يوميات سجين.. لماذا خطف كتاب نيكولا ساركوزي الأضواء في سوق النشر الفرنسي؟
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
تحوّل الكتاب، الذي نُشر على عجل لتأطير مسار شؤونه القضائية، إلى أداة سياسية فاعلة بيد الرئيس السابق.
تصدّر الكتاب الجديد "يوميات سجين"، الذي صدر اليوم الأربعاء، قائمة المبيعات المسبقة على موقع أمازون.
في باريس، اصطفّ المئات من أنصار نيكولا ساركوزي لساعات أمام مكتبة لامارتين في الدائرة السادسة عشرة الراقية، لحضور أولى جلسات التوقيع، التي شهدت تدخّل ناشطات من حركة "فيمن" وإغلاق شارع بكامله.
ويكمن وراء هذا النجاح السريع استراتيجية محكمة اعتمدها الرئيس السابق، تقوم على إعادة تثبيت حضوره في الساحة السياسية، واستثمار وضعه غير المسبوق في تاريخ الجمهورية: وضع رئيس للجمهورية خلف القضبان.
لم يكتفِ نيكولا ساركوزي، المحكوم في سبتمبر/أيلول بالسجن خمس سنوات في قضية ليبيا – وهو حكم مشمول بعدم الأهلية وسيطعن فيه أمام الاستئناف في مارس/آذار المقبل – بتوثيق عشرين يومًا قضاها في السجن.
بل وظّف الرئيس السابق هذه الشهادة كأداة ضغط سياسي، موجّهًا رسائل إلى اليمين، وطارحًا تأملات استراتيجية حول إعادة بناء حزب الجمهوريين وتطبيع الحوار مع اليمين المتطرف، كاشفًا في هذا السياق عن مكالمة هاتفية أجراها من زنزانته مع مارين لوبان.
وبنظر أرنو بينيديتي، رئيس تحرير مجلة Revue politique et parlementaire، يتجاوز الكتاب كونه مجرد سرد لتجربة السجن. فهو، كما يقول، "عمل مركّب (…) يوجه في الوقت نفسه سلسلة من الرسائل السياسية. ويمكن القول إن كلماته، رغم الإدانات، ما تزال تتمتع بوزن سياسي في النقاش العام".
كتاب صيغ على عجلحسب فيليب مورو-شيفروليه، أستاذ الاتصال السياسي في معهد الدراسات السياسية في باريس، كان الهدف واضحًا: استعادة زمام السرد سريعًا في لحظة لا يزال فيها مزاج الرأي العام متقلبًا.
وأوضح قائلاً: "كان من المفترض أن يصدر هذا الكتاب في وقت قياسي، لأن الهدف كان تأطير النقاش بأسرع ما يمكن لتفادي أن يصنع الناس رواياتهم الخاصة".
وهذا يعني، ضمنًا، إحكام السيطرة على الصورة: تعبئة الدعم قبل دخوله السجن، واستحضار رموز مثل كونت مونتي كريستو الذي سيق إلى الزنزانة، ثم انتهاج خطاب هجومي فور الإفراج عنه.
في سوق النشر الفرنسي، لا تحقّق كتب السياسيين في العادة إقبالًا كبيرًا، غير أنّ نيكولا ساركوزي يشكّل استثناءً واضحًا.
يقول بينيديتي إن "نيكولا ساركوزي شخصية سياسية لا تمر مرور الكرام، مهما حدث. فرغم خصومه، ما زال يحتفظ بجمهور وفيّ يقدّر شخصيته. ومن الضروري الإقرار بأن حضوره، وتاريخه، وطريقته المباشرة في التعبير، تجعل منه شخصية قادرة على تحقيق نجاح لافت في سوق النشر".
لكن الإقبال الكبير على هذا الكتاب يرتبط أيضًا بطبيعته غير المسبوقة: إذ لم يحدث أن قدّم رئيس فرنسي أو رئيس للاتحاد الأوروبي وصفًا لتجربته من داخل السجن.
ويشير بينيديتي إلى أن جزءًا من الاهتمام بالكتاب مردّه إلى فضول الجمهور، قائلًا: "هناك نوع من التلصص.. رغبة في أن نرى، عبر ثقب المفتاح، كيف يمكن أن تكون حياة رئيس للجمهورية داخل السجن".
Related لعنة القذافي تلاحق ساركوزي.. الرئيس الأسبق يدخل السجن اليوم ففي أي زنزانة سيُودع؟ بعد إدانته في قضية التمويل الليبي.. ساركوزي إلى السجن في 21 أكتوبرالسجن 5 سنوات لساركوزي في قضية التمويل الليبي.. والرئيس الفرنسي السابق يصرّ على براءتهويؤكد بينيديتي أيضًا الطابع التجاري لهذا النوع من الإصدارات، قائلًا: "لدينا هنا كل مقومات النجاح في النشر (…) فالوضع غير نمطي إلى درجة تستفز الفضول بل وتثير الاهتمام. والمنتج، إذا جاز التعبير، فعّال للغاية من منظور تسويقي".
ويضيف أنّ نيكولا ساركوزي يتمتع بـ"رأسمال أدبي" نادر بين السياسيين.
أما بالنسبة لمورو-شيفروليه، تبقى أولوية نيكولا ساركوزي قضائية، إذ يقول: "هدفه الأول هو الفوز بالمعركة الإعلامية المحيطة بالمحاكمة".
ورغم اعتباره هذه الاستراتيجية "هجومية للغاية"، فإن فعاليتها تبقى غير محسومة، إذ يقول: "هل ستثبت نجاحها أم لا؟ الوقت وحده سيبرهن ذلك".
في نهاية الأمر، يلفت أرنو بينيديتي إلى أن "النجاح التحريري لا يمكن أن يضمن بأي حال نجاحًا سياسيًا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب الصحة تغير المناخ دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب الصحة تغير المناخ دراسة نيكولا ساركوزي قانون الإعلام كتابة فرنسا السياسة الفرنسية سجون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب الصحة تغير المناخ دراسة لبنان الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي المملكة المتحدة حروب الصين نیکولا سارکوزی
إقرأ أيضاً:
دانا مارديني تنهار بالبكاء بعد تسريبات الرئيس السابق بشار الأسد.. وتعلّق بعبارات قاسية
ظهرت الممثلة السورية المعتزلة دانا مارديني في مقطع مصوّر بدت فيه متأثرة إلى حدّ البكاء، وذلك عقب تداول قناة "العربية" تسجيلات مسرّبة تتضمّن أحاديث خاصة منسوبة للرئيس السوري السابق بشار الأسد ومستشارته السابقة لونا الشبل. ورغم أنّ مارديني اكتفت بدايةً بنشر جزء من الفيديو المتداول مرفقًا بصورتها من دون أي تعليق، فإنّها عادت لاحقًا لتوضّح ما عاشته من انفعال داخلي في منشور عبر خاصية القصص على "إنستغرام"، مؤكدة أن ما تم تداوله "قاسٍ ومعروف، لكنه مهما تكرر يبقى جارحًا"، مضيفة: "تظن أنك فقدت القدرة على التأثر، لكن القسوة لا تُمحى".
اقرأ ايضاًوفي منشور متابعة، أبدت مارديني صدمتها من مضمون المقاطع المسرّبة، مشيرة إلى مفارقة أن يكون "حماة الديار" هم أنفسهم من يساهمون في تهديمها، على حد تعبيرها، قبل أن تتساءل عن توصيف ما جرى: "مندسون؟ إرهابيون؟ أم مجرد أخطاء فردية؟". ولفتت إلى أن الألم الناتج عن تلك الممارسات ما زال يدفع ثمنه السوريون حتى اليوم، مضيفة: "افعل ما شئت، فإنك ملاقيه، الله كبير".
وتأتي موجة ردود الفعل هذه بعد نشر تسجيلات يُظهر فيها الأسد وهو يعلّق بسخرية على ملفات داخلية مختلفة، ما أثار جدلاً واسعًا بالتزامن مع مرور عام على سقوط نظامه وسيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا.
يُذكر أنّ دانا مارديني كانت قد أعلنت في تموز الماضي اعتزالها العمل الدرامي التلفزيوني بشكل كامل، مؤكدة عبر "إنستغرام" أنها لن تشارك بعد الآن في أي إنتاج تلفزيوني مهما كانت الجهة المنتجة، وأنها ستتابع مسيرتها المهنية بعيدًا عن الشاشة الصغيرة، مع إصرارها على مواصلة شغفها الفني ضمن مسارات أخرى.
كلمات دالة:دانا مردينياخبار االمشاهيراعمال المشاهيرتصريحات المشاهير تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محررة في قسم باز بالعربي
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن