محاكمة ساركوزي تحاول كشف خبايا ما جرى تحت خيمة القذافي في 2005
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
ماذا حدث تحت خيمة معمّر القذافي في طرابلس عام 2005 عندما زاره نيكولا ساركوزي الذي كان يومئذ وزيرا للداخلية الفرنسية ومرشّحا للرئاسة؟
خبايا هذا اللقاء حاولت كشفها، الأربعاء، محكمة باريسية تنظر بالاتهامات الموجّهة للرئيس الأسبق بتلقّي تمويل سرّي غير مشروع لحملته الانتخابية من الزعيم الليبي الراحل.
وفي المحاكمة التي انطلقت في السادس من كانون الثاني/ يناير ويفترض أن تنتهي في العاشر من نيسان/ أبريل، يحاكم الرئيس الفرنسي الأسبق مع 11 متهما آخر للاشتباه بضلوعهم في عملية تمويل غير مشروعة لحملة ساركوزي الانتخابية في 2007 من قبل القذافي الذي قُتل عند الإطاحة بنظامه في 2011.
والرئيس الأسبق متّهم بأنه عقد بمساعدة قريبين منه هما مدير مكتبه آنذاك كلود غايان والوزير السابق بريس أورتوفو اتفاقا مع القذافي "ينطوي على فساد" يتعهّد بموجبه الزعيم الليبي توفير "دعم مالي" لساكوزي لكي يصل إلى قصر الإليزيه.
لكنّ الرئيس الأسبق ينفي كلّ الاتهامات الموجّهة إليه، مؤكّدا أنّ القضية برمّتها يقف خلفها بعض الليبيين الراغبين بـ"الانتقام" منه بسبب دعمه الثورة التي أطاحت بالقذافي في تشرين الأول/ أكتوبر 2011.
والأربعاء، مثُل أمام المحكمة شاهد رئيسي في هذه القضية هو جان-لوك سيبيود الذي كان سفيرا لفرنسا في ليبيا حين زارها ساركوزي.
"زيارة مهمّة للغاية"
واستدعت النيابة العامة سيبيود الذي كان سفيرا في طرابلس بين عامي 2004 و2007 للإدلاء بشهادته عن تلك الفترة التي يقول إنّها شهدت "عودة ليبيا إلى الأسرة الدولية" بعد أن رُفع الحظر عنها في 2003.
وفي شهادته أكّد السفير السابق أنّ انتخاب ساركوزي في 2007 رئيسا أعطى "دفعة جديدة" للعلاقات الفرنسية-الليبية من خلال "استكمال الديناميكية" التي بدأتها زيارة سلفه جاك شيراك لليبيا في 2004.
وردّا على سؤال عمّا إذا كان يتذكّر الزيارة التي قام بها إلى ليبيا بين 30 أيلول/ سبتمبر و2 تشرين الأول/ أكتوبر 2005 كلود غايان الذي كان مديرا لمكتب وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، أجاب سيبيود "كلا، لم تترك أثراً عليّ كما فعلت زيارات أخرى، على سبيل المثال تلك التي قام بها نيكولا ساركوزي" في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2005.
وأضاف أنّ "السلطات الليبية كانت تنتظره (ساركوزي) بفارغ الصبر، وقد قيل لي إنّها زيارة مهمّة للغاية بالنسبة لليبيا. لقد كان نيكولا ساركوزي مرشحا للرئاسة بالفعل. لا أعلم ما إذا كان قد ترشّح رسميا أم لا، لكنّهم (الليبيين) كانوا يريدون الترحيب برئيس جمهورية مستقبلي محتمل".
وأوضح أنّ تلك الزيارة "تمّ الإعداد لها بشكل جيّد للغاية على المستوى الرسمي" بما في ذلك نزهة "في الحدائق، مع الإبل وكل الفولكلور".
وعن تفاصيل لقاء وزير الداخلية الفرنسي يومئذ بالزعيم الليبي، قال السفير السابق إنّه بمجرد وصوله، دخل الوفد بأكمله "تحت الخيمة" وفقا "للتقاليد البدوية" و"دارت مناقشات عامة إلى حدّ ما لمدة ربع ساعة أو عشرين دقيقة".
وأوضح السفير السابق أنّه بعد انتهاء الاجتماع غادر القذافي وساركوزي الخيمة ثم "اختفيا".
وسألت القاضية ناتالي غافارينو الشاهد: "هل تظنّ أنّهما ابتعدا لفترة طويلة؟" فأجاب "نعم، نصف ساعة أو أكثر بقليل".
وبينما كان السفير السابق يدلي بشهادته كان ساركوزي الذي جلس على بُعد متر واحد منه مكتّف اليدين يحدّق به ولا يرفع ناظريه عنه.
كما استذكر سيبيود أمام المحكمة كيف أنّه مازح يومها المترجم قائلا له "لا بدّ أنّهما (ساركوزي والقذافي) قالا بعض الأشياء لبعضهما البعض!".
وردّا على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنّ المترجم قد حضر تلك المحادثة "الخاصة" بين ساركوزي والقذافي، ردّ السفير السابق بالقول إنّ "هذا الأمر لا يغيّر كثيرا".
لكنّ القاضية ردّت على جوابه بالقول: "بل إنّه يفعل، لأنّه بحسب النيابة العامّة فإنّ (وجود المترجم) يعني أنّه كان بإمكان ساركوزي أن يطلب من القذافي تمويلا".
"منفردان؟"
وأضافت: "المسألة التي تطرح هي معرفة ما إذا كان بوسعهما أن يقضيا بضع دقائق منفردين".
وردّ الشاهد قائلا "لوحدهما؟ يبدو لي هذا الأمر مستبعدا للغاية إذ لا علم لي أنّ رئيس الدولة الليبية كان يتحدّث الإنكليزية أو الفرنسية".
وجادلت القاضية الشاهد بأن عرضت عليه شهادات تفيد بأنّ القذافي كان قادرا على التحدّث قليلا بالانكليزية فردّ السفير السابق قائلا إنّه "غير قادر على تأكيد أو نفي" هذا الأمر.
أما ساركوزي الذي لطالما نفى بشدّة أن يكون قد دار بينه وبين القذافي أيّ نقاش بهذا الشأن، فكان جالسا في مقعده يستمع إلى أقوال الشاهد وأعصابه مشدودة.
واستمعت المحكمة أيضا إلى أقوال الملحق الأمني في السفارة الفرنسية في ليبيا يومذاك جان-غي بيريه، لكنّ إجاباته أتت أكثر غموضا من إجابات سيبيود.
وإذ بدا واضحا عليه أنّه لم يكن سعيدا بإدلائه بشهادته أمام المحكمة، أكد بيريه أنّه لم يكن حين قد مضى عليه في منصبه سوى "عشرة أيام" حين زار ساركوزي ليبيا.
ووصف الملحق الأمني السابق الخيمة الشهيرة بأنّها كانت "مفتوحة على الخارج" من جانب واحد و"بالكاد كنّا نستطيع سماع ما يقال" بداخلها.
وسئل الشاهد عمّا إذا كان قد رأى ساركوزي والقذافي يتحدثان على انفراد، على سبيل المثال في نهاية الاجتماع أو في الطريق إلى السيارات؟ فأجاب: "كنت خلفهما بمسافة بعيدة...".
وسألته القاضية مجددا عمّا إذا كان القذافي وساركوزي قد تمكّنا من إجراء حوار سرّي؟ فأجاب الشاهد: "يبدو لي ذلك مستبعدا... لا أعرف".
وكان ساركوزي قال في 9 كانون الثاني/ يناير أمام المحكمة: "لن تجدوا أبدا يورو واحدا، ولا حتى سنتا ليبيا واحدا حتى، في حملتي"، مؤكّدا أّنه ضحية "عشر سنوات من التشهير، و48 ساعة من الاحتجاز، و60 ساعة من الاستجواب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية القذافي ساركوزي فرنسا القذافي قضاء ساركوزي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نیکولا سارکوزی السفیر السابق أمام المحکمة الذی کان
إقرأ أيضاً:
مكتب أحمدي نجاد ينفي شائعة اغتياله ويؤكد زيف المزاعم المتداولة
نفى مكتب الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، ما تردّد من أنباء عن اغتياله في العاصمة طهران، واصفًا هذه الأخبار بأنها: "محض شائعات وأكاذيب".
وجاء في بيان مقتضب، نقله موقع "پارسینه" الإخباري الإيراني: "الشائعة التي تم تداولها عبر الإنترنت لا أساس لها من الصحة، وهي محض كذب وافتراء".
وكان تلفزيون أذربيجان قد بث خبرًا عن مقتل أحمدي نجاد بإطلاق نار في طهران، وذلك تزامنًا مع انتشار مقطع فيديو لنشرة إخبارية بهذا الخصوص على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ما زاد من حالة الغموض.
كذلك، تضاربت بعض وسائل الإعلام العربية في نسب الخبر الذي وُصف بـ"المفبرك"، إذ أرجعته بدايةً إلى مصادر إيرانية، قبل أن تُعيد نسبه إلى الإعلام الأذربيجاني.
إلى ذلك، أظهرت التحقيقات الصحفية عدم صدور أي خبر رسمي من وسائل الإعلام الإيرانية يؤكد صحة هذه المزاعم، فيما تبيّن أن مصدر الادعاء كان حسابات إسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" نشرت روايات مغلوطة تفيد باغتيال أحمدي نجاد وزوجته وولديه برصاص مسلحين وسط طهران، أمس الثلاثاء الماضي.
#عاجل_الآن
مقتل الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي بجاد بالرصاص في #طهران pic.twitter.com/uzrmyb0YX2 — DALIA ❃ ♡ ☂ (@DALIA697138) June 17, 2025
Preliminary Report: Mahmoud Ahmadinejad along with his wife and two sons were assassinated by masked gunmen in central Tehran earlier today. pic.twitter.com/MChl8Bo0IW — Israel News Pulse (@israelnewspulse) June 17, 2025
يُذكر أن محمود أحمدي نجاد قد تولّى رئاسة إيران لفترتين متتاليتين بين عامي 2005 و2013، في فترة تميزت بتصاعد التوترات مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتصريحاته التصعيدية تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من مواقفه الصدامية، سعى نجاد إلى تعزيز العلاقات مع كل من روسيا، وفنزويلا، وسوريا، وبعض دول الخليج، كما كانت إيران في عهده من أبرز الدول المانحة لأفغانستان.
وعقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية بمحافظة أذربيجان الشرقية في 19 أيار/ مايو 2024، أعلن نجاد عزمه خوض الانتخابات الرئاسية وقدّم ترشيحه رسميًا، إلا أن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته لخوض السباق.
وكان أحمدي نجاد قد أثار جدلاً واسعاً خلال ولايته، خصوصاً بعد تصريحه الشهير عام 2005 بأن "إسرائيل يجب أن تُمحى من الوجود"، ما أثار إدانات واسعة في الغرب.