عرض تقرير، نشرته صحيفة فايننشال تايمز، تفاصيل تدمير إسرائيل مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، والذي يبلغ عدد سكانه حوالي 200 ألف نسمة، ووفقا لشهود عيان ومسؤولين محليين، فإن المخيم الذي وُصف بأنه "جزء حيوي من الحياة الفلسطينية"، تحول الآن إلى "أكوام من الأنقاض".

وأنجز التقرير كل من مراسلة الأمن السيبراني ميهول سريفاستافا، ومراسلة القاهرة هبة صالح، والصحفية مليكة تابر ومحررة الرسوم البيانية أديتيو بهانداري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلينكن يوجه انتقادات حادة لنتنياهو لكن في الوقت الميتlist 2 of 2واشنطن بوست: بعد 23 عاما من الخزي أغلقوا غوانتاناموend of list الأوضاع الإنسانية

فعلى مدى أشهر من القصف المستمر، تدهورت أوضاع السكان بشكل مأساوي، ووصف المحامي إبراهيم الخرباشي، أحد سكان المخيم، الوضع قائلا "نرى الجثث ولا يجرؤ أحد على رفعها، ونسمع الجرحى يستغيثون إلى أن يموتوا"، ووصفت الصحيفة أفعال إسرائيل بأنها محو تام للمخيم.

ومع الحصار المستمر، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية. ووفقا للأمم المتحدة، كانت محاولات إيصال المساعدات إلى المنطقة شبه مستحيلة، وقال رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر "لقد حاولنا إيصال المساعدات 140 مرة، ولكن بلا طائل".

إبادة

ويرى كثير من الفلسطينيين أن تدمير جباليا ليس مجرد هجوم على البنية التحتية للمنطقة، بل فيه أيضا طمس لتاريخ اللاجئين الفلسطينيين الذي يمتد منذ النكبة في 1948، وقال النازح والشاعر الفلسطيني مصعب أبو طه في هذا الصدد إن "تدمير هذا المخيم الذي كان مركز الانتفاضة الأولى، هو تدمير لتاريخ اللاجئين الذي استمر حوالي 76 عاما".

إعلان

ووفق التقرير، برزت المنطقة كمركز للحياة الفلسطينية، واستذكر النازحون منها معالمها مثل مسجد العودة والأسواق المزدحمة، والمثلجات والكعك من متجر الزيتون الشهير في قلب السوق، وقاعة بغداد للأعراس حيث تزوج كثيرون.

وكان السوق مشهورا بأسعاره الزهيدة، وكانت حلويات البقلاوة المحشوة بالفستق من متجر القاضي علامة بارزة فيه، كما كانت الرياضة جزءا أساسيا من الحياة، وكان الناس يلتقون بالمقاهي لمشاهدة المباريات الكبرى.

ولكن القصف الإسرائيلي المستمر الذي لم يقتصر على جباليا فقط، بل امتد إلى بلدة بيت لاهيا وبيت حانون، حوّل كل ما يعرفه الفلسطينيون إلى "مقبرة للذكريات"، ووصفت هذه الأعمال من قبل مسؤول إسرائيلي سابق بأنها تصل إلى "التطهير العرقي".

من قلب المأساة

وتعكس قصص السكان، التي نقلها التقرير، حجم المعاناة الإنسانية، ومن ذلك ما حصل مع عبد الله أبو سيف، وهو رجل مسن يبلغ من العمر (82 عاما)، حيث اضطر وعائلته إلى مغادرة منزلهم المدمر على عربة يجرها حمار بعد أن نفد الطحين، وأصبح سقف بيتهم المنهار غير قادر على حمايتهم من المطر.

ورغم ضعفه الجسدي ووعيه المحدود باحتمالية عدم عودته للأبد، طلب أبو سيف من حفيده الأصغر أن يساعده على رؤية المعالم التي شكلت حياته للمرة الأخيرة، مثل قاعة الزفاف التي تزوج فيها جميع أبنائه، والمدرسة التي تعلم ودرس فيها، والمقبرة حيث دفن والديه.

ولكن ما واجهه في كل موقع كان الحطام، ووضح ابنه إبراهيم أنه "لم يكن هناك شيء يُرى، لا شيء سوى الخراب والأنقاض. لقد محيت معالم حياة والدي بالكامل، ولم يتبق سوى الذكريات".

من جانبه، فقد أبو طه مكتبته التي كانت تضم آلاف الكتب جراء القصف، وقال متحسرا أن الفقد أصبح جزءا من حياة الفلسطينيين، الذين تدفعهم إسرائيل "بعيدا أكثر فأكثر عن بلادهم وذكرياتهم التي يجب الحفاظ عليها".

إعلان

كذلك لفت التقرير إلى عابد أبو غسان، الذي كان من بين الذين أصروا على البقاء في المخيم رغم الخطر، وقال للصحيفة قبل 10 أيام من استشهاده بقصف إسرائيلي "نحن سكان الشمال نعشق هذه الأرض، ولكن الوضع أصبح كارثيا، والجوع والخوف والدمار في كل مكان".

ومع تصاعد القصف وتزايد الاستهداف العشوائي، استشهد أبو غسان في غارة جوية على منزله في بيت لاهيا، المنطقة التي أحبها ورفض مغادرتها.

واستشهد وسط الدمار الذي طال كل ركن من أركان حياته، ليصبح شاهدا جديدا على الكارثة الإنسانية في غزة، وفق التقرير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير

أكد الإعلامي خالد أبو بكر أنه من الضروري انتظار بيان الحكومة المرتقب بشأن أزمة الكهرباء في محافظة الجيزة قبل إطلاق أحكام نهائية، مشددًا على أهمية بناء التحليل والمحاسبة على معطيات دقيقة وواضحة تصدر من الجهات الرسمية.


وأوضح أبو بكر، خلال تقديم حلقة اليوم من برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أن الاجتماع الحكومي المزمع عقده قد يكون فرصة لوضع النقاط على الحروف، عبر توضيح الأسباب الحقيقية لما جرى، وجدول الإصلاح، وتفاصيل التعويضات – إن وُجدت – للمواطنين المتضررين من انقطاع الكهرباء والمياه في عدد كبير من المناطق الحيوية.


وأشار إلى أن أي نجاح تحققه وزارة الكهرباء في توفير التيار في ظل أزمة الصيف يجب أن يُقدّر، بشرط أن يكون مرفقًا بخطط إصلاح شاملة وتواصل شفاف مع الرأي العام، وأضاف: "إذا ظهر أن هناك تقصيرًا أو ضعفًا في الصيانة أو المتابعة، فيجب ألا نتردد في النقد والمحاسبة".


وختم خالد أبو بكر بالتأكيد على أن الصيانة الدورية أمر لا يمكن تجاهله، وقال: "ما حدث يستوجب التساؤل: لماذا تعطلت المحطة؟ وأين كانت إجراءات الوقاية؟ لا يجوز أن تنقطع الكهرباء عن بيت مصري ويبقى المواطن صامتًا. هذه أبسط حقوقه".

طباعة شارك خالد أبو بكر اخر النهار انقطاع الكهرباء

مقالات مشابهة

  • رئاسة الجمهورية تسلم التقرير النهائي حول حادثة ملعب 5 جويلية إلى الجهات القضائية
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
  • رغم الهدنة الإنسانية.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على قطاع غزة
  • بالصور: طفولة مسروقة تحت القصف والجوع في غزة
  • خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • فايننشال تايمز: العالم يخذل الشعب الفلسطيني.. والعار سيطارد الدول الغربية لسنوات طويلة قادمة
  • بالتعاون مع كوردستان.. التخطيط تطلق غداً نتائج التقرير الوطني للفقر في العراق
  • 3 شهداء جراء استهداف الاحتلال خيمة نازحين في مواصي خان يونس