شوقي علام يوضح خطورة الاستعلاء بالدين على المجتمعات
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الاستعلاء بالدين سلوك يُلاحظ في الخطابات التي تدعي أن صاحبها وحده هو صاحب الحق، بينما يعتبر ما عند الآخرين خطأً مطلقًا، لافتا إلى أن هذا السلوك يُظهر أن هناك من يعتقد أن آرائهم هي الوحيدة التي تحتكم إلى الدين الصحيح، وأن ما يخالفها هو باطل.
وقال مفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريح اليوم السبت، إن هذا النوع من الاستعلاء قد يؤدي إلى نظرة إقصائية، حيث يرى صاحبه أن الآخرين لا يستحقون الفرصة للتعبير عن أفكارهم، ويُسعى لإقصائهم عن الساحة الفكرية.
وأضاف أن هذا النوع من الخطاب يختلف تمامًا عن المنهج الذي علمنا إياه ديننا الحنيف، مشيرا إلى واقعة "ذو الخويصرة" الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "اعدل، فإنك لم تعدل"، مشيرا إلى أن ذو الخويصرة كان يحكم بمعاييره الشخصية، متجاهلًا المرجعية الشرعية التي هي الوحي الإلهي. وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحكم بالعدل وفقًا لما يرضي الله تعالى، وأن الإسلام لا يدعونا إلى فرض رؤيتنا الخاصة على الآخرين بل إلى اتباع المعايير التي وضعها الوحي.
قال إن المرجعية في الإسلام يجب أن تكون للوحي الشريف، الذي يُعلمنا أن الهدف الأسمى هو الاتصال بالله عز وجل، موضحا أنه لا يمكن أن يتحقق هذا الاتصال إلا من خلال الرحمة واللين، كما ورد في قوله تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظًا غليظ القلب لفضوا من حولك"، مشيرا إلى أن الخطاب الديني يجب أن يكون قائمًا على هذه القيم الإنسانية، وأن أي خطاب ديني يتسم بالفظاظة أو الغلظة سيكون له أثر سلبي ولن يؤدي إلى النتائج المرجوة.
وبالنسبة لبعض الأشخاص الذين يروجون لخطاب ديني قاسي، أشار إلى أن هذا النوع من الخطاب يخالف تمامًا منهج الأزهر الشريف الذي ظل طيلة قرون طويلة يراعي التأهيل العلمي الرصين، وعلماء الأزهر والفقهاء في التاريخ كانوا يحصلون على مؤهلات علمية دقيقة قبل أن يتصدوا للفتوى.
وذكر أن الإمام مالك رحمه الله لم يُفتي حتى شهد له سبعون من أهل العلم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن الإمام الشافعي رحمه الله قضى سنوات طويلة في دراسة اللغة العربية والفقه قبل أن يصبح مرجعًا علميًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شوقي علام الإسلام مفتي الديار المصرية السابق الاستعلاء المزيد إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطرفات وثغرات في رؤيا الحكيم المنامية
ما قاله الشيخ محمد هاشم الحكيم من انه راي الرسول صلي الله عليه وسلم في رؤيا منامية اثار كثير من الجدل في الأوساط السودانية خاصة وان الرواية التي رواها عن الرؤيا المنامية قد اشتملت علي مغالطات تتعلق باصل الرؤيا المنامية وحقيقتها مما افاض فيه المتداخلون والمعلقون عبر وسائط التواصل الاجتماعي ونقول في هذا الخصوص ما يلي:
اولا : قدم الحكيم لرؤياه المنامية بالحديث عن تاييده للقوات المسلحة وهذا واجبه وواجب كل سوداني في معركة الكرامة .
ولكن في الأمر شئ من الارباك للمستمعين عندما تحدث الحكيم عن سلاح المدرعات هل كان الحكيم داخل معسكر المدرعات ((مقاتلا)) ام كان في بيته في منطقة الشجرة او الحماداب وقد استطعت بصعوبة ان استخلص انه مكث في بيته ما شاء الله له ان يمكث ثم خرج الي مناطق آخري من السودان .
ثانيا : تحدث الشيخ محمد هاشم الحكيم قائلا رأيت سيدي عليه الصلاة والسلام ولم يذكر الرسول محمد صلي الله عليه وسلم باسمه المعلوم علي وجه الدقة والتحديد المطلوب في مثل هذه الحالات .
ثالثا : قال انه راي سيده حالسا في صالون كبير وعظيم في مجمع يرتدون جلباب أهل السودان وجلس الي جواره فهل كان المقعد المجاور للنبي صلي الله عليه وسلم فارغا حتي ياتي الحكيم ويجلس عليه ام انهم افسحوا له في المجلس هذا غير انه لم يبين مكان الجلوس هل في السودان ام خارج السودان وهل استطاع ان يتعرف علي شخص من الحاضرين في مجلس الرؤيا المنامية ؟
رابعا : لم يحفظ الشيخ محمد هاشم الحكيم الكلمات والعبارات التي قال ان صلي الله عليه وسلم قالها له علي وجه الدقة وقال : ان سيدي صلي الله عليه وسلم قال لي ما معناه ولم استبن الأمر وكان من الواجب عليه ان يحتفظ بالرؤيا لنفسه حتي لا ينقل عن الرسول صلي الله عليه وسلم ما يضعه في خانة من تقول علي بما لم اقل… وهو الحديث الذي استدل به في بداية حديثه عن رؤيته المنامية
خامسا : قال الشيخ محمد هاشم الحكيم ان سيده صلي الله عليه وسلم قال له الحرب انتهت وكما علق احد الشيوخ : إذا قال صلي الله عليه وسلم الحرب انتهت يعني انها توقفت تماما لان الصادق المصدوق لا ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي ولا يكون قوله للتطمين او حمال اوجه او ان الحرب توقفت مجازا وليس حقيقة وكل الناس يعلمون ان المعارك بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع تدور رحاها في كردفان و دارفور بحشود غير مسبوقة من جانب التمرد ! فاذا قال نبي الله ان الحرب انتهت معناه مافي طلقة واحدة تخرج من البنادق.
سادسا : قال الحكيم ان سيدي صلي الله عليه وسلم قال له كلم الجيش والدعم السريع ان يتفاوضا والاصل في المتقاتلين والمتحاربين ان يتصالحا وهو اقرب الي فهم وحديث النبوة من كلمة تفاوض التي لا معني لها طالما ان الحرب قد انتهت .
الحرب انتهت فعلي ماذا التفاوض ؟ وهناك استرسال في الكلام يعبر من بنات افكار الحكيم عن الصلح وقرا الايات القرانية علي طريقة لا تقربوا الصلاة المعروفة لكونه توقف عند قوله تعالي وان طائفتان من المؤمنين اقتتلا فاصلحوا بينهما .ولم يكمل الآية : فإن بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفئ الي أمر الله الي اخر الايات .
سابعا : اهل العلم من المسلمين يجوزون قتال الدعم السريع من هذا الباب وهو باب البغي والعدوان وما يعرف بجهاد الصائل وهذا ما اجمع عليه الفقهاء بان النبي صلي الله عليه وسلم قد شرع للمسلم ان يقاتل من اخذ ماله او انتهك عرضه وقال عليه الصلاة والسلام من مات دون ماله وعرضه فهو شهيد .
ثامنا: في السيرة النبوية اخذ ورد ومراجعات من قبل الصحابة في مواقف مشهورة مع الرسول صلي الله عليه وسلم في بدر وغزوة الخندق فلماذا لم يقل الشيخ محمد هاشم الحكيم يا رسول الله ان مليشيا الدعم السريع قتلوا أبناء الامة السودانية ونهبوا اموالهم واغتصبوا النساء وتمردوا علي الدولة وجيشها ورغم ذلك وقع الجيش معهم اعلان واتفاق جده في ١١ مايو ٢٠٢٣م وهو ينص علي خروج الدعم السريع ولكنه رفض الخروج من بيوت الناس ! يا نبي الله ان الدعم السريع يتلقي الدعم من الصهيونية العالمية ومن دولة الامارات وكل الكفار واعداء الاسلام وانت تعلم يا نبي الله ان شعب السودان وجيشه في حالة جهاد ضد مرتزقة قدموا للسودان من سبع عشرة دولة .ادعوا لنا يا رسول الله بالنصر عليهم وان بتقبل الله الشهداء ويشفي الجرحي ويرد أسر الماسورين .
تاسعا: ألم تعلم يا شيخ محمد هاشم الحكيم بما قاله الحباب ابن المنذر للرسول صلي الله عليه وسلم يوم بدر وكان النبي قد اختار موقعا للجيش وسال الحباب الرسول صلي الله عليه وسلم يا رسول الله هذا منزل انزلك اياه الله ام هو الرأي والحرب والمكيده فقال الرسول صلي الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة وأشار الحباب الي منزل بديل له قيمة إستراتيجية وقتالية وامنية وكان سببا في النصر الذي حققه المسلمون علي الكفار في غزوة بدر الكبري . وفي غزوة الخندق نفذ الرسول صلي الله عليه وسلم ما قاله سيدنا سلمان الفارسي بشان حفر الخندق حول المدينة حتي لا يقتحمها المشركون وحلفاؤهم .
عاشرا : هم الرسول صلي الله عليه وسلم بعقد الصلح بينه وبين قطفان ثم عدل .
فلما اشتد علي الناس البلاء(( بعث)) رسول الله صلي الله عليه وسلم كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ومن لا اتهم محمد بن مسلم وعبد الله بن شهاب الزهري الي عينيه بن حصن بن حذيفة بن بدر والي الحارث بن عوف بن ابي خارثة المري وهما قائدا قطفان فاعطاهما ثلثا ثمار المدينة علي أن يرجعا لمن معهما عنه وعن اصحابه’ فجري بينه وبينهما الصلح حتي كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح الا المراوضة في ذلك .فلما اراد رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يفعل بعث الي سعد ابن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه فقالا له : يا رسول الله امرا نحبه فنصنعه ام شيئا امرك الله به لابد لنا من العمل به ام شيئا تصنعه لنا ؟ قال بل شئ اصنعه لكم .والله ما اصنع ذلك الا لاني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فاردت ان اكسر عنكم من شوكتهم امرا ما .فقال له سعد بن معاذ : يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم علي الشرك بالله وعبادة الاوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون ان ياكلوا منها تمرة الا قري او بيعا .افحين اكرمنا الله بالاسلام وهدانا له واعزنا بك وبه نعطيهم اموالنا ؟ والله مالنا بهذا حاجة والله لا نعطيهم الا السيف حتي يحكم الله بيننا وبينهم .قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فانت وذاك فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال ليجهدوا علينا .
ختاما :
بعد حديث الشيخ محمد هاشم الحكيم انتشرت العديد من الفيديوهات والتغريدات التي تؤكد علي إنه كان اكثر ميلا الحرية والتغيير وقال في تحدي تغريداته علي توتير مطالبا الكيزان بترك فولكر يحقق ما بريده المجتمع الدولي الذي نتج عنه الانفاق الاطارى ثم الحرب .وعلق الدكتور مبارك المكودة بأن بعض اصحاب الرؤيا المنامية يقولون انهم قد رأوا الرسول صلي الله عليه وسلم في رؤيا لإقناع الناس بما يعتقدون ان فيه خيرا لهم وهناك من رد علي علي الحكيم بان البعض لا يفهمون حديث الرسول صلي الله عليه وسلم من راني فقد راني حقا فهما صحيحا . اما دعوات التفاوض فهي تنتمي الي دعوات لا الحرب التي تميز حلفاء مليشيا الدعم السريع من القوي السياسية في تقدم وصمود وقحط سابقا .
د.حسن محمد صالح
٣١ مايو ٢٠٢٥م
إنضم لقناة النيلين على واتساب