هزاع أبوالريش (أبوظبي) 
جاءت جائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي في دورتها الثانية تحت عنوان «دورة حمد خليفة أبو شهاب»، وهي في اختيار عناوين دوراتها تهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية الرائدة والمُلهمة التي أضافت الكثير إلى المشهد الإبداعي والثقافي المحلي، كما أنها في جوهر رسالتها تسعى إلى اكتشاف والاحتفاء بالشعر العربي والمواهب الشعرية في مختلف الدول العربية.


وحسب تأكيد بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، فإن الجائزة التي تم استحداثها قبل عامين جاءت دعماً وتحفيزاً للشعراء، وأن جوائز الشعر على المستوى العربي كثيرة، وبعضها يكرم ديوان الشعر، ولكن جائزة «الندوة» تكرم القصيدة نفسها، وتقدم الشاعر الذي يستحق أن ينال الجائزة بما يقدمه من محتوى ومضمون متميزين.

إضافة حقيقية 
من جانبه قال علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، الأمين العام لجائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي، إن جائزة الشعر مهمة وملهمة في الوقت نفسه، وتعتبر إضافة حقيقية للساحة الثقافية عامة، والشعرية خاصة، لافتاً إلى أن المشاركات تضاعفت في هذه الدورة قياساً للدورة الأولى، حيث بلغ عدد المشاركين 1234 مشاركاً، توزعوا على النحو التالي: 576 مشاركاً في فئة الشعر العمودي، 304 مشاركين في فئة شعر التفعيلة، و354 مشاركاً في فئة شعر النثر.

أخبار ذات صلة الشعر والعلامات المكانية في «الحيرة من الشارقة» شريان الوطن

وقد فاز في الشعر العمودي الشاعر محمد حامد عبدالله العياف، من المملكة الأردنية الهاشمية، عن قصيدته (ترنيمة أخرى لوجه الحياة).
وفي شعر التفعيلة فاز الشاعر إبراهيم عيسى محمد علي، من الجمهورية اليمنية، عن قصيدته (الأسوار). وفي شعر النثر فاز الشاعر محمد عبدالله سليمان التركي، من المملكة العربية السعودية، عن قصيدته (تعليمات الحصول على بيت شاعر). 

أسس الاختيار 
استندت لجنة التحكيم إلى مجموعة من الأسس في اختيارها للقصائد الفائزة، منها البنية والمعمار الشعري، حيث اختارت القصائد قالباً سردياً قائماً على الإرشاد التهكمي، وقد نجحت في استثمار هذا الشكل لبناء نص شعري يتخذ شكل «كتالوج» أو دليل مستخدم وجودي، إلى أن تمكّن الشعراء من خلق بنية شعرية تشكل محوراً بنائياً ودلالياً يحكم سير المقاطع، ويمنح النص طابعاً شعرياً موحداً رغم التعدد الظاهري.
وأما بالنسبة للصور والمفارقات، فبرزت قدرة القصائد الفائزة على توليد صور ومجازات مركبة تنزلق بين الواقعي والرمزي، وتمنح هذه الصور النص عمقاً تأويلياً وتفتح أبواباً لفهمه باعتباره تشريحاً شعرياً للبيت بوصفه كياناً نفسياً وسردياً وليس فقط مكانياً.
ومن حيث الانتقالات الزمكانية والانزيحات تنقلت النصوص الفائزة بين محطات الحياة، حيث تتحوّل الفقرات من مشاهد محسوسة إلى استعارات وجودية كبرى، وهذا التحول يظهر انسجاماً كبيراً بين النص والتجربة الإنسانية المُلهمة.
وتميّزت أساليب النصوص الفائزة بلغة شعرية مستخدمة ذات طابع مجازي، تمزج بين البساطة اليومية والمفارقة الرمزية، تجيد القصيدة اللعب على الإيقاع الداخلي للجُمل، وإدخال القارئ في حالة من التواطؤ الذهني مع ما يبدو مألوفاً، لكنه موشوم بالخطر والمجهول. 
في مجمل الرؤية البانورامية للجائزة والأعمال الشعرية الفائزة، عبارة عن إضافة إبداعية وتجربة شعرية أصيلة، تتفوّق في البناء والطرح، وتقدم نموذجاً ناجحاً في استثمار البنية السردية في كتابة القصيدة التي تنبض بالقلق الوجودي، وتطرح أسئلة، والتألق الإبداعي المُلهم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ندوة الثقافة والعلوم دبي الإمارات جائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي الشعر العربي

إقرأ أيضاً:

اختتام برنامج الأمسيات الشعرية في رابطة الكتاب الأردنيين

صراحة نيوز- اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش

اختتم أمس الأربعاء برنامج الأمسيات الشعرية الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته ال 39 هذا العام بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين.
وشهدت الأمسية الختامية التي أقيمت في بيت الشعر العربي بمقر الرابطة في جبل اللويبدة، مشاركة شعراء من الأردن، الجزائر، مصر، ولبنان.
واستهل الأمسية التي قدمها الدكتور حسام العفوري بالترحيب بالحضور، مبينا أهمية القصيدة المقرونة بالصورة الشعرية في إعلاء قيم الجمال..
وقرأت الشاعرة رحمة الله أوريسي من الجزائر ضيفة المهرجان قصائد” إلى عمان” التي تبين مشاعرها تجاه عمان، و”بنت البحر”، التي عبرت عن فخر الشاعرة ببلادها ، و”ظننت” التي حملت صوتا شعريا رقيقا، وقصيدة “يا رجل” التي فاضت أبياتها بأحاسيس أنثوية.
تلاها مهدي منصور من لبنان، ضيف المهرجان بقصائد :
“ليتني شجرة” التي جاءت في حب الوطن، ” تغيرت جدا” التي أهداها الى الشاعر صلاح أبو لاوي، “أنا ابن فمي”، “على أبواب مسجد”، و” وقصيدة غزلية “من عتبي عليك”، وقصيدة “لا حب..”
تبعه الشاعر الدكتور انور الشعر الذي قرأ قصيدة ” مرايا الطوفان”، التي تصف من خلال أبياتها احداث غزة، وقصيدة “عرين كنعان”
و قرأ الشاعر علي طه النوباني قصيدة “البركة” و”مزمار”، التي تميزت برمزيتها العالية، تبعه الشاعر ياسر أبو طعمة قصيدة ” يا قدس” وقصيدة “زار الخيال” الغزلية.
وفي نهاية الأمسية سلم عضو الرابطة جميل أبو صبيح برفقة الشاعر يوسف عبد العزيز الشهادات التقديرية على الشعراء المشاركين في الأمسية.

مقالات مشابهة

  • الشعر والعلامات المكانية في «الحيرة من الشارقة»
  • 30 أغسطس.. رامي صبري يستعد لحفل غنائي في دبي
  • مجيدو جامعة التقنية والعلوم التطبيقية يستعدون للعودة
  • بنك عُمان العربي يحصد جائزة وطنية تُجسد التزامه الراسخ تجاه المجتمع
  • جامعة قناة السويس تستضيف الملتقى الأول لطلاب مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية وتكرم الفرق الفائزة
  • الهندسة 97.2% والتجارة 93.4% والعلوم الإدارية 69.7%.. مؤشرات تنسيق الدبلومات 2025
  • منظمةُ العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تطلق مسابقة مدن القصائد
  • محمد الشرقي يلتقي ماجدة الكتبي الفائزة بالبرونزية في «الألعاب الآسيوية»
  • اختتام برنامج الأمسيات الشعرية في رابطة الكتاب الأردنيين