جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-05@11:15:23 GMT

غزة.. صمود لا ينكسر

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

غزة.. صمود لا ينكسر

 

 

فاطمة بنت هبيس الكثيرية

في قلب خريطة العالم، تقبع بقعة صغيرة بحجمها، عظيمة بأثرها، تسمى غزة. لم تكن يومًا مجرد مكان جغرافي، بل أصبحت رمزًا عالميًا للمقاومة والصمود في وجه المستحيل. على مر العقود، أثبتت غزة أن الانتصارات الحقيقية لا تُقاس بعدد الطائرات ولا بمدى تعقيد التكنولوجيا العسكرية، بل بما تحمله النفوس من إرادة لا تُقهر، وبما يُمكن أن تصنعه العقول حين تتوحد الرؤية ويتجسد الإيمان.

الصمود كهوية

غزة ليست مدينة، بل روح تسكن شعبًا اختار التحدي منهجًا. أجيال تربت على صوت القصف، ورائحة الدمار، لكنها في كل مرة، نهضت لتعيد تعريف معنى الحياة والكرامة. تحت الحصار، تُصنع المعجزات. من رحم الأزمات، يولد الأمل. بين زوايا البيوت المهدمة، تُنسج حكايات لا تشبهها أخرى: طفل يحمل كتابًا بيد، ومقلاعًا باليد الأخرى، أم تحيك علمًا وطنيًا على ضوء شمعة، وشيخٌ يُعلّم الصغار أن الأوطان لا تُباع.

انتصار يصعب تقليده

ما يجعل انتصار غزة فريدًا من نوعه هو جوهره الإنساني. ليس مجرد معركة بين طرفين، بل هو صراع بين قيم الحرية والعدالة من جهة، والاستبداد والظلم من جهة أخرى. في هذا الصراع، امتلكت غزة سلاحًا لا يمكن تقليده: إرادة جماعية. لا يمكن لأحد أن يُعيد خلق تجربة تُبنى على التضحية المطلقة وحب الأرض بهذا العمق.

غزة لا تعتمد على ما يمتلكه العالم من أدوات الحرب الفتاكة، بل تبتكر أسلوبها الخاص، حيث المقاومة لا تتوقف عند البندقية. هناك مقاومة بالكلمة، بالصورة، وبالصبر الذي لا يعرف الانكسار. يكمن سر هذا الانتصار في أنه لا يعتمد على فرد واحد أو قيادة واحدة، بل هو امتداد لشبكة متماسكة من العقول، تمتد من الطفل الذي يكتب شعرًا على الجدران، إلى المهندس الذي يُعيد بناء الأنفاق تحت الأرض.

درس للعالم

غزة لا تنتصر فقط بسواعد أبنائها، بل بقدرتها على أن تصبح مصدر إلهام لشعوب العالم. في عصر باتت فيه العولمة تسحق الخصوصيات، تبرز غزة كاستثناء، تُذكّرنا أن الهوية الثقافية والكرامة الوطنية يمكن أن تكون أقوى من أي جيوش. يعلمنا أهل غزة أن الانتصار الحقيقي لا يعني هزيمة عدوك فقط، بل الحفاظ على إنسانيتك وسط أحلك الظروف.

الرسالة الأعمق

انتصار غزة ليس حدثًا عابرًا يُسجل في كتب التاريخ وينتهي أثره مع مرور الزمن. هو فكرة تُشعل النفوس، تلهم الحالمين، وتُرعب من يرى في الحرية تهديدًا. غزة لا تطالب العالم بمساعدتها، بل تُعلّمه كيف يقف شامخًا أمام طغيان العصر. لقد أصبحت غزة مدرسة لمن أراد أن يكتب معنى جديدًا للحرية، ولمن يؤمن أنَّ الكرامة ليست قابلة للمساومة.

في النهاية.. انتصار غزة هو رسالة لمن لا يزال يؤمن أن الحقوق تنتزع، لا تُمنح. من بين الركام، تكتب غزة حكاية العالم الذي نريده: عالم يقف فيه المظلوم، مهما بدا ضعيفًا، على قدميه ليُغيّر معادلات القوة بجرأة الفكرة، وحرارة الإيمان، وعمق الروح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكونغرس يُقرّ مشروع الموازنة المثير للجدل ويمنح ترامب انتصارًا سياسيًا جديدًا على الديمقراطيين

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوقيع قانون الموازنة في مراسم خاصة تقام بمناسبة العيد الوطني، وذلك بعد جهود شاقة بذلها لتمريره في ظل معارضة شديدة من الديمقراطيين، وعقب مصادقة مجلسي الكونغرس على التشريع، بحسب ما أعلن البيت الأبيض. اعلان

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، للصحافيين: "سيصل القانون إلى مكتب الرئيس لتوقيعه خلال مراسم كبيرة وجميلة ستُقام غدًا في تمام الساعة الخامسة مساءً، في الرابع من تموز/يوليو، تمامًا كما وعد الرئيس وكان يأمل دائمًا".

وكان الكونغرس قد أقر مشروع الزعيم الجمهوري الذي يتضمن إعفاءات ضريبية واسعة وخفضًا في الإنفاق، منهياً بذلك أيامًا من النقاشات والتصويتات في مبنى الكابيتول.

وصوّت الجمهوريون في مجلس النواب لصالح المشروع الذي تبلغ قيمته 4.5 تريليون دولار (3.8 تريليون يورو)، ليُقرّ نهائيًا في الكونغرس يوم الخميس، متغلبين على سلسلة من التحديات، وناجحين في تمريره قبل الموعد النهائي في 4 يوليو.

وجاء التصويت بفارق ضئيل، حيث أُقر المشروع بأغلبية 218 صوتًا مقابل 214،وذلك بعد انضمام عضوين جمهوريين إلى جميع الديمقراطيين المعارضين.

وقد بذل قادة الحزب الجمهوري جهودًا كبيرة خلال الليل، فيما مارس الرئيس ترامب بنفسه ضغوطًا على عدد من المترددين لدفعهم إلى التراجع عن معارضتهم، ما أتاح في النهاية إحالة المشروع إليه لتوقيعه وتحويله إلى قانون.

في المقابل، عمد زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز من نيويورك، إلى تأخير التصويت من خلال إلقاء خطاب مطوّل استمر أكثر من ثماني ساعات، مسجّلًا بذلك رقمًا قياسيًا في محاولة لعرقلة تمرير المشروع.

الرئيس دونالد ترامب يتفقد منشأة احتجاز جديدة للمهاجرين في مركز التدريب والانتقال "ديد-كوليير" بولاية فلوريدا، في 1 يوليو/تموز 2025.AP Photo

وعن ذلك قال، رئيس مجلس النواب مايك جونسون: "لدينا عمل كبير يجب أن ننهيه".

وتابع: "من خلال مشروع قانون واحد كبير وجميل سنجعل هذا البلد أقوى وأكثر أمانًا وازدهارًا من أي وقت مضى."

وتمثل النتيجة فوزًا كبيرًا للرئيس وحزبه الذي نجح في تكرير حزمة تعبر عن أفكاره في 800 صفحة.

الإعفاءات الضريبية وتخفيضات شبكة الأمان

يركز مشروع القانون بشكل رئيسي على تمديد إعفاءات ضريبية بقيمة 4.5 تريليون دولار (ما يعادل 3.8 تريليون يورو)، كانت قد أُقرّت في عام 2017 خلال فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى، ومن المقرر أن تنتهي قريبًا لو لم يتخذ الكونغرس إجراءً لتمديدها. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن إعفاءات ضريبية جديدة.

من بين هذه الإعفاءات الجديدة، يسمح القانون للعمال بخصم الإكراميات التي يحصلون عليها وأجر العمل الإضافي من دخلهم الخاضع للضريبة، كما يتيح خصمًا يصل إلى 6,000 دولار (5,105 يورو) لمعظم كبار السن الذين يكسبون أقل من 75,000 دولار (63,822 يورو) سنويًا.

علاوة على ذلك، يتضمن المشروع استثمارًا كبيرًا يصل إلى حوالي 350 مليار دولار (297 مليار يورو) في مجالات الأمن القومي، ويتضمن تمويلًا لأجندة ترامب الخاصة بالترحيل، بالإضافة إلى دعم تطوير نظام الدفاع "القبة الذهبية" لحماية الولايات المتحدة.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يقرع المطرقة في قاعة المجلس خلال التصويت النهائي على مشروع القانون البارز للرئيس دونالد ترامب، 3 يوليو/تموز 2025.AP Photo

ومن أجل تعويض الإيرادات الضريبية التي ستُفقد في حال تطبيق الإعفاءات، تتضمن الحزمة اقتطاعات بقيمة 1.2 تريليون دولار (تريليون يورو) من برامج الرعاية الصحية الطبية وبرامج دعم الغذاء، ويتم ذلك بشكل رئيسي عبر فرض متطلبات عمل جديدة على المستفيدين، بما في ذلك بعض الآباء والأمهات وكبار السن. كما يشمل المشروع تقليصًا كبيرًا في الإعفاءات الضريبية الممنوحة لمشروعات الطاقة الخضراء.

ويقدر مكتب الميزانية بالكونجرس أن الحزمة ستضيف 3.3 تريليون دولار (2.8 تريليون يورو) إلى العجز على مدى العقد، وسيصبح 11.8 مليون شخص إضافي بدون تغطية صحية.

Relatedسادس اتصال هاتفي بين بوتين وترامب في 2025.. ما هي تفاصيل المباحثات؟ترامب و"تروث سوشال".. كيف أصبحت شؤون أمريكا والعالم تُدار عبر منصة خاصة؟بعد أن دشّنه ترامب.. مركز احتجاز "ألكاتراز التماسيح" يستعد لاستقبال أول دفعة من المهاجرين

إلا أن جودي أرينجتون، رئيس لجنة الموازنة في مجلس النواب قال: "كانت هذه فرصة الأجيال لتقديم مجموعة الإصلاحات الأكثر شمولاً وأهمية من الإصلاحات المحافظة في التاريخ الحديث، وهذا بالضبط ما نقوم به".

اتحاد الديمقراطيين ضد "مشروع القانون القبيح"

وكان الديمقراطيون قد اتحدوا ضد مشروع القانون باعتباره هبة ضريبية للأغنياء تُحمّل على كاهل الطبقة العاملة والأكثر ضعفًا في المجتمع، وهو ما وصفوه بـ"القسوة المتدرجة".

وقد تصاعد التوتر في القاعة.

إذ شرع حكيم جيفريز خطابه في الساعة 4:53 صباحًا، وانتهى في الساعة 1:37 بعد الظهر، محققًا رقمًا قياسيًا استمر ثماني ساعات وأربع وأربعين دقيقة، حيث جادل ضد ما أسماه "مشروع قانون ترامب القبيح الكبير".

وقد قال جيفريز، الذي استخدم حق الزعيم في النقاش غير المحدود: "نحن أفضل من هذا"، وقرأ رسالة تلو الأخرى من الأمريكيين الذين تحدثوا عن اعتمادهم على برامج الرعاية الصحية.

زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، يتحدث خارج مبنى الكابيتول الأمريكي، 2 يوليو/تموز 2025.AP Photo

وتابع جيفريز: "لم أتخيل أبدًا أنني سأقف في قاعة مجلس النواب لأصف هذا الوضع كمسرح جريمة".

وأضاف: "هذا حقًا مسرح جريمة يهدد صحة وسلامة ورفاهية الشعب الأمريكي". و "نحن لا نرغب في أن نكون جزءًا من هذا الأمر".

وكان تمرير الحزمة عبر الكونجرس تحديًا منذ البداية، إذ واجه الجمهوريون صعوبات في كل مرحلة تقريبًا، متشاجرين في مجلسي النواب والشيوخ، وغالبًا ما نجحوا بفارق صوت واحد فقط.

فقبل أيام، نجحوا في تمرير الحزمة في مجلس الشيوخ بعد أن كسر نائب الرئيس جي دي فانس التعادل في التصويت.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • من ليبيا إلى فرنسا.. تدريب عالمي يعزز صمود النيابة العامة ضد الجرائم المالية
  • كارتال.. «الانتصار الأكبر» في «حياة الإصابات»!
  • د. حسن محمد صالح يكتب: الفاشر .. يا خط دفاع ما ينكسر يا راية في جيش الفتى البرهان
  • انتصار ترامب.. الكونجرس الأمريكي يصادق على مشروع قانون الموازنة
  • الكونغرس يُقرّ مشروع الموازنة المثير للجدل ويمنح ترامب انتصارًا سياسيًا جديدًا على الديمقراطيين
  • انتصار للشعب على الإرهاب.. أسامة كمال عن 3 يوليو : الإخوان رفعوا شعار يا نحكمكم يا نقتلكم
  • اليونيفيل: 1600 مبادرة إنسانية لتعزيز صمود الجنوب بالتعاون مع الجيش
  • عاشوراء في اليمن.. روح الحسين تتجدد في صمود شعب يواجه طغاة العصر
  • فعالية سياسية بعنوان “الوعد الصادق 3” انتصار الأمة وانكسار الاستكبار
  • رئيس الطاقة الذرية الإيرانية: لا يمكن تدمير صناعتنا.. وقانون الغابة يحكم العالم