علاقة حرائق كاليفورنيا بتطبيقات شركة ميتا.. «هل نفقد اتصالنا بفيسبوك وإنستجرام؟»
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
حالة من الذعر والقلق انتابت الملايين من المستخدمين حول العالم بعد أن تم تداول شائعات واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، التي تشير إلى أن حرائق كاليفورنيا اقتربت بشكل كبير من مقر شركة ميتا (فيسبوك)، مما قد يؤثر بشكل كبير على تطبيقات شركة Meta الأساسية، التي يعتمد عليها الملايين بشكل يومي مثل واتساب وفيسبوك وإنستجرام، وبذلك هناك احتمال كبير يؤدي إلى توقف هذه التطبيقات عن خدماتها.
في الحقيقة، ليست هناك أي علاقة بين حرائق الغابات في كاليفورنيا وتطبيقات ميتا. فبعد التدقيق في هذه الشائعة، تبين أنها مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، وذلك لعدة عوامل أساسية تُبعد احتمال تأثر شركة ميتا بهذه الحرائق المميتة. أولاً، لأن مقر فيسبوك يبعد عن المناطق التي تشهد حرائق الغابات، حيث يقع في منطقة مينلو بارك، والمسافة بينه وبين المناطق المتضررة في كاليفورنيا كبيرة جداً، حيث تعادل هذه المسافة تقريباً المسافة بين مدينتين كبيرتين في دولة أخرى، مما يجعل احتمال تأثر فيسبوك بالحرائق أمراً مستبعداً للغاية.
علاوة على ذلك، فإن البنية التحتية الرقمية المتقدمة تلعب دوراً أساسياً في حماية شركات الخدمات من أي ضرر، حيث تمتلك شركات التكنولوجيا العملاقة مثل Meta بنية تحتية رقمية متطورة للغاية، يتم فيها توزيع البيانات على مراكز بيانات متعددة حول العالم. وفي حال حدوث أي ضرر لمقر فيسبوك، فإن الخدمات ستستمر في العمل بشكل طبيعي.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل تمتلك شركة ميتا خطط طوارئ متكاملة للتعامل مع أي نوع من الكوارث، بما في ذلك حرائق الغابات. هذه الخطط تضمن استمرارية الخدمات حتى في حالة وقوع أحداث طارئة، فضلاً عن وجود خوادم آمنة وموزعة في مختلف أنحاء العالم تُخزن عليها البيانات وتُشفَّر لضمان الأمان، إضافة إلى نسخ احتياطية يتم إنشاؤها للبيانات لضمان استعادتها في حالة التعرض لأي أضرار. لذلك، ليس هناك أي علاقة بين حرائق كاليفورنيا وتطبيقات شركة ميتا.
تأثير حرائق كاليفورنيا على شركات التكنولوجياعلى الرغم من الشائعات المتداولة، إلا أن حرائق الغابات المستمرة في كاليفورنيا تثير القلق لدى شركات التكنولوجيا وتصميم التطبيقات ومراكز البيانات. فقد تؤثر هذه الكوارث الطبيعية على البنية التحتية الرقمية للشركات، مما يعرض عملياتها لخطر تعطيلها أو حتى إيقافها بشكل كامل.
حقيقة الصورة المتداولة حول حريق مقر فيسبوكمن ضمن الشائعات التي تم تداولها بشأن حرائق كاليفورنيا وتأثيرها على تطبيقات شركة ميتا، هو تداول صورة لمقر شركة فيسبوك وهو مشتعلاً نتيجة حرائق الغابات في لوس أنجلوس. ولكن هذه الصورة مزيفة وتم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فمقر شركة ميتا (فيسبوك) يقع في مينلو بارك، وهي منطقة بعيدة عن المناطق المتضررة من حرائق الغابات في لوس أنجلوس. كما أن الصورة تظهر مبنى مكتوباً عليه "Fecebook" بإملاء خاطئ، وتظهر ألسنة اللهب بشكل غير طبيعي ومبالغ فيه، مما يشير إلى أنه تم تعديلها باستخدام أدوات تحرير الصور.
وقد صرح مهندس صلاح الناجي، خبير تكنولوجيا المعلومات ومؤسس شركة تصميم مواقع اليوم هوست، قائلاً: "الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات تُعد تهديداً كبيراً لقطاع التكنولوجيا، خاصة في المناطق التي تتركز فيها مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية. هذه الأحداث لا تعرض فقط الخوادم والأجهزة للخطر، بل قد تؤدي أيضاً إلى فقدان البيانات وتعطيل الخدمات التي يعتمد عليها الملايين من المستخدمين حول العالم".
وأضاف الناجي أن "الشركات بحاجة إلى تبني استراتيجيات استباقية للتخفيف من هذه المخاطر، مثل تنويع مواقع مراكز البيانات لضمان استمرارية العمليات في حال تأثر أحد المواقع، وتعزيز أنظمة النسخ الاحتياطي للبيانات، واعتماد حلول سحابية متقدمة تسمح بنقل الخدمات بسرعة في حالات الطوارئ".
لماذا تحدث الحرائق في كاليفورنيا؟تواصل السلطات الأمريكية في لوس أنجلوس التحقيق في أسباب الحرائق الضخمة التي اجتاحت المنطقة مؤخراً، والتي أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ووفقاً لـ موقع BBC، فقد أعلن قائد شرطة لوس أنجلوس، لون روبرتا، أن جميع الاحتمالات لا تزال مطروحة على الطاولة، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية لتحديد سبب اندلاع حرائق كاليفورنيا.
وعلى جانب آخر، يرى الخبراء أن تغير المناخ قد لعب دوراً كبيراً في زيادة حدة وشدة هذه الحرائق. فبعد سنوات من الجفاف الشديد، شهدت المنطقة نمواً هائلاً في النباتات الجافة التي أصبحت وقوداً سهلاً للنيران. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الرياح القوية ونقص الأمطار في تهيئة الظروف المثالية لانتشار الحرائق بسرعة.
لذلك أكدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المطول، هو العامل الرئيسي وراء زيادة خطر ومدى حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة. حيث تسببت حرائق كاليفورنيا في دمار هائل للمناطق المتضررة، وأدت إلى خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حرائق کالیفورنیا حرائق الغابات فی فی کالیفورنیا لوس أنجلوس شرکة میتا
إقرأ أيضاً:
ميتا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراجعة مخاطر المنتجات وتقلص دور الخبراء
لسنوات كانت شركة ميتا تخضع ميزات تطبيقاتها، مثل إنستجرام وواتساب وفيسبوك، لمراجعات دقيقة من قِبل فرق بشرية متخصصة لتقييم المخاطر المحتملة، مثل انتهاك الخصوصية أو الأذى المحتمل للقاصرين أو تعزيز انتشار المحتوى المضلل والسام.
لكن وفقًا لوثائق داخلية حصلت عليها شبكة NPR، تستعد ميتا لجعل ما يصل إلى 90٪ من هذه التقييمات تتم بواسطة الذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر.
الذكاء الاصطناعي يصادق على التحديثات بدلًا من الموظفينفي الواقع، هذا التغيير يعني أن تحديثات حاسمة مثل خوارزميات ميتا الجديدة، ميزات الأمان، وتعديلات سياسات مشاركة المحتوى، سيتم اعتمادها آليًا دون تدخل بشري فعّال، ما يقلص من دور الموظفين المعنيين بمراجعة الأثر الاجتماعي أو سوء الاستخدام المحتمل لهذه التعديلات.
داخل ميتا، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها انتصار لفِرَق تطوير المنتجات، إذ ستسمح لهم بإطلاق التحديثات والميزات بسرعة أكبر. لكن موظفين حاليين وسابقين أعربوا عن مخاوفهم من أن تقليص التدقيق البشري لصالح الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى قرارات خطيرة تتسبب في أضرار فعلية على أرض الواقع.
قال أحد التنفيذيين السابقين في ميتا، طالبًا عدم الكشف عن هويته: "طالما أن هذا التغيير يعني طرح المنتجات بسرعة أكبر وبمراجعة أقل، فهو يزيد من احتمالية حدوث مشاكل حقيقية لم يتم التحسب لها مسبقًا."
ميتا تدافع عن نفسها وتعد بالحذرفي بيان لها، قالت ميتا إنها استثمرت مليارات الدولارات لحماية خصوصية المستخدمين، وأكدت أن القرارات عالية المخاطر لا تزال تخضع لتقييم بشري، بينما تُترك المهام "المنخفضة الخطورة" للأنظمة الآلية.
إلا أن الوثائق الداخلية التي اطلعت عليها NPR تكشف أن ميتا تدرس أتمتة مراجعة مواضيع حساسة مثل سلامة الذكاء الاصطناعي، مخاطر الأطفال، ومجال "النزاهة" الذي يشمل المحتوى العنيف والمعلومات المضللة.
مهندسون يقررون دون خبرة في الخصوصيةتشير الشرائح الداخلية إلى أن فرق المنتجات ستحصل الآن في معظم الحالات على "قرار فوري" من الذكاء الاصطناعي بعد إكمال استبيان حول المشروع. سيتعين على الفريق التحقق من استيفاء المتطلبات قبل إطلاق الميزة، دون المرور بالمراجعة اليدوية الإلزامية كما كان في السابق.
لكن خبراء سابقين داخل ميتا مثل زفيكا كريجر، المدير السابق للابتكار المسؤول، أبدوا قلقهم قائلين: "معظم المهندسين ليسوا خبراء في الخصوصية، وهذا ليس محور تقييمهم أو ما يُحفَّزون عليه." وأضاف أن بعض التقييمات الذاتية تحولت إلى مجرد إجراءات شكلية تفوّت مخاطر كبيرة.
الذكاء الاصطناعي يُحرّر الموظفين... ولكن!في تقريرها الفصلي الأخير حول "النزاهة"، قالت ميتا إن النماذج اللغوية الكبيرة التي تستخدمها بدأت تتفوق على الأداء البشري في بعض السياسات، مشيرة إلى أن ذلك يساعد على تحرير المراجعين البشر للتركيز على المحتوى الأكثر احتمالًا لانتهاك القواعد.
حماية خاصة للمستخدمين في الاتحاد الأوروبيوفقًا للوثائق، فإن مستخدمي ميتا في الاتحاد الأوروبي قد يكونون محصنين جزئيًا من هذا التغيير، حيث ذكرت إعلانات داخلية أن اتخاذ القرار والإشراف في أوروبا سيبقى من صلاحيات مقر الشركة في أيرلندا، ذلك امتثالًا لقوانين الاتحاد مثل قانون الخدمات الرقمية الذي يفرض رقابة صارمة على المحتوى الرقمي.
تفكيك للقيود القديمة وسط تقارب مع ترامب؟تم الكشف عن هذه التغييرات بعد فترة وجيزة من إيقاف ميتا لبرنامج التحقق من المعلومات وتخفيف سياساتها تجاه خطاب الكراهية.
ويبدو أن هذه الخطوات تشكل تحولًا نحو حرية أكبر في التعبير وتحديث أسرع للتطبيقات، في تفكيك واضح للقيود التي وضعتها الشركة سابقًا للحد من إساءة الاستخدام. ويأتي ذلك وسط تقارير عن مساعي مارك زوكربيرغ للتقارب مع الرئيس السابق دونالد ترامب.
هل التسرع في التقييمات يُعد انتكاسة ذاتية؟تأتي هذه التغييرات في إطار سعي ميتا إلى تسريع عملياتها في ظل منافسة متزايدة من شركات مثل تيك توك وOpenAI وSnap.
وفي حين ترى بعض الشخصيات مثل كاتي هاربيث، المديرة التنفيذية لمؤسسة Anchor Change، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل التكرار ويزيد الكفاءة، فإنها شددت على ضرورة وجود رقابة بشرية متوازنة.
لكن موظفًا سابقًا آخر شكّك في نجاعة هذه السياسة قائلاً: "يبدو أن هذا القرار يضر ميتا أكثر مما ينفعها.
ففي كل مرة تطلق منتجًا جديدًا، يتم اكتشاف مشكلات لم تؤخذ على محمل الجد."
تصريحات رسمية وتعجيل في التنفيذقال ميشيل بروتي، مدير الخصوصية في ميتا، في منشور داخلي في مارس إن الشركة "تمنح فِرَق المنتجات مزيدًا من الصلاحيات" لتطوير آليات إدارة المخاطر. وقد بدأ تنفيذ نظام الأتمتة تدريجيًا خلال شهري أبريل ومايو.
ورغم أن بروتي شدد على أن الهدف هو "تبسيط عملية اتخاذ القرار"، يرى البعض داخل الشركة أن استبعاد العامل البشري من التقييمات قد يؤدي إلى نتائج كارثية.
وقال أحد الموظفين المعنيين بالمراجعات: "نحن نمثل المنظور البشري حول كيف يمكن أن تسوء الأمور وإذا تم تهميشنا، فالنتائج ستكون أسوأ للجميع."