محللون: الصفقة المطروحة تمثل انتصارا للمقاومة رغم ضبابية مصطلحاتها
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
الذهاب الى:
مع تزايد الحديث عن دنو التوصل لاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في قطاع غزة، تتباين آراء المحللين بشأن تداعيات هذا الاتفاق الذي يقولون إنه مبني على مصطلحات غير حاسمة.
وتتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي قدما في الصفقة المطروحة حاليا والتي نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أميركية مطلعة أنها "معقولة لكل الأطراف".
وقد سافر رئيسا جهازي الموساد والشاباك وممثل الجيش في المفاوضات إلى العاصمة القطرية الدوحة مساء السبت بتوجيه من نتنياهو، مع وجود تقدم في المفاوضات، كما تقول القناة الـ13 الإسرائيلية.
ويدور الحديث -حسب القناة- عن صفقة متعددة المراحل تضمن إعادة كل المخطوفين مع تعهد إسرائيل بعدم العودة للقتال مجددا.
وقال مسؤول إسرائيلي للقناة الـ12 إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بدأ خلال اليومين الماضيين التدخل شخصيا في قضية إطلاق سراح الأسرى.
مفاوضات صفرية
لكن هذه المقدمات كلها لا تعني قرب التوصل لاتفاق، كما يقول الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن الدكتور حسن منيمنة، وإنما هي محاولة من ترامب لإظهار قوته وهيبته من خلال القول بأنه فعل قبل توليه منصبه رسميا ما لم يفعله جو بايدن في عام كامل.
إعلانفقد أكد منيمنة -خلال مشاركته في برنامج مسار الأحداث- أن المفاوضات الجارية حاليا ليست على هذا النحو من الوضوح الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام، وأنها "لا تزال تدور في فلك الضبابية التي تتمسك بها الولايات المتحدة".
وتتمثل هذه الضبابية -برأي منيمنة- في أن إدارة ترامب لا تتحدث عن اتفاق يضمن تعهدا واضحا بوقف الحرب لأنها تعرف أن هذا يعني هزيمة إسرائيل وانتصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
في المقابل، فإن أي اتفاق لا يتضمن وقفا واضحا للحرب يعني هزيمةً لحماس، ومن ثم فإن واشنطن لا تزال تمارس الطريقة نفسها التي مارستها خلال عام كامل من المفاوضات الصفرية، كما يقول منيمنة.
وإلى جانب ذلك، يضيف المتحدث، فإن الولايات المتحدة لا تملك رؤية لليوم التالي للحرب في قطاع غزة وهي تتشارك مع إسرائيل في السعي لمنع أي حكم ذاتي أو استقلال سياسي لأي فئة فلسطينية سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وحتى لو تم وقف الحرب، فإن ترامب ملتزم بكل ما تريده إسرائيل من تذويب للفلسطينيين وتوسيع للتطبيع، وأقصى ما يمكنه تقديمه هو إعادة إعمار محدود لقطاع غزة مع تسهيل تهجير السكان تحت حجج إنسانية، برأي الباحث في معهد الشرق الأوسط.
الاتفاق يبدو وشيكا
على العكس من ذلك، يعتقد الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن نتنياهو يواجه ضغوطا داخلية وأميركية تجعله جادا في التوصل لاتفاق حتى لو أدى ذلك لإخراج كتلة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من الحكومة.
لكن مصطفى أشار إلى أن نتنياهو "سيظل ملتزما بمصطلح وقف القتال وليس وقف الحرب لأن الأخير يعني انهيار اليمين الإسرائيلي بشكل كامل والذي يعتقد أن النصر المطلق يعني حسم مستقبل القطاع وليس حسم المعركة ضد حماس".
وتوقع مصطفى أن يقبل نتنياهو بالانسحاب من القطاع "في حالة حصوله على ضمانة أميركية بحقه في العودة للقطاع وقتما يشاء، لأن انسحابه دون هذه الضمانة يعني نهايته السياسية".
إعلانالرأي نفسه اتفق معه المحلل السياسي الدكتور أحمد الحيلة بقوله إن هناك اتفاقا على وقف مستدام للقتال وانسحاب مرحلي من محوري نتساريم وفيلادلفيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر "يمثل نقلة في موقف نتنياهو الذي رفض مناقشة هذه الأمور تماما في السابق".
كما أن الاتفاق محل الحديث يضم بندا بشأن عدم عودة إسرائيل للقتال والالتزام بتنفيد بنود المرحلة الأولى التي تشمل فتح معابر وإدخال مساعدات إنسانية وانسحاب إسرائيل من المناطق السكنية، حتى لو لم يتم الاتفاق على آلية الانتقال للمرحلة الثانية، وفق قوله.
واعتبر الحيلة أن هذا الاتفاق يمثل انتصارا للمقاومة خصوصا وللشعب الفلسطيني عموما لأنه "يغلق حق إسرائيل في العودة عسكريا للقطاع بسبب ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
باراك يتحدث عن علاقة إسرائيل بجيرانها ويرجح قرب الاتفاق مع سوريا
حذّر توم باراك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تركيا، من أن "إسرائيل لا يمكنها محاربة جميع الدول المحيطة بها"، داعياً إلى تبنّي نهج دبلوماسي أكثر واقعية، وعلى رأسه اتفاق محتمل مع سوريا.
وجاءت تصريحات باراك خلال مؤتمر صحيفة "جيروزاليم بوست"، أعقبته مقابلة خاصة عرض فيها تقييمه للتطورات في الشرق الأوسط، ودور تركيا، والحاجة إلى "قيادة قوية في إسرائيل".
وأكد باراك ثقته بأن التقارب بين "إسرائيل" وسوريا بات ممكنًا، قائلاً: "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا. وهذا يصب في مصلحة إسرائيل".
وكشف أن تعاونًا أمنيًا ثلاثيًا بين سوريا والولايات المتحدة وتركيا أسهم مؤخرًا في إحباط شحنة أسلحة متجهة إلى حزب الله، معتبرًا أن دمشق تمثل "الساحة الأكثر واقعية لتحقيق تقدم دبلوماسي. وسوريا تعلم أن مستقبلها مرهون باتفاق أمني وسياج حدودي مع إسرائيل. وحافزهم ليس العدوان على إسرائيل".
وشدد باراك على أن الإسرائيليين بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر "فقدوا ثقتهم بالجميع، لكنه رأى أن السوريين مستعدون لتفاهمات أمنية غير مسبوقة"، قائلا: "لا صواريخ هنا، ولا قذائف آر بي جي هناك، والرحلات الجوية الأسرع من الصوت تخضع للرقابة. السوريون مستعدون لهذا الأمر بشكل لا يُصدق".
وتعليقًا على الجدل حول الديمقراطية الإسرائيلية، قال باراك: "إسرائيل دولة ديمقراطية، لم أقل إنها ليست كذلك. قلت إنها تدّعي الديمقراطية لأنها تحتاج إلى حكومة قوية للبقاء.. ما يعجبني في نتنياهو هو صراحته. لا يعجبني ذلك دائمًا، لكنه يقول الحقيقة".
وفي الملف التركي، اعتبر باراك أن لأنقرة دورًا مهمًا يمكن أن تلعبه في غزة ضمن قوة متعددة الجنسيات: "أعتقد أن تركيا قادرة على تقديم المساعدة… تمتلك القدرات اللازمة لمواجهة حماس:,
وأضاف أن المخاوف من "طموحات إقليمية تركية مبالغ فيها وأنها لا تتبنى سياسة عدائية تجاه إسرائيل. آخر ما يفكرون فيه هو عودة الإمبراطورية العثمانية".
وردًا على دور تركيا الأمني في القطاع، قال: "كان اقتراحنا أن تساعد القوات التركية في تهدئة الأوضاع… أتفهم سبب عدم ثقة إسرائيل، ولكن نعم، أعتقد أن ذلك قد يُسهم في حل".
أما بشأن صفقة طائرات إف 35 إلى أنقرة، فأقرّ بأن: "إسرائيل تعارض هذا الأمر بشكل قاطع وحازم — وهذا أمر مفهوم من وجهة نظرهم". واختتم باراك حديثه بتوقع حاسم: "أنا متأكد من أننا نسير نحو اتفاق بين إسرائيل وسوريا… أقول إننا سنصل إلى ذلك".