الثورة نت:
2025-06-01@19:12:07 GMT

الطب الرياضي يا جامعة صنعاء!!

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

 

رغم أن بلادنا تعد من البلدان التي عرفت الرياضة منذ فترة طويلة، إلا أن حال الرياضة محلك سر، وماتزال تعاني من كل الجوانب الرئيسية ومقومات تطورها، فلا ملاعب وبنى تحتية مثل الناس ولا مدارس وأكاديميات لاكتشاف اللاعبين والموهوبين ولا أندية مكتملة الإدارة والأقسام كبقية نوادي خلق الله، ولا حتى مثل البلدان التي من مستوانا، وأما الاستثمار الرياضي يكاد يكون معدوما أو لا يوجد في الأساس.

الطب الرياضي في بلادنا مشكلة المشاكل وهو إحدى أهم الركائر للنشاط الرياضي، فرغم وجود مركز للطب الرياضي إلا أنه شبه معطل، تخيلوا أن نصل إلى هذه المواصيل وإلى هذا المستوى، تعطيل مقر الطب الرياضي الجامع لجميع اللاعبين والمصابين، فكيف الحال في الأندية الرياضية التي يفترض أن يكون لكل ناد فريق طبي متخصص في الطب الرياضي من طبيب عظام وآخر للأعصاب والأربطة وطبيب تدليك وآخر للتغذية والأمراض الشائعة وغيرهم من الأطباء والمتخصصين في الطب الرياضي، كل هؤلاء لا وجود لهم في الأندية اليمنية عموما عدا -حسب علمي- طبيب التدليك فقط لا غير.

المنتخبات الوطنية يوجد أطباء هم بعدد أصابع اليد يرافقون كل المنتخبات وعند مشاركة الأندية الرياضية تتم الاستعانة بهؤلاء الأطباء لمرافقتهم، إغفال مثل هذا الأمر المهم في العمل والنشاط الرياضي يدل دلالة قاطعة على أننا نعيش خارج عالم الرياضة تماما، هذا شيء معيب ومخجل لوزارة الشباب والرياضة أولا وثانيا لاتحاد كرة القدم والأندية الرياضية في بلادنا والله المستعان.

جامعة صنعاء كلية الطب بالتحديد، لم تفتح قسماً خاصاً بالطب الرياضي متخصصين في هذا المجال، وهو غائب تماما عن اهتماماتها، كما هي الرياضة غائبة تماما عن المعنيين وتوجهاتهم وبرامجهم التطويرية لهذا المجال الخصب والذي أصبح اليوم أهم ركائز الاقتصاد والاستثمار للدول.

الطب الرياضي أحد الاختصاصات في الطب، مثله مثل الطب العام والطب الشرعي الذي هو الأخر غير موجود في كلية طب صنعاء لسبب عدم إقبال الطلاب على هذا التخصص.

والطب الرياضي -كما يعرفه العالم وعلوم الطب- يعني بحث وعلاج التطورات والتغييرات الوظيفية والتشريحية والمرضية المختلفة في جسم الإنسان، ويعتبر إنتاج لنشاطه الحركي في الظروف العادية والمختلفة كمتلازمة الإفراط في التدريب أو الالتهابات الوترية.

أيضا يعرفه علوم الطب بأنه يبحث أيضاً في العلاقات التطبيقية الوثيقة لمختلف الفروع الطبية المتعلقة بأداء وممارسة النشاط العادي والرياضي للفرد ويعمل الطب الرياضي على تعزيز التمارين والصحة الجسدية، وفي التقييم العلمي ودراسة وفهم الأداء الرياضي.

أهمية الطب الرياضي ووجوده في العمل الرياضي يصب في الحرص على تطوير الأفكار المرتبطة بالعلاج الطبي في مجال الألعاب الرياضيّة ومتابعة اللياقة البدنية للرياضيين، والتأكد من حالاتهم الصحيّة، وخصوصاً للذين عانوا من إصاباتٍ سابقة، ووضع الدراسات الطبية التي تساهم في التعرفِ على تفاصيل الأمراض والإصابات الرياضية.

كل هذا ليس مفهوما لدى المعنيين بالرياضة اليمنية وأيضا لدى جامعة صنعاء، فلا طب رياضي ولا استثمار رياضي ولا مدارس لشباب الكشافة الرياضيين ولا ملاعب، والكارثة أن قيادات الرياضة ومسؤوليها لا يفهمون بالرياضة ومتطلبات الرياضة، وليسوا من الوسط الرياضي الذين ربما يكونون على دراية بهذه المتطلبات أو ببعضها على أقل تقدير، يعني رياضة بلادنا -كما يقول المثل -»منه العوض وعليه العوض»، ويأتي بعضهم يطالب بتطور الرياضة باليمن وهي بالأساس تفتقر إلى أبسط مقومات الرياضة ونهوضها.. والسؤال هو: أين الطب الرياضي يا جامعة صنعاء من خارطة التعليم وجودة المخرجات ومتطلبات سوق العمل وما تحتاجه البلاد من كوادر؟.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

من يحتاج أكثر للآخر.. مسقط أم نيودلهي؟

 

 

د. عبدالله باحجاج

تابعنا الأسبوع الماضي الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي عن مُستقبل الشراكة الاقتصادية الشاملة بين سلطنة عُمان والهند، بعد أنباء صحفية هندية كشفت عن مطالبة نيودلهي مسقط بالتخلي عن شرط التعمين، واعتبرته "العقبة الأخيرة" في مفاوضات التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين.

وقد كانت ردود فعل التواصل الاجتماعي قوية وعاطفية، رغم أن ما كشفته الصحف الهندية ينبغي أن يكون في صالح بلادنا، لإصرارها على التعمين، ولولا هذا الإصرار ما كان التعمين "العقبة الأخيرة"، ومع ذلك، ينبغي الحذر من الضغوط الهندية، وقدرتها على الالتفاف على المصالح؛ فالقوى الاقتصادية الكبيرة لديها حركة تكتيكية كحركة الزواحف المُتعرِّجة؛ بمعنى إذا لم تنجح في هذا المسار؛ فستُحوِّل نجاحها إلى مسار آخر.

وعندما كنَّا نبحث في ملف عملية تأسيس الشراكة الاقتصادية الشاملة بين مسقط ونيودلهي، وجدنا أنها ستكون محكومة بتفاهمات واتفاقيات مُوقَّعة قبل عامين، وستُشكَّل كمرجعية سياسية لها، من أبرزها، اتفاقية "التوظيف المفيد للأشخاص المصاحبين للموظفين الرسميين"، والتي وُقِّعَت في ديسمبر 2023 أثناء زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- للهند. ومن هنا، فقد تَنفُذ نيودلهي في حالة فشلها في إلغاء التعمين أو كسر نِسَبِه، إلى بنود هذه الاتفاقية؛ فعنوانها فضفاف وقابل للتأويلات، ما لم يتم الاتفاق مُسبقًا على مضامينها وضوابطها، وإلا فقد تحدث إشكاليات في التطبيق، خاصةً عند تحديد مفهوم التوظيف المُفيد والأشخاص المصاحبين للموظفين الرسميين، وهو ما نخشاه في ظل قوة الهند التفاوضية والاقتصادية ونفوذها العابر للحدود.

من هنا.. فإنَّ مخاوف المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي من انجرار بلادنا إلى نظيراتها الخليجية له ما يُبرره؛ فالتركيبة السكانية الخليجية مُختلة؛ ففي إحدى دول الخليج يُشكِّل الأجانب حوالي 89% من إجمالي السكان، وأخرى 87%، وأخرى 69%. وفي السلطنة وجدنا عدة إحصائيات، منها ما نشرته وكالة الأنباء العُمانية نقلًا عن بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات؛ إذ يشكلون 41.7% من إجمالي عدد سكان البلاد في نهاية 2020، وباستخدام الذكاء الاصطناعي بلغ عددهم 43.3% عام 2024؛ حيث إن نيودلهي تأتي باستثماراتها وديموغرافيتها وآيديولوجيتها، وتُنشئ كياناتها التعليمية والتربوية والدينية.. إلخ، لذلك، فإنَّ قضية الحفاظ على الفارق العددي لديموغرافيتنا العُمانية ينبغي أن تحكمه ضوابط ثابتة. وهنا نتساءل: هل تتضمن رؤية "عُمان 2040" عددًا مُستهدفًا للوافدين؟ لم نجد بسهولة الإجابة عبر محرك جوجل، غير أننا وجدنا ما يُسمى بـ"سياسة تحقيق التوازن بين عدد العُمانيين والوافدين"، وهذا مفهوم عام يُشكِّل مجموعة إشكاليات، فقد يُفسَر التوازن هنا بالتعادل؛ لذلك ينبغي تحديد النسبة كمرجعية حاكمة للتنفيذ، كأن تكون ما بين 40%- 45% كأقصى حد، وفي هذه الحالة لن نقلق على الانفتاح الاقتصادي والاستثماري من منظور الحفاظ على قوتنا الديموغرافية؛ عدديًا وهوية.

وليست الهند وحدها هي المُستهدفة هنا، وإنما من حيث المبدأ؛ لذلك فمن الخيارات العقلانية الانفتاح على الهند بالضوابط سالفة الذكر؛ حيث إن الهند تتطلع لأن يكون اقتصادها الثالث عالميًا، وبالتالي، فإنَّ الجيوسياسية العُمانية من أهم مفاتيح انطلاقتها العالمية؛ لأن موقع بلادنا يربط كل قارات العالم؛ حيث تطل على بحار ومحيطات (بحر العرب وبحر عُمان والمحيط الهندي ومضيق هرمز)، ما يتيح لها تسويق تجارتها ومنافسة كبرى الاقتصاديات العالمية، والصين في المقدمة، ومستهدفة الهند وأمريكا، وقد مالت نيودلهي مؤخرًا كل الميول السياسية والاقتصادية نحو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قابلها بمبادرة استثنائية، وهي تحويل استثمارات أمريكية عالية التقنية (مصانع شركة أبل) من بكين إلى نيودلهي.

وتعد الهند الآن ثالث أكبر شريك تجاري لبلادنا في الخليج، وقد خصصت السلطنة منطقة حصرية للهند في ميناء الدقم الاستراتيجي، تُمكِّنها من رسو سفنها وإصلاحها. ويهدف اتفاق التجارة الحُرة المرتقب- والذي تسارع نيودلهي إلى إبرامه مع بلادنا- إلى خفض الرسوم الجمركية على صادراتها، ودخول سلع وخدمات البلدين بانسيابيةٍ، ومن المؤكد أنَّ بلادنا ستستفيد من هذه الاتفاقية؛ أبرزها: استثمارات جديدة، وفرص عمل كثيرة، والاستفادة من التقنية الهندية المتقدمة في المجالين المدني والعسكري؛ فتقنيتها تتميز بتطورات ملحوظة في كلا المجالين- حسب مُتابعتنا.

وبالتالي؛ فالاستفادة منها خيار استراتيجي لبلادنا من بين مجموعة خيارات أخرى؛ كإيران والجزائر وروسيا، وهي كانت محطات أساسية في جولات عاهل البلاد الخارجية، وهذه الخيارات قد أصبحت تقابل الآن الخيارات الخليجية التريليونية نحو أمريكا، التي بها ستصنع قوتها التقنية والتكنولوجية الجديدة. وكل مُتابع دقيق لا بُد أن تستوقفه محطات جلالته الخارجية غير الخليجية في اختياراتها وتواقيتها ونتائجها، وتطلعاتنا منها أكبر وأعظم لمستقبل البلاد؛ حيث نتوقع أن يكون ضمن أولوياتها توطين الصناعات المتقدمة، وصناعة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتأسس قوة السلطنة في مواجهة محيط إقليمي متغير ومتنافس، ومواجهته تتم عبر تبني المقاربتين البراغماتية والراديكالية في آنٍ واحدٍ.

فهل يتم تطبيقهما في محادثات بلادنا الاستراتيجية مع دول مثل الهند وإيران؟!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • صرف 2000 جنيه قبل العيد لكل موظف.. مفاجأة للعاملين بهذه الجهة الحكومية
  • من يحتاج أكثر للآخر.. مسقط أم نيودلهي؟
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا 
  • افتتاح المؤتمر العالمي العشرين للطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس
  • نقلة نوعية.. تجديد الاعتماد المؤسسي والبرامجي لكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة
  • وزير التربية والتعليم يطلع على سير الأداء في جامعة صنعاء
  • جامعة إب تختتم السمنارات العلمية لطلبة الدفعة الثامنة طب وجراحة
  • تفاصيل مخفية عن انفجار صرف: 250 ضحية وإبادة7 عائلات بالكامل ومقتل 20 طالبة .. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها جماعة الحوثي
  • الدكتوراه بامتياز للباحث إبراهيم زايد من جامعة صنعاء
  • وزارة الرياضة تختتم مشاركتها في أعمال منتدى الشرق الأوسط للاستثمار الرياضي في لندن