أكدت أكثر من 40 دولة بالفعل مشاركتها في قمة "بريكس" في جوهانسبرغ، والتي ستنعقد في غضون يومين، حيث سيحضرها العديد من القادة الأفارقة وممثلي المنظمات الدولية، بينما لم تتم دعوة أي زعيم غربي.
ونقلا عن وكالة "سبوانيك"، أن جنوب أفريقيا تستضيف، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة بريكس، القمة الخامسة عشرة للمنظمة، التي ستقام في الفترة من 22 من 22 إلى 24 أوت الجاري.
وسيشارك في القمة، وفق تحديث "سبوتنيك"، رؤساء دول أو حكومات الدول الخمس الأعضاء - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وسيحضر شخصيا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والزعيم الصيني شي جين بينغ، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. ومن المقرر أن يرأس الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف.
بينما سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، حيث سيلقي سيد الكرملين خطابًا يوم 23 أغسطس.
بموافقة أعضاء "بريكس" الآخرين، دعا رامافوزا 67 زعيما من أفريقيا وجنوب الكرة الأرضية. وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، إنهم "يمثلون جميع قارات ومناطق الجنوب العالمي".
كما تمت دعوة 20 ممثلاً آخر لمنظمات دولية، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس بنك التنمية الجديد لمجموعة بريكس. كما تمت دعوة قادة العديد من المنظمات الأفريقية الإقليمية. وقد أكد وفد الأمم المتحدة بالفعل مشاركته في القمة.
في الوقت الحالي، أكدت 41 دولة مشاركتها، ومن المتوقع مشاركة المزيد، وفقًا لأنيل سوكلال، سفير جنوب أفريقيا لدى "بريكس".
في المقابل، لم تتم دعوة أي زعيم غربي للقمة، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يخطط للذهاب إلى القمة كمراقب، لكن أثار ذلك ردود فعل متباينة من دول "بريكس"، حيث أعلنت روسيا أن مثل هذا الحضور سيكون "غير مناسب".
وفي اليوم الأول للقمة، 22 اوت، ستعقد جلسة منتدى أعمال، حيث سيلقي رؤساء الدول المشاركين كلمة. بعد ذلك، سيجتمع القادة خلف أبواب مغلقة.
وقال أنيل سوكلال، إن جدول الأعمال هنا مفتوح، ويمكنهم تبادل الآراء حول أي موضوع يرونه ضروريًا.
في 23 اوت، ستعقد جلستان. خلال الجلسة الأولى، سيناقش قادة الدول الأعضاء، إلى جانب 10 ممثلين من كل وفد، الجغرافيا السياسية والقضايا الأمنية والتمويل والاقتصاد. وستضم الجلسة الثانية، العلنية، ممثلين عن مجلس الأعمال، وتحالف سيدات الأعمال، وبنك التنمية الجديد.
وفي نهاية القمة، سيتبنى رؤساء الدول الأعضاء البيان الختامي.
ويتصدر توسع "بريكس" جدول الأعمال، بحسب تصريحات الكرملين.
وكانت أكثر من 40 دولة قد أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى بريكس، منها 23 دولة قد فعلت ذلك رسميًا، من بينهم العديد من البلدان الأفريقية والعربية، مثل الجزائر والمغرب وإثيوبيا ومصر والسنغال ونيجيريا.
إلى ذلك، يضاف دول مثل الأرجنتين وتركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران وإندونيسيا. وبحسب سفير جنوب أفريقيا لدى بريكس، فإن "قائمة البلدان طويلة".
المصدر: الخبر
كلمات دلالية: جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك والمعادن النادرة وإسرائيل.. كلمات سر ترامب ضد جنوب أفريقيا
واشنطن- رغم تحذير عدد من مستشاريه بعدم الذهاب للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصل سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا إلى البيت الأبيض في محاولة لوقف الجفاء وتضييق هوة الخلافات بين بلاده والولايات المتحدة.
لكن ترامب نصب كمينا للرئيس الزائر، وقام بمفاجأة الضيف بعرض مقاطع فيديو أمام العالم حول ما سماه زورا "الإبادة الجماعية" ضد المزارعين البيض، لكن الرئيس الجنوب أفريقي من جانبه نجح في الحفاظ على هدوئه.
وأكدت الحادثة آراء الرئيس ترامب المشوّهة عن جنوب أفريقيا، ومدى صعوبة تغييرها خاصة وأن محركيها ومن يقف وراءها لهم من القوة والنفوذ الكثير عليه، في وقت لا يكترث فيه ترامب أساسا بكل القارة الأفريقية، بما فيها جنوب أفريقيا.
واستبقت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مركز بحثي يميني بواشنطن، الزيارة بعرضها 5 نقاط يجب على ترامب التطرق لها في لقائه مع رامافوزا، وذكرت علاقات جنوب أفريقيا القوية بروسيا والصين وإيران، كما ادعت وجود علاقات قوية لها مع حركة حماس وحزب الله.
إلا أن ذلك كله كان للتمهيد لدفع ترامب للضغط بسبب موقف جنوب أفريقيا الصلب أمام محكمة العدل الدولية ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بدعم أميركي كامل.
إعلانفي الوقت ذاته، لعب إيلون ماسك؛ صاحب الأصول الجنوب أفريقية، دورا كبيرا يتوافق مع الجناح اليميني المتعصب المؤيد لترامب ضمن تيار "أميركا أولا"، والذي يؤمن بسمو الجنس الأبيض.
ومن ناحية مادية بحتة، لعب "لوبي المعادن النادرة"، ومصالح واشنطن في مواجهة هيمنة الصين الكبيرة عليها، دورا في الضغط على رئيس جنوب أفريقيا سعيا لحصة أميركية أكبر في معادن جنوب أفريقيا النادرة.
إسرائيل أولافي عهد رامافوزا، كثف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي حملته القانونية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وادعى اللوبي اليهودي أن "جنوب أفريقيا نصّبت نفسها محامية لحركة حماس على الساحة الدولية".
ودشنت بريتوريا هجومها القانوني ضد ممارسات إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر/كانون الأول 2023، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. واعتبر وزير الخارجية السابق توني بلينكن أن هذه الاتهامات "سخيفة" ولا تستحق الرد عليها، وأن المحكمة غير مؤهلة للنظر في هذه الاتهامات المصطنعة.
إلا أن المحكمة أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت. وفي حين أن إسرائيل ليست عضوا في المحكمة، أصبحت 125 دولة عضوا فيها مطالَبة -قانونيا- باعتقال نتنياهو إذا وطئت قدمه أراضيها، وهو ما يجعله منبوذا في معظم أنحاء العالم.
ويصف ترامب جنوب أفريقيا بأنها تتخذ "مواقف ضد الولايات المتحدة وحلفائها". في أوائل فبراير/شباط، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، مدعيا أن جنوب أفريقيا تستخدم المنتدى لتعزيز التنوع والإنصاف والشمول وجهود تغير المناخ، وهي سياسات تعارضها إدارة ترامب.
ولم تتراجع جنوب أفريقيا، بل أعاد رامافوزا التأكيد على دعمه "مساءلة إسرائيل عن جرائم الحرب".
جاءت الزيارة في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات بين واشنطن وبريتوريا إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية نظام الفصل العنصري عام 1994. وادعى ترامب أن "أشياء فظيعة تحدث" في جنوب أفريقيا، ثم تحدث عن تقارير "إبادة جماعية للبيض"، ودعا البيض هناك إلى التقدم بطلب للحصول على وضع اللجوء في الولايات المتحدة.
إعلانوبالفعل وصلت طائرة حكومية أميركية أولى تحمل نحو 59 من مواطني جنوب أفريقيا البيض الذين طلبوا اللجوء للولايات المتحدة.
وحثّ صديق ومستشار ترامب المقرب الملياردير إيلون ماسك على هذا الموقف، وهو ما يدعم رؤيته اليمينية التي ترى أن البيض أمام تهديد وجودي سواء داخل الولايات المتحدة، بسبب الهجرة، أو في بقية العالم خاصة وطنه الأم جنوب أفريقيا بسبب اتباعها سياسات تدعم العدالة المجتمعية.
وركز الإعلام اليميني داخل الولايات المتحدة على سردية أن حكومة جنوب أفريقيا "تأخذ الأراضي من البيض على أساس لون بشرتهم"، ودعم إيلون ماسك هذه الفرضية.
وجدير بالذكر أن إدارة ترامب ألغت اعتماد سفير جنوب أفريقيا السابق إبراهيم رسول، بعد وصولها للحكم في يناير/كانون الثاني الماضي بعد أن جادل بأن حركة "ماغا" (MAGA) المؤيدة للرئيس ترامب "عنصرية" وتلعب على وتر تراجع أعداد الأغلبية البيضاء بسبب الهجرة.
ويقول منتقدو ترامب إن سياسات ترامب الخارجية المتعلقة بالهجرة بما فيها قبوله للاجئين "الأفريكانيز" (الأفريقيون البيض)، ليست سوى امتداد لأجندته المناهضة للسود في الولايات المتحدة.
ويرفض رامافوزا مزاعم ترامب ومستشاره ماسك بمصادرة أراضي "الأفريكانيز" أو معاملتهم بشكل غير عادل، مشيرا إلى أن بلاده "هي الوحيدة في القارة الذي جاء فيه المستعمرون للبقاء ولم نطردهم قط من بلدنا".
المعادن النادرةمن ناحية أخرى، جاء قرار ترامب في وقت سابق من هذا العام بقطع المساعدات عن جنوب أفريقيا صادما لمشاركة بلاده في مشروع للأتربة والمعادن النادرة يقع في منطقة فالابوروا، في شمال شرق جنوب أفريقيا، ويراه عدد من المعلقين حاسما لآمال الولايات المتحدة في تحقيق تقدم في السباق لإنتاج الإلكترونيات المختلفة والسيارات والأسلحة.
وتحتكر الصين بصورة كبيرة توريد وتكرير بعض المعادن الحيوية، وخاصة الأتربة النادرة، وهي مجموعة من 17 معدنا تستخدم لبناء منتجات تدعم الاقتصاد الحديث.
إعلانويساعد مشروع جنوب أفريقيا، حسب الخبراء، على مواجهة التحدي المتمثل في تطوير مصادر المعادن التي لا تسيطر عليها الصين.
ومن المتوقع استخراج 4 أتربة نادرة رئيسية من الموقع، وفقا لما ذكرته شركة "قوس قزح للمعادن النادرة" (Rainbow Rare Earths) التي تدير المشروع.
وفي تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن تشير الخبيرة غراسيلين باسكاران، إلى أن منطقة "فالابوروا هي أصل إستراتيجي للمصالح الأميركية". ولأهميتها، زار وفد من موظفي الكونغرس الأميركي مختبرات الشركة في جنوب أفريقيا بمارس/آذار الماضي.
ويشير تقييم أجرته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن هذه المنطقة يمكن أن تنتج أكثر من 10 آلاف طن من أكاسيد الأرض غير المغناطيسية سنويا. وتسيطر الصين بحصة تبلغ 70% على الإنتاج العالمي من هذه المواد النادرة والقيّمة.
ويعرض الخلاف بين إدارة ترامب وجنوب أفريقيا مصالح واشنطن الاقتصادية للخطر، في وقت يشير فيه مراقبون إلى رغبة ترامب في أن تمنح جنوب أفريقيا المزيد من حقوق التنقيب واستخراج المعادن والأتربة النفيسة للشركات الأميركية.
في النهاية، تمثل مشاركة ترامب من عدمها في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها جنوب أفريقيا، في وقف لاحق من هذا العام، اختبارا جديا لحجم وعمق خلافات الدولتين.