جنود إسرائيليون يعترفون بجرائمهم في غزة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
نقلت وكالة أسوشيتد برس شهادات لجنود إسرائيليين حملت اعترافات بارتكاب جرائم حرب واستهداف عزل وتدمير ونهب منازل دون أن تشكل تهديدا خلال مشاركتهم في العدوان المستمر على قطاع غزة.
وذكرت الوكالة أن نحو 200 جندي إسرائيلي وقّعوا على رسالة بأنهم سيتوقفون عن القتال إذا لم تتوصل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت أن الجنود الإسرائيليين الذين يرفضون القتال في غزة يقولون إنهم رأوا أو فعلوا أمورا تجاوزت الخطوط الأخلاقية.
وذكرت أن عددا من هؤلاء اعترف بتلقي أوامر "بحرق أو هدم منازل لم تشكّل أي تهديد"، كما شاهدوا جنودا ينهبون ويخربون المساكن.
وقال أحدهم إنه تلقى تعليمات بإطلاق النار على أي شخص يدخل منطقة عازلة كانوا يسيطرون عليها، وأكد أنه شاهد قيمة الحياة البشرية تتلاشى خلال تلك الفترة، مشيرا إلى أن صورة الجنود وهم يقتلون شابا فلسطينيا أعزل محفورة في ذهنه.
كما أشار طبيب إسرائيلي قضى نحو شهرين في غزة إلى أن الجنود دنسوا المنازل ونهبوا ممتلكات لجمعها كتذكارات.
واعترف أحد الجنود بمشاركته في جرائم حرب بالقطاع وعبر عن شعوره بالندم والأسف لما قام به، وقال عدد من رفاقه إنهم استغرقوا وقتا لاستيعاب ما شاهدوه في غزة.
إعلانويسعى الجنود الموقعون على الرسالة عبر ائتلاف باسم "جنود من أجل الرهائن"، لكسب زخم أكبر من خلال عقد فعاليات ومحاولة إقناع مزيد من الجنود بالانضمام إليهم.
في المقابل، وجه جنود قاتلوا في غزة انتقادات للمجموعة واعتبروا نشاطها "صفعة" بعد مقتل أكثر من 800 جندي خلال العدوان، وقال المظلي جلعاد سيغال الذي قضى شهرين في غزة في نهاية 2023 "إنهم يضرون بقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا"، واعتبر أن كل ما فعله الجيش كان ضروريا، بما في ذلك تسوية المنازل التي استخدمت كمخابئ لحماس، وفقا لتعبيره. وأكد أن الجنود لا يملكون الحق في الموافقة أو المعارضة لقرار الحكومة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يجند ريما تحت التهديد بالسلاح ويغدر بوالدها
في واحد من أكثر مشاهد الاجتياح البري الإسرائيلي لمحافظة خان يونس مأساوية، وجدت الشابة الفلسطينية ريما أبو هلال نفسها مجبرة على أداء دور "الترجمان" بين الجنود والمدنيين، قبل أن تتحول هي ووالدها إلى دروع بشرية خلال تنقل القوات في أزقة المدينة.
وبدأت القصة عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة أبو هلال (غرب خان يونس) خلال توغلها في المنطقة، وأمرت جميع من فيه بالخروج إلى الشارع، ثم عمدت إلى فصل النساء والأطفال عن الرجال، الذين اعتُقل معظمهم، في حين أطلقت النار على آخرين.
وبرز اسم ريما -وهي خريجة جامعية تتقن العبرية والإنجليزية- حين طلب الجنود منها الترجمة لهم، بعدما اكتشفوا قدرتها على التواصل بلغتهم.
وتحت تهديد السلاح، فُرض عليها مغادرة المنزل برفقة الجنود، بينما أُجبر والدها على مرافقتهم ليكون درعا بشريا، بعد أن استُثني من الاعتقال المباشر بسبب إجادته هو الآخر للعبرية.
وعلى مدار ساعات، استخدمت قوات الاحتلال الأب وابنته كغطاء بشري خلال تحركاتها، ومنعت العائلة من المغادرة مع من سُمح لهم بالخروج من المنطقة، رغم توسلات الأب بالإفراج عن ابنته. وبعد إصرار شديد، سمح لها الجنود بالانسحاب نحو منطقة المواصي، في حين أبقوا على والدها برفقتهم.
وفي وقت لاحق، تلقت ريما نبأ استشهاد والدها، بعدما أعدمه الجنود بدم بارد فور انتهائهم من عمليات التمشيط في الحي، رغم استخدامهم له سابقا لتأمين تحركاتهم. وعثرت الشابة على جثمان والدها في أحد الأزقة، وقد تُرك مرميا على الأرض.
ريما التي كانت شاهدة على ما جرى، أُجبرت على ترجمة أوامر الجنود للنساء المحتجزات، ورأت عن قرب مشاهد الاعتقال والتنكيل، قبل أن تُنتزع من عائلتها وتُستخدم ضمن خطة عسكرية استهدفت المدنيين.
إعلانوتأتي هذه الجريمة في سياق الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال خلال اجتياحاتها البرية، حيث توثق منظمات حقوقية استخدام المدنيين دروعا بشرية، إلى جانب القتل الميداني والترويع الجماعي.