هل ستشارك تركيا في جهود إعادة إعمار قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
وسط مشاهد الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تتزايد التساؤلات بشأن الأطراف القادرة على إعادة الحياة إلى القطاع المنكوب.
ومع امتزاج التحديات بالآمال تتجه الأنظار إلى مدى استعداد تركيا لتحويل مواقفها السياسية إلى خطوات ملموسة في إعادة إعمار غزة، وذلك من خلال تقديم الدعم الإنساني والمادي، والمساهمة في ترميم ما دمرته الحرب.
وفي خضم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب برزت تركيا كإحدى الدول الأكثر فاعلية في تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، مستندة إلى رؤية تجمع بين الدعم الإغاثي العاجل والتوجهات الدبلوماسية الداعمة للقضية الفلسطينية.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارا أن بلاده تبذل جهودا متواصلة لمد يد العون للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشددا على أهمية اتخاذ العالم الإسلامي موقفا موحدا ضد العدوان.
وخلال اجتماع مجلس الوزراء مساء أمس الثلاثاء أعلن أردوغان أن بلاده قدمت 100 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى اليوم، مشددا على أن تركيا ستزيد حجم المساعدات مع اقتراب شهر رمضان المبارك، في إطار التزامها الثابت بدعم سكان القطاع في مواجهة الأزمات الإنسانية المتفاقمة.
وتتبنى الحكومة التركية موقفا ثابتا في دعم إعادة إعمار غزة، مؤكدة التزامها بمساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز آثار الحرب المدمرة.
إعلانوخلال تصريحات أدلى بها للصحفيين أثناء عودته من ألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شدد الرئيس التركي على أن بلاده مستعدة "لبذل كل ما يلزم لتعويض الدمار الذي سببته إسرائيل"، مشيرا إلى أن إعادة بناء المستشفيات والمدارس والبنية التحتية ستكون على رأس أولويات تركيا في القطاع.
كما أكد أردوغان أن تركيا ستعمل على إصلاح مرافق المياه والطاقة المتضررة بشدة، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر هذا الدور التزاما أخلاقيا وإنسانيا تجاه الشعب الفلسطيني.
ولا تقتصر الجهود التركية على الجانب الإنساني فحسب، بل تعكس رؤية إستراتيجية لتعزيز نفوذها الإقليمي عبر دعم غزة كجزء من مساعيها لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وإلى جانب ذلك، تبذل أنقرة جهودا دبلوماسية مكثفة لحشد دعم دولي وإقليمي يساهم في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، مع التركيز على أهمية رفع القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات والمواد اللازمة لذلك إلى القطاع.
من جانبها، قالت هيئة الإغاثة التركية في تصريحات للجزيرة نت إن الوضع الإنساني في غزة بعد الحرب الأخيرة يفرض تحديات جسيمة وغير مسبوقة، إذ يعاني السكان من احتياجات إنسانية شديدة تتطلب استجابة عاجلة.
وأوضحت الهيئة أن أولوياتها تتركز على توفير الغذاء لنحو مليوني شخص يعانون من آثار المجاعة، بالإضافة إلى تأمين مساكن مؤقتة للنازحين الذين فقدوا منازلهم، خاصة في فصل الشتاء وبرودته القاسية.
وأفادت بأنها تعمل على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للجرحى والمرضى، إلى جانب جهود ترميم القطاعين التعليمي والصحي، إذ حُرم آلاف الطلاب من الدراسة نتيجة الدمار الواسع الذي طال المدارس والبنية التحتية.
كما أكدت الهيئة امتلاكها خططا شاملة لإعادة إعمار المنازل المدمرة بالاعتماد على خبرات سابقة في إدارة مشاريع الإعمار بعد الحروب، مؤكدة أن هذه الجهود تنفذ بالتنسيق مع وزارة الأشغال والإسكان الفلسطينية، لضمان عدالة التوزيع بين جميع المحافظات في القطاع.
إعلانوأضافت أن خطط الإعمار تشمل 3 فئات رئيسية: منازل مدمرة كليا، منازل متضررة بشكل كبير وغير صالحة للسكن، منازل تحتاج إلى ترميم جزئي.
تحديات الإعماروأشارت الهيئة إلى أن التحديات الكبرى التي تواجه هذه الجهود تشمل القيود المفروضة على إدخال مواد البناء والمعدات عبر المعابر، بالإضافة إلى غياب ضمانات لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يعرقل تمويل المشاريع من الجهات المانحة.
وأكدت أن رؤيتها للعمل الإنساني تتجاوز الإغاثة المؤقتة نحو مشاريع تنموية مستدامة، موضحة أنها تسعى إلى تنفيذ مشاريع صغيرة تدعم الأسر المتضررة وتمكنها من تحقيق دخل مستقر، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، بهدف تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين الظروف المعيشية.
كما دعت إلى ضرورة فتح المعابر بشكل دائم لضمان وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن استمرار الحصار يشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق الاستقرار في القطاع.
واختتمت الهيئة تصريحاتها بالتشديد على التزامها بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني في غزة رغم الصعوبات، مشيرة إلى أن الجهود الإنسانية تحتاج إلى تنسيق دولي مكثف لتحقيق نتائج ملموسة تخفف معاناة السكان وتعيد لهم الأمل في حياة كريمة ومستقرة.
من جانبه، قال الإداري في وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) محمد تيمزر في حديث للجزيرة نت إن تركيا سيكون لها تأثير قوي في عملية إعادة إعمار غزة، نظرا لحضورها الفاعل والمستمر بالقطاع منذ سنوات.
وأوضح تيمزر أن "تيكا" إلى جانب المؤسسات التركية الأخرى -سواء الرسمية أو غير الحكومية- تتمتع بخبرة كبيرة في تنفيذ مشاريع تنموية وإنسانية بغزة، حيث كانت موجودة قبل الحرب الأخيرة واستمرت في تقديم الدعم أثناءها.
وأضاف أن المؤسسات التركية تمكنت من العمل بسلاسة وفاعلية خلال الحرب مقارنة بغيرها من المؤسسات الإنسانية، بفضل جاهزيتها العالية وشبكة التعاون الواسعة التي بنتها مع الشركاء المحليين والدوليين.
إعلانوأشار تيمزر إلى أن الجهود الإغاثية التي تم تنفيذها شملت توفير الغذاء والمساعدات الطبية ومواد الإيواء، في ظل ظروف صعبة فرضها الحصار والقيود المفروضة على المعابر، لافتا إلى أن وكالة "تيكا" تعمل حاليا بالتنسيق مع الجهات الرسمية الفلسطينية والمؤسسات الدولية لوضع خطط شاملة لإعادة الإعمار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إعادة إعمار غزة أن بلاده إلى أن
إقرأ أيضاً:
السيسي يناشد ترامب: أوقفوا حرب غزة وافتحوا بوابات المساعدات الإنسانية
وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، نداءً خاصًا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا فيه إلى التدخل العاجل لوقف الحرب في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين داخل القطاع.
وقال السيسي، في كلمة متلفزة: “أوجه نداءً خاصًا لك، من فضلك ابذل كل الجهد لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات. وأتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب”، مشيرًا إلى أنه يثق بقدرة ترامب على إنهاء الصراع والمعاناة في غزة.
وأكد الرئيس المصري أن مصر تواصل القيام بدورها تجاه القضية الفلسطينية، وأنها لن تتخلى عن مسؤوليتها، قائلاً: “الدور المصري شريف ومخلص وأمين، ولن يتغير”، مضيفًا أن القاهرة حريصة على إيجاد حلول سلمية تنهي الحرب وتخفف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأشار السيسي إلى أن معبر رفح هو معبر مخصص لعبور الأفراد، وأن تشغيله لا يعتمد فقط على الجانب المصري، بل يتطلب تنسيقًا من داخل القطاع. وأوضح أن قطاع غزة يحتاج في الأيام العادية إلى ما بين 600 و700 شاحنة مساعدات، مؤكدًا استعداد مصر لإدخال كميات كبيرة من المساعدات، وأن “ليس هناك ما يعوق دخولها من جانبنا”.
كما شدد الرئيس المصري على ضرورة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني لضمان دخول أكبر عدد ممكن من شاحنات المساعدات، منبهًا إلى خطورة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكداً أن ذلك “سيؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين”، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
يأتي هذا النداء في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، واستمرار الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية والسماح بدخول الإغاثة الإنسانية العاجلة.