موقع النيلين:
2025-07-31@23:56:52 GMT

آخر المعارك المصيرية

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

مطلع هذا العام 2025، سيتذكره التاريخ السوداني طويلاً، لأحداثٍ رمزية تمخضت عن هزيمة مليشيات “الدعم السريع” في عدة محاور على ميدان القتال ، هي هزيمة لـ ميليشيات وتنظيمات، ولمشروع إقليمي ضخم ذي امتدادات وعلاقات ومصالح دولية كبرى.
ويشهد مسرح الأحداث آثار هذه الهزيمة في الموقف الأمريكي المتمثل في العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة على رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش “البرهان”، وحملات التحريض العنصري التي نفذتها قيادات حلف “تقدم” ونتج عنها استهداف الجالية السودانية بدولة جنوب السودان .

منذ العام ٢٠١٩م، كان السودان دولة “مختطفة” أو “رهينة” ، وبكل الأحوال “شبه دولة” سياسياً، واقتصادياً وسيادياً، والآن يعيش حرباً طاحنةً، وتدخل فيها سياسياً وأمنياً غالب دول المنطقة، واختلفت قوة الأطراف داخلها بحسب المراحل الزمنية.

السودان اليوم ساحة صراع دولي واقليمي، هذه حقيقة اكتشفها السودانيين اثناء الحرب وربما قبل اندلاعها، ولكن ما يحتاجونه الآن هو مجاراة فرحتهم والأمل الكبير الذي سكنهم، بعد أن رأوا ما لم يتحقق في قرابة عامين، وتركهم نهباً للفراغ، يُنجز مضاعفاً في أسابيع ،بتحقيق انتصارات مفصلية على العدوان المليشي ، وبالتالي المضي قدماً في هزيمة مشروع دولي يستهدف سيادة البلاد .

الموقف الامريكي ضد رئيس مجلس السيادة ،هو (انتصار)، لأنه سيدفع الدولة لأن تبدأ طريقاً جاداً في العودة لنفسها ولشعبها، والتوقف عن مطاردة سراب الانخراط في الحلف الغربي.
العقوبات الأمريكية على رئيس مجلس السيادة والتي جاءت رغم مواقفه المهادنة للمشروع الغربي في السودان ، تعتبر نقطة حاسمة ستغلق الباب أمام انتظار رضا “الأمريكان” ورفع العقوبات التي فرضت ابان نظام “البشير” ، الشعب السوداني جدير بمستقبلٍ زاهٍ لا تتحكم فيه أي محاور إقليمية.

أدرك السودانيون مبكراً، وقرأوا جيداً من كتاب التجارب الإقليمية ، والانظمة الحاكمة التي رهنت قرارها الوطني لمصالح حلفاءها الدوليين،أن الأنظمة التابعة لا تستطيع أن تبني تنمية، ولا تستطيع أن تحارب وتنتصر، ولا تستطيع أن تُشيد أوطاناً.

الحاضنة السودانية أدت دورها بإتقان، و أنتجت مشهداً تاريخياً أبهر العالم، حين انخرطت في صفوف معركة الدفاع عن السيادة ، وما زالت تقاوم لتفتح الطريق الى سودان الغد ، وكان أفضل ما فيه جرأة مواجهة استقواء الداخل بالخارج في الصراع الداخلي المدمر للوطن والدولة والمجتمع.

وفي ذات الوقت، دولياً.. لا يمكن الاستغناء عن السودان ، فهو مفتاح أفريقيا منذ القدم، ، بالنسبة للاستراتيجيتين الغربية والشرقية ، فمسألة ركنه في درج النسيان كما يلوح الغرب غير حقيقي ، السودان منطقة جيوسياسية مهمة للجميع ، وبات لزاماً على القيادة الاتجاه نحو الحلف الذي يضمن مصالح بلادنا داخلياً وخارجياً.

يجب أن يدفع الموقف الأمريكي المفعم بالابتزاز ، قيادة الدولة إلى وضع يدها مع الشرقيين ، (تركيا وإيران وروسيا)، فقد كان السودان مزدهراً في حقبة سابقة ، استخرجت “الصين” البترول ، وبالتالي انتعشت البلاد اقتصادياً، وبلغ سعر الدولار جنيهين، أما (روسيا وإيران) فقد ساهمتا في تطوير الترسانة الحربية السودانية ، التي ظهرت في مصانع السلاح التي كانت تحقق اكتفاء ذاتي للجيش السوداني ، ودمرتها مليشيات التمرد أثناء الحرب .

آن الأوان لأن تتخلى القيادة السودانية عن مواقفها الضبابية وسياسة الامساك بالعصا من المنتصف ، وأن تخرج للعالم في موقف جريء يعبر عن دولة قوية ذات سيادة ، وليس نظام مفكك يلهث طالباً رضا المستعمر .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

سأحدد متى ستكون لحظة المواجهة مع مناوي

لا تخرجوا حديث مناوي عن سياقه.
مع ذلك سأحدد متى ستكون لحظة المواجهة مع مناوي.
أدنى هذا البوست ستجد الرابط كاملا لحديث مناوي، من 11 دقيقة فقط ، ان إستمعت اليه بذهن مفتوح ستجد ان الرجل لا يقصد حرفيا ما قاله وما بدر منه ، نحن نكتب في العام، بالتالي ازعم أن لدي مهارة ان تعرف طبائع البشر وطريقة ما يدور في عقلهم الباطن فما الذي قاله مناوي وأحدث كل هذه الجلبة :
مناوي ذكر في حديثه ولفت نظر الرباعية ان الدعم السريع ليس هو منظومة للشعب السوداني.
طالب الاتحاد الافريقي بادانة حكومة تأسيس.
طالب الجامعة العربية بادانة الامارات.
ذكر ان التكاتف للسودانيين هو الذي اخرج “الدعم السوداني” من الخرطوم وأخرج الدعم “السوداني” من الجزيرة، هو يقصد الدعم “السريع” ولكن هذه هي طريقته في الكلام.
حيا صمود الفاشر وقال ان هناك برود في الحرب في دارفور.
الحقيقة انه على قيادة الجيش تنوير مناوي، بما انه هناك تفاصيل عسكرية لا تقال في الهواء الطلق وفي العلن بل لا تقال حتى لمناوي، ولكن على قيادة الجيش تنوير مناوي بالممكن والمسموح به من المعلومات عن تسلسل العمليات العسكرية ، يجب الشرح لمناوي عن العمليات التي تمت في جبل موية من حيث تكسير قوة العدو قبل انهياره لاحقا ، وأن هذا ما يفعله الجيش في محور كردفان.
ذكر مناوي ان الشعب السوداني وقف حبا للوطن وليس لتنظيم معين! ، الحقيقة هي ان البرهان يقرب جبريل ليتقوى بالاسلاميين ويقرب مناوي ليبعد شبح الاسلاميين، شغل البيضة والحجر واللعب برؤوس الثعابين، البرهان يريد أن يقول للخارج انا مع الجزء المعتدل في الحكومة والباص الذي لعبه مناوي بذكره جملة تنظيم معين يجب ان يفهم في هذا السياق لا اكثر.
الفقرة التي اثارت الجدل والتي فلتت منه عن الاتصال بالدعم السريع هي نتيجة تأثير البرهان عليه من جهة، وتأثير اتصالات، عبد الرحيم دقلو و محمد عيسى عليو والامارات -عبر تشاد – المستمرة به لإغوائه وتشجيعه على الخلع عن الجيش ولكن مناوي رجل براغماتي وغير متهور وصراحته تفيدنا جدا عكس قيادة الجيش التي لا تطلعنا على عروض وفود الدول الاقليمية لنعرف افضل الفرص التي يتوجب اقتناصها فقادة الجيش سياسيا هم ضعفاء جدا.
النقطة الأهم الأخرى التي ذكرها وهي ستفيد جدا انصار دولة البحر والنهر هي قوله” نحن احرار في جغرافيتنا وشعبنا” اي نتصل بمن نشاء من مكونات دارفور ، والحقيقة أنني قلت كثيرا ان جبريل وحدوي و لكن مناوي انفصالي ، هو يريد فقط جمع اكبر قدر من الثروة قبل ان تتيح له الظروف اعلان الانفصال بشمال دارفور على الأقل او دارفور كلها بشراكة مع الرزيقات وهو حق مشروع بالمناسبة ولدي في تعضيد هذا الرأي قرينتين:
الأولى ما ذكره قبل اسابيع في دنقلا ولم يلتفت اليه الناس كثيرا حيث ذكر ” ان الخلاف الحدودي مع الولاية الشمالية لم يكن كبيرا في ابوجا 2005مـ بل فقط 17 او 18 كيلومتر في الحدود بي الولايتين عند خط وادي العطرون” ولعمري رجل يركز على الحدود بالمتر والكيلومتر في منطقة صحراوية قاحلة وجافة لهو رجل دولة يخطط لجغرافيا دولته بدقة وحب كبيرين.
القرينة الثانية هو تكراره المستميت حول أحقية شمال دارفور بالإطلالة على المثلث وعلى ليبيا “هو زول تاجر” في جبل عوينات ونزع ذلك عن الولاية الشمالية رغم تبعية المثلث التاريخية للشمالية” ، الحقيقة ان الانقاذ نفسها من مهدت لذلك في احدى التقسيمات الادارية تبعت المثلث لشمال دارفور قبل ان تتراجع عن ذلك.
بعد كل هذا ما الحل اليوم؟؟؟
ما هي افضل الطرق للتعامل مع مناوي؟
أولا : بما ان الرجل حارب مع الجيش وقدموا شهداء ، يجب الوفاء بالعهود، انا هنا وقبل شهر من التعيينات الوزارية كنت طالبت بمنحهم وزارتي المالية والمعادن وهو ما تم بعد لت وعجن لم يكن له من داعي طالما النص موجود فهو ملزم.
ثانيا : تكثيف الحشد العسكري والاعلان ان هدف الجيش والمشتركة هو دخول الفاشر والجنينة فقط اي شمال وغرب دارفور فقط وليس اقليم الضعين – كاودا هذا هو اقليم كردستان السودان الذي علينا صنعه ، ان لم تخرج حواضن العطاوة عن حكم ال دقلو وتتمرد عليهم اذ على الجيش ان يقترب فقط من الضعين ومن حدود هذا الاقليم دون دخوله فان رأى تمردا وانسلاخ وانضمام له واصل والا فمن الصعوبة الدخول لهذا الإقليم الحقيقة هي انه اغلب الناس هناك مع رواية الدعم السريع والقضية المزعومة.
أهمية اعلان ان الجيش والمشتركة هدفهم شمال وغرب دارفور فقط ذلك سيقلل من مقاومة الرزيقات لهم والحقيقة انه يجب تقسيم دارفور الى اقليمين شمالي وجنوبي اي نقاتل نساعد في نقل قوات مناوي والمشتركة الى شمال ومدن دارفور ثم بعد ذلك ننظر في وحدة السودان بالتراضي بعد ان ينتخب الناس رؤساء محلياتهم وبلدياتهم وحكام الاقاليم السبعة مع وضع حق تقرير المصير لكل الاقاليم مجتمعة او منفردة لتكون الوحدة طوعية او فراق بإحسان.
الخلاف مع مناوي اين سيكون؟؟؟
الخلاف مع مناوي، ابدا، لم أكن أراه انه سيكون في وزارة اومنصب لذلك طالبت بإعطائهم وزارة المعادن، الخلاف، الكبير، والخطير والمزلزل، القادم هو سيكون عند عندما تحين لحظة دمج قواته لمناوي في الجيش أي ال DDR، يستحيل إرضاء مناوي ، هو سيطالب بأربعمائة رتبة فريق اول ومثلها رتبة فريق و ثلاثمائة رتبة لواء و دائما ما يذكر ان لديه من اولادهم مثقفين في فرنسا يجب ان يعينوا سفراء واذا كانت عدد سفارات السودان 150 هو سيطالب بتعيين ثلاثمائة! سفير من خاصة اهله الزغاوة دون سائر اهل السودان، والحال كذلك نأخذها من قصيرها، نقاتل معه حتى ادخال ووضع قواته في أماكنها الصحيحة بشمال دارفور وهو عليه ان يستفتي اهله ويستعد ليكون رجل دولة في دولة ،مجاورة، صديقة، ننشر معا ملايين اشجار النخيل على حدودنا معه بين الولايتين الشمالية وشمال كردفان وشمال دارفور بحيث يتحرك عابر الطريق بعربته على طريق زراعي مسفلت بين الدولتين عبارة عن جنة خضراء بين البلدين وتختفي التاتشرات اللهم الا شاحنات ال نصف نقل المحملة بالتمور والقمح والمانجو والبرتقال وشمال دارفور يصلح فيها القمح والبرسيم كما مناخ الشمالية وشمال كردفان.
هذا هو الطرح العقلاني لتفكير رجال الدولة ، الانفصال بإحسان وان نكون خير الجيران، وليس الطرح العنصري لشباب النهر والبحر، فكرتهم جيدة ولكن أسلوبهم منفر و عدواني، لقد خلق أيا منا بلونه ودينه ومعتقداته والكل يعتز بهذه الصفات فلم العنصرية والشتائم تجاه اهل دارفور يا هؤلاء؟!.
كل القصة ان السودان دولة مصنوعة، صنعها المستعمر ويجب اعطاء حق تقرير المصير للجميع وليس للاقاليم الطرفية فقط بل يكون حق للجميع ليكون الفراق حضاري وباحسان، فراق خير الجيران.
ثم أنه كانت بيينا عشرة عقود من السنوات، فقط منذ ١٩١٦م يوم أضاف وضم الانجليز دارفور للسودان صحيح هي ليست فترة كثيرة قياسا بأعمار الدول، ولكنها كانت حافلة بالأحداث، كانت حميمية ودافئة، وأيضا متحاربة ودامية.
فترة “كانت” في دولة واحدة، وبيننا ، لا زال، وسيظل، لغة واحدة ومطبخ واحد وزي واحد ولهجة واحدة وفن واحد ودين واحد، كل ذلك سيسهل التجارة البينية بين السودان واقليمي، أو دولتي دارفور، و بأكثر بكثير مما صار من حسن جوار بين السودان وجنوب السودان.
طارق عبد الهادي
٢٩ يوليو 2025م.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
  • تعرف على آخر تطورات المعارك الحربية في الفاشر
  • عناوين الصحف السودانية الخميس 31 يوليو 2025
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025
  • سأحدد متى ستكون لحظة المواجهة مع مناوي
  • حريق جزئي بمركز كونترول “الشهادة السودانية”.. و”التربية” توضح
  • رئيس مجلس السيادة يلتقي “محمد بلعيش” ممثل الاتحاد الأفريقي بالسودان
  • أمام رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة .. الوزراء و وزراء الدولة يؤدون القسم
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025