الأسبوع:
2025-12-12@10:08:05 GMT

الصمود انتصار

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

الصمود انتصار

يمكننا أن نعدد عشرات الأسباب والشواهد التي تدلل على أن المقاومة الفلسطينية انتصرت على العدو الإسرائيلي، رغم كل عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها في غزة، ورغم هذا الدمار الهائل وغير المسبوق في التاريخ الذي قتل فيه مجرمو الحرب كلَّ أشكال الحياة في قطاع غزة بحثًا عن تحقيق انتصار وهمي على أبطال الصمود.

ولكن 470 يومًا في تاريخ أمتنا العربية هي الشاهد الأعظم على أن الصمود وحده هو الانتصار، رغم كل الدمار، ورغم تحالف الظلم والجبروت والكذب والخداع الذي جمع كلَّ العالم تقريبًا ودون مبالغة في مواجهة 30 ألف مقاتل.

علينا أن نبدأ مع علماء الاجتماع دراسةَ الإجابة على أسئلة من نوع: كيف لم ينكسر هؤلاء؟!!.. ومن أين أتوا بكل هذا الصمود الذي لا يمكن أن يخضع لتقييم العقل أو معايير العلوم العسكرية أو السياسية أو النفسية؟!!.. فعلى الرغم من مئات الآلاف من أطنان القنابل التي أُلقيت على أصغر ميدان حرب في التاريخ والتي استقبلها الأبطال برؤوسهم، وصدورهم، وأولادهم، وإخوتهم، وأخواتهم، وزوجاتهم، وآبائهم، وأمهاتهم، ومعلميهم، وعلمائهم، وقادتهم، وزروعهم، وطيورهم، وكل ما هو حي على أرضهم، فإنهم أقبلوا واستُشهدوا وما بقي منهم شاهد على هذا الجحيم، لم يرتعدوا ولم يتوارَوا ولم يتخفَّوا من جحيم العالم الذي فتحه اليهود، وتفرج عليه الأهل وشركاء الدين والوطن وكأنهم يفرحون ويمرحون لأن رموز الصمود والتحدي والرجال يموتون ليبقوا هم بلا وصف في كتب اللغة في استمتاعهم وتلذذهم بتقبيل أيدي المجرمين.

الصمود الذي كان عنوانًا في 470 يومًا، لابد أن التاريخ خصص له صفحات لم يكتب فيها أحدٌ من قبل، بل كتبت فقط المقاومة الفلسطينية بأسطر من نور أسماءَ شهداء وأبطال تحت الأرض وفوق الأرض جوعى ومرضى، ولكنهم أقوياء كالصخور لا تجرؤ أطنان القنابل على أن تكسر صمودَهم أو رجولتهم. إنه الإيمان بالتاريخ والوطن، وقبل ذلك وفوق كل ذلك الإيمان بالله.

الدرس الذي تعلَّمناه من الأبطال، أن الأوطان لا يحميها إلا الرجال، وأن التاريخ تصنعه المقاومة، وأن الحقيقة هي أن الانتصار هو الصمود، وأن الهزيمة هي الانكسار. والوجوه التي خرجت تفرح وترفع رايات النصر من بين أنقاض غزة لابد أن يسجل من تحت أقدامها رواةُ العصر آلافَ الروايات، وملايين الحكايات التي تسطر كيف أن طفلًا لم يتجاوزِ العاشرة من عمره يتحدى أحط مجرمي العالم، رغم أنه فقد الأب والأم والعائلة، وكيف أن الرعب كان يقتل نتنياهو وأتباعَه رغم أنهم يملكون أقوى وأحطَّ أسلحة الكون.. الروايات سوف تتحدث عن الصخور والأنقاض كيف حمت واحتضنت ضلوعَ أبطال ظلوا يتربصون ويختطفون من الموت لحظات ذهبية كي يقتلوا عدوًّا قبل أن يسلموا أرواحهم إلى خالقها.

سوف تحكي روايات غزة أن العالم، كل العالم، قد تواطأ لكي يقتل أطفالنا هناك جوعًا ومرضًا وحصارًا، ولكنِ الحقيقة أن إسرائيل قد سلَّمت بكل ما أراد الأبطال، فلم يقتلوا حماس ولم ينهوها ولم يقضوا عليها، بل باعترافهم تجددت حماس.. ولم يخرجوا كثيرًا ببنادقهم، بل تجرَّعوا الذل والمهانة حتى يتسلموا أسراهم.. ولم يمكثوا كملوك بني إسرائيل في أرض غزة، بل انسحبوا صاغرين.. ولم يغيِّروا خريطة الشرق الأوسط، بل ستغيِّر الانقسامات حكومةَ مجرم الحرب، وتضعه في قاعات الزنازين بدلًا من كرسي الحكم. إنه الصمود الذي يعني انتصارًا.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة

كشف الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر، الذي عقد بعنوان: "نحو تعاون أوثق – الانشاءات والطاقة"، في أثينا – اليونان، بمشاركة وفود من 17 دولة عربية تمثل رؤساء شركات ورجال اعمال ومسؤولين، بالإضافة إلى حضور 180 رجل أعمال يوناني يمثلون رؤساء شركات ومسؤولين، إلى جانب حضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في اليونان، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن إطلاق اتحاد الغرف العربية أربعة مبادرات للتعاون بين العالم العربي واليونان "المبادرة الأولى تقوم على بناء جسور بين العالم العربي واليونان من أجل التعاون في مجال إعادة الإعمار، حيث هناك مبالغ مرصودة تقدّر بنحو 450 إلى 500 مليار دولار للدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار".


وتابع: "أما المبادرة الثانية فتقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، من خلال التشبيك بين الشركات الموجودة في العالم العربي واليونان، وذلك عبر التنسيق والتشاور بين القطاع الخاص من كلا الجانبين ولا يسما بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية اليونانية".


وتقوم المبادرة الثالثة وفق أمين عام اتحاد الغرف العربية على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه، حيث أنّ الدراسات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 30 في المئة، وفي حال نجحنا في إدارة هذا الملف بالشكل المطلوب فإننا سنتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب في ملف إعادة الإعمار.


أما المبادرة الرابعة والأخيرة المقترحة من جانب اتحاد الغرف العربية، بحسب الدكتور خالد حنفي، فتقوم على تحالف لوجستي وإنشاء موانئ محورية تقوم على مبدأ التعاون لا التنافس وذلك ضمن منظومة متناغمة تكون اليونان محطة محورية فيها بالشراكة مع الموانئ المحورية المتواجدة في العالم العربي، ومنها قناة السويس التي تقوم من خلال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع بجهود جبارة وقد تجلى ذلك في الفترة الأخيرة من خلال الأزمة التي شهدها البحر الأحمر، مما ساهم في القاء ربط مصر والعالم العربي بجميع دول العالم.
 

رجال الأعمال تطالب بحوافز لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الزراعةمصرف المركزي القطري يخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة في 2025

وتابع: "إننا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة، نحتاج إلى شراكة مبنية على الابتكار والمسؤولية المشتركة، تضع الإنسان والبيئة في صميم المعادلة الاقتصادية، وتُحوّل التحديات إلى فرص نمو مشتركة".


وخلال كلمة لأمين عام الاتحاد، بصفته منسّقا ومديرا لجلسة بعنوان: "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر"، شدد على "أننا نحن نجتمع اليوم في لحظة مفصلية، حيث تتلاقى ثلاث قوى تشكل مستقبل الاقتصاد: الطاقة والبناء والتحوّل الرقمي من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نموًا بنسبة كبيرة، حيث تأتي المنطقة في طليعة الاستفادة من هذه التقنيات، خصوصا وأنّ التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي مع تعزيز المرونة المناخية قد يضيف ما يصل إلى232 مليار دولار إلى الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2035.

وهناك شركات كبرى في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت فعليًا في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل القلق المتزايد من الاستهلاك المتنامي للطاقة نتيجة للنمو السريع في مراكز البيانات، وهو ما يُلقي بظلاله على الطلب الكهربي مستقبلا".


وأضاف: "أما في قطاع البناء، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل تصميم المباني، التكلفة، الصيانة، وحتى استهلاك الطاقة. كما أن التحول الرقمي في البناء من خلال الذكاء الاصطناعي يفتح فرصًا للشراكة بين القطاعين العربي واليوناني، سواء في البنية التحتية أو في بناء المدن الذكية ومستدامة".

ودعا إلى أهمية الاستفادة من خبرات اليونان، وكذلك من قدرات الدول العربية، لبناء نموذج تعاون مستقبلي يُسهم في التنمية الخضراء والرقمنة. 

ومن هذا المنطلق على القطاعين العام والخاص في اليونان والعالم العربي، التفكير في إطلاق مبادرات ملموسة ومشاريع تجريبية في مجالات الطاقة والبناء الذكية، بما يرفع من مستوى العلاقة القائمة بين الجانبين العربي واليوناني من إطارها التقليدي القائم على التبادل التجاري، إلى الشراكة الاستراتيجية بما يساهم في تحقيق التطلعات المشتركة.

طباعة شارك المنتدى الاقتصادي الذكاء الاصطناعي التحوّل الرقمي البنية التحتية

مقالات مشابهة

  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ميسي يسطر التاريخ في الدوري الأمريكي
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • بين الواقع والطموح.. التاريخ يمنح السعودية الأفضلية أمام فلسطين قبل موقعة كأس العرب
  • نجوم العالم للملاكمة يعلنون الجاهزية لـ«ليلة الأبطال»
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • خدمة كوبرنيكوس: 2025 يحتمل أن يكون ثاني أو ثالث أعوام العالم الأعلى حرارة في التاريخ