سودانايل:
2025-08-02@18:34:38 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (٤٤)

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

نقاط بعد البث

حسن الجزولي

منقو قل لا عاش من يفصلنا!.
++++++++++++++++++++
+ العنوان أعلاه لمقال اليوم كان عبارة عن مقدمة لأحد اناشيد المرحلة الابتدائية في زمن ما قبل أن (تجوط) العملية التعليمية وتتدنى مناهج التربية والتعليم نفسها !.
+ حيث تعلمت اجيال ذاك الزمن كيفية التعايش بين قبائل وقوميات السودان الوطن الواحد الذي يملك ثروة أخرى قل أن تتواجد عند غالبية شعوب الأرض ،ى وهي ثروة ( الوحدة في التنوع)!.


+ ولقد شبت اجيال ذاك الزمن في سلام ووئام ومحبة تجمع كل قبائل وقوميات السودانيين في تعايش يجسد محبتهم لبعضهم البعض ردحا من الزمن، لا يسائل فيها أبناء الحي الواحد في أي مدينة من مدن السودان بعضهم بعضا عن ( من اين جاؤوا) أو الجار لجاره من ( اين اتى)؟.
+ حتى هبط علينا هؤلاء الذين لا نعلم حقيقة ( من أين أتوا)!
+ وهكذا انفرط عقد التماسك المجتمعي، واهتزت القيم وأصبح الانتماء للوطن قائم على ( المناطقية)! .
+ وهكذا رويدا رويدا رتبوا لانفصال جنوبنا الحبيب!. ولم يكتفوا بذلك حتى عملوا من أجل الترتيب لانفصال بقية أقاليم البلاد عن بعضها البعض!
+ وعندما اكتشفوا أن العلاقات التاريخية بين الشعبين شمال وجنوب الوادي ما تزال متينة بل تحكي كل المؤشرات إلى الاتجاه نحو التلاقي المتين مستقبلا، تحركت أحقاد وأمراض الذين لا يعرف الناس من اين اتوا، من اجل دق اسفين التفرقة و(الفركشة) في أوساط هذه الشعوب!. هكذا (نكاية)!
+ وهكذا وفي غمرة الهجوم الجبان بالاحداث التي شهدتها منطقة الجزيرة وود مدني؛ والتي تقودها جحافل البراء ومليشيات المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية، امتد هجومهم على بعض ابناء دولة جنوب السودان فيبيدوهم عن بكرة أبيهم ، لينفتح بذلك الباب عريضا نحو إشعال الفتنة بين الشعبين، وهكذا يأتي رد الفعل ضد السودانيين بمدينة جوبا والمدن الأخرى هناك!
+وهكذا يسممون أجواء العلاقات الأخوية والإنسانية بين الشمال والجنوب، بعد إدراكهم أن أبناء الدولتين استطاعوا إعادة لحمتها بعد الانفصال الذي تسبب فيه وعمل من أجله تنظيم الإخوان المجرمين. وقد أحسوا أن الطريق معبد لمزيد من خطوات التلاقي وإعادة لحمة الوحدة حتى ولو بأشكالها الشعبية العميقة إن لم تساهم الديبلوماسية الرسمية في لعب هذا الدور.
+ وما الهجوم الإجرامي الذي استهدفوا به أولئك الضحايا الأبرياء من أبناء الجنوب، الا أحد أشكال تسميم العلاقات وليقطعوا به اي تواصل مستقبلي بين البلدين والشعبين، وذلك انتقاما من فشلهم في تنفيذ مخططهم غير المسؤول للاستفراد بالشمال وهم يحلمون بتطبيق ( شريعتهم غير المدغمسة) ،، أو كما أعلنوا!. فلا استطاعوا بلوغ عنب الشام أو حتى بلح اليمن!.
+ ليس ذلك وحسب بل ولا كمان بقيت دولتهم ( المهلهة) نفسها التي أعلنوا أنهم لن يسلموا حكمها الا للمسيح،، وكأنهم يحترمون المسيح نفسه!.
+ عليه ،، حسنا تحركت قيادات (الشطر الجنوبي) لؤاد الفتنة!. وحسنا ارتفعت أصوات الحكمة من بين أوساط الشعبين للعمل على تفويت الفرصة على هؤلاء المتاسلمين المجرمين
+ وحقا ،،( من اين جاء هؤلاء)؟!
+ ومنقوا قل معي لا عاش من يفصلنا!.
+++++++++++++
+ لجنة التمكين كانت تمثلني وستمثلني لاحقا أيضا!.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟

يبرز في السنوات الأخيرة اهتمام موسع على المستوى الوطني بموضوع تصويب منظومة تربية الأبناء – مدعومًا بخطاب أعلى من القيادة السياسية – وذلك نظير ما يعتري هذه المنظومة من تحديات ومتغيرات؛ بعضها نابعٌ من ذات المجتمع في حركته وتبدلاته وتغير المفاهيم والتفاعلات بين أجياله وأفراده، وبعضها الآخر نابعٌ من خارجه ويتأتى من سياق عولمة الثقافة وأدوات التربية ومصادرها من إعلام ومضامين تربوية. ورغم تسليط الضوء على مستوى الحوار العام (إعلام، مؤسسات ثقافية، مؤسسات مجتمع مدني، مؤسسات أكاديمية، حوارات عمومية) على هذه القضية إلا أن النقاش حولها – في تقديرنا – يعتريه بعض أوجه الخلل التي تضعف مخرجاته ونتائجه، ومنها: أن هذا النقاش ينبغي أن يكون مؤصلًا على مخرجات جهد علمي وأكاديمي من دراسات وبحوث موسعة، لا تدور في ذات فلك القضايا، بل تتحول إلى محاولة فهم شمولي لما يعتري منظومة التربية ككل من متغيرات، وما مرت به من تحولات، وصولًا إلى نتائج يمكن أن ينطلق منها في النقاش وتطوير المعالجات. وثاني أوجه الخلل أن الحوار تقوده النخب، سواء الأكاديمية أو الرسمية ويفتقد فيه إلى صوت المجتمع (المربين أنفسهم)، من خلال هواجسهم، وتجاربهم، ورؤاهم، والتحديات الواقعية التي تعترض ممارساتهم التربوية، وهو ما يميل بهذا الحوار إلى أن يكون أحادي النظرة، تنظيري في غالبه. ومن أوجه الخلل التي نعتقد بها كذلك أنه ليس هناك تشخيصًا دقيقًا ومحددًا لتحديات منظومة التربية ينطلق منه فعلًا ويتوافق عليه ويصار إلى تقصيه وبحث معالجاته وفق سردية وطنية ومؤسسية جامعة.

ولعلنا في هذه المقالة نسلط الضوء على هذا الوجه تحديدًا، في محاولة للإجابة على سؤال: ما الذي يواجه منظومة التربية حقًا من تحديات؟ وفي محاولة الإجابة على هذا السؤال لعلنا نستعين ببعض الرؤى التي تمدنا بها مسوحات ودراسات المنظومة التربوية من ناحية، ومنهجية العقد من ناحية أخرى (كيف يسبب تحديًا غير منظور تحديات كبرى للمجتمع على المدى المتوسط والبعيد). ونرى بتقسيم هذه التحديات إلى ثلاث مجموعات أساسية؛ تحديات مباشرة ومرئية يمكن أن نلحظها وتأثيراتها بشكل مباشر، ومنها ضعف التحكم في أوقات التربية المباشرة، لصالح الأوقات التي تقضى على المنصات الرقمية عمومًا، وضعف التحكم في المحتوى المتلقى من قبل الأبناء في هذه المنصات، وصعوبة التمييز لاحقًا بين مصداقية/ شرعية/ أخلاقية ما يتم تلقيه عبر المنصات الرقمية من ناحية وما يتم تلقيه عبر أدوات التربية التقليدية من ناحية أخرى، وضمن هذا النوع من التحديات كذلك الضعف في وجود محتويات تربوية مصممة بطريقة تفاعلية وقائمة على المفاهيم والقيم والموجهات المحلية يمكن للأبناء تلقيها والتفاعل معها عبر المنصات الرقمية. هناك انحسار واضح كذلك لأدوار بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالمساجد ومساحات الأقران الفاعلة وهو ما يشكل اختلالًا في أركان مهمة في دور المنظومة. وهناك نوع آخر من التحديات؛ وهي تحدياتٌ غير مرئية بطريقة مباشرة ولكنها على المدى البعيد تشكل أزمة لمنظومة التربية عمومًا، ومنها تباين الممارسات واختلافها في منظومة تربية الطفولة المبكرة؛ نظير تباين المؤسسات والتوجهات التي ينخرط فيها الطفل في السنوات الأولى، وعدم وجود مرجعية واضحة ومحددة لسمات هذه المرحلة وموجهاتها، وكذلك ممارسة بعض الأسر الضغط المعرفي والتعليمي واعتبار قيمة التحصيل الدراسي القيمة والموجهة الأعلى خلال السنوات الممتدة من عمر (7 – 18) سنة وربما ما بعدها، دون اعتبار للموجهات الأخرى مثل النمو الاجتماعي والنفسي والعاطفي للأبناء. ومن التحديات كذلك تحديات الإعالة والتي ترتبط في جزء كبير منها بالظروف الاقتصادية للمجتمع من ناحية، وبثقافة تأسيس الأسرة لدى المربين من ناحية أخرى، ومن التحديات كذلك ضعف سعي بعض المربين لتطوير معارفهم ومحصلتهم الثقافية حول المتغيرات والأدوات التربوية الحديثة، مما ينشئ أزمة صراع مفاهيمي بينهم وبين الأبناء. أما النوع الثالث من التحديات؛ فهي تحديات تظهر إشاراتها الأولى ولا نجزم حقًا في كونها ترقى إلى تحديات بنيوية، ولكن استمرارها بنفس الوتيرة ينذر بتحولها إلى مشكلات تربوية، ومنها: اكتفاء الأسرة بدور الإعالة الاقتصادية وترك الأدوار التربوية الأخرى لصالح أطراف أخرى مستجدة في منظومة التربوية كـ(المربيات ومدبرات المنازل)، والانفصال عن الأسر الممتدة التي تشكل مصدرًا فاعلًا لنقل القيم والأخلاق وامتداد المقبول من العرف عبر الأجيال، وكذلك عدم توجيه منظومة (اللعب والترفيه) للأبناء وفق موجهات تتوافق مع الحالة القيمية والعمرية والمعرفية وحاجيات النمو الحقيقية والمتزنة للأبناء، عوضًا عن بعض الظواهر الناشئة مثل الحماية المفرطة، والاعتماد المطلق على المؤسسات في أوقات فراغ الأبناء، وعدم وجود خارطة نمو واضحة ومحددة لدى الأسرة لمسار الأبناء عبر فترات زمنية متتابعة ومحددة بأهداف واضحة لمتابعة هذا النمو.

لا ندعي أن ما ذكر أعلاه يمثل كافة التحديات التي تعتري منظومة التربية؛ ولكن هي دعوة لتوسيع الأفق في مناقشة هذه القضية، والذهاب إلى رؤى أكثر منهجية في تناولها، وعلى الجانب الآخر فإن منظومة التربية المعاصرة في حاجة اليوم إلى عدة تحولات جادة وحقيقية لعل من بينها: تسويق القدوات التربوية المطلوبة والمرغوبة، وتعزيز ثقافة الصحة النفسية والعقلية لدى المربين والأبناء، والاهتمام بإعادة هيكلة منظومة الطفولة المبكرة، وإيجاد التدخلات التي تساعد الأسر على النظر إلى رحلة نمو الأبناء من منظورات متعددة، وليس فقط منظور التحصيل الدراسي والعلمي، والاهتمام بظاهرة أثر المربيات ومدبرات المنازل، عوضًا عن مضاعفة المحتوى التربوي المحلي المصمم بطريقة فائقة ومنتقاة عبر المنصات الرقمية، والاهتمام بمنظومة إعلام الطفل وتوسيع المنصات الإعلامية الموجهة لأغراض التربية ونمو الأطفال.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان

مقالات مشابهة

  • ما الذي تعانيه منظومة التربية من تحديات؟
  • الأوطان مسؤولية من؟
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله
  • تحولات في العلاقات بين إسرائيل وهولندا بسبب الحرب على غزة
  • جيش الإحتلال: اعترضنا الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وراحة البال.. يا مجيب دعوة المضطرين
  • “رونالدو… نجم النصر الذي لا يبتسم للإعلام النصراوي”
  • التيجان السبع.. لتفريج الكرب وراحة البال
  • نصيحة سيدنا النبي لمن يكثر من الشكوى والهم ويعاني من الكرب والضيق
  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟