمة والتوازنات وصاحب الرؤية والمشروع الاستراتيجي، لكنها سوف تعيش في كنف (الحكيم) الذي ليس له من اسمه نصيب وحكيم لبنان اليوم هو (جعجع) ولبنان يعيد اجترار شعاره القديم الذي رفعته رموز المارونية السياسية القائل ( قوة لبنان في ضعفه) الذي تبدأ الطريق إليه بشعار (حيادية لبنان)..

في خطاب القسم، قدم العماد جوزيف عون الكثير من الأحلام والأمنيات التي تدغدغ وجدان وذاكرة الشعب اللبناني أو على الأقل قسما منه ممن تفاءلوا بما حدث في سوريا وكانوا سابقا ضد فكرة الارتباط والتعاون والتنسيق معها ولا حتى إقامة علاقة دبلوماسية معها كأي علاقة مع بقية الدول، رغم أن سوريا دولة مهمة للبنان بغض النظر من يحكمها..

أمريكا انتصرت في لبنان فعلا ورسمت فيه صورة مصغرة للصورة التي تريد أمريكا رسمها للمنطقة العربية بكاملها..!

في لبنان بدلت أمريكا بيادقها وأدواتها، وفي لبنان ترى أمريكا أنها حيّدت المقاومة وأنها أزاحت أعظم وأقوى وأكبر وأعظم خصومها وهو السيد حسن نصر الله، وتبعته بإزاحة خصم آخر وأكثر خطورة هو النظام العربي السوري، وبالتالي فإن ما حدث في لبنان تراه أمريكا تجربة قابلة للتعميم على المنطقة بعد أن أكملت واشنطن تعميم التجربة العراقية على الوطن العربي بإسقاط النظام العربي في سوريا..

لكن هناك ثمة عقدة تواجه أمريكا ومخططها وهذه العقدة تتمثل في إشكالية أو تحدي البحر الأحمر وقيادة صنعاء ودورها الذي كان مساندا قبل أن يصبح أصيلا في المعادلة.. نعم مع وجود دور حزب الله وسوريا في المواجهة مع العدو وأيضا إيران ذلك أن دور صنعاء مجرد دور إسنادي في محور المقاومة، غير أن درامية الأحداث نقلت دور اليمن من دور الإسناد إلى دور المواجهة الذي وضع صنعاء في دور الأصيل وعقدة أمريكا هي دور صنعاء الذي سيقف حتما أمام كل محاولاتها لأمركة المنطقة بطريقة مخملية، بدءا من جغرافية الشام أو مثلث الهلال الخصيب الذي تحاول واشنطن رسم (نجمة داوود) على بيارقه وإن من خلال ( الحبر السري)، غير أن ثمة تحديات تواجه مخططات واشنطن التي نعترف بنجاحها المؤقت في لبنان وسوريا وقد تنجح في فلسطين، غير أن عقدة صنعاء عصية على التجاوز لعوامل كثيرة ذاتية وموضوعية، أبرزها أن صنعاء مستقلة بقرارها وسيدة مواقفها، نعم ترتبط بعلاقة مع طهران وموسكو وبكين وحتى بيونح يانج، وأن تصفها واشنطن بجزء من محور الشر بنظرها على اعتبار أن أمريكا هي (عنوان الخير وحمامة السلام) وان قواعدها تربي طيور الجنة بالمنطقة وحدائق الترفيه للأطفال وقطعة من ديزني لاند..!

نجاح مأزوم حققته واشنطن وحلفاؤها بمن فيهم الصهاينة وعرب التطبيع، وهذا النجاح مرهون تبخره بالقادم من الأحداث التي ستوقد نيرانها، بدءا من المطبخ الأمريكي وصالونات حلفائها، قبل أن يشعل خصومها سعيرهم الذي قطعا لن تقوى أمريكا على إخماده تماما، كما عجزت عن إخماد حريق كاليفورنيا والأيام بيننا.

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی لبنان فی کنف غیر أن

إقرأ أيضاً:

مجزرةُ “تنومة” واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ

 

إنَّ مجزرة “تنومة” المروّعة التي ارتكبها جيش آل سعود بحقّ آلاف الحُجّاج اليمنيّين عام 1923م، ما كانت سوى صفحةٍ سوداء في سجلّ الخدمة العلنية للاستكبار العالمي، وهي واحدةٌ من أكثر الجرائم وحشيّةً في التاريخ الحديث، إذ لم تردع اليمن عن المضيّ في طريق الحقّ ونُصرة المستضعفين، ولم تثنِها عن إسناد غزّة، ولن تفعل.

تنومة… بلدةٌ في عسير، وكانت قافلة الحُجّاج اليمنيّين تضمّ زهاء ثلاثة آلاف حاجّ أعزل من السلاح، كلّهم في لباس الإحرام، مهلّلين مكبّرين لله، في طريقهم إلى بيت الله الحرام. وبينما هم في سكينةِ الحجيج، التقتهم سريّةٌ من جيش آل سعود بقيادة الأمير خالد بن محمد – ابن أخ الملك عبدالعزيز – فسايروهم مدّعين الأمان، حتى إذا بلغ الفريقان وادي تنومة، وكان الجنود في أعلاه والحُجّاج في أسفله، انقضّ أولئك الخونةُ عليهم بالبنادق والرّصاص، فأبادوهم بدمٍ بارد، ولم ينجُ إلا نفرٌ قليل، فيما قضى أكثر من 2900 حاجٍّ يمني في مشهدٍ تفوحُ منه رائحة الخيانة والغدر الوهابي.

وبعدَ قرنٍ تقريبًا، أعادَ تحالفُ العدوانِ الصهيوأمريكيِّ السعوديِّ الإماراتيُّ، فيما سُمِّيَ زورًا بـ”عاصفةِ الحزم”، ذاتَ الجريمةِ بحقِّ اليمن، فشنَّ حربًا شعواءَ استمرّت قرابة لعشرِ سنواتٍ، حاصرَ فيها الشعبَ اليمنيَّ جوًّا وبرًّا وبحرًا، ظنًّا منه أنّه سيُثنيه عن إسنادِ غزّةَ ونصرتها… لكنه فشل، وفشلت أدواتُه، ومُرغ أنفُه في ترابِ الهزيمةِ والخذلان، فيما ظلّ اليمنُ شامخًا، ثابتًا، يواصلُ الإسنادَ والنصرةَ لغزّة، صاروخًا بعد صاروخ، ومسيّرةً بعد مسيّرة.

وعندما عجزَ تحالف العدوان أقدم “الشيطانُ الأكبر” ـ أمريكا ـ بدفعَ بحاملاتِ طائراتِه إلى البحارِ والمحيطاتِ، وألقى بكلِّ ثقلهِ العسكريِّ في البحرِ الأحمر، لعلّه يُرهبُ صنعاءَ ويُخيفُ البحرَ من سُفنِ اليمن… لكنه فشل، فصارت تلك القطعُ الحديديّةُ أهدافًا ساخنةً لصواريخِ “ذو الفقار”، ومجسّاتِ “رُعْب”، فهربتِ البحريةُ الأمريكيةُ كما تهربُ الفئرانُ من الغرق، وانكفأت من مياهِ البحرِ الأحمرِ مدحورةً، مهزومةً، تلعقُ خيبتَها وترتقُ خروقَ كبريائِها الجريح.

ولم يكتفِ كيانُ العدوِّ الصهيونيُّ بكلِّ هذا الانهيار، بل ـ بسببِ ضعفِه الاستخباراتيِّ وإفلاسِه الأخلاقيِّ ـ ارتكبَ حماقةً إضافيّةً تمثّلت في استهدافِ طائرةٍ مدنيةٍ في مطارِ صنعاءَ الدوليِّ، ظنًّا منه أنّه سيمنعُ الحجاجَ اليمنيين من إعلانِ “الصرخةِ” في بيتِ الله الحرام، ولم يدرِ هذا الكيانُ اللقيطُ أنَّ الصرخةَ قد تحوّلتْ إلى صواريخَ فرطِ صوتيٍّ، وإلى مسيّراتٍ دقيقةٍ تحملُ البأسَ اليمانيَّ والثأرَ الفلسطينيَّ… وأنّ من يمنعُ الحجاجَ عن التكبيرِ في الحرم، سيُجبَر على سماعِ صفّاراتِ الإنذارِ تدوعي فلسطين المحتلة.

ماذا حدث بعد هذا الاستهداف؟

يُفاخر العدو باستهداف طائرة مدنية، ولكن، ويا لسخريةِ القدر، ما هي إلا ساعات من التباهي الصهيوني حتى دوت صفاراتُ الإنذار في أرجاءِ فلسطينَ المحتلة، وسقطت الهيبةُ كما سقط رئيس الكيان الصهيوني على مدرجات ملعبٍ لكرة القدم، يفرُّ مذعورًا من صاروخٍ يمنيٍّ واحدٍ، بينما نتنياهو يُلغي الاجتماعات السرية ويهرع إلى الملاجئ، ويهرب أكبرُ ضبّاط الكيان إلى ثلاجات الدجاج…!

يا للعجب!

جنرالاتٌ بقاماتِ الدجاج، بل إنّ نفسية الدجاج أقوى منهم!

يا من تتغنّون بالقبّة الحديدية، ها هي صواريخ اليمن ومسيّراته تخترق حصونكم وتصل إلى مراكزكم الحساسة، فتبكي “القبة” وتصرخ “الاستخبارات”، ويُصفّر الإنذار فلا يُنذر بنجاة.

وأمريكا… التي كانت لكم ظهرًا، أدارت ظهرها وفرّت من البحر الأحمر، كأنها ما كانت إلا ظلًّا يتلاشى حينما سطع وهج اليمن، وهبّت عاصفة أنصار الله.

فماذا تنتظرون؟

إن كنتم تعجزون عن منع اليمن من نصرة غزة، فعلى الأقل أوقفوا الحصار وارفعوا أيديكم عن شعبها، وإلا فالزمن ليس في صالحكم، والضربات القادمة ليست رحيمة، وأبو جبريل إذا حذّر، أوفى.

إنّ استهداف الطيران المدني واستباحة المطارات ليس شجاعة بل انتحارٌ سياسيّ وعسكريّ، ودليلٌ قاطعٌ على الإفلاس الاستخباراتي والعجز التكنولوجي، وشتان بين من يستهدف الطائرات المدنية، ومن يستهدف عمق العدو ويزلزل أركانه.

اليمن لا يتراجع…

اليمن هو من فرض معادلة البحر مقابل البحر، والمطار بالمطار، والحصار بالحصار، والدم بالدم، والقدس بالقدس.

اليمن هو من أذلّ الغزاة وأرعب الصهاينة وأخرج أمريكا من أحلامها البحرية.

لن تثنينا المجازر، ولا المطارات، ولا طيران الحقد عن نصرة غزَّة.

فالقدس موعدُنا، وغزّة قبلةُ سيوفنا، والكرامةُ عنوانُنا، والنصرُ وعدُ الله.

رسالة إلى إعلامِ العدو ومُطبّلي التطبيع… تحليلاتُكم ومؤتمراتُكم إلى مزبلة الأكاذيب والخذلان!

أيّها “الخبراءُ الأمنيّون” في قنواتِ الكيان الصهيوني الهزيلة، ويا أصحابَ الرؤوسِ التي تُحاول إقناعَ جمهورها بأنّ تل أبيب بخير، وأنّ اليمنَ لا يجرؤ! نقول لكم: قُبَّتُكم الحديديّة مهترئة، ومستوطنوكم يعيشون في الملاجئ أكثر ممّا يعيشون في بيوتهم!

يا إيهود يعاري… تَوقّف عن الثرثرة، فالمسيراتُ تُدوّي فوق عسقلان، وليس في أوراقك الصفراء.

ويا ألون بن دافيد… خرائطُك أصبحت كخرائط سايكس بيكو: لا تعني شيئًا.

ويا رافيد دروكر… فيتو اليمن في البحر الأحمر أقوى من كلّ فيتوات البيت الأبيض، ونفَسكَ التحليلي باتَ كزفيرِ الهزيمة.

أما أنتم يا أبواق الأنظمة العربية المُطبّعة… أنتم الذين استبدلتم بوصلتكم إلى القدس بـ”كاميراتِ التطبيع” و”حفلاتِ الوهم”، فاعلموا أنّ صمتَكم على دماءِ غزة، وتواطؤكم مع كيانٍ يذبحُ الأطفال، سيكتبُ التاريخ أنكم كنتم شهودَ زور على أعظمِ مجازرِ القرن.

أنتم من احتضنَ نتنياهو وهو يخططُ للدمار، واليوم ترتعدون كلّما قرأتم خبرًا عن استهداف اليمن لصحراء النقب، فهلّا خففتم من عطور الخيانة واستنشقتم شيئًا من عبير المقاومة؟

فاليمن، الذي ضربَ البحرية الأمريكية، وأسقطَ مطار “بن غوريون”، وأغلقَ ميناء إيلات، وأرعبَ تل أبيب، لا يخاطبكم اليوم إلا من مقامِ العزّة والكرامة، فاخجلوا من أنفسكم إن بقي في وجوهكم موضعٌ للخجل!

الخاتمة:

اليمنُ اليومَ هو صوتُ القدسِ الأعلى، وذراعُ غزّة الأقوى، ومَن لا يستطيعُ إيقافَ اليمن، فليصمت، أو فليختبئ، أو فليدخلَ في ثلاجاتِ الدجاج كما فعل كبارُ ضباطِكم!

أما أنتم يا “محللين” ويا “مطبّعين”، فإننا لا نراكم إلا غبارًا في وجهِ الإعصار اليمني، ولا نسمعُ منكم إلا أنينَ المذلة وصريرَ السقوط.

وكلّ هذا… من فضل الله، وبركة القيادة الربانيّة، والمشروع القرآني، وهنيئًا لحُفّاظ القرآن، وطوبى لأنصار الله، وحاملي رايات العزة والكرامة.

إنّه الفضلُ من الله، يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

مقالات مشابهة

  • مجزرةُ “تنومة” واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع
  • العراق ولبنان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • مفاجأة بين أميركا ولبنان.. أورتاغوس تعتزم ترك منصبها
  • عون الى العراق اليوم وعراقجي في بيروت الاثنين ولبنان ينتظر ما في جعبة أورتاغوس
  • في الدرس الثاني للسيدالقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في شهر ذي الحجة:القلب السلم هو الذي لم يتلوث بالمعتقدات الباطلة والأفكار الظلامية
  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • هذا ما تريده واشنطن بشأن يونيفيل لبنان!
  • عزت الشابندر مبعوثاً عن السوداني إلى لبنان.. الرئيس جوزيف عون يستقبله في القصر الجمهوري
  • عرفة.. خطيب المسجد الحرام: يوم وفاء بالميثاق الذي أخذه الله على بني آدم