تكامل آسيا الوسطى يصب في مصلحة واشنطن
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يرى المحلل السياسي أليكس ليتل، أن منطقة آسيا الوسطى ذات أهمية من الناحية الاستراتيجية حيث أنها غنية بالموارد وبالمقومات الاقتصادية، و يمكن ويجب أن تبرز كمركز لانخراط إيجابي ومربح بالنسبة للولايات المتحدة. ويعد تأمين المعادن المهمة والوصول إلى اليورانيوم لدعم القطاع النووي وفتح أسواق جديدة أمام الشركات الأمريكية أمراً متاحاً.
وقال ليتل، هو مرشح لنيل درجة الماجستير في سياسة الأمن القومي في كلية باردي راند للدراسات العليا، ومتخصص في الشؤون الروسية وآسيا الوسطى، إن تعزيز التعاون والاتصال والمشاركة الإقليمية بين كازاخستان واوزبكستان وطاجيكستان وتركمنستان وقرغيزستان ، يمكن أن يدعم الازدهار المحلي والمصالح الأمريكية.
وأضاف ليتل، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، أن منطقة آسيا الوسطى المتحدة تقلل من احتمال رضوخها للمحاولات الروسية أو الصينية لتطبيق سياسة "فرق تسد " وتزيد احتمالات دخولها في شراكة مع الغرب لتحصل على الدعم والإلهام.
Today in Washington: Central Asia and Caucasus are interconnected, so U.S. needs a comprehensive regional approach, says @enifti @caspiancenter pic.twitter.com/hS7AfvqxsA
— Navbahor Imamova (@Navbahor) January 15, 2025 فرق تسدواتخذ تكامل الدول الخمس أشكالاً متعددة، بما في ذلك اتحاد آسيا الوسطى، الذي تأسس في عام 1993 بناءاً على طلب الرئيس المؤسس لكازاخستان نور سلطان نزارباييف. وفيما بعد، أصبح الاتحاد الاقتصادي لآسيا الوسطى، الذي ظل قائماً من عام 1994وحتى عام 2004 بدون عضوية تركمنستان فيه.
وسعت الولايات المتحدة أولاً لإضفاء الطابع الرسمي على التعاون مع هذه الدول الخمس من خلال القمة الدبلوماسية السنوية بصيغة +5 1 لتعزيز العمل الجماعي في عام 2015. وفي الوقت الذي تستعد فيه إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لدخول البيت الأبيض، يتعين عليها دعم تكامل آسيا الوسطى وتمكيته.
كان نزارباييف، الذي سوف يحتفل بعيد ميلاده الـ85 في وقت لاحق العام الجاري، أدرك هذا في عام 1992،حيث طرح الخطوط العريضة لسياسة متعددة التوجهات بوصفها أمراً ضرورياً لكازاخستان والمنطقة ككل. ويواصل خليفته، الرئيس قاسم جومارت توكاييف انتهاج هذه السياسة.
وتستطيع دول آسيا الوسطى المتكاملة محلياً، من خلال تعاون أكبر فيما بينها وبين الولايات المتحدة، أن تنتهج سياستها المشتركة على نحو أكثر كفاءة. ولايمكن تجاهل جاراتها، روسيا والصين وإيران وأفغانستان. وبالأحرى، يتعين على الدول أن توازن دبلوماسياً المصالح المباشرة لهذه الدول المجاورة مع كل منها الأخرى، بينما تجتذب في نفس الوقت الاستثمارات الأوروبية والأمريكية.
ولايمكن لهذه الدول الـ5 الاستفادة من حيادها إلا إذا قامت بتنويع الشركاء وتعزيز هوياتها الوطنية من خلال تحقيق التوازن في علاقاتها مع القوى الخارجية . ويتطلب هذا أكثر من مجرد تعاون سياسي رسمي.
????#Kazakhstan ????????????
Le Kazakhstan : une diplomatie pragmatique et « multi vectorielle »
Le pays d'Asie centrale joue en effet depuis plusieurs années un jeu d'équilibriste, nouant des partenariats stratégiques avec de nombreuses puissances...
????THREAD???? 1/21⬇️ pic.twitter.com/hqtQPdlHda
ويوفر التعاون الثقافي والاقتصادي، من خلال المنظمات الحكومية الدولية، مثل منظمة الدول التركية و المؤتمر الخاص بالتفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، منتدي قيما لتعاون واسع النطاق بين الحكومات والمؤسسات التجارية والمجتمع المدني في المنطقة.
وتتطلب أي وحدة أكبر بين دول آسيا الوسطى تحسينات في البنية التحتية واللوجستيات وتقليص الضوابط على الحدود وخفض الرسوم، ولوائح ومعايير منسقة. وعلاوة على ذلك ، تتطلب التجارة بين الولايات المتحدة وآسيا الوسطى طرقا موثوقة وأمنة.
ويوفر الممر الأوسط، الذي من المخطط له أن يمتد عبر سهول آسيا الوسطى وبحر قزوين وجبال القوقاز والبحر الأسود، هذه الفرصة.
وفي ظل الاضطرابات التي تشهدها طرق أخرى للتجارة، مثل تلك التي يتسبب فيها المتمردون الحوثيون للسفن المارة عبر البحر الأحمر أو روسيا، يصبح الممر الأوسط خياراً جذاباً على نحو متزايد عندما يكون متاحاً، ويمكن أن تشارك الشركات الأمريكية في تحقيق ذلك.
ويواجه تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة ودول آسيا الوسطى العديد من التحديات. أولها أنه إذا لم يؤكد على التعاون، سوف تتسبب الروابط مع أمريكا في تعقيدات في العلاقات مع روسيا والصين. ولا يتعين النظر إلى واشنطن على أنها تحاول اقتلاع نفوذ موسكو وبكين في آسيا الوسطى وتحل محلهما.
#China is using trade as a vital means to dominate Central Asia and enrich itself. The #USA must end its neglect of the region and start competing there. @realDonaldTrump@elonmusk #uzbekistan #Kazakistan #tajikistan #Turkmenistan #Kyrgyzstan https://t.co/K1l5z5rsJ2
— Zalmay Khalilzad (@realZalmayMK) January 13, 2025غير أن واشنطن يمكن أن تقدم فرصة لدول آسيا الوسطى لتكون لديها خيارات أكبر متنوعة في السوق العالمي، وتساعد على منع أي دولة من بسط الهيمنة اقتصاديا على آسيا الوسطى.
وعرقلت القيود التجارية العتيقة التي تعوق المشاريع طويلة الأمد، وتحديداً تعديل جاكسون فانيك، التعاون بين الولايات المتحدة وآسيا الوسطى.
وكجز من قانون التجارة لعام 1974، الذي تبناه الكونغرس ووقع عليه إنذاك الرئيس غيرالد فورد ليصبح قانوناً، منع هذا التشريع إقامة علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الاقتصاديات التي لا تتبنى مبادئ السوق الحرة وقيدت حقوق الهجرة، بما في ذلك الاتحاد السوفيتي.
LAVROV: GREATER EURASIAN PARTNERSHIP NEEDS TO BE EXPANDED
The partnership enable us to pave the way for more efficient ways of economic exchanges, the Russian foreign minister said.
It encompasses a range of promising projects, such as the Belt and Road Initiative, the Northern… pic.twitter.com/HCufpIMO98
وبينما احتفظ الاتحاد السوفيتي لفترة طويلة الأمد بسياسة تقييد الهجرة للخارج بشكل صارم بصفة عامة، أدت سياساته الرافضة للسماح لسكانه من اليهود بالهجرة بينما يسحق في الوقت نفسه أي وكل التعبيرات العامة عن اليهودية، إلى نمو حركة لتحرير اليهود السوفييت، أسفرت في نهاية المطاف عن تمرير تعديل جاكسون فانيك. وفي نهاية المطاف، تم رفع الستار الحديدي في عام 1989 واستطاع أخيراً معظم اليهود من الاتحاد السوفيتي الذين كانوا يناضلون للخروج، المغادرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي نهاية المطاف، تم رفع الستار الحديدي في عام 1989 واستطاع أخيراً معظم اليهود من الاتحاد السوفيتي الذين كانوا يناضلون للخروج، المغادرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
وعندما انهار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 ألغت كازاخستان، إبان حكم نزارباييف، القيود على الهجرة إلى خارج البلاد، وتخلت بسرعة عن الموقف القمعي للاتحاد السوفيتي المعادي للأديان، وسعت لترسيخ التسامح الديني. وافتتحت مؤتمر زعماء الديانات العالمية والتقليدية في عام 2003.
وفي نفس الوقت، كانت اوزبكستان أكثر تقييداً في هذا الصدد حتى وفاة أول رئيس لها إسلام كريموف في عام 2016 وفي ظل التقدم في المنطقة وإمكانية تعزيز تجارة قوية، يعد تعديل جاكسون فانيك الآن عقبة أمام إحراز تقدم في المستقبل كان يتعين إزالتها منذ فترة طويلة.
ويتعين على إدارة ترامب المقبلة أن تشجع كازاخستان واوزبكستان على أخذ زمام المبادرة للتكامل، نظراً لأن الدولتين تعتبران نفسيهما زعيمتين إقليمتين. ويتعين أيضاً الترحيب بانضمام دول أكثر توجساً إزاء علاقاتها مع الولايات المتحدة، مثل طاجيكستان وتركمنستان. ووسط غزو روسيا الوحشي لأوكرانيا والصراعات المستعرة في الشرق الأوسط والتوترات المحيطة بالصين، تم إغفال آسيا الوسطى رغم قربها من كل المناطق الثلاث.
واختتم ليتل تقريره بالقول إنه بينما تتمحور سياسة خارجية أمريكية واقعية، من المرجح أن تظهر مجدداً إبان إدارة ترامب، حول الحفاظ على العلاقات مع القوى العظمى، فإنه يتعين على واشنطن أن تعترف بالأهمية الاقتصادية واللوجستية للمنطقة. والآن هو الوقت المناسب بالنسبة لواشنطن لتتخذ تدابير استباقية لتعزيز التقدم صوب آسيا الوسطى الأكثر تكاملاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة دول آسيا الوسطى العديد من التحديات الولايات المتحدة رابطة آسيان البحر الأسود بین الولایات المتحدة الاتحاد السوفیتی آسیا الوسطى من خلال فی عام
إقرأ أيضاً:
المصارع المصري كيشو يثير الجدل..ويعلن تمثيل الولايات المتحدة
أثار المصارع المصري محمد إبراهيم "كيشو"، الحاصل على برونزية أولمبياد طوكيو 2020، جدلا واسعا من جديد، بعدما كشف الثلاثاء، عن اتخاذ "الخطوة الأولى" نحو تغيير ولائه الرياضي، للدفاع عن ألوان الولايات المتحدة.
ونشر كيشو (27 عاما)، الذي كان قد أعلن اعتزاله في وقت سابق من هذا العام بعدما تصدر العناوين في أولمبياد باريس 2024 بعد احتجازه لفترة وجيزة في مزاعم "تحرش جنسي" قبل إطلاق سراحه "لعدم كفاية الأدلة"، صورا لنفسه في حسابه على فيسبوك وهو يتدرب في منشأة أميركية والعلم الأميركي في الخلفية.
وعلّق كيشو على المنشور بقوله: "الخطوة الأولى".
وكان كيشو، الذي خرج من الأدوار الأولى في باريس، قال سابقا لوسائل إعلام مصرية إنه اعتزل بسبب ما وصفه بنقص الدعم المؤسسي ومحدودية المكافآت المالية وعدم كفاية التقدير الذي يسمح له ببناء حياة أسرية مستقرة.
وفي رده على متابعين غاضبين من قرار تغيير الولاء الرياضي قال كيشو على فيسبوك: "مصر بلدي، اتولدت وكبرت فيها ولن أنسى طبعا".
وحين سُئل عما إذا كان لا يزال ينافس لصالح مصر، قال "أنا اعتزلت اللعب في مصر".
وفتح عشاق الرياضة النار على الاتحاد المحلي للمصارعة الذي طالته انتقادات على مدار العقد الماضي جراء اعتزال عشرات المصارعين البارزين قبل الأوان بسبب الإصابات أو السفر لتمثيل دول أخرى لقلة الدعم وهو ما ينفيه الاتحاد المحلي بشدة.
ومن المصارعين الذين تحولوا للدفاع عن ألوان دول أخرى مثل فرنسا إبراهيم غانم "الونش" ومحمد عصام السيد وأحمد فؤاد بغدودة، كما اعتزل أحمد إبراهيم عجينة وسارة جودة وغيرهم بسبب إصابات مزمنة في الرباط الصليبي وغضروف الركبة.
وبموجب الميثاق الأولمبي، يتعين على الرياضيين الراغبين في تمثيل بلد جديد الانتظار عادة لمدة ثلاث سنوات من تاريخ آخر مشاركة لهم مع بلدهم السابق في مسابقة دولية معترف بها.
ويجوز التنازل عن فترة الانتظار أو تقصيرها بموافقة اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي المعني، واللجنة الأولمبية الوطنية الجديدة.