في إطار الجهود المستمرة لتحسين الخدمات الحكومية وتعزيز كفاءة توزيع الدعم، يأتي تطبيق "الكارت الموحد" كأحد الابتكارات الهامة التي تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتيسير حصول المواطنين على حقوقهم. 

ويجمع هذا الكارت بين العديد من الخدمات في نظام رقمي واحد، مما يسهم في تحسين الأداء الحكومي وتعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.

 

الكارت الموحد

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي إسلام الأمين، إن منظومة "الكارت الموحد" تمثل خطوة نوعية نحو تحقيق التكامل الرقمي في الخدمات الحكومية. 

وأضاف الأمين في تصريحات لــ “ صدى البلد” أن الكارت يدمج العديد من الخدمات مثل الدعم التمويني والتأمين الصحي والمدفوعات الإلكترونية والعديد من الخدمات الأخرى في كارت واحد، مما يقلل من البيروقراطية ويسهل وصول المواطنين إلى الخدمات الأساسية.  

وأشار الأمين، إلى أن الكارت الموحد يعتمد على أنظمة رقمية حديثة تضمن وصول الدعم إلى مستحقيه بدقة، ما يسهم في تقليل فرص التلاعب وسوء استخدام الموارد العامة. 

ولفت إلى أن هذه الآلية تعزز الشفافية وتزيد من الثقة في النظام الحكومي، مما يجعلها أداة فعالة في مكافحة الفساد، موضحًا أن تحسين عملية توزيع الدعم عبر الكارت الموحد يتيح توجيه الموارد بشكل أكثر كفاءة لتحسين ظروف المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا. 

كما أبرز الدور المحوري للكارت في تعزيز الشمول المالي، حيث يسهم في دمج قطاعات كبيرة من المجتمع في النظام المالي الرسمي من خلال فتح حسابات شخصية في هيئة البريد، وهذا التكامل يساعد في توسيع نطاق الخدمات المالية ودعم الاقتصاد الرقمي، مما يخلق فرصًا للنمو المستدام.  

ويُعد الكارت الموحد خطوة استراتيجية نحو التحول الرقمي وتحقيق الكفاءة في تقديم الخدمات الحكومية، وهو ما يعزز الشفافية، يرفع رضا المواطنين، ويدعم الاقتصاد الوطني بمختلف جوانبه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التموين التأمين الصحي التأمين المزيد الکارت الموحد

إقرأ أيضاً:

خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح

استكمالًا لموضوع الثانوية العامة، وحديثي هنا موجَّه إلى الأسرة: أعزائي الآباء والأمهات، أَلَم يَأنِ الأوان لتغيير المفاهيم الخاطئة التي تشوب ثقافة التعليم والشهادة الجامعية؟


ألم يَأنِ الأوان أن نرحم أبناءنا من الوقوع فريسةً للأمراض النفسية والاجتماعية، فقط لأنهم لم يحققوا “أحلامكم” في الالتحاق بكلية “مرموقة”؟

من الذي قرر ما هي “الكلية المرموقة”؟

مصطلح “كلية مرموقة” مصطلح واسع وفضفاض…
لكن من الذي حدد هذه “المرموقية”؟

 من وجهة نظر الدين؟
 أم من نظرة المجتمع المحلي؟
 أو من منظور الاقتصاد وسوق العمل؟
أم مجرد قناعات موروثة عن أن “الناس لا تحترم إلا الدكاترة والمهندسين”؟

لماذا لم نتوقف لحظةً لمراجعة هذا المفهوم؟


لماذا لم نُجْرِ تصحيحًا لهذه الثقافة التي حوّلت حياة الكثير من الأسر إلى قلق وضغط دائمين؟

أين ذهب دفء الأسرة؟

لقد افتقدنا، وبدون مبالغة، قيمًا ومعاني عميقة:

جلسات العائلة الهادئة
 الأحاديث العفوية عن الذكريات


 النقاش حول تطلعات الحياة بعيدًا عن الدرجات والامتحانات

تحوّل البيت إلى مركز دروس مكثفة:
درس داخل المنزل وآخر خارجه لنفس المادة!
بل أحيانًا مع أكثر من مدرس…
هل أصبح هذا هو “الطبيعي” الجديد؟
يا الله، لطفك بنا.

توازن مهم: الصحة النفسية أم شهادة “كبيرة”؟

سؤال صريح لكل أب وأم:
أيهما أهم؟
أن يكون ابنك سويًّا نفسيًّا واجتماعيًّا؟
أم أن ينهار بسبب أعباء لم يخترها، لتحقيق حلم لم يكن حلمه من الأساس؟

حين تسأل بعض الطلاب: “ما هدفك من الثانوية العامة؟”
يُجيبون:

“لا أعرف… أبي وأمي يريدانني في كلية مرموقة.”

هكذا يعيشون لا لأجل أحلامهم، بل من أجل طموحات غيرهم.

خيبة الأمل بعد “النجاح”

بعض الأبناء، بالفعل، يدخلون كليةً “مرموقة”… لكنهم يكتشفون لاحقًا أن هذا التخصص لا يناسبهم، فيتوقفون عن الدراسة أو يفقدون شغفهم تمامًا.


يعيشون في عزلة، بخيبة أمل مريرة.

لابد من صحوة أسرية قبل فوات الأوان، صحوة نعيد بها حساباتنا وتصوراتنا حول التعليم والنجاح.

كيف نُعِد أبناءنا للحياة لا للامتحانات فقط؟

علينا أن نغرس فيهم القيم التالية:

   أن الله كرم الإنسان بالعقل لا بالشهادة
  أن النجاح الحقيقي يبدأ من الإخلاص والنية
  أن مراقبة الله والتقوى هما الأساس
 أن الإنسان قد يكون “مرموقًا” بأخلاقه وتأثيره وليس فقط بلقبه

أبناؤنا قادرون - بإذن الله - على بناء مستقبل مشرق،
لكن بشروطهم هم، وبما يوافق شخصياتهم وقدراتهم الفعلية، وليس بمقاسات اجتماعية مفروضة.

القدوة ليست دائمًا “أصحاب الشهادات”

كم من أشخاص نلتقيهم يوميًا، حاصلين على قدر بسيط من التعليم، لكنهم يمتلكون حكمة ونُضجًا، ويُقنعونك بفلسفة الحياة بكل بساطة وهدوء.
 

صاغوا لأنفسهم حياة كريمة، خالية من الضغط والتوتر، وأصبحوا قدوة حقيقية في مجتمعاتهم الصغيرة.

لنُعد التفكير… بثقافة جديدة، نحن شددنا على أنفسنا، فشدد الله علينا.. لسنا ملومين بالكامل، فثقافتنا تشكلت على عبارات مثل:

    • “اللي بيأكل على ضرسه ينفع نفسه”
    • “شهادتك هي سلاحك”
    • “ما حدش بيحترمك إلا لو بقيت دكتور أو مهندس”

لكن…
الآن حان الوقت لنعيد التفكير.

حان الوقت لتغيير هذه الموروثات، ولخلق بيئة هادئة، متزنة، تسودها الثقة والحب بين الأبناء وآبائهم، وتقوم على الحوار لا الإملاء،
وعلى الدعم لا الضغط.

فلنترك لأبنائنا الفرصة لصناعة ذواتهم، لماذا لا نترك أبناءنا وبناتنا يسعون لتحقيق ذواتهم، وفق مفهومهم هم عن الحياة؟
وفق اهتماماتهم، شغفهم، وطاقاتهم؟

دعونا نؤمن بهم… وندعمهم، لا نوجههم فقط.

أ.د / سعاد العزازي 
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الشريف 

طباعة شارك كلية مرموقة خواطر اجتماعية الصحوة

مقالات مشابهة

  • «لمي ورقك وامشي من هنا».. معاقبة أخصائية اجتماعية تعدّت بالسب والاتهام على مديرة مدرسة
  • السعودية تقود نقلة نوعية في النقل الإقليمي.. ممر تجاري يربط القاهرة بأربيل
  • عبيدات يكتب ( نقلة نوعية في قطاع النقل العام )
  • جبران: قانون العمل نقلة نوعية في تحقيق التوازن بين أصحاب الأعمال والعمال
  • محكمة إسرائيلية تصادق على استمرار احتجاز ناشطي "حنظلة" حتى الترحيل
  • التحول الرقمي الحكومي يُسجل ارتفاعًا بالأداء العام بنسبة 80%
  • محافظ الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي ويوجه بسرعة تلبية احتياجات المواطنين
  • خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح
  • برج الميزان .. حظك اليوم الإثنين 28 يوليو 2025: فرص اجتماعية
  • دورة تدريبية لوزارة التنمية الإدارية بهدف تحسين الخدمات الحكومية