الثورة نت|

احتفت وزارة الكهرباء والطاقة والمياه اليوم بعيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام وتأصيل الهوية الإيمانية، بفعالية خطابية.

وفي الفعالية أشار وزير الكهرباء والطاقة والمياه الدكتور علي سيف، إلى أهمية الاحتفاء بعيد جمعة رجب، ذكرى دخول أهل اليمن الإسلام أفواجًا برسالة من رسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم دون قتال أو حرب على يد الإمام علي عليه السلام.

وأكد أن هذا الحدث التاريخي المهم، يستوجب من الجميع تنمية الوعي وتصحيح المسار، مبينًا أن دخول أهل اليمن الإسلام في أول جمعة من رجب، إحدى أفضل نعم الله عليهم.

وقال الوزير سيف: “نتخذ هذا اليوم عيدًا لنعبر فيه عن حمدنا وشكرنا لله عز وجل على نعمة الإسلام، ونحتفي فيه بمظاهر متعددة من أجل تعزيز هويتنا الإيمانية والتأكيد على ارتباطنا برسول الله عليه الصلاة والسلام وبالقيم الإسلامية ومنها نصرة المستضعفين”.

وأوضح أن هذا الحدث، يعكس الروح الإيمانية المتجذرة في الشعب اليمني، الذي كان دائماً أنموذجاً مضيئاً في دعم الرسالة الإسلامية، مشيراً إلى أن إحياء هذه الذكرى لا يقتصر على استذكار حدث تاريخي فحسب، لكنه يمثل دعوة متجددة لتعميق الهوية الإيمانية التي تشكل أساس بناء الفرد والمجتمع وركيزة للصمود في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية.

وحث الوزير علي سيف، كوادر وموظفي الوزارة على التمسك بالهوية الإيمانية والحفاظ عليها والاعتزاز بالتراث اليمني الإيماني الأصيل والقيم والثقافة القرآنية ومواجهة مؤامرات الأعداء التي تستهدف الوطن وهويته وترسيخ القيم الإسلامية.

وأضاف “الهوية الإيمانية وسام ارتقى به أهل اليمن إلى الأعالي وصاروا هم قادة ومدافعين عن دين الله والمستضعفين، وهو ما تجلى اليوم من وقوف الشعب اليمني مع مظلومية غزة ونصرة الشعب والقضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً”.

وتطرق وزير الكهرباء والمياه إلى ما يتعرض له قطاع الكهرباء من استهداف متعمد من قبل العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني، في رسالة للإضرار بمصالح اليمنيين، مؤكدًا أن اليمن مستمر في مساندة غزة مهما كانت التضحيات، انطلاقاً من الهوية الإيمانية والواجب الديني والأخلاقي والإنساني الملقى على عاتقه.

وفي الفعالية التي حضرها نائب وزير الكهرباء والطاقة والمياه عادل بادر، أوضح عضو رابطة علماء اليمن الشيخ صالح الخولاني، أن إحياء عيد جمعة رجب، يجسد ارتباط اليمنيين بدينهم وهويتهم الإيمانية.

واعتبر جمعة رجب مناسبة تتجلّى فيها قيم الحق والبذل والعطاء ووساماً خصّ به رسول الله أهل اليمن ووصفهم بأنهم أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة اليمانية، موضحاً أن اليمنيين هم الحاضنة الأولى للإسلام والمسلمين منذ بزوغ فجر الدعوة الإسلامية.

وأفاد بأن احتفاء أهل اليمن بهذه الذكرى، يجسد الصمود والمجد والشموخ اليماني والاعتزاز بالروح الإيمانية الأصيلة، سيما في ظل ما يتعرض له الوطن من عدوان صهيوني، أمريكي، بريطاني، يستهدف الأعيان والمنشآت المدنية والكوادر الوظيفية والأطفال والنساء.

وأكد الشيخ الخولاني، أن قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة والردع، وهو ما تجلى في الموقف اليمني المناهض للمشروع والطغيان الأمريكي، الصهيوني في المنطقة والعالم.

وتحدث عن دلالات الهوية الإيمانية المتجسدة في القيم والأخلاق والمبادئ والثبات والصمود والتحدي والانتصار للمستضعفين وإغاثة المظلومين، لافتاً إلى أن اليمنيين اليوم ينتصرون للهوية الإيمانية بوقوفهم مع غزة وكل فلسطين وانتصارهم للقضية المركزية والأولى للأمة.

ولفت عضو رابطة علماء اليمن، إلى أن ما تتعرض له الأمة اليوم من محاولات استهداف للدين والهوية الإيمانية من قبل أعدائها، مؤكداً أن الوقوف في وجه قوى الطغيان والاستكبار مظهر من مظاهر الإيمان والتزام بالهوية الإيمانية انطلاقاً من قوله تعالى “أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين”.

حضر الفعالية عدد من قيادات الوزارة ومسؤولو المؤسسات والجهات التابعة لها.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: عيد جمعة رجب الهویة الإیمانیة أهل الیمن جمعة رجب

إقرأ أيضاً:

حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن

 

يستمر إطلاق الصواريخ اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعهدت حركة أنصار الله اليمنية باستمرار هجومها على “إسرائيل” ما دامت حرب الإبادة مستمرة على قطاع غزة، وذلك بالرغم من قيام الاحتلال الإسرائيلي بشنّ غارات على اليمن إحداها في 6 مايو الحالي، ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في العاصمة صنعاء وأدت إلى استشهاد عدد من المدنيين اليمنيين.

وبالرغم من الضربات الأمريكية (سابقاً) والإسرائيلية المستمرة منذ مارس 2025م، وبالرغم من قوتها، والتكاليف المادية والبشرية اليمنية، من غير المتوقع أن تؤثر الضربات الجوية استراتيجياً على القوة اليمنية، أو تثني اليمنيين عن الدفاع عن أنفسهم أو عن القيام بردود أفعال عسكرية انتقامية مقابلة.

إن محاولة فهم استعصاء جبهة اليمن أمام التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة “حارس الازدهار” و”إسرائيل”، يتطلب فهماً معمقاً لتركيبة اليمن السياسية والاجتماعية والجغرافية، وكذلك لطبيعة جماعة أنصار الله الحوثية وأسلوبها في القتال، وهي على الشكل التالي:

1- الجغرافيا المعقدة:

تمتلك اليمن تضاريس جبلية معقدة تُصعّب العمليات العسكرية التقليدية وتعطي أفضلية لليمني للتخفي وتعيق فعالية الضربات الجوية التي اعتمد عليها الأمريكيون والإسرائيليون في هجومهم على اليمن. كذلك، تشكّل الجبال الوعرة والمرتفعات عوائق طبيعية تسهم في منح ميزة قتالية في الحروب كافة.

هذه التضاريس توفر غطاءً طبيعياً ممتازاً للتمركز، والانسحاب، وإعادة الانتشار، كما تعيق فعالية الطيران والاستطلاع، وهنا، يمكن أن نقول إن الأمريكي والإسرائيلي وقبلهما التحالف الدولي لم يستفيدوا من الدروس التاريخية للقتال في اليمن.

2- الأساليب القتالية:

بسبب الحرب التي يخوضونها منذ عام 2015م، طوّر اليمنيون أساليبهم العسكرية التي تجعل إمكانية هزيمتهم صعبة، يمتلك اليمنيون بنية تحتية عسكرية مرنة ومنتشرة في مناطق متفرقة من الجغرافيا التي يسيطرون عليها في اليمن، ويعتمدون على التخفي، التمويه، واللامركزية القتالية والعسكرية، لذا فإن الضربات لم تؤثر على قدرتهم على إطلاق الصواريخ على تل أبيب واستهداف الطائرات الأمريكية في البحر، وإسقاط الطائرات المسيّرة بدقة.

3- العوامل المجتمعية والعقائدية:

المجتمع اليمني قبلي بطبعه، ويتمتع بتماسك اجتماعي يمنح جماعة أنصار الله الحوثية حاضنة مجتمعية يصعب اختراقها، ويمنع الاقتتال الأهلي الذي يمكن توظيفه من قبل استخبارات خارجية لإضعاف جماعة ما.

زد على ما سبق، أن اليمنيين لا يقاتلون “إسرائيل” والأمريكيين من أجل مصالح سياسية، بل يعتبرون أنفسهم في “حرب مقدسة” لنصرة فلسطين، ما يجعل المقاتل أكثر استعدادًا للتضحية، وأكثر صبرًا على المعاناة، ويعزز من قدرته على الصمود أمام الحصار والهجمات الجوية التي حصلت، والتي أضرّت بالبنية التحتية وأدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين.

4- الدعم الخارجي:

أي جماعة مقاتلة لا تمتلك عمقاً استراتيجياً أو تتلقى دعماً خارجياً لا تستطيع أن تصمد طويلاً في مواجهة “أكبر قوة عسكرية في العالم وأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط”، لذلك فإن الدعم الذي تتلقاه جماعة أنصار الله الحوثية من الخارج يشكّل عاملاً مساعداً في ذلك الاستعصاء، لكنه ليس العامل الحاسم.

اعتمد اليمنيون على تطوير محلي لأسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستفيدين من الهندسة العكسية للأسلحة المهرّبة واستنساخ تقنيات إيرانية وصينية، إضافة إلى تصنيع محلي للأسلحة باستخدام مواد بسيطة ومكونات تجارية متاحة.

وعليه، من المرجّح أن تستمر جبهة اليمن في إسناد غزة ودعم الفلسطينيين في الصراع مع “إسرائيل”، وذلك لعدة عوامل أهمها:

أولاً: رغبة جماعة أنصار الله في عدم التخلي عن الفلسطينيين في ظل تعرضهم لحرب إبادة. بعد تعرّض أطراف “محور المقاومة” لضربات كبرى، وفي ظل انشغال إيران بمفاوضات ملفها النووي، يبقى اليمني هو الطرف الوحيد (في المحور) القادر والراغب على دعم وإسناد غزة.

ثانياً، رغم تصاعد القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا تزال جماعة أنصار الله تحظى بدعم شعبي واسع نسبياً في مناطق سيطرتها، والدليل هو التظاهرات الهائلة التي تخرج كل يوم جمعة نصرة لغزة وفلسطين لأسباب عدة أبرزها التعاطف الشعبي اليمني الواسع مع الفلسطينيين في غزة، حيث يسود الشعور بالمظلومية التاريخية، ما يعزز من تماسك القواعد الشعبية، حتى في ظل التحديات الاقتصادية والخدمية.

ثالثاً: قيام جماعة أنصار الله الحوثية باستهداف “إسرائيل”، يمنحها شرعية إضافية في نظر شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين “العاجز” عن إيقاف حرب الإبادة.

رابعاً: هذه الجبهة تُعد منخفضة الكلفة نسبيًا لليمنيين، مقابل تكلفة عالية تتحملها “إسرائيل” سواء من ناحية أمنها القومي، أم من ناحية الهيبة الدولية، وتأثيرها في الضغوط على نتنياهو داخلياً لعقد صفقة وإنهاء حرب غزة.

هذا إضافة إلى الكلفة الاقتصادية الكبيرة على “إسرائيل” عبر توقف شركات الطيران عن الوصول إلى مطار بن غوريون، والحصار المستمر على الموانئ الإسرائيلية وقدرة اليمنيين على السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب… كل هذه الأمور تجعلها ورقة ضغط سياسية حيوية أساسية- وتقريباً وحيدة خارجياً- لإنهاء الحرب على غزة.

 

* أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

 

مقالات مشابهة

  • دعم للتحول الرقمي والبنية التحتية.. مؤسسة النفط تشارك بفعالية في «يوم التقنية»
  • وحدت اليمنيين وسلطت الضوء على الأوضاع الراهنة.. ثورة النساء في اليمن الدلالات والرسائل (تحليل)
  • حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
  • صحة غزة: نعمل ضمن خيارات محدودة إثر أزمة توفير الكهرباء للمستشفيات
  • عشرات العقود بين وزارة الكهرباء والشركات الأجنبية منذ 2006 والبلد بلا كهرباء!
  • بعد تصريحات الحكومة بشأن الكهرباء.. ماذا تعرف عن سفن التغويز وتكلفتها؟
  • الصحة العالمية: 5 نصائح للحجاج للحد من الأمراض المنقولة من الأغذية والمياه
  • عبارات عن أول جمعة من ذي الحجة 1446 - 2025
  • دعاء أول جمعة في ذي الحجة.. ردده بيقين يستجاب لك
  • عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها