أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة اليمين الدستورية رئيسا للبلاد لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، وسارعت المعارضة للتنديد بتنصيب مادورو رئيسا واتهمته بتنفيذ انقلاب، وسط دعوات دولية له بالتنحي.

وقال مادورو في خطاب أمام الجمعية الوطنية خلال حفل تنصيبه "أقسم أن هذه الفترة الرئاسية الجديدة ستكون فترة السلام والرخاء والمساواة والديموقراطية الجديدة".

وبعد أن وضع حول عنقه وشاح الرئاسة، أضاف مادورو “قولوا ما تشاؤون، لكن هذا التنصيب الدستوري تم رغم كل شيء وهو انتصار كبير للديموقراطية الفنزويلية”.

وأغلقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بمقر الجمعية الوطنية في وسط العاصمة كاراكاس، فيما بث التلفزيون الرسمي صورا لمئات من أنصار مادورو وهم يتظاهرون في الشوارع.

كما أغلقت الحكومة الحدود مع كولومبيا فجر الجمعة، مشيرة إلى “مؤامرة دولية تهدف إلى زعزعة سلام الفنزويليين”.

                    غونزاليس أوروتيا IH[L مادورو، وقال إنه "توّج نفسه ديكتاتورا" (الأوروبية) رد المعارضة

وهاجم المرشح الرئاسي للمعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا الرئيس مادورو، وقال إنه "توّج نفسه ديكتاتورا" في حفل تنصيبه الجمعة.

وأضاف غونزاليس أوروتيا – الذي يدعي الفوز في الانتخابات التي جرت في يوليو/ تموز الماضي- في شريط فيديو "اليوم في كراكاس، انتهك مادورو الدستور والإرادة السيادية للشعب الفنزويلي التي تم التعبير عنها في تلك الانتخابات. إنه ينفّذ انقلابا ويتوّج نفسه ديكتاتورا". ودعا المعارض الفنزويلي الجيش إلى "عصيان الأوامر غير القانونية" الصادرة عن السلطات.

إعلان

ويؤكد مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا أنه فاز في الانتخابات، وشدد مجددا الخميس في جمهورية الدومينيكان على أنه “الرئيس المنتخب”.

وكان غونزاليس أوروتيا الذي لجأ إلى إسبانيا والموجود حاليا في جمهورية الدومينيكان تطرق في وقت سابق إلى احتمال عودته إلى فنزويلا لأداء القسم الرئاسي.

           ماتشادو استبعدت الجمعة أي عودة فورية لغونزاليس أوروتيا إلى فنزويلا (رويترز)

لكن زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو استبعدت الجمعة أي عودة فورية لغونزاليس أوروتيا إلى فنزويلا .

وقالت ماتشادو في تسجيل فيديو نشر على شبكات التواصل الاجتماعي بُعيد تنصيب مادورو رئيسا لولاية ثالثة، إن غونزاليس أوروتيا "سيأتي إلى فنزويلا لأداء القسَم رئيسا دستوريا لفنزويلا في الوقت المناسب، عندما تكون الظروف مناسبة. ليس هذا الوقت المناسب لعودة إدموندو إلى فنزويلا".

وأضافت ماتشادو إن "النظام فعّل كامل منظومة الدفاع الجوي"، وإنها طلبت من غونزاليس أوروتيا عدم العودة إلى فنزويلا "لأن سلامته الجسدية ضرورية لإلحاق الهزيمة النهائية بالنظام والانتقال إلى الديموقراطية التي باتت قريبة جدا.

وندّدت ماتشادو بتنصيب مادورو، معتبرة أنه يشكل إمعانا في انقلاب يشهده "الفنزويليون والعالم بأسره"، ولافتة إلى أنه لم "يضع الوشاح الرئاسي حول رقبته بل حول كاحله كسوار إلكتروني".

وتحدثت زعيمة المعارضة أيضا عن اعتقالها وإطلاق سراحها الخميس في نهاية تظاهرة مناهضة لمادورو، مؤكدة أنها "بخير" على الرغم من "الألم والكدمات".

وقالت إنها ألقي القبض عليها ثم أفرج عنها، معتبرة أن ارتباك الشرطة كان بسبب "الانقسام".

ونفت الحكومة اعتقال ماتشادو، مشددة على أن الأمر "اختلاق وكذب".

                                                        ترامب قال إن فنزويلا يحكمها دكتاتور (رويترز) تنديد غربي

وندّدت الولايات المتحدة بـ”مهزلة” تنصيب مادورو، وفرضت عقوبات جديدة على كراكاس رافعة المكافأة مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى محاكمة الرئيس الفنزويلي إلى 25 مليون دولار.

إعلان

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إن فنزويلا يحكمها دكتاتور.

ووصفت لندن مادورو بأنه “غير شرعي” وفرضت عقوبات على 15 شخصية بارزة في إدارته.

بدورها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس أن مادورو “لا يتمتع باي شرعية ديموقراطية”.

وأضافت كالاس في بيان باسم دول الاتحاد ال27 أن “الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب من يدافعون عن القيم الديموقراطية في فنزويلا”.

يأتي التنصيب غداة يوم من احتجاجات المعارضة ضد فوز الزعيم الاشتراكي البالغ 62 عاما في الانتخابات، التي أعقبتها اضطرابات دامية واعتقال الآلاف.

وفي المقابل، اتهمت الحكومة مرارا المعارضة بالتآمر مع حكومات وهيئات أجنبية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لارتكاب أعمال تخريب وإرهاب.

وذكرت الحكومة هذا الأسبوع أنها اعتقلت سبعة "مرتزقة"، من بينهم مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي ومسؤول عسكري أميركي.

وقال مادورو يوم الأربعاء إن أول قراراته في ولايته الجديدة سيكون الدعوة إلى إصلاح دستوري، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.

وأعلنت مفوضية الانتخابات في فنزويلا والمحكمة العليا فوز مادورو، الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2013، بالانتخابات.

وقالت المعارضة الفنزويلية إن نتائج فرز الأصوات على مستوى صناديق الاقتراع أظهرت فوزا ساحقا لمرشحها إدموندو غونزاليس الذي اعترفت به عدد من الحكومات، منها الولايات المتحدة، رئيسا منتخبا.

وقال مراقبو الانتخابات الدوليون إن الانتخابات لم تكن نزيهة.

وفر غونزاليس إلى إسبانيا في سبتمبر/ أيلول، واختبأت حليفته ماريا كورينا ماتشادو في فنزويلا واُعتقلت شخصيات معارضة بارزة ومحتجون.

وقالت الحكومة التي اتهمت المعارضة بتدبير مؤامرات فاشية ضدها، إن غونزاليس سيعتقل إذا عاد، وعرضت مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات غونزالیس أوروتیا إلى فنزویلا

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل حصرية بشأن خروج ماتشادو من فنزويلا

نجحت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو في الخروج من فنزويلا باتجاه أوسلو، لتسلم جائزة نوبل للسلام ضمن حفل توزيع الجوائز الذي أقيم أمس الأربعاء.

وتضمنت رحلتها عبور 10 نقاط تفتيش عسكرية على قارب صيد صغير، قبل الوصول إلى طائرة خاصة متوجهة إلى النرويج.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوانlist 2 of 2اتهامات لبنك فرنسا المركزي بالتواطؤ في إبادة التوتسي في روانداend of list

هذا ما ورد في تقرير حصري أعده مراسلو صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية خوسيه دي قرطبة وفيرا بيرغينغروين وأليكس ليري، ذُكر فيه أن المعارِضة أتمت رحلتها بنجاح بتنسيق ودعم أميركي، إلا أن الاحتفال فاتها ببضع ساعات.

ورسم الكتّاب خارطة خروج المعارِضة بالتحدث مع أناس مقربين إليها، أكدوا أن التخطيط للرحلة بدأ منذ شهرين، ونفذ بمساعدة فنزويليين وتنسيق أميركي.

المجموعة تواصلت مع الولايات المتحدة قبيل الانطلاق لتجنب مصير مشابه لـ20 قارب صيد فنزويليا قصفهم الجيش الأميركي بحجة انتمائهم لمهربي مخدرات

وهددت السلطات الفنزويلية سابقا باعتبار ماتشادو "هاربة من العدالة" إذا غادرت البلاد لتسلّم جائزة نوبل، وفق المدعي العام الفنزويلي طارق وليام صعب، الذي أشار إلى أنها تواجه اتهامات بالتآمر والتحريض على الكراهية والإرهاب ودعم نشر القوات الأميركية في الكاريبي.

يذكر أن ماتشادو أيدت علنا الوجود العسكري الأميركي في المنطقة والذي يستهدف قوارب تتهم بنقل مخدرات، مما أدى حتى الآن إلى مقتل 83 شخصا على الأقل. كما أيّدت ادعاء واشنطن بأن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يترأس كارتل مخدرات.

ماتشادو قابلت داعميها الذين تجمعوا أمام فندقها في أوسلو وهتفوا بأنها "شجاعة" (رويترز)رحلة مدعومة أميركيا

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على عملية هذا الأسبوع، أن ماتشادو سافرت سابقا برحلات سرية مماثلة إلى خارج فنزويلا، منها رحلات إلى كولومبيا للقاء الرئيس حينها إيفان دوكي، وهو حليف سياسي لها. وكانت تعود إلى فنزويلا بعدها.

وفي هذه الرحلة، اتجهت ماتشادو ظهر الاثنين من مخبئها في كراكاس -الذي قضت فيه سنة كاملة- مرتدية زيا تنكريا وشعرا مزيفا إلى قرية صيد ساحلية، حيث كان قارب صغير ينتظرها.

إعلان

وتمكن مرافقوها من عبور 10 نقاط تفتيش عسكرية في رحلة وصفها شخص مطلع على العملية بأنها "عصيبة". وبعد الاستراحة لعدة ساعات، استأنفت المجموعة رحلتها عبر البحر الكاريبي في اتجاه كوراساو.

ومن أهم نقاط العملية، وفق ما نقلته الصحيفة عن المصدر ذاته، أن المجموعة تواصلت مع الولايات المتحدة قبيل الانطلاق لتجنب مصير مشابه لـ20 قارب صيد فنزويليا قصفهم الجيش الأميركي بحجة انتمائهم لمهربي مخدرات.

ومن اللافت -حسب تحليل الكتاب لبيانات تتبع الرحلات الجوية- تحليق طائرتين للبحرية الأميركية من طراز إف-18 لمدة 40 دقيقة على طول المسار المقرر لقارب ماتشادو، في أعمق توغل للطائرات الأميركية في مجال فنزويلا الجوي منذ بدء الحشد العسكري الأميركي على حدود البلاد في سبتمبر/أيلول.

لقطة من فيديو نشره وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث على منصة إكس للضربات الأميركية بمنطقة الكاريبي (الفرنسية)

وبينما رفضت البحرية الأميركية والبنتاغون التعليق على عمق دور الولايات المتحدة، أكدت بعض المصادر علم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعملية، وفقا للصحيفة.

واستمر التنسيق الأميركي -يتابع التقرير- بعد وصول القارب إلى كوراساو عصر الثلاثاء، حيث استقبل ماتشادو "متعاقد أميركي متخصص في عمليات الإجلاء"، كما تم تجهيز طائرة خاصة لها.

ولكن -حسب الصحيفة- لم تقلع المعارِضة باتجاه النرويج مباشرة بل فضّلت الاستراحة من الرحلة، مما تسبب بتأخرها. وحطت في النرويج مساء الأربعاء بعد بضع ساعات من بداية الحفل، حيث نابت عنها ابنتها.

الهدف حشد الدعم

وأكدت وول ستريت جورنال أن ماتشادو تعتزم في الأيام المقبلة القيام بجولة في دول أوروبية لحشد الدعم للقضية الفنزويلية، ومن المخطط أن تزور واشنطن لاحقا، بحسب "شخص يتواصل معها بانتظام".

ووفق التقرير، يرى معارضون أن مغادرة ماتشادو يضعف نفوذ المعارضة، بينما يعتبر مؤيدون -منهم ابنتها- أن وجودها خارج البلاد يمنحها قدرة أكبر على الضغط على الحكومات الأجنبية في سبيل اتخاذ إجراءات أشد ضد حكومة مادورو.

آنا كورينا سوسا ماتشادو نابت عن والدتها في حفل توزيع جوائز نوبل للسلام (غيتي)

وبدورها، اتهمت ديلسي رودريغيز، نائبة الرئيس الفنزويلي، ماتشادو والمعارضة بالعمل لخدمة المصالح الإمبريالية الأميركية لنهب ثروات فنزويلا الهائلة من النفط والمعادن، طبقا لما نقله التقرير.

وقالت: "المسرحية فشلت، وتغيبت السيدة عن الحفل". وأضافت: "هؤلاء الأتباع المتطرفون الفاشيون الذين يطالبون بحصار فنزويلا وقصفها سيُهزمون مجددا، تماما كما انهارت مسرحيتهم الرخيصة في النرويج".

مقالات مشابهة

  • ترامب يحذر: استمرار التصعيد في أوكرانيا قد يؤدي لـ«حرب عالمية ثالثة»
  • أمريكا تشدد العقوبات على فنزويلا وتستهدف مادورو وأقربائه وشركات النفط
  • بوتين يجدد دعمه لمادورو مع تصاعد التهديدات الأميركية لفنزويلا
  • ماتشادو تتحدى مادورو: سأعود بنوبل إلى فنزويلا
  • وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل حصرية بشأن خروج ماتشادو من فنزويلا
  • هكذا ردت زعيمة المعارضة في فنزويلا على سؤال بشأن تأييد التدخل العسكري الأمريكي
  • حائزة نوبل للسلام.. أول ظهور علني للمعارضة الفنزويلية ماتشادو منذ 11 شهرًا
  • وصول الحائزة على جائزة نوبل للسلام من فنزويلا إلى أوسلو
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية تدين إرهاب الدولة في بلادها.. ولجنة نوبل تدعو مادورو للتنحي
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية ماتشادو تغيب عن حفل تسليم جائزة نوبل للسلام.. وابنتها تتولى تمثيلها