الثورة نت:
2025-06-04@12:29:05 GMT

خِطَابُ الانتِصَار

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

 

قبل 15 شهراً انطلقت شرارة المجد ضد جرثومة وسرطان العصر في المنطقة، تلك الغُدة السرطانية التي عملت الصهيونية العالمية بدءاً ببريطانيا، وانتهاءً بالولايات المتحدة الأمريكية، وترسيخ مبدأ القبول به ككيان أبدي، ونظام إجرامي له خططه العميقة التوسعية في التهام منطقة الشرق الأوسط حسب تسمية الغربيين الذين عمدوا على تمهيد الأرضية الاستعمارية له، لدى العديد من الأنظمة العربية، التي جهدت قبل 7 أكتوبر 2023م، على مائدة التطبيع السياسي، والرضى بالكيان الإسرائيلي، كدولة يحق للشعوب التعايش معها ضمن إطار سكاني، وثقافي موحد.


مائدة التطبيع، وخيانة العربية والقومية، نُسفت بين عشية ليلة وضحاها على أيدي رجال الطوفان، الذي أربك الأنظمة، وكشف وجه العدو الصهيوني القبيح، وعرَّى أنظمة العالم ودُعاة الحرية.
15 شهرا ًملحمة أسطورية، ومقاومة فلسطينية عجزت أمامها أقوى الأنظمة الغربية الأمريكية والإسرائيلية، وجه جديد من الآيديولوجيا العسكرية، “رُسمت خلال هذه المعركة المقدسة، والجولة التي لم تنتهِ كما أشار إلى ذلك السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – من تغيير لشكل الحروب، تغيرا حتميا، وجذرية جديدة رسخت خلال العدوان الإسرائيلي على فلسطين وقطاع غزة تحديداً، تغيّر المبدئيات العالمية، وجرت على يد الطوفان بلورة فرضيات الحرب في العالم إلى قالب تجرَّد من الاحتمالات الفرضية، التي ترسم في شن الحروب.
شكل من أشكال الملاحم البطولية والمدارس النضالية التي جمعت المقاومة الفلسطينية، قوة سنواتٍ من البناء والاستعداد، والدراسة، ليتشكل طوفان السنوار، الذي غيَّر تكتيكات الحرب التقليدية، وكسر قاعدة” النصر للأقوى” .
ملحمة غزة، تتوَّج بوقف بإعلان وقف العدوان عن قطاع غزة، ليخرج العدو الإسرائيلي صاغراً ذليلاً، وهمٌ بنى خلاله آمال القضاء على المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة؛ تلاشى كل ذلك أمام صخرة كؤود من البسالة والنضال والتضحية الفلسطينية، أمام قوة عرَّفتها الأنظمة العربية قديما أنها فوبيا المشرق، والجندي الذي لا يُقهر،” العدو الإسرائيلي، تتجلى الحقيقة وتسقط إسرائيل بعصا السنوار، أمام صمود أسطوري، من ضحايا وأشلاء، وإبادة جماعية كل يوم وساعة وثانية، من أهل غزة ومجتمعها.
خطاب الانتصار، ملحمة خالدة من ملاحم السيد القائد، على طريق القدس، يتوج النصر المبارك في مشهد قلَّ نظيره، في خطاب الخميس الذي وقف على أسطورة الطوفان يعرّف العالم وشعبنا عن حقيقة المعركة، وبسالة المقاومة، وخزي العدو المجرم.
خطاب يوصف بالتاريخي، والجذري، والمرحلي، خطاب تمتع بالرؤية القرآنية، التي أخرجت المواقف وجسدت الأحداث، وكشفت حقيقة الواقع وما يجري، خطاب السيد المولى، توج مرحلة خاضها شعبنا في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ومواقفه المشرفة التي كُتبت على جبين الدهر، يقف العالم في حيرة، واليمن ينتصر لغزة إلى اللحظة الأخيرة لعدوان الكيان المحتل من يوم غد الأحد.
وضع النقاط على الحروف، حدد المسارات، ووقف على طبيعة المعركة، والجهود اليمنية في معركة الإسناد، والدور المتكامل الذي جمع بين حكومتي الإنقاذ والبناء، إلى جانب النشاط الشعبي العام، والمذهل، الذي حيَّر دهاليز العالم.
طوفان الأقصى، هذه المعركة التي كان ثمن نصرها خيرة قادة الأمة في مقدمتهم شهيد الإسلام الأسمى سماحة السيد القائد حسن نصر الله،-سلام الله تعالى عليه-، معركة التحمت الأرواح والبنادق والصواريخ والمسيرات، التقى خلالها الصاروخ اليمني، والعراقي، واللبناني، والفلسطيني، جمعت المحور، وأعادت للقضية الفلسطينية زخمها المديد، وحضورها الإقليمي والعالمي..، إن اللحظات الأخيرة، لمعركة البحار، والبوارج، تضع المقاومة الإسلامية حماس، خطوط سيرها أو إيقافها من منطلق قوة الميدان، الذي أثبتت قواتنا المسلحة في معركة البحر قوة الإرادة وصلابة الإيمان، وكسرت هيبة بوارج التاريخ المرعب للقوة الأمريكية الهشة التي تهاوت غارقة في أعماق البحار، أو مهرولة إلى خلف البحار السبعة هاربة.
مضامين شتى، وواقع من التغيرات المهمة، برزت للسطح وأثبتت معادلة التفوق الغربي، على واقع من المظلومية للأمة وامتهانها، تنشأ قوة صاعدة، حطَّمت خرافات أبي الهول وفيل أمريكي، وحمار ديمقراطي، «ليغرق الفيل ويهلك الحمار «حال البوارج الأمريكية».
خطاب الانتصار يؤكد السيد المولى، من جديد أن القضية لم تمت، والجولات كثيرة، وما بين التخاذل العربي، كأنظمة، وشعوب محكومة، وتواطؤ خيانة للأغلبية، تشرق شمس التحرير، وتعلو راية القضية الفلسطينية كقضية حُقَّ لها أن تتحقق، وأن يتلاشى كيان العدو المؤقت، عبر ضربات حيدرية كوعد إلهي، حتمي التحقق، ليقف جميل الوفاء، كما افتتح معركة الفتح والإسناد بالوفاء «الوفاء ما تغير عهد الأحرار باقٍ….. يا رعى الله نفسْ تعيش في العمر حرة».
وفاء الأحرار للأحرار، والشجعان للأبطال، والإيمان لأهل الإيمان، من قبلة الجهاد، ومحور الإسناد، وصرخة الشعب الكبير، من قلب السبعين على مدى15 شهراً وميادين المحافظات اليمنية، يبقى الوفاء، ويتجدد العهد، تبقى القضية، إلهاماً للأجيال، وصوت أسود السبعين الضاربة يزأر في وجه المعتدين، وشعب المختار، هذه هي حكاية الطوفان، وليلة خطاب الانتصار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هارفارد في مرمى الاستبداد.. معركة التعليم والفكر الحر في وجه إدارة ترامب

في زمنٍ تتصاعد فيه التحديات السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة، تبرز المؤسسات الأكاديمية الكبرى ليس فقط كمراكز للعلم والمعرفة، بل كحصون للديمقراطية ومراكز لمقاومة تغول السلطة. وتتحول هذه الجامعات، في لحظات الصراع، من قاعات دراسية إلى جبهات دفاع عن حرية الفكر واستقلال التعليم. واليوم، تتعرض جامعة هارفارد، أعرق مؤسسات التعليم العالي في أمريكا والعالم، لهجوم سياسي غير مسبوق من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مما يجعل صمودها اختبارًا حاسمًا لمستقبل الحريات الأكاديمية في البلاد.

شهد حفل التخرج السنوي في جامعة هارفارد، يوم الأحد 1 يونيو 2025، أجواءً مشحونة بالقلق والتحدي، رغم الاحتفال المعتاد بالأثواب والقبعات القرمزية. فقد ألقى رئيس الجامعة، آلان جاربر، كلمة رحّب فيها بالخريجين والمجتمع الأكاديمي، وضمّنها رسائل ضمنية حازمة أكدت على أهمية الطلاب الدوليين ودورهم الحيوي في بقاء الجامعة صرحًا عالميًا.

 جاءت تصريحاته ردًا غير مباشر على تهديدات إدارة ترامب الهادفة إلى تقليص الوجود الدولي في مؤسسات التعليم الأمريكية.

هارفارد.. حصن الحرية في زمن الاستبداد

منذ تأسيسها عام 1636، وقبل أن تولد الدولة الأمريكية نفسها، كانت هارفارد رمزًا للحرية الأكاديمية والتفوق المعرفي. واليوم، تواجه إدارة ترامب هذه المؤسسة التاريخية بوابل من الإجراءات العقابية، ضمن حملة أوسع لتطويع المؤسسات التي تُتهم بمناهضة أجندتها السياسية. ويتجلى هذا الصراع في محاولات للسيطرة على برامج القبول، وفرض رقابة خارجية على مناهج التعليم، وهو ما اعتبره الأكاديميون محاولة خطيرة لكسر استقلال الجامعات الحرة.

في خطابه خلال الحفل، وصف نجم كرة السلة الأمريكي السابق، كريم عبد الجبار، هارفارد بأنها "حصن للمعارضة ضد ترامب"، مشيرًا إلى أنها تمثل صمام الأمان الأخير للحرية وسط موجة من الضغوط التي تستهدف الدستور الأمريكي في جوهره.

اتهمت إدارة ترامب الجامعة بالتمييز والإخفاق الأمني، وهو ما اعتبره محللون مبررات واهية لهجوم سياسي ذي طابع انتقامي. ففي أبريل الماضي، وجهت الإدارة طلبات صادمة بإجراء عمليات تدقيق خارجية وإعادة هيكلة البرامج، الأمر الذي رفضه رئيس الجامعة واعتبره انتهاكًا خطيرًا للحرية الأكاديمية. كما أقدمت الإدارة على تجميد تمويلات فيدرالية بقيمة 3 مليارات دولار كانت مخصصة للأبحاث التي تقودها الجامعة، ما أدى إلى اندلاع معركة قضائية حامية.

ضربة لقلب الجامعة

ضمن أدوات الضغط، قررت إدارة ترامب وقف قبول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد، وإجبار المقيدين حاليًا على الانتقال إلى جامعات أخرى تحت طائلة فقدان الوضع القانوني في البلاد. ويُشكل الطلاب الأجانب أكثر من ربع طلاب الجامعة، ويعدون مصدرًا رئيسيًا للإبداع العلمي والاستقرار المالي. ويرى النقاد أن هذه الخطوة تهدد بتقويض مكانة أمريكا كوجهة للعلم والبحث، وستدفع أفضل العقول نحو دول أخرى أكثر ترحيبًا.

صراع تمويل ومعركة قانونية

رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية حصلت بموجبها على وقف مؤقت لتلك الإجراءات، لكنها ما زالت في خضم معركة قانونية طويلة. وتلوّح إدارة ترامب بخطوات تصعيدية، منها سحب الإعفاءات الضريبية التي تستفيد منها الجامعة، ما قد يكبدها خسائر مالية كبيرة ويؤثر سلبًا على قدرتها على دعم الطلاب محدودي الدخل. وتشير تقارير إلى تورط شخصيات سياسية مثل جيه دي فانس وستيفن ميلر في هذه الهجمات، ضمن مساعٍ لتخويف الجامعات التي تُعد معاقل فكرية معارضة.

فيما اختارت بعض الجامعات تقديم تنازلات لتفادي قطع التمويل، تصرّ جامعة هارفارد على الصمود، مستندة إلى صندوق مالي ضخم يتجاوز 53 مليار دولار، ما يمنحها هامشًا أكبر للمقاومة القانونية والسياسية. ويرى الأكاديميون أن القضية تتجاوز هارفارد، وتمثل اختبارًا لمستقبل التعليم العالي الحر في أمريكا.

وتُشير الإحصائيات إلى أن ترامب خسر 96% من القضايا المرفوعة ضده في المحاكم الفيدرالية، وهو ما يمنح أنصار الجامعة أملًا في أن تنتهي هذه المعركة لصالح سيادة القانون والحريات.

إن ما يجري اليوم بين جامعة هارفارد وإدارة الرئيس ترامب ليس مجرد خلاف إداري، بل معركة فاصلة بين منطق الاستبداد ومبدأ الحرية، بين قمع التنوع وتمجيد الانغلاق. وإذا كانت هارفارد قد عاشت مئات السنين شاهدة على ميلاد الديمقراطية الأمريكية، فهي اليوم تخوض معركة من أجل إنقاذها. وسواء انتهت ولاية ترامب أم لا، فإن صمود هذه الجامعة العريقة سيبقى رمزًا لمنارة علمية وفكرية تتحدى الرياح العاتية، حاملة شعارها الأبدي: "الحقيقة".

طباعة شارك هارفارد جامعة هارفارد ترامب رسوم ترامب أمريكا

مقالات مشابهة

  • بالصورة.. هذه هويّة المواطن اللبنانيّ الذي اعتقله العدوّ الإسرائيليّ مقابل رأس الناقورة
  • تفاصيل العرض الخرافي الذي رفضه زيدان لتدريب الهلال السعودي
  • هارفارد في مرمى الاستبداد.. معركة التعليم والفكر الحر في وجه إدارة ترامب
  • غزة بين عربات جدعون وحجارة داود: معركة الرمز والمرجعية
  • 9 سنوات على رحيل محمد على كلاي.. الصوت الذي هز الحلبة والعالم
  • دلالات استخدام الأرقام في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • وزير الداخلية السيد أنس خطاب يلتقي نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود في مدينة جدة، ويبحث معه تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • معركة الوعي والتعبير بين هارفارد وأخواتها
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا