فرحة سائقي شاحنات المساعدات بدخولهم قطاع غزة بعد طول انتظار
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
رفح (أ.ف.ب)
ببطء تعبر قافلة طويلة من الشاحنات المحمّلة سلعا وبضائع مختلفة بوابات معبر رفح المصفّحة لدخول قطاع غزة الأحد إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بعد حرب تعرّض خلالها القطاع الفلسطيني لقصف إسرائيلي عنيف ومدمّر.
ينتظر السائقون الحصول على إذن لدخول قطاع غزة الذي يعاني سكانه الجوع لتسليم مواد غذائية ومساعدات طبية والوقود بعدما عبروا نقطتي العبور الإسرائيليتين في العوجة-نيتسانا وكرم أبو سالم.
ولم يعد السائقون إلى ديارهم منذ أشهر خوفا من أن تُنهب البضائع المحمّلة في شاحناتهم والتي ينبغي عليهم إيصالها إلى القطاع المحاصر الذي كان يقيم فيه نحو 2,4 ملوين شخص قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
في ذلك اليوم شنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أوقع 1210 قتلى من مدنيين وجنود إسرائيليين. وكان الردّ الإسرائيلي صاعقا مع حملة عسكرية عنيفة ألحقت دمارا هائلا وأوقعت نحو 47 ألف قتيل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
والعائدون منهم يرفعون شارة النصر ويطلقون العنان لأبواق شاحناتهم تعبيرا عن فرحتهم بإنجاز المهمة.
وقال عصام الدسوقي وهو من مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل لوكالة فرانس برس “منذ أشهر ونحن نأكل وننام ونستحمّ في شاحناتنا بانتظار اللحظة التي يقولون لنا فيها إنّ بإمكاننا الدخول”.
أما محمد أبو المعاطي الخمسيني من الإسماعيلية في شمال شرق مصر فقال “أنا فخور جدا بتمكّني من إنجاز المهمة”.
– أولى ساعات الهدوء –
ومنذ أشهر وهؤلاء السائقون يسمعون دويّ القصف المزلزل من الجانب الآخر للحدود.
والسبت، عشية بدء سريان الهدنة، “سمعتُ قرابة الساعة الثانية فجرا ضربة قوية رجّت الشاحنة فقلت إنّ الصبح لن يطلع علينا”، بحسب ما أوضح الدسوقي.
وقضى السبت خمسة أفراد من عائلة نازحين في ضربة أصابت خيمتهم في خان يونس في جنوب قطاع غزة، على ما أفاد الدفاع المدني في القطاع.
وقال عامل في منظمة إنسانية عند الحدود منذ بدء النزاع “إنها المرة الأولى التي يكون فيها الوضع بهذا الهدوء”.
وتحدث سعد إسماعيل رخا البالغ 63 عاما والذي قال إن لديه أقارب في غزة، عن شعور بالعجز التام كان ينتابه إزاء ما كان يتعرض له الفلسطينيون.
وقال لوكالة فرانس برس “في كل مرة أشعر فيها بالجوع أتصور ما قاسوه في الجانب الآخر من الحدود”.
وأضاف “نحن مستعدون لفعل أي شيء لمساعدة إخواننا في غزة”.
وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس على الجانب المصري من الحدود مع غزة مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية تنتظر في رفح وحول العريش، على بُعد حوالى 50 كيلومترا إلى الغرب من القطاع.
– أطفال يركضون وراء الشاحنات –
ويقود ناصر أيمن نصر البالغ 22 عاما شاحنة والده منذ أربع سنوات بين الشرقية في دلتا النيل وغزة لتسليم المساعدات في رحلة تمتد على 275 كيلومترا.
وحتى قبل اندلاع الحرب الحالية، كان قطاع غزة يخضع لحصار إسرائيلي وبحاجة ماسة إلى مساعدات، لكنّ الوضع الراهن لا يقارن بتاتا بما كان عليه قبل الحرب.
وروى لوكالة فرانس برس عن رحلاته السابقة إلى قطاع غزة قبل سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح من الجانب الفلسطيني في أيار/مايو ما أدّى إلى إقفاله.
وقال إن الأطفال كانوا يركضون وراء شاحنته راجين إياه أن يعطيهم مساعدات.
وأكد أنّ “امرأة ذات يوم ارتمت أمام شاحنتي راجية أن أتوقف لأعطيها شيئا تأكله”.
وسائقو الشاحنات الذين سلّموا بضائعهم سيعودون إلى ديارهم لكنّهم لن يغيبوا إلا لأيام قليلة. فبعد زيارة العائلة، سيحمّلون شاحناتهم مجدّدا بمساعدات توفّرها منظمات إنسانية ويعودون بها إلى الحدود في رحلة مكوكية جديدة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولياشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
انا في محافظة المهرة...
نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فرانس برس قطاع غزة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
العمليات الحكومية: المساعدات التي تدخل غزة 0.1% من الحد الأدنى المطلوب
عقدت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، اليوم الأربعاء، 04 يونيو 2025، اجتماعا بحضور وفدين من برنامج الغذاء العالمي (WFP) ووكالة الأونروا ، المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة .
وأكدت رئيسة غرفة العمليات الحكومية سماح حمد، أن قطاع غزة يتعرض لتجويع متعمد، في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، رغم وجود عشرات آلاف الأطنان من المواد الغذائية والصحية، على بعد أمتار من المدنيين الذين يواجهون مجاعة حقيقية.
وأضافت حمد في بيان ألقته حول الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع: "لأكثر من 600 يوم، يعيش القطاع تحت حصار شامل فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمل منع دخول الغذاء والدواء والمياه والوقود، وإغلاق المعابر أمام المرضى والمساعدات الإنسانية".
وأضافت "بعد 100 يوم من العدوان المتجدد، يُقتل المواطنون بالقصف والتجويع، بينما يقف العالم متفرجًا على مجزرة إنسانية تُنفذ ببطء وبأدوات الجوع والقهر".
وأوضحت أن الحصار الإسرائيلي لم يعد مجرد سياسة عقاب جماعي، بل جريمة إبادة ممنهجة، مؤكدة أن 81% من مساحة غزة أصبحت إما محظورة الوصول أو خاضعة لأوامر إخلاء قسري، ما تسبب في موجات نزوح متصاعدة طالت 40% من السكان منذ مطلع مارس الماضي".
وأشارت إلى أن المزاعم الإسرائيلية حول " فتح المعابر" مجرد تضليل، إذ لا تتجاوز المساعدات التي تدخل القطاع 0.1% من الحد الأدنى المطلوب، وأغلبها يقتصر على الطحين فقط، بينما تُمنع مئات الأصناف الحيوية من الغذاء والدواء".
وأعلنت حمد، أن الرئيس محمود عباس ، وجّه بنقل 30 ألف طن من القمح الروسي إلى قطاع غزة وطحنها وتجهيزها في الضفة كجزء من الاستجابة الطارئة.
وذكرت أنه في ظل مرور المساعدات عبر ممرات غير آمنة، وغياب آليات توزيع منظمة، اندفع المواطنون الجائعون بحثًا عن أي فرصة للنجاة، في مشاهد تؤكد حجم المأساة، فالأطفال يموتون بسبب الجوع، وكبار السن يلفظون أنفاسهم دون علاج، والناس يتزاحمون خلف الشاحنات في محاولة يائسة للبقاء.
وأكدت أن ما يجري في قطاع غزة هو انهيار كامل لمبادئ القانون الدولي، وانكشاف أخلاقي صارخ لمنظومة العدالة الدولية، محملة سلطات الاحتلال ومن يدعمها المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة.
وطرحت رئيسة غرفة العمليات مطالب الغرفة، التي تمثلت في الوقف الفوري وغير المشروط للعدوان على غزة، وفتح جميع المعابر بشكل دائم وفعّال دون قيود، والسماح بدخول الغذاء والدواء والمياه والوقود، وتمكين منظمات الأمم المتحدة، خاصة الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي، من إدارة العمل الإنساني وضمان حياديته، ووقف عسكرة المساعدات وتجريم ذلك.
ودعت المؤسسات الإعلامية والحقوقية إلى مواصلة توثيق الجريمة، وفضحها أمام العالم، مشددة على أن غزة لا تطلب الشفقة بل العدالة، ولا تموت بصمت، بل تصرخ بما تبقى من صوت: "الإنسانية تُختبر في هذه اللحظة… فإما أن تنتصر أو تنهار".
من ناحيتها، أكدت مديرة البرامج في برنامج الغذاء العالمي جون لويس، أن الوضع في غزة هو "الأسوأ منذ بداية الحرب"، مشيرة إلى أن ما يدخل حاليًا من مساعدات هو قطرة في محيط، فيما يواجه 25% من السكان خطر المجاعة، في ظل ارتفاع غير مسبوق في أسعار القمح واستمرار القيود على دخول الشاحنات من معبر كرم أبو سالم.
بدوره، أوضح ممثل الأونروا جون وايت، أن الوكالة لم تتمكن من إدخال موظفيها الدوليين إلى غزة منذ آذار/ مارس الماضي، ولا تزال تواجه عوائق تمنع إدخال الإمدادات، ما يعطّل استجابتها الإنسانية، لافتًا إلى الحاجة إلى أكثر من 3000 شاحنة عاجلة محمّلة بالغذاء والدواء.
وأشار إلى أنه من أصل 22 مركزًا صحيًا تابعًا للأونروا، لم يتبقَ سوى 7 فقط تعمل، والمخزون الدوائي على وشك النفاد خلال شهر، بعد تدمير أكثر من 311 منشأة تابعة للوكالة.
ونقل أعضاء غرفة العمليات وطواقمها من قطاع غزة، مشاهداتهم الصادمة من الميدان، مؤكدين أن المعاناة تفوق الوصف، وأنه لا بد من إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق بشكل عاجل، وفتح المخابز، على أن تتولى المؤسسات الأممية عملية التوزيع لضمان العدالة وحفظ كرامة المواطنين.
وأكدوا أن عشرات الآلاف من المرضى، خصوصًا من يعانون الفشل الكلوي والسرطان، محرومون من العلاج بعد تدمير مراكز الغسيل، ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المرافق الطبية، وتدمير العديد من المقرات التي تحتوي على أجهزة حيوية تابعة لوزارة الصحة.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين البرلمان العربي يدعو لوقف فوري لحرب الإبادة في غزة الاحتلال يستولي على 41 دونما من أراضي محافظة رام الله مجلس الأمن يصوّت اليوم على قرار لوقف إطلاق النار في غزة الأكثر قراءة حماس: ننتظر الرد النهائي على ما تم الاتفاق عليه مع ويتكوف غيّرنا وجه الشرق الأوسط - نتنياهو يؤكد: اغتلنا محمد السنوار كيف اختفت أعياد الميلاد في غزة؟ عن تجربة معالجة نفسية في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025