هروب سريع لحاملات الطائرات الأمريكية.. الهجوم اليمني السادس على هاري “ترومان”
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
ليست المعركة في البحار ترفيه، وإنما تأتي ضمن الإصرار اليمني على مساندة غزة، ومنع عبور السفن من البحر الأحمر باتجاه الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة، وتحديداً ميناء “ايلات”.
وقبل أكثر من عام أعلنت واشنطن عن تشكيل ما يسمى “بحارس الازدهار” وهو تحالف عسكري يتكون من 20 دولة بقيادة واشنطن، بهدف ثني اليمن عن مساندة غزة، ثم أقدمت أمريكا وبريطانيا على شن عدوان غاشم على اليمن في 12 يناير 2024م، لكنه لم يحقق شيئاً خلال هذه المدة الطويلة.
في المحصلة تعرضت السفن الأمريكية والبريطانية للضربات اليمنية القاسية، ثم تطور الأمر حتى وصل إلى قيام القوات المسلحة اليمنية باستهداف المدمرات الأمريكية والبارجات، وصولاً إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية، بدءاً من استهداف الحاملة “ايزنهاور”، ثم الحاملة “روزفلت” ثم “ابراهام لينكولن”، وأخيراً استهداف الحاملة “هاري ترومان”.
وتعد الحاملة “ترومان” أكثر الحاملات الأمريكية تعرضاً للاستهداف اليمني، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية 6 عمليات نوعية ضدها، ما أجبرها على الهروب إلى أقصى شمال البحر الأحمر، بعد أن كانت على مقربة من المياه الإقليمية اليمنية.
آخر هذه العمليات كان الأربعاء الماضي، حيث تم استهداف “ترومان” بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة خلال محاولة الأمريكيين تنفيذ هجوم جوي على اليمن، وبحسب بيان الجيش اليمني فإن العملية حققت أهدافها بنجاح.
وبدأت القوات المسلحة اليمنية في استهداف حاملات الطائرات الأمريكية لأول مرة في يونيو 2024م، من خلال استهداف الحاملة “ايزنهاور” بـ (سبعة صواريخ مجنحة، وأربع طائرات مسيَّرة)، وعلى وقع هاتين العمليتين تراجعت حاملة الطائرات الأمريكية، وتحركت باتجاه شمال البحر الأحمر، فتراجعت وقامت بتغيير موقع انتشارها، وابتعدت عن المنطقة؛ خوفاً من أي عمليات استهداف قد تتعرض لها من قبل القوات اليمنية.
كانت الحاملة على بُعد (أربعمائة كيلو) من حدود الساحل اليمن أثناء الاستهداف، ثم ابتعدت إلى حوالي (ثمانمائة وثمانين كيلو) شمال غربي جدة، ثم هربت، وغادرت المنطقة.
ظلت القوات المسلحة اليمنية تترصد حركة حاملة الطائرات الأمريكية، في وقت أكد فيه السيد عبد الملك الحوثي أن الضربات القادمة ستكون أكبر وأكثر فاعلية وتأثيراً، وهو ما حدث بالفعل، فبعد هروب “ايزنهار” أعلن السيد عبد الملك الحوثي أن حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” ستكون قيد الاستهداف إذا دخلت إلى البحر الأحمر، وبالفعل لم تدخل هذه الحاملة.
الاشتباك اليمني الثاني مع حاملات الطائرات كان مع الحاملة “ابراهام لينكولن”، عندما تم استهدافها بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة أثناء استعداد أمريكا لشن هجوم جوي على اليمن.
تطوير عمليات الهروب سريعاً
ومع اقتراب نهاية العام الأول من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، خاضت القوات المسلحة اليمنية حرباً شرسة مع حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”.
وفي هذا الشأن يقول السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطابه له الخميس الماضي: “طبعاً برز في هذا الأسبوع إنجاز تكتيكي للأمريكيين عسكرياً، وهو ماذا؟ الإنجاز التكتيكي هو في تطوير عمليات الهروب سريعاً، أصبح لديهم مهارة في هذا بالنسبة لحاملة الطائرات [ترومان]، حيث هربت على الفور وبشكل سريع، وعادت على الفور أيضاً كل التشكيلات من الطائرات الحربية، التي كانت قد أقلعت من فوقها لتنفِّذ مهام عدوانية، عادت كذلك على الفور، وانعطفت وغيَّرت مسارها، وهربت باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، طبعاً مثل هذه الإنجازات غير محبَّذة: الهروب السريع، والمغادرة على الفور”.
وتعد اليمن هي أول دولة في العالم تلجأ إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، واستطاعت أن تجبر هذه الحاملات على الهروب، وتغيير مسارها، مع تأكيد للكثير من المحللين والخبراء العسكريين بأن الجيش اليمني تمكن من انهاء عصر الحاملات، في حدث استثنائي أذهل العالم.
ويمكن استخلاص أبرز النتائج من خلال المواجهة اليمنية مع حاملات الطائرات الأمريكية في أن القوات المسلحة اليمنية صنعت تاريخاً جديداً لليمن، ونجحت في تحقيق إنجازات مهمة خلال معركة “طوفان الأقصى” من أبرزها أن اليمن أصبح سيد البحر الأحمر بلا منازع، وأن عودة الملاحة البحرية الإسرائيلية فيه مرهون بمدى الموافقة اليمنية، وأن القرار في ذلك هو تخصص لصنعاء ولا أحد سواها.
وبموازاة ذلك، ظلت القوات المسلحة اليمنية، تؤكد في جميع بياناتها بأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة، وقد أوفى اليمن بعهده في هذا الجانب، حيث ظلت العمليات مستمرة، وكذلك إطلاق الصواريخ الفرط صوتية مستمرة على “تل أبيب” حتى الساعات الأخيرة لإعلان وقف إطلاق النار.
عملياً، فإن اليمن سيوقف ضرباته على عمق الكيان الصهيوني، ومن المتوقع أن يعلن انتهاء عملياته في البحر الأحمر، لأن كل هذه الضربات هي في إطار الإسناد لغزة، والضغط على إسرائيل لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين في قطاع غزة.
لقد سجل اليمن أنصع موقف في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، فهو إلى جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية “حزب الله” والحشد الشعبي في العراق، كان الوحيد في مساندة الشعب الفلسطيني، في حين فضلت بقية الدول الصمت والتواطؤ، خشية من أمريكا وسطوتها.
لن يستمر الهدوء في المنطقة كثيراً، فمن المتوقع عودة المواجهات، ومن يدري ماذا يخبئ اليمن في معركته المقبلة، فالقوة العسكرية التي فاجأت العدو خلال معركة طوفان الأقصى، قد تكون أضعافاً كثيرة في أي معركة مقبلة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: حاملات الطائرات الأمریکیة حاملة الطائرات الأمریکیة القوات المسلحة الیمنیة البحر الأحمر على الفور على الیمن فی هذا
إقرأ أيضاً:
70 دولفينا نافقا على شواطئ سقطرى تثير موجة غضب بالمنصات اليمنية
وتكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة كونها وقعت في أرخبيل سقطرى الذي يعد بمثابة الكنز الحقيقي لليمن من الناحية البيئية.
فهذه الجزيرة مدرجة في قائمة التراث العالمي الطبيعي لليونسكو وضمن برنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي، وذلك بسبب ثراء تنوعها البيولوجي المميز الذي يجعلها فريدة على مستوى العالم.
تقع سقطرى في الجهة الجنوبية للجمهورية اليمنية قبالة مدينة المكلا، وتبعد عن الساحل اليمني نحو 300 كيلومتر.
وفوجئ أهالي المنطقة بمشاهد غير مألوفة على ساحل منطقة نيت، حيث ظهرت عشرات الدلافين نافقة على الشاطئ في منظر صادم لم تشهده المنطقة من قبل.
وأظهرت المقاطع المصورة التي انتشرت بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي حجم الكارثة البيئية التي ضربت هذه المنطقة الحساسة بيئيا.
وبحسب مدير هيئة المصائد السمكية في الجزيرة أحمد علي عثمان، فإن الأسباب وراء هذا النفوق الجماعي تعود إلى عوامل طبيعية.
وأوضح عثمان أن الدلافين عادة ما تتحرك في أسراب بقيادة دلفين قائد، وفي حالات ضعف الرؤية أو اشتداد التيارات البحرية قد تصطدم هذه الأسراب بالساحل أو تفقد القدرة على العودة إلى أعماق البحر.
وأضاف المسؤول أن التيارات القوية وارتفاع الأمواج قد تدفع الدلافين إلى الشاطئ، حيث تواجه صعوبات كبيرة في التنفس أو التنقل، مما يؤدي في بعض الحالات المؤسفة إلى نفوقها.
إعلانورغم هذه المأساة البيئية فإن جهود الإنقاذ نجحت في إعادة نحو 10 دلافين أخرى إلى البحر، مما يُظهر أهمية التدخل السريع في مثل هذه الحالات الطارئة.
ضرورة التحقيق
وأجمع مغردون يمنيون على ضرورة عدم التعامل مع ظاهرة نفوق الدلافين بشكل عابر والتدخل بشكل جدي، سواء بالتحقيق في الأسباب أو بمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الكائنات البحرية، وهو ما أبرزته حلقة (2025/6/5) من برنامج "شبكات".
وبحسب المغرد زهير، فإنه "يجب عدم التساهل مع هذه الظاهرة الغريبة، وأن الموضوع بحاجة إلى تقصي الحقيقة حول احتمال أنه تم رمي مخلفات كيميائية أو مخلفات نووية، لا بد من تحقيق ولا بد من إرسال أحد الحيتان لدراسة السبب، وألا تمر الحادثة ببساطة".
وفي السياق نفسه، أكد عبد الولي على غرابة ما حدث من منظور علمي، موضحا أن "الظاهرة غريبة، لكن الملاحظ خروج هذا النوع من الأسماك فقط وبأعداد كبيرة".
من جانب آخر، ركز الناشط زياد على إمكانية الإنقاذ بدلا من ترك الكائنات تموت، مشيرا إلى أن "لو فيه فرق إنقاذ كان بالإمكان إنقاذها زيها زي اللي بياخذوها للنوادي المائية".
وتوسعت المغردة أم لؤي في الاتجاه نفسه بنقد أكثر حدة للتعامل الرسمي مع الأزمة، حيث كتبت "فين الدولة تأخذها لأي مكان مناسب للعيش طالما خرجت من البحر بدل ما تموت، هذه ثروة مش عارفين قيمتها، لو بالخارج يعملوا 100 حل لإنقاذ كل هذه الدلافين".
ووجّه وزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم عبد الله السقطري فرع هيئة مصائد الأسماك في سقطرى بالنزول إلى الساحل ودراسة ظاهرة نفوق عدد من حيتان الدلافين، ورفع تقرير تفصيلي بصورة عاجلة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد سقطرى نفوقا للدلافين، فقد شهدت سواحل مديرية قلنسية نفوق أكثر من 20 دولفينا بشكل جماعي عام 2017 لأسباب غير معروفة، وفق وسائل إعلام محلية.
إعلان الصادق البديري5/6/2025