«كروز» ترسخ مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
البلاد ـ جدة
رُشّحت شركة «كروز السعودية»، إحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، والمتخصصة في تطوير قطاع الرحلات البحرية السياحية (الكروز) في المملكة، لثلاث جوائز عالمية بارزة في قطاع السياحة البحرية، وهي جوائز وورلد كروز أواردز World Cruise Awards وجوائز سيتريد كروزSeatrade Cruise وجوائز وايف أواردز Wave Awards، ضمن المرشحين النهائيين في الفئات الأكثر تميزاً، وهي “أفضل وجهة للرحلات البحرية في الشرق الأوسط”، و”الوجهة الأفضل للعام”، و”أفضل برامج الجولات السياحية الاستكشافية”.
ويأتي ترشيح «كروز السعودية» في فئة أفضل وجهة للرحلات البحرية في الشرق الأوسط، لجوائز “وورلد كروز أواردز” التي تعقد في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، وهي مصممة للاحتفاء بالتميز في مجال صناعة السياحة البحرية العالمية، اعترافاً بريادة كروز السعودية في إطلاق وتطوير القطاع السياحي البحري السعودي، وتقديراً لمساعيها ونجاحها في ترسيخ مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية مهمة؛ من خلال تطوير الخدمات والبنى التحتية اللازمة لاستقبال سفن الرحلات السياحية (الكروز) في موانئ البحر الأحمر والخليج العربي، إلى جانب تصميم جولات سياحية تقدم تجارب مبتكرة تسلط الضوء على ثراء حضارة وتراث المملكة وحفاوة شعبها.
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ «كروز السعودية» لارس كلاسن أن الترشيح لثلاث جوائز عالمية مرموقة في مجال السياحة البحرية، يأتي بفضل العمل الجاد والتفاني من قبل فريق كروز، والتعاون المثمر مع شركائنا، والذي أسهم في فتح أبواب المملكة أمام السياحة البحرية العالمية لزيارتها واكتشاف تراثها وتاريخها العريق وحفاوة شعبها. إلى جانب حرص كروز السعودية على الإسهام في تنمية القطاع السياحي السعودية، وتوفير الفرص الوظيفية المتنوعة لدعم الاقتصاد الوطني، مستلهمين من رؤية 2030″.
وأكد أهمية دعم وتعزيز مسيرة كروز السعودية الرامية لتطوير وتحقيق التميز في قطاع السياحة بالمملكة، وذلك من خلال المشاركة في التصويت لجوائز “وورلد كروز أواردز” عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للجائزة حتى تاريخ 15 سبتمبر 2023م، وسيُعلن عن الفائزين في حفل يُنظم في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، في 15 أكتوبر 2023م.
وسيتم الإعلان عن الفائزين في جوائز “سيتريد كروز” في 6 سبتمبر 2023م على هامش معرض ومؤتمر “سيتريد أوروبا” في مدينة هامبورغ الألمانية، بينما سيتم اختيار الفائزين في جوائز “وايف أواردز” من قبل لجان التحكيم المختصة والإعلان عنهم في حفل سيُقام في مدينة لندن بالمملكة المتحدة في 13 نوفمبر 2023م.
ذكر أن جوائز “سيتريد كروز” تعد من أهم البرامج العالمية لتقدير إنجازات قطاع السياحة البحرية، ويشرف على تحكيمها نخبة من الخبراء والمختصين في هذا المجال. وقد ترشحت «كروز السعودية» ضمن قائمة المرشحين النهائيين لجائزة “الوجهة الأفضل للعام”، والتي تحتفي بالوجهات والهيئات والمؤسسات السياحية التي أحرزت تقدماً مهماً في الترويج للسياحة البحرية. ويعكس هذا الترشيح تقدير جهود «كروز السعودية» المتواصلة في دعم وتنمية السياحة المحلية في المملكة في مواكبةً لرؤية 2030، وخلق مكانة رائدة للمملكة كوجهة سياحية مميزة على خارطة الرحلات البحرية السياحية العالمية. ما جوائز “وايف أواردز” فتشرف عليها لجان تحكيم تضم خبراء ومختصيّ الصناعة وتُقام في مدينة لندن بالمملكة المتحدة، للاحتفاء بالمتميزين في مجال السياحة البحرية، ويأتي ترشُّح «كروز السعودية» لتميزها في تقديم جولة سياحية فريدة بعنوان “حياة المرأة السعودية” حصرية للركاب النساء في منطقة جدة التاريخية التي تعد ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة “اليونسكو”، على يد مرشدة سياحية سعودية. صُممت هذه الجولة لتعريفهن على حياة المرأة السعودية عن كثب ودورها في المجتمع، من خلال قضاء وقت داخل إحدى بيوت جدة التاريخية المرممة، والتعرف من خلال نساء سعوديات على العادات والتقاليد والأزياء الشعبية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: كروز السیاحة البحریة فی مدینة من خلال
إقرأ أيضاً:
السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi
عند الحديث عن تأثير أي نشاط تنموي أو اقتصادي، غالبًا ما يواجه المسؤولون – ولا سيما التنفيذيين منهم – سؤالًا جوهريًا: متى يبدأ التأثير الحقيقي بالظهور؟ وهل ما نقدمه من تحليلات هو مجرد تنظير بعيد عن الواقع، أم أنه قراءة قابلة للتطبيق يمكن قياس أثرها؟ وعند تأمل المشهد السياحي السعودي وما يشهده من حراك متسارع، يتضح أن تغير الانطباعات الدولية بات أمرًا ملموسًا، حتى من خلال أدوات بسيطة؛ كفيديوهات الأجانب الذين يشاركون تجاربهم داخل المملكة، أو التقارير الصحفية العالمية التي تتناول التحولات السعودية من زاوية السياحة وتجربة الزائر.
هذا المدخل يقود إلى ضرورة توضيح جوهر التحول؛ فالسياحة في المملكة أصبحت ركيزة مركزية في رؤية السعودية 2030، لا باعتبارها قطاعًا اقتصاديًا واعدًا فحسب، بل بوصفها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة السعودية عالميًا. وقد عمد المخططون في هذا السياق إلى وضع القطاع السياحي في قلب التحول الوطني، مستندين إلى تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي قادر على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهو ما تؤكده مؤشرات الأداء المرتبطة بالرؤية.
ومن منظور اتصالي، يتضح أن “صورة الوجهة السياحية” ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما يراه السائح، ويسمعه، ويعيشه خلال وجوده في أي دولة. وتجمع الدراسات على أن الصورة السياحية تُبنى من مزيج من العناصر: المعالم، البنية التحتية، مستوى التفاعل الثقافي، وقيمة التجربة نفسها. وهذه العناصر مجتمعة تُسهم في تشكيل الانطباع العام لدى الزائر، وتحمل أثرًا مباشرًا على صورة الدولة خارجيًا.
في السعودية، اتسع نطاق القطاع ليشمل السياحة الثقافية، والترفيهية، والبيئية، وسياحة اليخوت الفاخرة، إلى جانب السياحة الدينية التي تظل ركنًا رئيسًا في سوق السفر العالمي. وتلعب الجهات الرسمية، وعلى رأسها الهيئة السعودية للسياحة، دورًا محوريًا في الاتصال المؤسسي الدولي عبر حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” وبرامج الترويج المستهدفة، التي تبرز الثقافة السعودية وتراثها الغني وتجارب الزوار المختلفة. كما تعمل الهيئة على إشراك الشركاء الدوليين، تنظيم الفعاليات العالمية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية لتوصيل رسالة المملكة كوجهة عالمية متنوعة.
وخلال الفترة الماضية، حرصت على متابعة حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” ورصد أدائها في مختلف الأسواق الدولية. وعلى الرغم من النجاحات الواسعة التي حققتها هذه الحملات بوصفها واجهة محورية لصورة السعودية السياحية عالميًا، فإن تطويرها يستدعي قراءة نقدية لبعض الجوانب التي يمكن تحويلها إلى عناصر قوة تعزز حضورها وتأثيرها.
ومن أبرز التحديات التي لاحظتها الحاجة إلى مزيد من التجانس في الرسائل البصرية والقصصية، ولا سيما في أسواق أمريكا الجنوبية والشرق الأقصى. فغياب هذا التجانس قد يؤدي إلى تفاوت الانطباعات بين جمهور وآخر. ويمكن تحويل هذا التحدي إلى فرصة عبر بناء هوية سردية موحدة تستند إلى القصص السعودية الأصيلة، مع القدرة على التكيّف مع خصوصيات كل سوق مستهدف.
كما أن الحملات – شأنها شأن العديد من الحملات الإعلامية العالمية – تعتمد في بعض الأحيان على محتوى دعائي مباشر دون إظهار كافٍ للتجارب الحقيقية للزوار، مما قد يحد من مستوى المصداقية. ويمكن تجاوز ذلك عبر تعزيز دور المحتوى التوليدي من المستخدمين (UGC)، وإبراز قصص الزوار الدوليين بوصفها شهادات حيّة داعمة للثقة، مع ضرورة تبني استراتيجية منظمة لدعم هذا النوع من المحتوى وجذب شرائح جديدة من الزوار المحتملين.
ويظهر كذلك جانب يحتاج إلى تطوير، ويتمثل في ضعف الربط بين الرسائل الاتصالية والقطاعات السياحية المتخصصة كالسياحة البيئية، وسياحة المغامرات، والتجارب الثقافية العميقة. ويمكن تحويل هذا الجانب إلى فرصة عبر تجزئة المحتوى وإطلاق حملات دقيقة تستند إلى البيانات السلوكية لكل فئة من السياح، إلى جانب الاستفادة من صناع المحتوى المحليين الذين يمتلكون فهمًا عميقًا لثقافتهم وقادرين على تقديمها بطريقة جاذبة للسياح.
أما التحدي المتعلق بالمنافسة الإقليمية القوية، فيمكن أيضًا تحويله إلى مساحة تميز من خلال إبراز الهوية السعودية المتفردة، وما تحمله من عمق ثقافي، وتنوع جغرافي، وضيافة أصيلة، وهي عناصر جوهرية يصعب تقليدها وتمنح المملكة ميزة تنافسية واضحة في سوق السياحة العالمي. وبهذه الخطوات، يمكن لحملات “Visit Saudi” الانتقال من الترويج التقليدي إلى اتصال مؤسسي دولي مؤثر يعزز مكانة المملكة عالميًا.
بقي القول، تمثل السياحة السعودية اليوم أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ إنها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة المملكة عالميًا. ومع استمرار تطوير حملات “Visit Saudi” وتعزيز سرديتها وتخصيص محتواها، يمكن للسعودية ترسيخ حضورها كوجهة دولية أصيلة وحديثة في آن واحد. فالعالم يبحث عن تجارب جديدة، والمملكة تمتلك المقومات، والرؤية، والهوية القادرة على صناعة هذا التحول.
ـــ
أكاديمي ومتخصص في الاتصال المؤسسي
السياحة السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.